أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شامل عبد العزيز - التطور والأخلاق ( الانفراط العظيم ) ؟















المزيد.....

التطور والأخلاق ( الانفراط العظيم ) ؟


شامل عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3755 - 2012 / 6 / 11 - 13:20
المحور: المجتمع المدني
    


نحن نعيش في عالم حيث علينا أن نمارس الحب في الخفاء فيما العنف نمارسه في وضح النهار ( جون لينون 1940 – 1980 ) ..
بين الجمود العقائدي والتراجع عن الخطأ , أين هو الديالكتيك ؟
{ مثل هذا الحقد البورجوازي الوضيع يعّم الثقافة البورجوازية بكل ألوانها وكل منابرها وتجد لها متنفساً حتى في جريدة تعلن عن نفسها بأنها " يسارية " } ..
مقطع من مقال الأستاذ فؤاد ألنمري / ماذا علمّنا ستالين ؟
وكان قد أفتتح مقالهِ بالمقطع التالي :
{ علينا في البدء أن نقرّ ههنا أن النخاسين الأوغاد وأعداء الجنس البشري نجحوا في إقحامنا في الحديث عن مآثر أعظم القادة عبر التاريخ كما رآه تشيرتشل وأرفع أعلام العمل الشيوعي كما في الواقع هو الرفيق ستالين } ..
الجواب بات سهلاً واضحاً للغالبية , ما علينا إلاّ أن نقرأ بضعة أسطر من هذا المقال , لنعرف ماذا علمّهم ستالين !
لكن (ماذا علّمهم ستالين ) , ليس بيت القصيد في مقالي هذا .. ما شأني أنا ب :
( أنبل أبناء البشريّة وأعظم القادة عبر التأريخ و Ultra-humane ) الذي لم يقتل 50 مليون إنسان , بل اكتفي بمليونين وحسب أو أقل بكثير ضمن محاكمة عادلة أصولية كعدالة الفاروق حسب ما يقولون ؟
{ نكتب اليوم عن ماذا علمنا ستالين من دروس في الحرب على الطبقية وعلى استغلال الإنسان لأخيه الإنسان } ..
مقطع ثالث من مقال الأستاذ ألنمري .
لماذا أتخيّل صورة الجميلة أنجلينا جولي , وهي تفترش الأرض مع الجياع الأفارقة والبائسين الأفغان وتحتضن منهم , بل تتبنى خمسة أطفال من بينهم لتكون لهم الأمّ التي تعطيهم حنان وإنسانيّة لا يفوقها إلاّ اللهم إنسانية ستالين / أين أنتَ يا عقل ويا منطق ويا تأريخ ؟
لنرى الجانب الآخر / الليبرالي أو البرجوازية الوضيعة كيف تُفكّر , وأيّ أسلوب تنتهج في الحياة ؟
الزميل وليد مهدي علّق مشكوراً على مقال سابق لي بعنوان / الحتميّة بين ماركس وبوبر "
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=310339
وجلب الانتباه إلى كتاب جديد للبروفيسور الأمريكي " فوكوياما " ( الانفراط العظيم ) , وهذا شطر من التعليق .
{ .. فقط عندي ملاحظة بسيطة , البروفيسور فوكوياما تراجع عن فكرة نهاية التأريخ بالديمقراطية الرأسمالية وذلك في كتابه الأخير {:
الانفراط العظيم ..The Great Disruption
http://www.wesjones.com/fukuyama.htm
حيث يبشر فوكوياما بخطر النظام الاجتماعي المفكك في المجتمع ما بعد الصناعي والمعلوماتي , ويحّث على ضرورة التفكير بإعادة بناء نظم اجتماعية قادرة على التكيف . إنّه يعيد النظر بذلك في طبيعة النظام الرأسمالي برمته . خالص التحيات } انتهى
حقيقة الأمر الرابط محجوب في مدينتي – حاولتُ عدة مرات ولكن محاولاتي باءت بالفشل .
