أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى محمد غريب - ثقافتـــان متناقضتـــان














المزيد.....

ثقافتـــان متناقضتـــان


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1102 - 2005 / 2 / 7 - 11:31
المحور: الادب والفن
    


ان نداء الاتحاد الدولي للكتاب سوف يرجمه التاريخ بالعار والشنار ويجعله في في مزبلته وكذلك الموقعين عليه
في خضم الصراع الدائر في العراق يتبلور مفهوم واضح ان هذا الصراع السياسي الاقتصادي الاجتماعي الثقافي والعسكري هو بين ــ فكران ينتهجان ثقافتان متناقضتان في المظهر والجوهر، ثقافة رجعية متخلفة تعتمد العنف البربري باسلوب جديد وتخدم الطبقات الاستغلالية او الاتجاهات الدينية السلفية والاصولية وهي ذات نزعة لاعقلانية كثقافة مضادة، وثقافة جماهيرية وطنية انسانية تنويرية تنتهج العقلانية في تصوراتها المستقبلية، ثقافة تمتد بعيداً في عمق تاريخ الثقافة البربرية القديمة التي ترى في اي تنوير للمجتمع بمثابة مقصلة حادة لها ولأفكارها الرجعية المعتمدة على السيف والبطش والاقبية المظلمة السرية، وثقافة تمتد جذورها للثقافة التنويرية عبر تاريخ وطني وانساني حضاري يهدف الى تنوير الانسان بقيم جمالية مسالمة فيها يكمن احترام جميع الحضارات معتبرة انها في نهاية المطاف تصب في مصب النهرالعظيم للتاريخ الثقافي الحضاري الانساني وتخدم الاكثرية من الشعب.
في العراق ومنذ بعيد الزمن ظل هذا الفهوم حول الثقافتين يتصارع مرةً في العلن وكثيراً في الخفاء لاتجاه الدول القديمة بدعم الثقافة الرسمية المضادة وكذلك في العهد الامويي والعباسي والعثماني وحتى تشكيل الدولة العراقية وعلى امتداد الجمهورية العراقية وصولاً الى سلطة البعثفاشي القمعية ، وفي كل مرة كان الصراع ينتهي بهيمنة رسمية للثقافة الرجعية المتخلفة لأنها الثقافة الرسمية للحكومات التي تسيطر على السلطة، الا الشهور القليلة بعد انتصار الثورة في تموز فقد تراجعت هذه الثقافة عن مواقعها امام الثقافة التقدمية الانسانية ولكنها سرعان ما عادت لمواقعها بسبب الدعم الداخلي والخارجي لها، وخلال الصراع القديم الجديد لم تستطع الثقافة الرسمية الرجعية ان تسيطر سيطرة تامةعلى الساحة الثقافية الشعبية في العراق لا بل حتى في الكثير من البلدان العربية وغير العربية المجاورة ، ولعبت الثقافة التقدمية ادواراً مختلفة من اجل توعية الجماهير بقضاياها المصيرية المطلبية منها والسياسية والثقافية ايضاً.. فكانت ملاحقة دائماً من الدوائر الثقافية البوليسية ، كأجهزة امنية او على شكل منظمات او اتحادات ادبية ثقافية تتربص بالمثقفين التقدمين لتمنعهم من اداء دورهم الرائد في اخراج الثقافة من قوقعها المتخلف لتكون ثقافة ذات قيم روحية تعزز الروح الانسانية بين القوميات وكذلك الوحدة الثقافية بين الشعوب..
فماذا كان دور الاتحادات الادبية والثقافية الوطنية من هذا الصراع المعلن والمخفي ؟ على ما نعتقد ان هذه المؤسسات لعبت دوراً سلبياً في تعاملها مع الواقع الثقافي فابتعدت عن اهدافها التي تأسست عليها وراحت تعيد تبعيتها للسلطة السياسية على حساب الثقافة الوطنية والانسانية مما جعل تأثير الايديولوجيات التي تمجد العنف وتعتبره اقصر طريق في فرض ثقافتها يزداد يوماً بعد آخر وبخاصة في البلدان غير الديمقراطية او التي تدعي الديمقراطية او حتى تلك البلدان التي تحكمها عقليات شمولية استبدادية مثلما كان الحال في العراق..
