حكم الفلول لمصر ولا حكم الاخوان الملتحون

خليل خوري

الحوار المتمدن-العدد: 3760 - 2012 / 6 / 16 - 20:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

حكم " الفلول " ولا حكم
الاخوان الملتحون


وصف المراقبون قرار المحكمة الدستورية العليا القاضي بابطال قانون العزل السياسي الذي اصدره مجلس الشعب المصري الذي يسيطر على معظم مقاعدة الاخونجية والسلفيون الملتحون ، وبحل مجلس الشعب بانه انقلاب ناعم نفذه المجلس الاعلى للقوات المسلحة بهدف انهاء سيطرة الاخوان الملتحون على مقاليد السلطة ، وهو توصيف دقيق ولو ان التوصيف الادق انه ضربة معلم وكان لا بد منها على الاقل ردا على انقلاب الاخوان الملتحين على مواقفهم السابقة على انتخابات الرئاسة ومجلس الشعب وحيث اكدوا امام ممثلي ثوار 25 يناير والاحزاب المصرية بان ليس لديهم أي توجه للاستئثار بكعكة السلطة وانهم تبعا لضعف شهيتهم لسلطة زائلة وتركيزهم على كسب مرضاة الله وصولا الى جنات النعيم فقد تعهدوا بعد الامساك بلحاهم وشواربهم بان لا يرشحوا احدا منهم لرئاسة الجمهورية وبانهم لا يبغون من الكعكة سوى ثلث مقاعد مجلس الشعب . المهم في كل ما حصل ان " الدكتور" محمد مرسي قد اعرب عن عدم رضاه عن القرار واعتبره التفافا على ثورة الشعب المصري ضد نظام حسني مبارك وعلى فلول النظام وبدا ذلك واضحا في تكشيرة كست وجهه اضافة الى اهتزازات شديدة لسكسوكته متوعدا في نفس الوقت الطنطاوي ورهطه من كبار الجنرالات باطلاق ثورة شعبية عارمة فيما لو قاموا بتزوير الانتخابات لصالح مرشح الفلول احمد شفيق . فهل ستتحقق نبوءة الدكتور شفيق وبالتالي سيتجرأ المجلس العسكريتاري الى التلاعب بنتائج الانتخابات وهل سيرد عليها "الدكتور"مرسي بحملة جهادية مليونية تنطلق من ميدان التحرير وميادين وساحات اخرى كما هدد
وتوعد؟ وجوابي على السؤالين ان المجلس الاعلى للقوات المسلحة لن يمارس التزوير لمعرفته من تصريحات وخطابات المرشد العام للاخوان الملتحين ان مرسي هو " مرشح الله" ولا يعقل في هذه الحالة ان ان يضعوا العراقيل في طريق وصوله الى سدة الحكم طالما ان جبريل قد ظهر للمرشد العام اثناء استسلامه لسلطان النو م وابلغة بان الله قد فضّله على المرشحين الاثني عشر واصطفاه من بينهم رئيسا لمصر ومتحكّما في رقاب 85 مليون مصري . كذلك لا حاجة للمجلس العسكري ان يدس في صناديق الاقتراع مليون او نصف مليون ورقة اقتراع لصالح مرشح الفلول شفيق بعد ان زالت الغشاوة عن عيون الغالبية الساحقة من الناخبين المصريين الذين ادلوا باصواتهم لصالح مرسي في الجولة الاولى وباتوا اكثر دراية بسيرته الذاتية والصحية التي شابها كثير من التزييف و.تم تجميلها في الحملة الدعائية التى نظمها جماعة الاخوان الملتحون قبل ذهاب المقترعين الى صناديق الاقتراع بوقت طويل وحيث اسبغوا عليه صفات ومؤهلات لا يستحقها كالزعم بانه عمل دكتورا في عدد من الجامعات الاميركية بينما لم يكن الا معيدا فيها وهو منصب يمكن ان يشغلة أي طالب يسعى للحصول على عمل اضافي فيها ، ولا داعي لهذا التزوير طالما ان الناخبين باتوا يعرفون ان مرشح الله مصاب باورام في دماغه وانه بسبب معاناته من مرض الصرع كثيرا ما يسقط على الارض مغشيا عليه ويظل على هذه الحال حسبما اكد طبيبه الخاص لبضع دقائق . ولا احسب هنا أي مصري عاقل ويتمتع بالحد الادنى من الوعي السيا سي سوف يعطى صوته لمرشح عرضة للسقوط على الارض اثناء القاء خطاب جماهيري او قيادة حملة جهادية بسيوف الله المسلولة لتحرير الاندلس او اثناء توقيع حاكم الاندلس المهزوم على وثيقة " مرسية " تتضمن شروطا مماثلة لشروط الوثيقة العمرية ولا احسبه سيرتكب هذا الخطا القاتل حتى لو تعهد امامه خادم الحرمين بمعالجة مرسي في مايو كلينيك الذائع