حسناً , لنفترض تطابق استنتاج الزميل وليد مهدي ( أنا أثق بحسن نيتهِ) مع مقاصد المفكر فوكوياما , وأنّهُ نَدَم أو تراجع في كتابه الجديد ( الانفراط العظيم ) عن أفكارهِ في كتابهِ الأقدم ( نهاية التأريخ ) ؟
فإلى ماذا يُشير ذلك ؟
أنا أفهم أنّهُ لا يجد غضاضة في التراجع عن فكرة أو نظريّة تبناها يوماً ما , ثمّ وجدها خاطئة بعد ذلك أثناء التطبيق .
هذا إذا إستثينا احتمال كون فوكوياما يُعدّل ويضيف على فكرتهِ الأولى .
وأنّه ربّما لا يتحدث ( عن الأطفال غير الشرعيين في المجتمعات الرأسمالية ) كما نتحدث عنهم في مجتمعاتنا . فعلى حدّ علمي من الساكنين هناك أنّ لجميع الأطفال حقوق متساوية منذُ كونهم أجنّة في بطون أمهاتهم , ولا يُسألون إن كان والديهم قد تزوجاً ( شرعياً ) في الكنيسة أو المسجد , أو الزواج المدني العادي , أو حتى بلا زواج البتّة ..
الشرع يحكم ويقرّر عندنا ويفرّق بين الأطفال عندنا وليس في تلك المجتمعات الغربية .
والآن إليكم تعليق الأخ مثنى حميد , الذي يُسلّط الضوء على بعض النقاط :
{ أنا أعتقد بنظرية مفادها - أن الأساليب والأفكار الجيدة على بعضها تقع وتتداخل وتتراصف - الحقيقة أن السويد يقدم نموذجا لتداخل الاشتراكية بالشيوعية وبالرأسمالية فالسويد يبدو فعلا تجسيدا لحلم ماركس في العيش الكريم لكافة البشر لكن تبقى هناك مشاكل بنيوية عسيرة الحل كالبطالة ولا تعالج إلا بالتحول التدريجي إلى نظام الإدارة الذاتية للملكية وهذا لا يتم في بلد واحد بل هي عملية عالمية تستغرق المائة عام القادمة وربما أكثر أي حين يبلغ بلد مثل الصومال درجة التطور التي عليها السويد الآن عندها تكون السويد قد دخلت مرحلة متقدمة من الشيوعية . وأضيف إلى ما قاله الأخ رعد الحافظ أن بعض مراكز رعاية العاطلين عن العمل تقدم مجانا وجبات طعام وجلسات سمر أسبوعية أو شهرية كما أن بعضها يدعم ماليا ويشجع مواهب بعض العاطلين كالفنون والآداب على أمل دفعهم لاستثمارها مثلا مسؤلتي وفرت لي كل أدوات ومستلزمات الرسم والآن لدي مرسم أعمل به يوميا وهي تنوي فتح موقع لعرض لوحاتي وبيعها عبر الإنترنت {.. ) انتهى ) ..