فإذا كان مستوى الاتحادات الادبية والثقافية الوطنية القطرية بهذا الشكل فبالتأكيد ان الاتحادات الدولية سوف تتسم بطابعها الثقافي السياسي وهو ما حصل في منطقتنا العربية.. ومن هنا لم نفاجأ بنداء الاتحاد الدولي للكتاب الآخير عن الصحافية الايطالية "جوليانا سفرينا" المختطفة من قبل العصابات الارهابية والتي يعتبرها الاتحاد والموقعين على النداء مقاومة وطنية ويطالبهم باطلاق سراحها بعدما اختطفت قبلها الصحافية الفرنسية " فلورنسا اتبينا "
ان نداء هذا الاتحاد المغرض المعادي للشعب العراقي واكثرية صحافييه وادبائه ومثقفية يدل على قيم الثقافة الرجعية المتخندقة في سربال القومية والوطنية المقياس حسب فكرهم المعادي لكل تقدمي تنويري، فجملة " اسكات الاصوات الحرة " وإذا لم نحترس ( وهي دعوة للخاطفين الارهابين القتلة ) " فلن يبقى في العراق سوى صحافيين يعطون الحقيقة المنبثقة من رؤية المحتلين " دلالة على الحقيقة التي تظهر مدى كراهية وحقد البيان والموقعين عليه وبالوقوف ضد ارادة شعبنا العراقي ومثقفيه المخلصين الذين يشرفون رؤوس ادبائهم المتمرغلة تحت أقدام وكراسي حكامهم ، فليس بغريب ان يوقع البيان جمال الغيطاني المتهم من قبل وسائل الاعلام ورجال الثقافة بصلته بالنظام المقبور وكتابة رواية " زبيبة والملك " على الرغم من انكاره لذلك.، ثم الا يخجل محمود درويش وهو الصامت عن مجازر الارهابيين القتلة، من تضحيات ودعم الصحافيون والادباء والمثقفون العراقيون للقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية حتى يتهمهم بأنهم كأمعات لرؤية المحتلين بتوقعيه هذا النداء.. اما ادونيس فلا عجب من موقفه لأن مواقفه الانتهازية معروفة للجميع..
ان بيان الاتحاد الدولي للكتاب سوف يرجمه التاريخ بالعار والشنار ويدعه في مزبلته وكذلك الموقعين عليه، لأنه لا يدل إلا عن ثقافة رجعية بلباس قومي حاقد.. بينما سيبقى الادباء والصحافيون والمثقفون العراقيون في الداخل والخارج مشعل نور لدرب الحقيقة النابع من تبعيتهم لوطنهم وكذلك الديمقراطية والتحرر والتقدم في المنطقة وليس كما اتهمهم النداء المضلل وموقعيه. وسيبقى شعب العراق وصحافيه وادبائه ومثقفيه يناضلون من أجل الدولة الديمقراطية التعددية الفدرالية والاستقلال الكامل ولكن ليس عن طريق تفجير الاماكن العامة وتخريب البنى التحتية وخطف الناس، كما أنه سيبقى على رؤوسهم المحشوة بالتبعية والانبطاح للكراسي او المنافع المادية الجديدة.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التهديد بنار جهنم قبل الانتخابات ــ هل صحيح من لا ينتخب قائم ...
- كيف حل الحيف باهالي بحزاني وقرقوش وبعشيقة وبرطلة وغيرهم ؟
- اربعة وعشرون ساعة لكي ننتخب قائمة شغيلة الفكر واليد اتحاد ال ...
- الانتخابات العراقية والصراع الموضوعي واللاموضوعي فيها
- كيف لا يضحكوا الضحايا دماً من أجل بسمة رغد صدام حسين ...؟
- أهمية فصل الدين عن الدولة واستقلالية المؤسسة الدينية عنها
- مجســات صغــيرة
- ما الفرق بين اعتبار التصويت لصدام حسين سابقاً تكليفاً قومياً ...
- ريح الثالـــوث الأزرق
- أين هي الليالي الملونة للشيوعين العراقيين أيها السيد أحمد عب ...
- إيران أدوار خطرة في المنطقة وسياسة الاحزاب الشيعية الموالية ...
- كيف يمكن دخول السيارات والصهاريج المفخخة بهذا الشكل البسيط و ...
- أقول لكْ .. انسى الذي أقولــــهُ
- إيران الفارسية وعقدة أسم الحليج العربي
- ألــــوح ليلى عشية 2005
- ما هية لعبة تأجيل الإنتخابات العراقية وحرق المراحل بهدف تحقي ...
- قصيدتان..
- الأديب والشاعر ميخائيل عيد الوداع الأخير والدمعة الخفية
- علي الكيمياوي والبراءة من دماء ابناء حلبجة وغيرهم من العراقي ...
- وطـــــــن القيامة والنذور


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى محمد غريب - ثقافتـــان متناقضتـــان