أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علي شفيق الصالح - العدل, هل يستعيد أمجاده مع أعاصير الربيع العربي ؟














المزيد.....

العدل, هل يستعيد أمجاده مع أعاصير الربيع العربي ؟


علي شفيق الصالح

الحوار المتمدن-العدد: 3755 - 2012 / 6 / 11 - 01:09
المحور: حقوق الانسان
    


العدل, هل يستعيد أمجاده مع أعاصير الربيع العربي ؟
د. علي شفيق الصالح
توالت على شعوبنا كوارث ومحن نتيجة غياب العدل والحرية عبر عدة سنوات، ذاق الكثير خلالها أبشع أنواع الظلم والمآسي, وكان لا بد من ثورة للإصلاح, وكانت ثورة سلمية أطلق عليها "الربيع العربي" لاستعادة أمجاد العدل الذي قامت عليه حضارتنا وشرائعنا العريقة.
في الواقع أن كثيراً من مجتمعاتنا أصبحت, مع استمرار غياب العدل, تخضع للاستغلال والاستبداد, وتبع ذلك تدهور نظام القيم واشترعت مساطر جديدة لقياس الصح والخطأ, وزالت الطمأنينة في العلاقة بين الناس حتى داخل الحي الواحد, بل وداخل الاسرة الواحدة, ورافق ذلك مصادرة الحرية, و انتشار الجريمة.
والادهى من ذلك ومع غياب المحاسبة والردع, أصبحت السلطة في بعض الدول بيد مستبدين يعتمدون على القوة القاهرة وشريحة طفيلية ينفقون أموال الأمة كما يشتهون, واشترعت قوانين غريبة تعيدنا الى مجتمع الغاب, وبالتالي انتشر الفساد وتعمق التصدع النفسي والأخلاقي.
لا شك أن العدل ضمانة أساسية لنمو الحضارة وتقدم المجتمع, وبهذه المقومات ازدهرت عندنا أقدم الحضارات منذ أكثر من خمسة آلاف سنة, وظهرت أولى المدونات القانونية في التاريخ كشريعة حمورابي وما تبعها من تشريعات تدعوا لنبذ الظلم واقامة العدل.
وقد حثت الشرائع السماوية على العدل, لأنه أمان للبشر في الدنيا, ويشيع الحب بين أفراد المجتمع وبين الحاكم والمحكوم, وجاءت آيات كثيرة تأمر به, ومهد ذلك الى وضع أحكام ساهمت في تقدم العدل وحقوق الانسان.
والآن وفي الوقت الذي يتزايد فيه اهتمام العالم للتعرف على حقيقة الثورات السلمية للربيع العربي وقيمها العالية في الحرية والمساواة, تتطلع شعوبنا للخلاص من الظلم واستعادة أمجادها في العدل.
وتأتي استقلالية القضاء وعدله في مقدمة الاصلاحات المطلوبة, لأنه لا يمكن تحقيق التطور والتقدم في أي مجال من المجالات دون وجود قضاء عادل ومستقل يتيح للإنسان أن يشعر بكرامته وصيانة حقوقه, ولا غرابة أن تنص بعض الدساتير على أن نزاهة القضاة ضمان للحقوق والحريات.
واذا كان النظام القضائي المستقل مطلوباً ومؤكداً, فأن التعسف كثيراً ما يجد ملاذه في مشاكل تنفيذ الأحكام, وبالأخص النابعة من فساد أجهزة التنفيذ, والروتين الحكومي, وضعف الآليات والامكانيات.
لقد صدق عالم الاجتماع العراقي د. علي الوردي حينما قال "أن وجود المحاكم من غير وجود أجهزة قادرة على تنفيذ أحكامها يجعلها غير مجدية".
ولا ننسى قبل ذلك بأن هناك قوانين جائرة عديدة شرعت بمساعدة علماء سوء, تفتح الابواب للفوضى والفساد بلا ضوابط, وتسمح لأصحاب النفوذ الاحتماء بالشرعية في ظلمهم للأبرياء, والتستر على انتهاكاتهم الخطيرة لحقوق الانسان.
أن القانون يؤثر على المجتمع, وكلما ساءت الأحكام دخل الخوف في النفوس ودبت الفوضى في البلاد, وكما يقول جان جاك روسو: "أن القوانين السيئة تجر إلى قوانين أسوأ".
وبالعكس كلما ارتقت الجماعة البشرية ارتقت معها أفكارها, وسنت لها من الأحكام المتطور وما يحقق أمنها واستقرارها, وكلما تتجدد نظرتنا للقانون، نضع قانوناً متجدداً. لذلك أنا أؤكد على التغيير والعدل و"أن الذي لا يحب الظلم لا يخاف من القوانين العادلة".
أن الاتجاه العلمي الذي تسير عليه الحضارة الحديثة يقوم على منهج الشفافية والتفكير الموضوعي الذي لا تتدخل العاطفة والحماس فيه.
وعليه ولضمان المصداقية, أنا أدعوا شباب الربيع العربي الى عدم الاكتفاء بالوعود والشعارات, بل مطالبة المرشحين الذين يعدوا بالإصلاحات القانونية والقضائية, أن يبينوا بشكل واضح ومحدد ما هي برامجهم المقترحة, حتى تناقش بموضوعية لاختيار الأصلح, ويحاسب من يعد بها اذا فشل في تحقيقها.
وسنناقش معكم لاحقاً, بشيء من التفصيل, بعض الحلول للتوصل الى القواعد الأساسية اللازم وضعها لبناء نظام قانوني وقضائي عادل يضمن أمن الانسان وكرامته.



#علي_شفيق_الصالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خفايا الانتخابات الفرنسية :دروس اجتماعية وثقافية مستفادة
- هل يحمي القضاء ضحايا تعسف السلطة الادارية ؟
- بلاد الرافدين في باريس: حضاراتنا العريقة تستعيد امجادها يومي ...
- كنوزنا الأثرية تتصدر متاحف الغرب
- موروثاتنا التشريعية تسابق الزمن والغرب يشهد لها
- وسيلتنا القادمة لحوار الحضارات
- متحف اللوفر والولع الفرنسي بآثار الرافدين
- الشريعة باقية وعلينا نحن التغيير
- الإهتمام الدولي بنشر القوانين العادلة أفضل وسيلة لتقارب الثق ...
- تقارب النظامين الفرنسي والعربي في رقابة القضاء على الإدارة: ...
- من بلاد الرافدين وحوض النيل الى ضفاف السين
- هذا العدل الذي نريده
- القوانين العراقية القديمة أول من كرم المرأة


المزيد.....




- بيان للولايات المتحدة و17 دولة يطالب حماس بالإفراج عن الأسرى ...
- طرحتها حماس.. مسئول بالإدارة الأمريكية: مبادرة إطلاق الأسرى ...
- نقاش سري في إسرائيل.. مخاوف من اعتقال نتنياهو وغالانت وهاليف ...
- اعتقال رجل ثالث في قضية رشوة كبرى تتعلق بنائب وزير الدفاع ال ...
- بايدن و17 من قادة العالم يناشدون حماس إطلاق سراح الأسرى الإس ...
- البيت الأبيض يدعو حماس لـ-خطوة- تحرز تقدما في المفاوضات حول ...
- شاهد.. شيف غزاوي يعد كريب التفاح للأطفال النازحين في رفح
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات مستقلة في المقابر الجماعية بغزة ...
- بلجيكا تستدعي السفيرة الإسرائيلية بعد مقتل موظف إغاثة بغزة
- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علي شفيق الصالح - العدل, هل يستعيد أمجاده مع أعاصير الربيع العربي ؟