أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فلاح علوان - ..... رحيل الرفيق زيدان حيدر - ابو حيدر-














المزيد.....

..... رحيل الرفيق زيدان حيدر - ابو حيدر-


فلاح علوان

الحوار المتمدن-العدد: 3756 - 2012 / 6 / 12 - 08:47
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


نعي وحديث عن ثلاثة اجيال

صيف عام 2010كنت اعود " ابو حيدر" زيدان حيدر في مسكنه في الكوت خلال انتكاسته الصحية التي لم تبارحه حتى رحيله يوم 25 ايار- مايو. كانت الالام التي يعانيها تعيقه حتى من التنفس والحديث المتواصل دون ان تمنعه من النقاش والحوار السياسي والابتسامة الصارمة المحملة بثقل سنين الاعتقال والسجون.

واذ كان يجلس على حافة سريره، صادف ان كان يجلس الى جنبه مباشرة الرفيق شمسي ثم الرفيق علي؛ وعندها قلت مباشرة: الا تلاحظون ان ثلاثة اجيال تمثل ثلاثة مراحل يجلسون جنب بعض. الاول، اقصد "ابو حيدر" من مواليد 1936وهو من جيل " نكَرة السلمان وعهد الحرس القومي ومن تلاهم، والجيل الثاني، شمسي ، هو من مرحلة صعود الفاشية والقمع اواخر السبعينيات. اما الجيل الثالث وقد كانه علي، وهو الجيل الذي ابتدأ حياته السياسية مع مرحلة الاحتلال.

وافترت شفتا زيدان حيدر عن ابتسامة كشفت رغم وهنها عن شعور بغبطة خفية، والتمعت عيناه ببريق خافت، الا انه كان ينم عن جلال وسمته السنين، وثقة بالآتي.

تصوروا انسانا من جيل السلمان وسجن البصرة وسجن بعقوبة وسجن العمارة وسجن خلف السدة، مثقل بالحديد طوال سنين ثقال، يترك وراءه ثقل السنين لينظر الى الامام، يجالس الشباب ممن هم في العقد الثاني او الثالث من العمر، ليتوسم فيهم من يكمل مساره؛ المسار الذي ابتدأ ولن يتوقف. وطلبت من الرفيق شمسي ان يوثق هذه الصورة وقلت له حينها "هذا دليل على اننا تيار حي متواصل.

الراحل كان حتى في ايامه الاخيرة والمؤلمة وملحقات العمليات الجراحية معلقة في جسده، وانفاسه لاهثة متقطعة، يقرأ ويتابع اخبار الحزب ويقرأ جرائده وادبياته ويعطي ملاحظاته ويسأل باستمرار. استمر الراحل ابو حيدر يقدم ملاحظاته ومتابعته وبحماس، قدر ما كان يسمح به وضعه الصحي.

لقد رحل شاخص بارز من شواخص هذا الحزب وهذه الحركة، ورغم انه لم يترك لنا مؤلفات او كتابات، الا ان صورته في سجن السلمان وهو في عز شبابه، ونظرة الثقة والتحدي في عينيه، هي مؤشر قوة ورسوخ هذا التيار وهذه الحركة. وصورته جنب الاجيال اللاحقة، هي وثيقة بليغة الدلالة ليس على انتماء زيدان حيدر للشيوعية وللحزب الشيوعي العمالي العراقي فحسب، بل لانتماء الحزب وارتباطه بعناصر المجتمع ومناضليه.

ان الخلاصة التاريخية المشرفة لزيدان حيدر وعقود من النضال، هي الحصيلة والذخيرة التي يعتز بها الاف الشيوعيين في العراق ممن افنوا عمرهم في النضال ضد الاستغلال والاضطهاد والظلم والاستبداد.

ان تاريخ الشيوعية هو تاريخهم، وتاريخ نضالهم هو تاريخ النضال الشيوعي في العراق.

ان عيون المئات منهم تتطلع الى مستقبلٍ في حين فارق الحياة الاف منهم وعيونهم على اجيال قادمة، على ما يتفرع عن النخيل الضاربة جذوره في الارض والمتطلع الى الاعلى.

ان حزنهم والاسى الذي احتبس في صدورهم هو عتاد الاجيال الصاعدة المتقدمة.

رحل زيدان حيدر عن الحياة ولكنه لم يرحل عنا، ولن يرحل.





9-6-2012



#فلاح_علوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول قرار محكمة استئناف البصرة
- بصدد تصريح رئيس الوزراء نوري المالكي في الاول من ايار
- حول الموقف من الانتخابات النقابية الحكومية - قراءة لبيان الا ...
- دور اليسار والنقابات العمالية في الثورات العربية
- الانسحاب وحده ليس كافيا بعد تخريب البلاد وتدميرها... الى الر ...
- عمال يتصدون لتظاهرة جماهيرية عمالية بالحجارة
- الالاف في الوول ستريت بعد اسابيع من احداث لندن العنيفة
- فلاح علوان في حوار استثنائي مفتوح حول: الاحتجاج والحراك الجم ...
- بصدد ثورة جماهير مصر -- مواجهة الاستبداد والفقر والفساد
- بصدد ثورة جماهير مصر -3- قاهرة الطغيان
- بصدد ثورة جماهير مصر- من يوميات الثورة
- حثالة البروليتاريا تلعب دورها التاريخي
- بصدد انتفاضة جماهير مصر
- ليس لدى العاطلين ما يخسرونه سوى جوعهم
- الهجوم ليس على النوادي والبارات، انه الوجه الجانبي للمعركة
- عشية الذكرى السابعة لتاسيس اتحاد المجالس والنقابات العمالية ...
- تأخر تشكيل حكومة أم تنافر أقطاب؟!
- الهجمة الأخيرة ضد النقابات، إلى متى والى أين؟
- حول مقاطعة الانتخابات
- عقود التراخيص مع شركات النفط وسيلة للنهب المنظم


المزيد.....




- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما
- اعتقال ناشطات لتنديدهن باغتصاب النساء في غزة والسودان من أما ...
- حريات الصحفيين تطالب بالإفراج عن الصحفيين والمواطنين المقبوض ...
- العدد 553 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك
- التيتي الحبيب: قراءة في رد إيران يوم 13 ابريل 2024
- أردوغان: نبذل جهودا لتبادل الرهائن بين إسرائيل والفصائل الفل ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 551


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فلاح علوان - ..... رحيل الرفيق زيدان حيدر - ابو حيدر-