أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الوهاب القريشي - الجزء الثالث من الاعصار الأسود














المزيد.....

الجزء الثالث من الاعصار الأسود


عبد الوهاب القريشي

الحوار المتمدن-العدد: 3760 - 2012 / 6 / 16 - 01:58
المحور: الادب والفن
    


ا
عبد الوهاب القريشي
ولكن في الرابع من آذار من بدء عام الحصار ....كان ضحى مبلدا بأصوات لم نعيها انا وولدي....العربات تفّـرُّ مسرعة ً تفرست ُ في وجه ولدي وصوت الرصاص يلعلعُ قريبا من القبة الذهبية..الناس يركضون نحو منازلهم ...نجهل ماذا حدث وجوه يومئذٍ تتراجع شاحبة ً...شيخ ٌ يقول لي لا تذهب الى وسط المدينة؟ وفتى يصيح كالمجنون: هلموا يا أهل ثورة العشرين... تساءلت ُ بصوت مضطرب ٍ هل نستمر في البحث عن عربةٍ أو حافلةٍ ..، ثمة واحده تستقبل زحاما تولست ُ بسائقهاأن يمر َّفيأ عائلتي بأي ثمن....كان يعبر الشارع والخوف يندلق من عينيه وهو ينادي : بغداد ...بغداد...حقل بشري مزدحم كغابة فقدت اتزانهاتنبت حول مقاعد الحافلة يدخلون عنوة من حدب وصوب وعدت انتظر مما يخفيه غدي فقلت لولدي:
- لنعد يا بني....تكاثر إطلاق الرصاص ولم ندر ماذا أصاب المدينة!؟..قال عابرٌ : مظاهرة.. وقال آخر ثورة وقتال بين صليب وهلال..!؟؟
الآن عرفت ُ لماذا أوقف بوش الأب ملحمته كي يحمي ما صنعوه لهذه المباركة..يحمونه من غضبٍ بدأه جيش ٌ مهزوم أو انفجر بعض من الجماهير ..شعب لم يتذوق طعم الحريه منذ قرون قال آخر فتية ٌ قدموا من المنافي سلاحهم المدية والخناجر .. استولوا على مركز للشرطة ...لا أثر للحكومة ..لكنه عرف كيف يخالطهم—يومان فإذا برجال الطاغية داهمهم الموت من قاوم وفر الباقون ولكن َّ الغوغاء منبت ٌ ومتنفسٌ للذين آه.....وروح الجنوب لم تبد اي اهتمام.... الى اين تأخذهم رياح الهوى القزحي .؟والهوس المجنون لا يصنع الا الاعاصير وقاسمهم حتى اللصوص فانبروا يشربون فناجين رجال لم يُعرَف ُ عنهم سوى إنهم يزيدون اللهب اشتعالاً ..رجال قدموا من أجهزة ٍ سرية ٍ لأغراض شتى ، فأحرقت بيوت العلم والمستشفيات..وخربت المنشآت للبنية التحتية...يومها قلت إنهم خاسرون....
الدهماء تدق الطبول ويقنا كان الحدث مصنوعاً من قبل خبرة تأتيه بدون مقدمات.. الحدث ُ غطاءٌ للدجال وهزيمته المنكرة ووشاحا للنخبة التي تمثل الهة الالفية الثالثة اولئك الذين يسوقون الينا أفلاما ً بأنهم طلاب حق بطلهم لا يستطيع ان يقتل رجلاً مجذوما ً مجنونا ً لكنه بكل تأكيد يمسح ُ مدنا من خارطة الأرض الثكلى ...قال قائل يحمون ما صنعوه ليس الى سواد عينيه ..انهم خائفون من ذوي الأكفان .. أو يمتد اللهب بحيث لا يمكنهم من إطفائه إلا بأثمان باهضة ٍ فأوعزوا أن يستعمل كل سلاح ٍ فتاك ليدك المدن السوداء الواحدة تلو الآخرى أليس هم يقتلون الجياد؟لذا تركوا له فرقا ً تكفي خاصة لم تمس إطلاقا ً تكفي للغرض المنشود كي يحرق الأخضر واليابس حتى آخر عود
** ** **
حين تخلت الكلاب ُ عن المدينة ، خرجت الحمائم تمشط أهدابها في متاهة أحلامها مازجة ً إياها بإشعة الشمس...غير أنَّ المدينة َ شبه موصدة واللانظام يسود كجرح ٍ كبير ٍ في شراينها..الفتية لا يعرفون ما ذا يفغلون ؟...واحدة ٌ من صويحبات يوسف جبلت فطائر مسمومة أراحت الجرحى مما يعانون ..لم يدركوا ان الكلاب تخالطهم في كل ساقية وخطوة..بعض الوجوه التي ما لامست ضوءً منذ أمد بعيد ٍ خرجت وكأنها ترى المدينة لأول مرة ٍ، طيورٌ أخرجت من أقفاصها المظلمة ظامئة لكل شيء وقد اكتشفت أحلى اليانبيع ..الحرية ؟ ولكن المدينة سائسها اللانظام.....
حين سقطت مجموعة من الكلاب ..في موقع ما ىُسمعتْ أصواتٌ لقرع على الجدان دقات يائسة ٍ آتية من أعماق الارض .. عبثا يحاولون الوصول الى مكانها او مكانهم ...بذلوا جهدأً كبيرا ً
مَنْ هولاء؟
أهم سكان باطن الأرض؟
أم إنهم نوع من البشر المنقرض؟
أو إن الموتى إستيقظوا من قبورهم كي يحتلفوا الان على انغام حرية ٍ مبهمة .....إن مدينينتهم تتنفس الان من دون فزع أو خوف أو هكذا يبدو الأمر ..قال قائل : علينا بآلة لتهديم الجدران...وبدأ جدار الليل الازلي ينهد...فجأة يبصرون نساء ً لم يستطعن فتح اجفانهن من شدة الضوء، صرخن هل زال حكم أحمد؟ وصاحت الاخرى في أي زمان نحن الان ؟...لم يعرف المنقذون بأية لغة يجبونهن وطمأنوهن سيكون الجميع بخير......
** ** **
للقصة بقية



#عبد_الوهاب_القريشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الثاني( الإعصار الأسود
- الجزء الاول الإعصار الأسود
- فرض العصيان المدني باسلوب ٍ صدامي
- الحكومة العلمانية هي الحل الموازي لنجاح امريكا و مشروعها
- نعم تعبنا من هذا الاسلام السياسي
- مصالحة بالدهن الحر( مع الاعتذار الى الكاتب والشاعر وجيه عباس ...
- العلمانية والاصولية والبحث عن الهوية الاسلامية
- شعبٌ بدون هويه..او الشعب البدون!
- ما العلاقة بين العلمانية، الدين والدولة؟؟
- الاسلام في قفص الاتهام وظهور سلمان رشدي من جديد- كامل السعدو ...


المزيد.....




- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الوهاب القريشي - الجزء الثالث من الاعصار الأسود