وأسئلتي هي ؟
هل فكرة الزعيم الملهم الأوحد / أعظم وأنبل أبناء البشرية هي الأصحّ , أم الليبرالي الذي يتراجع عن أفكاره كلّما وجدَ ضرورة ؟
هل التطور يؤدي إلى تفسخ الأخلاق حتماً ؟
هل لا بدّ " لكي" يكون هناك مجتمعات متطوّرة أن تكون النتيجة " مجتمعات بلا أخلاق" ؟
ما هو معيار الأخلاق أصلاً / هل هي بؤرتهِ الشرقيّة المعروفة ؟
ما موقف الأديان من التطوّر , هل ستطأطئ الرأس أم تُعاند ؟
هل سوف يكون الإسلام هو الدين الوحيد الذي سوف يقف حجر عثرة أمام التطوّر وفق هذا المفهوم الأخلاقي ؟
هل الأديان اليوم هي الأديان بعد 400 عام على سبيل المثال ؟
هل تستطيع المجتمعات الشرقيّة أن تكون على غرار المجتمعات الغربية ولماذا ؟ في حالة الإيجاب ب نعم أو لا ؟
هل سوف تندثر الأديان بمرور الزمان وما هو البديل ؟
هل الفردية والتي هي سبب تقدم الغرب كما يقول الليبرالي السعودي – إبراهيم البليهي – هي نفسها السبب في التفسخ الأخلاقي المصاحب للمجتمعات الغربية ؟
هل يوافق الرجل الشرقي على الزواج من فتاة فاقدة " العذرية " ومن هو وكم عدد هؤلاء الرجال ؟
هل المرأة الشرقية على استعداد لممارسة الجنس مع أكثر من رجل قبل الزواج بحجة " الحرّية "والحق الطبيعي ؟
هل هناك استجابة من قبل الحملات " على ألنت " لما يسمى فض " البكارة " وكم هي النسبة ؟
هل هذه الحملات لها مردود وهل هو إيجابي أم سلبي ؟
هل نستطيع إقامة مجتمعات متطوّرة دون انحلال أو إباحية أم أن التطوّر لا بدّ أن تكون نتيجته الطبيعية – الانحلال – الفساد – تفسخ وتفكك العائلة ؟
والسؤال الأهم / مَنْ يستطيع ذلك ؟ الستالينيون أم الليبراليون مثلاً ؟
يقول الكاتب / فوّاز فرحان في تعليق له على مقال الأستاذ ألنمري نفسهِ , ما يلي :
إذا أردنا أن نقدّم خدمة جليلة للإنسانية ولأجيالنا علينا تقديم الحقائق الناصعة لها وعلينا أن نبيّن نقاط الضعف والقوة في التجربة التي انهارت لأنها اعتمدت على جهلة بالمعنى الدقيق للكلمة أمثال / ستالين ( الذي يضع يدهِ على قضيبهِ كلّما سمع كلاماً لا يفهمهُ ) وخروشوف وبريجينيف وأندروبوف وغيرهم ! انتهى ..
مُلخّص بسيط عن كتاب / الانفراط العظيم :
* أزداد كثيراً في النصف الثاني من القرن العشرين في كل البلدان الغربية الصناعية تدهور علاقات القربى التي هي مؤسسة اجتماعية ظلت قائمة منذ أكثر من مائتي عام .
* ازدياد في الجريمة وفي تفكك النظام الاجتماعي جعل أواسط المدن في أغنى البلاد على وجه الأرض أماكن لا تكاد تُسكن .
* أنخفض معدل الإنجاب في معظم الدول الأوروبية وفي اليابان إلى درجة من الدنو يجعلها عرضة لتناقص عدد سكانها في القرن القادم إذا لم تكن هنالك هجرة إليها .
* قلَّ الزواج وقلَّ الإنجاب , وارتفعت معدلات الطلاق.
* بلغت نسبة الأولاد غير الشرعيين، ثلث الإجمالي، في الولايات المتحدة والنصف في الدول الاسكندنافية .
( علماً هناك الكثير ممّا يُقال عن قيمة الشرع والدين في القانون المدني وحقوق الطفل , وجملة / الأولاد غير الشرعيين )
* الثقة في المؤسسات ظلت تتناقص تناقصاً كبيراً لمدة أربعين عاماً، حيث في الخمسينيات عبَّر أغلبية الناس في الولايات المتحدة وفي أوروبا عن ثقتهم في حكوماتهم وفي زملائهم؛ لكن أقلية ضئيلة هي التي عبَّرت عن مثل هذه الثقة في التسعينيات ...
* تغيرت اهتمامات الناس بشؤون بعضهم البعض، ومع أنه لا يوجد دليل على تناقص في الصلات بين الناس , إلاّ أن العلاقات بينهم صارت أقل جاذبية، ومع عدد أقل من الناس .
إحصائيات مرعبة أم مسألة طبيعية لديكم ؟
نشأنا في مجتمعات شرقية ضمن عادات وتقاليد وبيئة معينة وخصوصية تختلف اختلافاً جذرياً عن المجتمعات الغربية فهل سوف نوافق على تطوّر حياتنا وفق هذه الصورة ؟
هذا هو السؤال الحقيقي ؟
هل نستطيع أن نبني مجتمعات مزدهرة متطوّرة مع الحفاظ على هذه الخصوصية أم أن ذلك يتعارض مع سير تطوّر الحياة ؟
إلى ماذا نبه فوكوياما وما هي الأسباب لهذا التداعي ؟
ينبه فوكوياما هنا على أن هذا التدهور في العلاقات الاجتماعية في البلدان الغربية الصناعية ، في الفترة ما بين أواسط الستينيات إلى أوائل التسعينيات ، كان مواكباً لانتقال في هذه البلاد من العصر الصناعي إلى العصر الذي سمي ما بعد الصناعي تارة ، وعصر المعلومات أخرى . فهل هناك من علاقة سببية بين ذلك التدهور وهذا التطور؟ وبما أن مظاهر هذا التمزق عامة في كل الدول الغربية الصناعية، وحدثت مجتمعة، وفي فترة زمنية محددة، فإن هذا يدعونا لأن نبحث لها عـن أسباب في أمر أو أمور مشتركة ، لا في الأسباب الخاصة يبعضها من دون بعض ...
هل ستدخل مجتمعاتنا عصر ما بعد الصناعي وكذلك عصر المعلومات ؟
أليس من ضمن أهدافنا وأحلامنا وأمنياتنا أن نكون الأفضل صناعياً ويسعى كل منا إلى ذلك بطرق مختلفة ؟.
كيف سيكون رأينا إذا صاحب تطوّر مجتمعاتنا ما حدث في الغرب عموماً أو الدول الصناعية المزدهرة المتقدمة عن باقي الدول ؟
هل هي مسألة حتميّة أم أن لكل مجتمع إرهاصات تختلف اختلافاً جذرياً عن إرهاصات المجتمعات الأخرى ؟
حقيقة أنا لا املك جواباً محدداً أو صورة معينة خصوصاً إذا ما تابعنا بعض الدعوات التي تقول بأننا لا بدّ أن نسير على خطى الغرب" بكل إيجابياته وسلبياته " فهل حقاً ما نقول في تلك الدعوات ؟
هل يحق لنّا فقط أن نتمتع بتلك الانجازات العظيمة التي كان الغرب فيها على رأس القائمة دون باقي الانجازات الفكرية والمبادئ العامة التي يحيا بها الغرب الصناعي ؟
أي كما يقول رجال الدين بأنهم يصنعون لنّا كل شئ مفيد ونافع لحياتنا دون أن نأخذ منهم ما هو مخالف لديننا وعاداتنا وتقاليدنا ؟
ما هو سبب تمزق المجتمعات الغربية في نظر فوكوياما ؟
تبعاً لذلك يرى فوكوياما أن السبب الأساس الذي قاد إلى تمزق المجتمعات الغربية كان تحولاً ثقافياً ، وقيمياً ، تمثل في اشتداد النزعة الفردية ، وأن أعظم ما أثرت فيه هذه النزعة الفردية هو العلاقات بين الجنسين ، والأسرة على وجه الخصوص . وأن مظاهر ذلك الانفراط أو التمزق نشأت كلها تقريباً عن التفكك الذي أصاب الأسرة ...
لكن فوكوياما يعود فيقول :
إن القول بأن سبب الانفراط هو تغير الثقافة والقيم، فيه مصادرة على المطلوب؛ إذ إن السؤال ؟ ما يزال قائماً ؟
لماذا حدث هذا التغير في القيم في كل هذه البلاد المتقدمة صناعياً ، وفي فترة معينة من الزمان ؟ يعترف فوكوياما بن التحولات القيمية لها أسباب كثيرة؛ لكنه يرى أن أهم أسبابها في هذه الفترة التي يدرسها ، أمران جاء بهما التطور العلمي ، هما : حبوب منع الحمل ، والإجهاض الآمن ، حيث سمحا- لأول مرة في التاريخ- للنساء بأن يتعاطين الجنس بلا خوف من العواقب ، وأن هذا جعل الذكور يشعرون بالتحرر من القيم التي كانت تفرض عليهم مسؤولية العناية بالنساء اللاتي حملن منهم ..
