أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حامد الحمداني - السبيل الوحيد لإنقاذ الثورة المصرية سلميا بعد قرارات المحكمة الدستورية














المزيد.....

السبيل الوحيد لإنقاذ الثورة المصرية سلميا بعد قرارات المحكمة الدستورية


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 3758 - 2012 / 6 / 14 - 23:33
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


على الرغم من المعانات الشديدة التي كابدها الشعب المصري في حقبة الرئيس المخلوع حسني مبارك، والتي امتدت زهاء 30 عاماً، وأوصلت الشعب المصري إلى حالة من البؤس والفاقة، والبطالة الواسعة، وخاصة بين العمال، والخريجين من المعاهد والجامعات والدراسات العليا، وانتشار وتفاقم أزمة السكن وتصاعد مستوى التلوث، وخاصة مياه الشرب، وانتشار الإمراض الفتاكة وفي مقدمتها الفشل الكلوي، والتهاب الكبد الفيروسي، وأمراض السكري والبلهارزيا، وغير من الأمراض المزمنة، فقد كان الشعب المصري ينتابه الشعور بفقدان الأمل من أي إصلاح، ومعالجة لتلك الأوضاع السائدة، بالنظر لأساليب الحكم القاسية التي اتبعها النظام والمعتمدة على قوة الأجهزة الأمنية، وقانون الطوارئ السيئ الصيت، والمحاكمة العسكرية والسجون والمعتقلات، والتصفيات الجسدية للمعارضين لنظام مبارك القمعي، فلم يكن أحداً يتوقع قبل 25 يناير أن ينفجر بركان الثورة على حين غرة، ويهز أركان النظام الذي ظن مبارك وأركان حزبه من أصحاب الثروة الذين بات بيدهم السلطة والثروة والقوة القمعية معا، إن لا أحداً يستطيع مجرد التفكير في التصدي لهذا النظام القمعي.

وهكذا وعلى حين غرة اندفع شباب الشعب المصري، غير هياب بالشهادة وقد صمم على إسقاط النظام الذي كان يوشك على توريث جمال مبارك الرئاسة، فكانت ثورة دامية قدم خلالها الشباب المصري آلاف الضحايا وعشرات الآلاف من الجرحى والمعوقين، لكنهم بصمودهم استطاعوا إسقاط حكم مبارك ووريثه المنتظر ولده جمال مبارك.

لكن المؤسف أن تلك الثورة الشجاعة كانت تفتقد القيادة القادرة على التنظيم والتخطيط، ووضع برنامج وطني تتفق عليه سائر القوى المساهمة في الثورة، وتعبئة الشباب، والسعي لزج أوسع الجماهير العمالية والفلاحية للمحافظة على زخم الثورة، وعدم ترك المجال أمام قوى الردة للقيام بالهجوم المعاكس لإجهاض الثورة.
ورغم أن الأخوان المسلمون والسلفيون لم يشتركوا في بداية الثورة، لكنهم قرروا بعد أن وجدوا تصاعد المد الثوري، والتهديد الجدي لنظام مبارك، المشاركة في الثورة، واستطاعوا وهم الحزب المنظم الذي امتد به العمر عشرات السنين، أن يهيمنوا على الثورة، ويحققوا مكاسب كبيرة في البرلمان الذي جرى انتخابه بعد نجاح الثوار في إسقاط حكم مبارك.

وبدلاً من توحيد قوى الثورة، وإقامة جبهة عريضة تظم القوى المشاركة فيها، واتخاذ برنامج وطني متفق عليه لتعزيز زخم الثورة، ومواصلة تصفيه النظام السابق، والإعداد لإقامة نظام ديمقراطي حقيقي في البلاد، وتحقيق العدالة الاجتماعية، والمعالجة الجذرية لكل آفات النظام السابق، فإن الأخوان المسلمين، وقد أخذهم الغرور بما حققوه من مكاسب في الانتخابات البرلمانية التي جرت بموجب قانون الانتخاب الذي أسقطته المحكمة الدستورية أخيراً، حيث استأثروا بحصة الترشيح الفردي، وبدأوا بتوجيه سهامهم لشباب الثورة متهمين إياهم بالبلطجية، وغيرها من الاتهامات الأخرى بغية الاستئثار بالثورة، وبالتالي بالسلطة المطلقة في البلاد، حيث سيطروا على البرلمان، وباتت الحكومة في متناول أيديهم، كما استأثروا بأغلبية أعضاء المجلس التأسيسي لوضع الدستور الجديد للبلاد، كما نكثوا بوعودهم بأنهم لن يرشحوا أحداً من قبلهم لرئاسة الجمهورية، وكانوا قد نكثوا بوعودهم قبل الانتخابات التشريعية بأنهم لن يرشحوا لأكثر من ثلث أعضاء البرلمان، وهكذا بات الأخوان المسلمون يحلمون بالهيمنة المطلقة على السلطة في البلاد عبر هيمنتهم على البرلمان، ورئاسة الجمهورية، ورئاسة الوزارة، والاستئثار بوضع الدستور الجديد، مما أثار الريبة والشكوك لدى الشعب المصري، وقوى الثورة من المصير المنتظر تحت حكم الأخوان المسلمين.

وجاء قرار المحكمة الدستورية بإبطال انتخاب ثلث أعضاء البرلمان، ورفض قانون العزل السياسي الذي أصدره البرلمان، واستمرار المرشح الفريق أحمد شفيق في خوض المرحلة الثانية لرئاسة الجمهورية بعد يومين، ضربة قاسية لأحلام الأخوان في الهيمنة على مقدرات البلاد، والتهديد الجدي لفوز أحمد شفيق بمنصب رئاسة الجمهورية، وما ستؤول إليه مصير الثورة التي ضحى الشعب من أجلها، ودفع ثمناً غالياً من دماء الشباب.
أن مصر اليوم أمام خطر تصفية الثورة إذا ما فاز الفريق أحمد شفيق بمنصب الرئاسة، ولم يبقَ أمام الإخوان إلا طريقاً واحداً لإنقاذ الثورة والوطن، وذلك بانسحاب مرشحهم السيد محمد مرسي لصالح المرشح الثالث حمدين صباحي، وتعبئة كل القوى الثورية وراءه لينافس الفريق احمد شفيق المحسوب على النظام السابق، بعد الاتفاق على البرنامج الوطني لمستقبل مصر وشعبها.

لم يبق سوى يومين لتقرير مصير الثورة، فهل يضحي الأخوان بمنصب رئاسة الجمهورية لصالح حمدين صباحي من أجل مصلحة الشعب والوطن، وتحقيق الانتصار الكامل للثورة؟
وهل يفعلها الأخوان المسلمون لإنقاذ الثورة؟
إننا لمنتظرين.



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى الرابعة والستين لنكبة فلسطين/ تطورات الحرب، وقرار ...
- في الذكرى الرابعة والستين لنكبة فلسطين/ إعلان قيام دولة اسرا ...
- في الذكرى الرابعة والستين لنكبة فلسطين
- الطبقة العاملة، وأزمة الرأسمالية المعاصر وآفاق المستقبل
- بمناسبة عيد المرأة في 8 آذار: آفاق المرأة والحركة النسوية في ...
- في الذكرى السادسة عشرة لرحيل المناضل البارز الدكتور خالد محم ...
- هذا ما كتبته قبل الغزو الأمريكي للعراق محذراً من نتائجه الكا ...
- الدور الأمريكي في وصول الاسلام السياسي إلى الحكم في إيران، و ...
- في ذكرى اغتيال الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم قائد ثورة 14تمو ...
- من أجل تطوير مناهجنا التربوية لأجيالنا الناهضة
- هل يدفع الشعب العراقي فاتورة الصراع على السلطة؟
- وثبة كانون الثاني المجيدة في ذكراها الرابعة والستين
- هل اقتربت ساعة الحسم بين المقامرين بمصير العراق وشعبه؟
- ينبغي الحذر من دفع البلاد نحو الحرب الطائفية، وعدم اختزال ال ...
- الأمم المتحدة مدعوة لإنقاذ العراق من خطر الحرب الأهلية قبل ف ...
- مشاريع تمزيق العراق باسم الفيدرالية، ومسؤولية حكومة المالكي ...
- قوى الديمقراطية واليسار، والربيع العربي
- محنة الشعب السوري بين طغيان نظام البعث، ومخاطر التدخل الدولي
- العراق في خطر داهم، ولابد من تدارك الأمر قبل فوات الأوان!
- الشعب الكردي من حقه أن يكون له كيان مستقل إذا ما تهيأت له ال ...


المزيد.....




- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس
- السيسي يدشن تنصيبه الثالث بقرار رفع أسعار الوقود


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حامد الحمداني - السبيل الوحيد لإنقاذ الثورة المصرية سلميا بعد قرارات المحكمة الدستورية