أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد قانصو - الديموقراطية صنيعة الأمة ونتاج وعيها ..














المزيد.....

الديموقراطية صنيعة الأمة ونتاج وعيها ..


محمد قانصو

الحوار المتمدن-العدد: 3755 - 2012 / 6 / 11 - 01:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


.. أن تنادي الشعوب بالحريّة والديموقراطيّة أمر طبيعيّ ومطلب واقعيّ, وليست منكراً مطالبة النّاس بالعدالة والمساواة, والعيش في وطن يُحترم فيه الإنسان وتُصان حقوقه, ويملك الفرد فيه حقّ التعبير عن الرأي دون خوف أو منّة.
النقاش يتجاوز الخوض في هذه المسلّمات ويتعدّاها إلى إشكاليّات تُطرح بقوّة على طاولة البحث ومسرح الواقع, ويمكن اختصار هذه الإشكاليّات بعناوين محدّدة: كيف تُصنع الديموقراطيّة؟ ومن الذي يُنتجها؟ وما هي شروط الوصول إليها؟
يعتقد الكثيرون أنّ الديموقراطيّة هي صنيعة السّلطة وأجهزة الحكم التي تأخذ على عاتقها تبنّي النظام الديموقراطيّ, وتتعهد باحترام إرادة النّاس, وإدارة الحياة السياسيّة بجوّ من الأريحيّة والانفتاح, وتقبّل الاختلاف والتنوّع, وتؤمّن تداول السّلطة من خلال انتخابات شفّافة ونزيهة, على أن يكون الشّعب هو الحارس لهذا النظام, والمراقب للسّلطة والمحاسب لها فيما لو نحت في إطار الممارسة منحىً تفرديّاً واستبداديّا.
هذا الاعتقاد يجعل من السّلطة المسؤول الأول عن تطبيق الديموقراطيّة وتعميمها, ويضع الشّعب في موقع المتقبّل المتلقي الذي يفترض به ممارسة ديموقراطيّته ضمن الأطر ووفق المفاهيم التي تُقدم له جاهزة خالصة.
غير أنّ إعفاء الجمهمور من مسؤوليّاته في فهم الديموفراطيّة وآليات تطبيقها, وتحميل السّلطة بمفردها ـ وهي مسؤولة ـ تبعات الفوضى والظلم, وقمع الحريّات وضياع الحقوق, والتردّي الأخلاقي والاجتماعيّ يُعدَ تجاوزاً عن المنطق وابتعاداً عن الإنصاف .
إنّ من يدرس تاريخ الحضارات البشريّة يدرك أن التحوّلات الكبرى لم تُسقط على الشّعوب إسقاطاً وإنّما جاءت بعد مخاضٍ عسير من التّجارب والإخفاقات والتّضحيات, وإنّ هذا المسير التقدميّ لم يكن ليحصل لولا وعي الفرد بضرورة التغيير والتقدّم للوصول نحو الأفضل. ولم تنل الشّعوب المقهورة حريّتها وحقوقها بسحر ساحر أو بتفضّل من حاكم خلع ثوب الاستبداد وانقاد طوعاً لإرادة الأمّة خادماً لها وأميناً على مصالحها .
تعلو الأصوات في أرجاء عالمنا العربيّ مطالبة بالعدالة والديموقراطيّة, وخلع الأنظمة الديكتاتوريّة القمعيّة, كما أنّ الدعوات إلى الإصلاح تتزايد في كثير من البلدان العربيّة نتيجة للوضع القائم الذي يزداد بؤساً وسوءا, ولا شكّ أنّها دعوات صادقة تعبّر عن مطالب حقّة لا يمكن إغفالها, ولكن بقسط من التجرّد والواقعيّة, أو على الأقلّ بالاعتراف أمام الذات لا جلدها, لنقل أن شعوبنا حتّى اللحظة تفتقر إلى فهم واقعيّ وتربيّة حقيقيّة على أصول الديموقراطيّة وكيفيّات تطبيقها .
إنّ الوصول إلى الدّولة الديموقراطيّة العادلة الحاضنة للتعدّديات يبقى بعيد المنال طالما أنّنا نفتقر للمعرفة المقرونة بالإرادة, وطالما أننا ما زلنا نرى المواطن العربيّ يمارس القمع والتسلّط في بيته ويطلق لاءاته في وجه زوجته وأولاده, ونرى ربَّ العمل يفتئت العمال حقوقهم دون رحمة, ونرى المعلّم يحمل العصا في مدرسته ويجبر طلّابه على تجرّع أفكاره دون نقاش, ونرى المرأة كياناً تابعاً للرجل وضلعاً معوجّاً من ضلوعه, ونرى رجل الدين يسوق النّاس إلى الجنّة حفاة جوعى!, عندما نرى النّاس يستحضرون التاريخ ليضرموا به نيران أحقادهم الطائفيّة والمذهبيّة, ويتقاتلون على الله وباسمه. عندما نرى النّاس يُغالون في حبّ زعمائهم حتّى العبادة, ويتّبعونهم كالقطيع نحو المذبح, عندما نرى المواطن يتأفّف من الظلم والعدم, والعتمة والجوع, دون أن يُحرّك ساكناً أو يعلن موقفاً, حين تصبح الانتخابات عراكاً سياسيّاً, وتحلّ المواقف مكان البرامج, ويقترع الناخب المسكين طمعاً بحقير مال, أو وعداً بوظيفة, أو خوفاً من نقمة الأولياء !..
لقد لخّص الإمام عليّ عليه السلام مسؤوليّة الأمّة في إنتاج حكمها وحكّامها حين قال :" كما تكونون يولّى عليكم" وهو بهذه العبارة الرائعة يشير الى أن الحاكم هو صنيعة الأمّة, ونتاج وعيها, وثمرة غرستها, وبالتالي فإنّ الأمّة التي تعي العدالة وتعيشها لا بدّ أن تنتج الحكم العادل وتختار الحاكم اللائق, والعكس هو الصحيح.
إنّ خلع الحكام المستبدّين للوصول إلى النظام الديموقراطيّ خطوة مطلوبة وضرورة لازمة, ولكن المهم أن لا يُعاد انتاجهم في كلّ حين تحت عناوين أو مبرّرات مختلفة, والأهم أن تتحوّل العدالة والديموقراطيّة إلى معتقد وسلوك وممارسة, لا مجرّد شعارات نردّدها أو رايات نرفعها حين تدعونا الحاجة إليها..


بقلم : الشيخ محمد أسعد قانصو
[email protected]



#محمد_قانصو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون سكسونيا !..
- ! whatsapp
- أقنعة ..
- وطن الوصاية .. لست هنا !!..
- وحدة إسلاميّة بغير شروط ..
- رحمةً بعقولنا ..
- الإسلام المعاصر وتحدّيات الواقع..
- رسالة إلى العام الجديد ..
- النّاس ..
- صناعة الحبّ..
- أنتَ طالق !..
- الجنّ البريء!..
- في بيتنا إنترنت ..
- نبيل ..
- لقاء الخميس ..
- أبو كريم ..
- الإسلام السياسيّ في قفص الاتهام!.
- الشخصانية
- الشعوب العربية بين مطرقة الديكتاتورية وسندان الاستعمار
- المدائن ..


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد قانصو - الديموقراطية صنيعة الأمة ونتاج وعيها ..