يبدو أن المشكلة سوف تكون سهلة " بالنسبة لمجتمعاتنا "– حبوب منع الحمل والإجهاض الآمن ؟
( الله يعطيكم العافية ) ؟
ما هي الآثار السلبية لهذا الانفراط العظيم ؟
إن نصف السكان في أوروبا واليابان ستكون أعمارهم أكثر من خمسين عاماً في غضون العقدين القادمين ، وسيؤدي هذا إلى نقص في عدد السكان ، إضافة إلى نقص في الدخل القومي ، ما يؤدي إلى ضعف قوة هذه البلدان ..
وأن الدول الاسكندنافية التي هي الأعلى في نسبة التفكك الأسري، هي الأعلى أيضاً في نسبة الوحدة ؛ إذ إن خمسين بالمائة من البيوت صارت تتكون من شخص واحد ، بل إنه في مدينة أوسلو بلغت النسبة خمساً وسبعين بالمائة...

أثبتت كثير من الدراسات في الولايات المتحدة أن تأثير الأسرة والأقران على أداء الطلاب ، أعظم مراراً من كل العوامل التي هي بيد السياسة التعليمية العامة كرواتب المدرسين ، وأحجام الفصول الدراسية ، والصرف على التسهيلات الطلابية ...
إن ضرر الجريمة لا يقتصر على من يقع ضحية لها ، بل يتعداه إلى المجتمع كله ، وذلك أن انتشار الجريمة يقلل من ثقة الناس بعضهم ببعض ، ويعوق أو يحول دون تعاونهم ؛ بل إن الجريمة تؤدي إلى جعل المجتمع مجتمعاً ذرياً يحصر كل إنسان فيه اهتمامه في نفسه وفي أقرب الناس إليه. من ذلك أن الجيران كانوا يتعاونون جميعاً على تربية أولادهم ، وأما الآن وبعد أن كثر الاعتداء على الأطفال، فإذا رأى والد شخصاً يؤنب ولده فالاحتمال الأقرب أن يتصل بالشرطة ...
هل التطوّر التقني هو السبب ؟ الجواب من فوكوياما على الشكل التالي :
لا يعتقد فوكوياما أن الانفراط هذا أمر حتَّمه التطور التقني ، بل أنه كان بملك الناس أن يتفادوه ، لأن الوسائل الاختيارية المتاحة للناس للتأثير في سير أحداثهم الاجتماعية تتمثل في أمرين، هما : السياسات العامة ، أي التي ترسمها وتنفذها الجهات المسؤولة، والثقافة الشائعة بين المواطنين وما تتضمنه من قيم ، ويقول : إن كوريا واليابان وبعض الدول الكاثوليكية استطاعت أن تقلل من تأثير التطور التقني بسبب اختلاف ثقافاتها عن الثقافة الشائعة في المجتمعات الغربية ؛ ولأنه قد حدث مثل هذا الانفراط من قبل في التاريخ الأوروبي والأميركي ، بل وفي اليابان ؛ لكنه لم يستمر؛ بل عاد الناس بعده إلى الالتزام بالقيم الضرورية لكل مجتمع إنساني ...

لقد كان الرأي الشائع عند العلماء ، أن القيم أمور نسبية، وأنها تختلف لذلك من ثقافة إلى أخرى، ومن زمان إلى زمان وأن كلاً منها مقبول في إطار الثقافة التي توجد فيها، والزمان أو المكان الذي توجد فيه ؛ فلا مجال إذن للحكم عليها بالخيرية أو الشريّة ، ولا خوف إذن من تغيرها وتبدلها. ثم إنه تبين لبعض علماء الاجتماع والاقتصاد أن الصورة ليست كذلك بل إن هنالك قيماً لا بد منها لكل مجتمع بشري، لأن الناس إذا اجتمعوا فإنما يجتمعون ليتعاونوا على تحقيق مصالحهم ؛ لكن هذا التعاون لا يتأتى إلا بالتزام المجتمع ببعض القيم الخلقية : قيم الصدق في القول ، والوفاء بالعهد، وحسن تبادل المنافع، وتوفر الثقة إذن من المحتمل أن يُعيد التاريخ نفسه ( حسيب شيخ جعفر ) ..
نهايّة الكتاب :
في نهاية الكتاب ، يبدو فوكوياما متفائلاً بأن هذا الحال السيئ قد بدأ يزول فعلاً ؛ فمعدلات الزيادة في الجريمة ، والطلاق، والأطفال غير الشرعيين ، وفقدان الثقة ، بدأت تتباطأ كثيراً في التسعينيات. كما أنه حدث تحول بقدر مائة وثمانين درجة في آراء الأكاديميين بالنسبة للقيم ؛ فهم الآن يقولون : إن القيم وتركيب الأسرة تؤثر تأثيراً كبيراً في ما يحدث في المجتمع .إن فترة تعاظم الفردية قد انتهت ، وبعض القيم التي محتها فترة الانفراط بدأت تعود، وبدأت أصوات مؤثرة تنادي بضرورة الانضباط في السلوك وتحمل مسؤوليات الأسرة والأطفال . وهذه الأصوات أشد ما تكون مخالفة لما كان يقوله المعالجون النفسيون للناس في الستينيات والسبعينيات ...
ما هو رأيكم الآن ؟
ماذا سوف تختارون الانفراط العظيم أم ما بعد الانفراط ؟
لكل إنسان قدرة جنسية ويجب أن يمارسها دون عقدة ذنب ما دام لا يجبر الآخرين على ممارستها معه ( باولو كويلو 1947 - )
/ ألقاكم على خير / .





#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسألة القومية عند ستالين ؟
- من تعليقات كهنة المعبد - الستاليني - ؟
- دردشة 1
- الحتميّة بين ماركس وبوبر ؟
- وأخيراً - فائض القيمة - ؟
- المرأة , الأديان والتاريخ في رواية - ظل الأفعى -
- الحوار المتمدّن واليسار !!
- أعداء المنطق .
- كارل بوبر والتاريخانية ؟
- كهنة المعبد الستاليني .
- الفرهود , وقتل اليهود !
- دولة يهوديّة ديمقراطيّة ..
- قرأتُ لكم - نيتشه والربيع العربي وأشياء أخرى !
- الثورة الروسية في الرواية الستالينية !!
- أنصار ستالين والشلة ؟
- أدونيس ( النبي الوثني ) ؟
- طه حسين بين الدين والعلم !!
- إدمان السلطة ( متلازمة الغطرسة ) ؟
- الماركسية في عصرنا ؟
- خرافات الأديان !!


المزيد.....




- الخارجية الروسية: حرية التعبير في أوكرانيا تدهورت إلى مستوى ...
- الألعاب الأولمبية 2024: منظمات غير حكومية تندد بـ -التطهير ا ...
- لبنان: موجة عنف ضد اللاجئين السوريين بعد اغتيال مسؤول حزبي م ...
- الأمم المتحدة: -لم يطرأ تغيير ملموس- على حجم المساعدات لغزة ...
- مع مرور عام على الصراع في السودان.. الأمم المتحدة?في مصر تدع ...
- مؤسسات فلسطينية: عدد الأسرى في سجون الاحتلال يصل لـ9500
- أخيرا.. قضية تعذيب في أبو غريب أمام القضاء بالولايات المتحدة ...
- الأمم المتحدة تطالب الاحتلال بالتوقف عن المشاركة في عنف المس ...
- المجاعة تحكم قبضتها على الرضّع والأطفال في غزة
- ولايات أميركية تتحرك لحماية الأطفال على الإنترنت


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شامل عبد العزيز - التطور والأخلاق ( الانفراط العظيم ) ؟