أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - يعقوب ابراهامي - حسني مبارك هو ليس صدام حسين














المزيد.....

حسني مبارك هو ليس صدام حسين


يعقوب ابراهامي

الحوار المتمدن-العدد: 3756 - 2012 / 6 / 12 - 17:13
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


"ماذا قدم حسني مبارك لمصر؟" - أطاح "الشعب يريد اعدام المخلوع" بوجه مراسل قناة "الجزيرة". وبسخرية من اكتشف سرّ كل المشاكل الإقتصادية والإجتماعية والسكانية التي يعاني منها المجتمع المصري أضاف هازئاً: "منح الغاز لإسرائيل؟"
لو أنا كنت مراسل قناة "الجزيرة" لأجبت هذا "الشعب يريد اعدام المخلوع" بما يلي : خلال ثلاثين عاماً حافظ حسني مبارك على السلام بين مصر وإسرائيل، وبهذا حافظ على حياتك وحياة آلاف المصريين والإسرائليين، يا أبله!

"القنادر" التي تطايرت في أجواء قاعة المحكمة في القاهرة، وخارج بناية المحكمة، لم تبشر خيراً. (منذ أن أعلن محمد بركة عن نيته "طرد الأمريكان بالنعال" أنا أتوجس شراً كلما أرى "قندرةً" طائرةً في الهواء مهما كان نوعها، حجمها أو ثقلها، وأيّاً كان اتجاهها. سؤال واحد يحيرني دائماً: هؤلاء الذين يقذفون قنادرهم - كيف يرجعون إلى بيوتهم؟ حفاةً؟)

عنوان هذا المقال كان مقرراً في البداية أن يكون "الشعب يريد سحل الجثث في الشوارع" ("مطلبنا هو محاكم ثورية.. أول مطلب للثوار إعدام الطيار وثاني مطلب للثوار إعدام جمال وعلاء" - أذاع مراسل "الجزيرة" من ساحة التحرير، و"سلفيون" اتقياء تفرغوا موقتاً من "أشغالهم" مع "محجبات" فاتنات داخل سياراتٍ على قارعة الطريق واسرعوا للإعلان عن ولعهم الجديد بنصب المشانق) لكن فشل "المليونية" المطالبة ب"إعدام الطيار" (أو فشلها النسبي)، يوم الجمعة 8/6/2012، أعاد ثقتي بالشعب المصري، والتخريب الذي أصاب موقع "الحوار المتمدن" منحني الوقت الكافي لتغيير عنوان المقال.
أنا اليوم واثق أكثر مما كنت بالأمس إن هذا الشعب العظيم سيعرف كيف يعالج مشاكل ماضيه القريب بشكلٍ حضاري يليق بتاريخه العريق وينال مرةً أخرى إعجاب العالم.
"محاكم ثورية" لم تفتح في يومٍ من الأيام الطريق لمسبقبلٍ أفضل و"مشانق" في "ساحات تحرير" لم تطعم يوماً جائعاً ولم تكس عارياً.

الرئيس المصري حسني مبارك لم يختبئ في جحرٍ في باطن الأرض هرباً من نفمة شعبه كما فعل صدام حسين، لم يقتل ولم يمثل بجثته كما قتل معمر القذافي ومثل بجثته. حسني مبارك لم يهرب من وطنه كما هرب قرينه التونسي، ولم يحك المؤامرات في الخفاء لنقل السلطة والهروب من العقاب كما فعل الرئيس اليماني علي عبد الله صالح.
الدكتاتور حسني مبارك لم يواصل ذبح مواطنيه كما يفعل اليوم الرئيس السوري بشار الأسد. حسني مبارك قرر أن يبقى في وطنه، أن يواجه المحاكمة العادلة وأن ينال عقابه.
المواطن المصري حسني مبارك قرر أن يبقى وأن يموت في وطنه مصر.

حسني مبارك هو ليس صدام حسين. و"محاكم ثورية" لا تحل مشكلة واحدة من المشاكل المعقدة التي يعانيها المجتمع المصري.
حسني مبارك هو وطني مصري بالمعنى الصحيح للكلمة. وطني خدم وطنه وأفسدته السلطة.
زميلي شامل عبد العزيز ينقل عن برنارد شو قوله: "السلطة لا تفسد الرجال إنما الأغبياء إن وضعوا في السلطة فإنهم يفسدونها". هذا في نظري لا ينطبق على حسني مبارك. السلطة، القوة المطلقة، حاشية متملقة فاسدة وانعدام التقاليد الديمقراطية هي التي أفسدت حسني مبارك.
الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك هو في نظري ضحية تراجيديا يونانية وليس مجرماًً.
سيبقى حسني مبارك، بالنسبة لي، رئيساً مصرياً أراد أن يخدم شعبه ووطنه وحافظ على السلام بين مصر واسرائيل، رغم كل الصعوبات، خلال ثلاثين عاماً.



#يعقوب_ابراهامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فائض الحماقة : ردي على حسين علوان حسين-2
- بيان الشلة
- فائض الحماقة : ردي على حسين علوان حسين-1
- النكبة
- المقال ال-100
- كيف تهرب من إسرائيل وأنت في السويد
- الرجل الذي لم ينس سايكس بيكو
- فائض القيمة كمثال
- مؤتمر المفلسين
- لا، يا سيدي، ليس للوقاحة حدود
- في ذكرى اغتيال صديقي شهاب أحمد التميمي
- المعادلة
- من يريد أن يشطف دماغه؟
- العقدة الصهيونية
- -La Femme Fatale- أو: هي ليست جان دارك
- أخبار من العدو الصهيوني
- محامي الشيطان أو عمّن يدافع محمد نفاع؟
- الحكيم الذي لا تكفيه الإشارة
- قتلناهم وقتلونا
- إنتصار الأمهات


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - يعقوب ابراهامي - حسني مبارك هو ليس صدام حسين