أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماجد الشيخ - إلى متى هذا العجز عن الثورة الكاملة؟














المزيد.....

إلى متى هذا العجز عن الثورة الكاملة؟


ماجد الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 3757 - 2012 / 6 / 13 - 21:06
المحور: المجتمع المدني
    


تؤكد مجتمعاتنا في مخاضها التاريخي الثوري الراهن، مناهضتها المطلقة للاستبداد السياسي، لكنها لم تثبت بعد جدارتها وكفاحيتها في مناهضتها المطلقة للاستبداد الثيوقراطي، من حيث هو الوجه الآخر للاستبداد السلطوي السياسي، على الرغم مما شهدته وتشهده من تقلب أنظمة استبداد طغيانية على السلطة السياسية والسلطة المجتمعية في بلادنا، وفي ما يجاورها من بلاد جرى فيها تنصيب "الفقهاء" أولياء ورعاة لكليات الدولة والدين والسياسة، وكل ما يتعلق بشؤون البلاد و"العباد". كما تجري اليوم محاولات تنصيب المجلس العسكري في مصر، وتحالفه في وقت ما، أو فض هذا التحالف في أوقات أخرى مع قوى دينية، هي الأقرب إلى كونها قوى ثورة مضادة، وتكريسهم رعاة للدولة وأوصياء عليها، على أن خيارات المجتمعات والشعوب اليوم هو التخلص من أنظمة استبداد طغيانية لا التبرير لها، أو الدعوة للحفاظ عليها، تحت ذرائع وشعارات عفا عليها الزمن، أو انكشفت سوءاتها وعوراتها الواحدة بعد الأخرى..

من هنا وجب التأكيد أن الثورة ضد النظام، ليست ولا يمكن لها أن تكون ضد الدولة، وليس بريئا من يذهب إلى إقامة مثل هذا التماهي بين النظام والدولة، ناهيك عن أن ذلك ليس من الصحيح بالمطلق، وهدف القائمين به هو الدفاع عن النظام لا الدولة، لأن النظام الذي يختزل الدولة في شخص زعيمه، وكان قد صادر الدولة وأقصاها أو طوّعها لمصلحة فردية ضيقة أو نخبوية أكثر "تخصيصية"، هذا النظام ليس خليقا بأن يكون دولتيا أو كفؤا لقيادة الدولة، خاصة بعد أن فقدت الدولة الراسخة مؤسساتها لمصلحة نظام تبجيلي، تجميلي، توريثي، وتأجيلي على الدوام، يتخيل أنه أقوى و "أقدس" من الدولة، لذلك كان استسهاله في أن يتجاوز كل منطق حقوقي وقانوني، محلي أو دولي في الاستيلاء واستباحة كل ما يحلو له، أو تزيّنه له مصالحه ومصالح تحالفاته المحلية والإقليمية، وأتباعه وأشياعه من حلفاء طبقيين، أو من طبقات هامشية رثة أدمنت الإيمان بـ "الاستقرار"، فكانت بلطجتها وتشبيحها هي الطريقة الأحادية والدموية المُثلى، لدفاعها عن مصالحها ومصالح نظام يؤمّن الحماية لها.

هكذا جرى إخضاع الدولة وأخذها رهينة لاستبداد طغياني، من قبل نخب سلطوية بونابرتية، ما عادت ترى سوى ذاتها في مرآة الدولة؛ كونها الدولة بنظامها الذي أضحى نظام دولة بلا دولة، بلا شعب، بلا مجتمع، بلا سياسة وبلا قانون وقضاء نزيه. والثورة في هذه الحالة تكون قد استحقت أن تكون تحولا تغييريا للنظام، وليس استبدال نظام بنظام شبيه أو مغاير؛ ولكن من طبيعة ثيوقراطية أو عسكرية أو أمنية، وذلك بهدف استعادة الدولة إلى أحضان الشعب.

الثورة التي نعنيها هنا ليست الفورة أو الهبة غير المنظمة، وليست هي المعنية باستبدال نظام بنظام، نعني بالثورة هنا تلك التي تقلع النظام وتبقي على الدولة، وتخلصها من براثنه. النظام أو الأنظمة ليست وليدة الدول بمؤسساتها الراسخة، كتلك الأنظمة التي لا تكون وليدة مجتمعاتها وشعوبها، فمثل هذه الأنظمة لا تمثل سوى ذاتها والمستفيدين والمنتفعين منها في الداخل وفي الخارج، والهدف الأبرز للثورة هو إعادة تخليق أولويات الدولة ومرجعياتها المدنية الشعبية؛ كدولة مواطنين متساوي الحقوق والواجبات. لذلك فإن طبيعة الثورة ليست سياسية فقط، بل هي إقتصادية وإجتماعية متكاملة ثقافيا، ومتماثلة مع أهداف شعبها وقيمه الوطنية الجامعة.