الصيت. ولعل الاهم ان اكذوبة " اشغال العالم مرسي لمناصب رفيعة في وكالة ناسا الاميركية لابحاث الفضاء لم تعد تنطلي او يصدقها أي من الناخبين بعد ان افتضح امرها وبات معروفا ان مناصب الخبراء والعلماء وحتى وظيفة الفراش وماسح المراحيض في وكالة ناسا لا يشغلها الا من يحمل الجنسية الاميركية ويحظى ترشيحه لاي منصب فيها بموافقة المخابرات المركزية الاميركية . ثم هل يعقل ان يعطى الناخب صوته لمرسي بعد ان افتضحت اتصالات الاخوان الملتحين مع حاكم مشيخة قطر واجرائهم مفاوضات معه لبيعه مرفق قناة السويس التي اممها جمال عبدالناصر وتعرضت مصر بسبب نقل ملكيتها من الشركات الغربية الى الدولة المصرية الى عدوان الثلاثي سنة 56 شنته على مصر جيوش بريطانيا وفرنسا واسرائيل !! هنا كما قلت اتحدث عن الناخب المخدوع والمضلل بسيرة الدكتور مرسي في الجولة الاولى للانتخابات والذي اعطاه صوته باعتباره احد كبار علماء الفضاء الذي لا يشق له غبار في وكالة ناسا وخاصة في مجال اعداد تصاميم المركبات الفضائية والصحون الطائرة والصواريخ عابرة القارات وحيث كان يراهن الناخب المخدوع بان يوظف مرسي عبقريته اثناء توليه سدة الحكم من اجل تحقيق توازن رعب بين مصر وبين كل من اميركا واسرائيل، ولا اتحدث ايضا عن الناخبين الاقباط الذين لا يقل ثقلهم التصويتي عن 3 مليون صوت وحيث تشير كافة الدلائل بانهم سوف يصبون معظم هذه الاصوات لصالح احمد شفيق ولن يعطوا واحدا منها لمرسي طالما ان الاخوان مازالوا يصنفونهم في ادبياتهم و في خطب الشيوخ المحسوبين عليهم انهم اهل ذمة ولا يحق لاي مرشح منهم ان يشغل منصب رئيس الجمهورية والا " طز في مصر " ، ولا اتحدث عن 2 مليون صوت التي يملكها الناخبون من انصار التيارات الليبرالية والعلمانية التي سيحجبونها عن الاخوان الملتحين وسيصبونها في صناديق الاقتراع لصالح شفيق نكاية بالاخوان الملتحين واحباطا لمشروعهم الرعوي الصحراوي ، ولا اتحدث عن الناخبين من انصار المرشح الناصري حمدين الصباحى الذين سيقاطعون الانتخابات ولا يقل عدد اصواتهم عن 5 مليون صوت . فلو جمعنا الاصوات التقديرية التي سيتم الادلاء بها لصالح المرشحين فسوف يفوز مرشح الفلول شفيق ب6 مليون صوت على اقل تقدير فيما لن يحصد منافسه مرشح الله مرسي بعد ان افتضحت سيرته الذاتية والصحية ناهيك عن جهله الكامل بادارة مرافق الدولة مجتمعة باكثر من 4.5 مليون صوت سيدلي بها لصالحه الناخبون الذين لا زالوا متاثرين بتقواه وورعه . في حمى المنافسة بين المرشحين كان حمدين الصباحى قد اقترح على ابو لحية محمد مرسي الانسحاب من الانتخابات لكي تدور المنافسة بين مرشح الفلول احمد شفيق وبين المرشح حمدين الصباحي وحتى تحسم نتائجها لصالح الاخير كونه الاكثر تمثيلا للتيارات السياسية الناشطة على الساحة المصرية ولشريحة العمال والفلاحين والمثقفين ولكن مرسي رفض الاقتراح جملة وتفصيلا واصر على خوض جولة الانتخابات الثانية رغم ان نتائجها وحسبما تشير كافة الدلائل ستكون لصالح احمد شفيق ولا اجد تفسيرا لعناده سوى ان فوز مرشح الفلول اهون على ابو لحية مرسي من فوز الاشتراكي العلماني حمدين الصباحي لان فوز الاول بنظر مرسي لا يشكل أي تهديد لمصالح قادة الاخوان الملتحين ولامتيازاتهم الطبقية التي حققوها من خلال نظام السوق والانفتاح الاقتصادي والخصخصة والمضاربة في السوق بينما فوز حمدين سيشكل تهديدا فعليا لامتيازاتهم ولثروات راكموما من انشطة طفيلية تتعارض مع قاعدة " العمل اساس الكسب " وهي قاعدة اشتراكية يتبناها حمدين تضييقا للفجوة الطبقية بين الاغنياء والفقراء وللحد من ظاهرة تناسل القطط السمان امثال الريان والشاطر وغيرهم من البورجوازيين الملتحين

#خليل_خوري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات