أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - هل صرناالآن بحاجة إلى المنقذ














المزيد.....

هل صرناالآن بحاجة إلى المنقذ


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3758 - 2012 / 6 / 14 - 12:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ثمة إشكالية ستجابهنا حينما نتحدث عن دور الفرد القائد في النظام الديمقراطي. ها نحن في مجابهة آراء قد تصل إلى حد طغينة النظام المؤسساتي بما يلغي دور القائد الفرد ويجعله تنفيذيا بالكامل. في المقابل فإن عجز النظام العراقي السياسي الحالي عن تجاوز أزماته ومقدار الفساد والتخلف الذي أنتجه يضعنا أمام ضرورة أن نعيد دراسته بشكل جدي, وحتى على مستوى الحاجة إليه من عدمها.
في مرحلة التكوين هذه, ثمة من يؤكد على أن تركيا على سبيل المثال كانت مرت بمرحلة القائد الفرد " أتاتورك " قبل أن تصل إلى بناء جمهورية ديمقراطية ببناء مؤسساتي يمنع حتى أردوغان الإسلامي من تغيير أساسيات هذا النظام, وإن هو لم يمنعه من الإضافات والتغييرات التي من شانها أن تكفل تطوره عبر كل مرحلة يمر بها.

من جهة أخرى فإن التجربة الأمريكية ذاتها, وبكل ثقل تكوينها المؤسساتي لا تلغي دور الفرد القائد. صحيح أنها تضبطه في حدود الدستور والمنهج والآليات إلا أنها من ناحية أخرى تعطيه دورا قياديا واضحا حتى على مستوى حق الفيتو ضد إنجازات وقوانين قد يكون الكونغرس صادق عليها.
ومع ذلك فإن الأمر لا يمكن له أن يجري بمعزل عن وجود آليات وأنظمة ولوائح من شأنها أن تحدد صلاحيات الرئيس كما وتحدد طريقة بناء وتنفيذ القرار وذلك بقصد أن لا يختل النظام المؤسساتي لصالح الرئيس ولا ينعدم من جهة أخرى دور الرئيس القيادي بضغط من طغينة المؤسسة على حساب الحاجة إلى القدرات القيادية, ويمكننا أن نلاحظ أن تطور الأمة الأمريكية كان مرتهنا إلى حد كبير بالنمو المتوازن بين شخصية النظام المؤسساتي وشخصية الفرد القيادية على المستويات المختلفة.

والسؤال الآن .. أين نحن من كل ذلك, ولماذا يقف البعض في العراق ضد هذه المعادلة التي تقر وتعترف بالحاجة إلى الفرد القيادي الذي من شانه أن يلعب دورا أساسيا لبناء الأمة.
صحيح أن التجربة الدكتاتورية السابقة قد ضخمت دور الفرد على حساب إلغاء عقلية المؤسسة بما جعل العراقيين جوعى للحل الديمقراطي, إلا أن الصحيح أيضا أن النظام الجديد قد شكل خيبة أمل كبيرة على مستويات متعددة مما أعاد افتراض أن تكون الدكتاتورية هي الحل, وبما أوجب ضرورة أن تكون هناك مراجعة جدية لغرض العثور على جواب لسؤال من نوع: أين يكمن الخلل, وهل هو يكمن في طبيعة النظام الديمقراطي نفسه لكونه لا يلائم مجتمعنا, أم يكمن في مجتمعنا الذي تتناقض ثقافته بحدة مع الثقافة الديمقراطية, أم بسبب أننا لا نملك من الديمقراطية غير معناها السطحي وتطبيقاتها التقليدية في حين أن عثراتنا تكمن في التوقيت وخصوصية الاقتراب وميكانيكية التقليد, تلك التي أسميتها في مقالة سابقة بمتلازمة نيوزلاند.

بغض النظر عن الآراء المختلفة بالمالكي, سلبا أو إيجابا, أرى أن المعركة التي تدور الآن تتجاوز قضية سحب الثقة التقليدية من شخص بعينه إلى معركة لحسم خيارات صار لا بد من حسمها, الأول ما زال يرى أن النظام الديمقراطي التوافقي الشراكي في الوقت الحالي هو القادر على بناء نظام مؤسساتي متوازن سياسيا واجتماعيا وصولا إلى مغادرة مرحلة التكوين وبما يكفل الوصول المتوازن إلى معادلة النظام والقائد بدلا من نظام الدكتاتور.
في حين أن بعض الذين يقفون إلى جانب المالكي يؤكدون على أن نظام الشراكة والتوافق قد اثبت فشله وأن العراق بات الآن بحاجة إلى "منقذ" قريب من النموذج الأتاتوركي, وإن بإمكان الديمقراطية أن تتعدل أو حتى أن تتأجل لغرض أن يتمكن المنقذ من إنجاز مهمته, وبعدها يصار الرجوع إلى النظام الديمقراطي بمثل ما جرت به الأمور مع التجربة التركية.

أما الفريق الثالث فلا يختلف مطلقا حول الحاجة الماسة إلى المنقذ لكنه لا يعتقد مطلقا أن بإمكان المالكي أن يقوم بهذا الدور نظرا لطبيعته الأيديولوجية الإسلاموية المذهبية التي لا تتفق مع طبيعة المشروع الوطني العراقي الذي هو بحاجة إلى زعيم علماني ليبرالي بإمكانه أن يكون عابرا للطوائف والأديان والقوميات, ولأنه أيضا, أي المالكي, جزء من المشكلة بما يجعله مسئولا حقيقيا عن إخفاقات التجربة وعن عثراتها المقرفة, ولذا فإنه لا يمكن أن يكون حتى جزءا من الحل.. فكيف به كمنقذ.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبدالله بن سبأ وقضية سحب الثقة من المالكي
- حكاية اللابديل.. فاقد الشيء هل يعطيه
- شيطنة الآخر.. من الاشتباك بالسلاح الأبيض إلى الاشتباك بأسلحة ...
- ليس حبا بعلاوي وإنما كرها بالمالكي
- ما الذي أسقطه الصدريون بعِلمٍ أو بدونه
- الخلط بين بناء السلطة والدكتاتورية
- أزمة سلطة أم أزمة وطن
- وإن لكم في الفوضى والإرهاب فوائد وأرباح
- خلل في المداخل وليس خللا في المذاهب
- حل المشكلة بمشكلة.. إجه يكحله عماها
- أعظم مفقود وأهون موجود.. دعوة لتشكيل حزب بإسم حزب الماء
- المظلومية الشيعية.. ظلم للشيعة قبل أن تكون ظلما لغيرهم
- البعثي الصفوي... الذي هو أنا
- أحاديث عن الطائفية... المظلومية الشيعية
- العمالة والخيانة بين فقه الدين السياسي وفقه الدولة الوطنية
- للمهاجرين العراقيين فقط
- سوريا والعراق.. حديث الصورة والمرآة
- من بشار الأسد إلى عرعور المستأسد.. يا لها من مأساة
- قراءات خاطئة جدا جدا لمواضيع صحيحة جدا جدا.. القراءة الثانية
- قراءات خاطئة جدا جدا لمواضيع صحيحة جدا جدا.. القراءة الأولى


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - هل صرناالآن بحاجة إلى المنقذ