لقد شرعت ثورات الربيع العربي الأبواب أمام التغيير، لكنها لم تحققه في أي من بلدان هذه الثورات، فهي جميعها بدت وتبدو عاجزة عن إنجاز خطوات التغيير الحقيقية المطلوبة؛ كانعكاس لثورات شعوب ركنت للاستبداد طويلا، في ظل أنظمة كرست ذاتها حارسة على صمت وخوف مجتمعاتها من أي تغيير ممكن أو محتمل، وتحت مقولات ومزاعم وذرائع استقرار مزمن، أدى إلى تجميد وتكلس كل مفاصل الحركة في بلاد هي الأكثر تطلبا واحتياجا للحرية والعدل والتنمية والديمقراطية، واستنقاذ كرامات شعوبها ومجتمعاتها كمواطنين تجمعهم وطنية مجتمعية ودولتية واحدة وموحدة.

ولئن أنهت الثورات ذاك النظام القديم وتلك المحاور التي بناها وتبناها دفاعا عن كينونته ومصالح أطرافه، من دون خدمة مصالح وتطلعات شعوبه، فإنه وإذ لم يتبلور جراء هذه العملية حتى الآن أي شكل جديد لنظام أكثر جدة، فلأن النظام القديم لم يسقط بركائزه السياسية والاجتماعية الطبقية، ولا الاقتصادية الطفيلية حتى، وما زال النظام القديم يعمل، ولكن في ظروف ومعطيات غير مهيأة تماما لاستمرار هيمنته السلطوية المطلقة، وفق ما كانت تعمل سابقا، وعلى الرغم من فقدانه لكل شرعية ومشروعية اتصاله وتواصله مع أسياده من مشغّلي النظام الدولي.

وهنا منبع عجز الثورات عن إحداث التغيير الجذري المنشود لأسباب لها علاقة بغياب قيادة متبلورة ومتماسكة لتلك الثورات، وغياب التحديد الواضح للبرامج السياسية، وضرورة إقامة تحالفات تكتيكية وإستراتيجية محلية، من دون التطلع إلى الخارج كحام ومساند وراع لثورات تتناقض أهدافها وأهداف ذاك الخارج بالكامل، وإن اتفقت في جزئيات هنا أو هناك، أبرزها نقطة التخلص من أنظمة الاستبداد الطغيانية المحلية، وهي مهمة شعوب ومجتمعات هذه البلاد؛ بغض النظر عن اتفاقها أو اختلافها مع قوى الخارج الإقليمي و/أو الدولي. فإلى متى تبقى ثورات شعوبنا عاجزة عن الثورة الكاملة؟.



#ماجد_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة المؤقتة بلا هوية.. لا قضية لها
- دبلوماسية الرسائل التفاوضية ونصيحة يوسي بيلين
- في بؤس اعتقاد الاستبداد الجماعي
- التباعد الفلسطيني بين مخططات الانقسام ومخطط برافر
- عن امتهان السلطة وامتهانها
- أثمان سياسية مزدوجة لكمين إسرائيلي مدبر
- الهوية وحدها لا تصنع النماذج أو الأشباه
- الدولة الفلسطينية .. سجينة الجدار
- ثورات السيادات الشعبية كنماذج تحررية
- المصالحة الفلسطينية هل تصلح ما أفسدت المفاوضات؟
- لئلا تبقى ثورات شعوبنا ناقصة أو عاجزة فعليا عن الثورة
- خيارات الأزمة الفلسطينية ومأزق الإرادة
- السلطة.. -هبة سماوية- أم -غنيمة دنيوية-؟
- لئلا يتحول الربيع العربي إلى -خريف إسلاموي-
- الاستبداد العربي.. قضية من لا قضية له
- بؤس البدايات ومأساة النهايات
- الدولة المدنية وسلطة مثبطات التقدم ومحبطاته
- في العقل النقدي وعصبيات ما قبل الدولة
- العقل النقدي والتغيير المنشود
- إرادة التحرر وإرغامات الاستبداد


المزيد.....




- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...
- مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي ...
- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماجد الشيخ - إلى متى هذا العجز عن الثورة الكاملة؟