أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عمر دخان - سيناريو الجزائر بنكهة تونسية














المزيد.....

سيناريو الجزائر بنكهة تونسية


عمر دخان

الحوار المتمدن-العدد: 3756 - 2012 / 6 / 12 - 23:39
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ما يجري هذه الأيام في تونس هو رسالة لكل من كان ينتقد و يقلل من شأن ماقام به الجيش الجزائري و قادته خلال العشرية السوداء من تدخل لصالح حماية النظام الديمقراطي من التكفيريين. تلك الرسالة مفادها أنه لولا التدخل الحاسم و القوي للجيش الجزائري و في الوقت المناسب، لإنهارت البلاد على رؤوس العباد، و لأصبحت الجزائر كومة من الأطلال و الخرائب لا يسمع للحياة فيها صوت، و لكانت الجزائر اليوم تعيش نظاما أفغانياً طالبانياً صرفاً.
قادة الجيش الجزائري و ضباطه – بالإضافة إلى قادة الأجهزة الأمنية المختلفة - أدركوا و بسرعة أطماع و طبيعة عدوهم و مدى شراسته، و هو الشيء الذي لم تدركه – أو تتجاهله – بعض الأطراف في الحكومة التونسية، ربما لأن الحكومة مشكلة من طرف تيارات إسلاموية قد تتعاطف مع بعض أهداف المتطرفين، الذي يواصلون هذه الأيام تدمير تونس، حارقين لأخضرها و يابسها في سعيهم لتحويل تونس الخضراء إلى تونس الصفراء، كا هو الحال في كابول و قندهار و بقية عواصم فكرهم المتطرف حول العالم.
الخطير في الأمر هو أنهم هذه المرة يحاولون تغليف همجيتهم و أطماعهم بأعذار قد تخدع المواطن العربي البسيط، مثل الغضب على الإساءات للدين – مع أنه لم يسيء للدين أحد مثلهم - و غير ذلك من الأعذار التي يجيدون وضعها و إستغلالها بشكل دائم. نفس الأسلوب إتبعوه في الجزائر خلال العشرية السوداء، عندما قاموا بتكفير كل من خالفهم ولو مخالفة بسيطة – و صل الأمر إلى حد قيام حروب مسلحة بينهم البين – و تمادوا إلى حد قتل و ذبح المخالفين، بل و حتى المحايدين، و هو ما يعتبر البديل الأوحد للنقاش الفكري في عالمهم الذي يحكمه قانون الغاب و منطق القوة.
قادة الجيش الجزائري آنذاك لم يجدوا مفراً من التعامل مع عدوهم وفق المنطق الوحيد الذي يفقهه، منطق الحديد و النار، و هو الأسلوب الذي أثبت نجاحا باهرا في القضاء على التكفيريين و المتطرفين في الجزائر. ذلك درسٌ ينبغى على الشعب التونسي و حكومته أن يفهمه جيداً و يعمل وفقه.
على الإسلامويين الذين يمسكون بمقاليد الحكم في تونس أيضا أن لا يعتقدوا بأنهم في مأمن من شر المتطرفين، فهؤلاء يستبيحون دم كل من خالفهم، و لا يهمهم إن كان إسلامويا أو مسلما حقيقياً أو حتى غير مسلم، فكل من خالفهم كافر يستحق القتل، مهما تظاهروا بغير ذلك في فترات ضعفهم من أجل إستقطاب بقية المسلمين.
المقاطع التي شاهدتها من تونس تشبه إلى حد كبير ما حدث في الجزائر خلال فترة التسعينيات، و هو ما يعني أن أسلوب التعامل يجب أن يكون مشابها للأسلوب الذي إتبعه الجيش الجزائري، الضرب و بيد من حديد على كل من يعبث بأمن و إستقرار المواطنين البسطاء و ينغص عيشتهم و يحرق محلاتهم و يحرمهم من طلب لقمة العيش و يعتدي على أعراضهم.
عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي، توضع كافة المعطيات و المحاذير الأخرى جانباً، و يصبح الهدف الأسمى هو إعادة الإستقرار و القضاء النهائي على الخطر. قادة الجيش الجزائري و جنوده فهموا تلك القاعدة جيداً، و لذلك وضعوها نصب أعينهم طوال فترة حربهم ضد الإرهاب، فهل يا ترى سيعي السياسيون و قادة الجيش و قوى الأمن في تونس الدرس قبل فوات الأوان؟.



#عمر_دخان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النموذج القطري
- الضربة القاضية - إنتخابات الجزائر التشريعية 2012
- رسالة من الجحيم
- قردة و خنازير
- المهزلة الإنتخابية
- -إسرائيل هي السبب!-
- كم يدفعون لك؟
- سفاح تولوز و الدعم الوطني
- الحرب القانونية القذرة
- المشكلة
- التعليم في مقابل التلقين
- من كثر كلامه
- يساريون إسلامويون
- المفسدون في الأرض
- أتركوا العراق لأهله...يا عرب!
- حرام عليكم حلال علينا!
- المكتوب
- الوهم العربي
- الفرق بين الطفل الصيني و الطفل العربي
- أولاد الذوات


المزيد.....




- بيسكوف: نرفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا
- في حرب غزة .. كلا الطرفين خاسر - التايمز
- ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم -كروكوس- الإرهابي إلى 144
- عالم فلك: مذنب قد تكون به براكين جليدية يتجه نحو الأرض بعد 7 ...
- خبراء البرلمان الألماني: -الناتو- لن يتدخل لحماية قوات فرنسا ...
- وكالة ناسا تعد خريطة تظهر مسار الكسوف الشمسي الكلي في 8 أبري ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 795 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 17 ...
- الأمن الروسي يصطحب الإرهابي فريد شمس الدين إلى شقة سكنها قبل ...
- بروفيسورة هولندية تنظم -وقفة صيام من أجل غزة-
- الخارجية السورية: تزامن العدوان الإسرائيلي وهجوم الإرهابيين ...


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عمر دخان - سيناريو الجزائر بنكهة تونسية