أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم القبطي - خواطر ما بعد الثورة : حوار مع ثوار














المزيد.....

خواطر ما بعد الثورة : حوار مع ثوار


ابراهيم القبطي

الحوار المتمدن-العدد: 3755 - 2012 / 6 / 11 - 01:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


شاءت الأقدار أن احاور أحد الشباب الذي نزل ميدان التحرير عدة مرات على الفيسبوك ، وهو من مؤيدي المقاطعة التامة للانتخابات ، شاب رائع ومغفل في آن واحد ، كلامه ناري وملئ بالحياة لكن بلا محتوى فكري حقيقي ، ذكّرني بفترة ليست بعيدة من حياتي عندما كنت أحارب طواحين الهواء وأبحث عن الحرية التي لم أكن اشعر بها في مصر .
لكن وضع هذا الشاب يختلف ، لقد سمحت له الظروف أن يمارس الحرية في ميدان التحرير ، لقد شرب حتى الثمالة من رحيق الشباب والثورة في ميدان التحرير ، فصار يشعر بأنه لا يقهر . حتى أنه قال لي بالحرف الواحد عندما أحس بأني ألوم شباب الثورة على وصول الاخوان للحكم :
"نحن القوة فعظموا من شأننا وإن رأيتم أحدنا فأسجدوا له واضربوا تعظيم سلام حتى نساعد السياسيين."
هذا الشاب يرى لا ضرر في وصول الاخوان للحكم .
حتى ولو تحولت مصر إلى ايران اخرى .
حتى ولو باع الاخوان مصر كلها ليورثوها لخلافة إسلامية .
حتى ولو انتهت روح الثورة بقمع ديني يفوق بمراحل قمع الحكم العسكري .
هو يثق في قدرة الثورة والثوار على الاطاحة بالاخوان لو وصلوا لحكم مصر فعليا . فهو يظن ، وكثير من المقاطعين معه ، أن الثورة مازالت مستمرة ، وان حكم العسكر كان مثل فترة غروب الشمس ، يعقبها حكم الاخوان مثل منتصف الليل ، يعقبها ثورة قوية تحطم حكم الاخوان وتجئ بالفجر الجديد لمصر .
بل هو يرى- وهم معه- أن حدوث منتصف الليل لازم من اجل مجئ الفجر والحرية والتقدم .
صورة شاعرية تملأ عقل وقلب شاب أعمته خمرة الثورة عن رؤية الحقائق السياسية والتاريخية . الحقائق التي تؤكد أن حكم الاخوان سيأتي بحكم ديني على النظام الايراني ، و لن تنجح اي ثورة بمقاييس ميدان التحرير أو غيره في القضاء عليها . ليس لأن حكمهم أكثر دكتاتورية ، ولكن لأن أغلب الشعب نفسه يرى الاسلام هو الحل . هؤلاء الشباب الثوريون لا يفمهون أن منتصف الليل كان دائما في مصر منذ دخول ابن العاص مصر ، وأن حكم اسرة محمد على أتي بالغروب لمصر ، أتبعه حكم الجيش الذي أتي بالغسق ، وسيعيد الاخوان حكم الليل الدامس أو منتصف الليل ، الذي سوف يستمر لفترات طويلة .
هذا الشاب اتهمني بعدم الواقعية لأنني لا أرى أملا في نجاح أي ثورة في وجود الاسلام فقال لي غير مصدقا :
"عايز مصر تحارب الاسلام هاهاهاها مش حتى "الأسلمة" أو "الإسلاميين" لأ الإسلام ذات نفسه، وإحنا مالنا يابا بالاسلام"
هذا الشاب لا يرى أي علاقة بين "الاسلام" و"الاسلاميين" . ويرى أملا في استمرار الثورة حتى على الاخوان لو وصلوا للرئاسة ، ولا يرى في نفس الوقت أملا في الثورة على الإسلام ذاته –لأن هذا غير واقعي . مع أن قوة الاخوان في الحكم سوف يستمدوها من ايمان الشعب بالاسلام ، ووجود الاسلام كدين للأغلبية سيكون هو الضمان الأكيد في بقاء الاخوان في حكم مصر لعشرات السنين القادمة إن لم يكن أكثر.
هذا الشاب للأسف لا يرى حتى الآن فشل الثورة الشبابية المصرية : فلا وجود لشاب واحد من الثورة في منصب وزير أو محافظ أو عضو في البرلمان أو حتى قيادة في جيش او شرطة ، ولا وجود لوجوه شابة من الثوار في الاذاعة أو التليفزيون ، بل ولم تعرف لهم أي قيادة سياسية حقيقة يمكن أن تمثلهم.
لقد قال لي باحرف الواحد عندما واجهته بفشل الثورة :
" ما أعرفه الآن أنك تقتلني. وتقتل في الأمل وذلك ليس من حقك. وخاصة وأن الجيل الماضي وإن ناضل فقليل منه من أكمل مشواره أما جيلنا كله فيريد أن يكمل مشواره".
هذا الرد ألجمنى فبكيت . لأن هذا الشاب مثله مثل بقية الثوار الشباب ، لم يفهم حتى الآن كيف أنهم قاموا بثورة في التحرير ، فلم تخرج خارج التحرير كثيرا ، هذه ليست ثورة شعبية ، وإنما ثورة شبابية فيسبوكية . لم يشارك فيها أو يؤيدها أكثر من 70% من الشعب الذي يحيا في النجوع والقرى والصعيد المصري (1):
هولاء ال70 % يحركهم الاخوان والسلفيين بالدين .
هؤلاء ال70% هم من صوتوا لصالح التعديل الدستوري في غزوة الصناديق المشهورة في الوقت الذي اعترض فيه كل الثوار على هذه التعديلات .
هؤلاء ال70% هم من ادخلوا الاخوان والسلفيين في البرلمان دون أن يدخل شاب واحد من الثوار إلى البرلمان
وهؤلاء ال70% هم من سيضمنون استمرار حكم الاخوان لو وصلوا لرئاسة الجمهورية المصرية وحولوها إلى أمارة في خلافة إسلامية .

هذا الحوار أصابني بالحزن الشديد على هؤلاء الشباب المصري الحالم الذي سوف يتم ذبحه وذبح أحلامه على مذابح الاسلام السياسي وهو لا يعلم . هم يقاطعون ثم يثورون كالفراشات التي تتجه إلى النار ظانة أنها النور ، فتلقى حتفها سعيا وراء النور والحرية .
لا استطيع أن ألومهم على حريتهم البريئة ، ولا استطيع أن أنصحهم فهم لا يقبلون النصيحة من الجيل الأقدم الأكثر حذرا وخوفا على حد زعمهم .
فقط أستطيع أن أصلي من اجلهم حتى يدخل الشبيه بابن الآلهة معهم أتون الينران وينقذهم وينقذ مصر معهم . (2)
-----------------------------
هوامش
(1) راجع موضوع خواطر ثورية (11): أزمة شعب
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=262337
(2) سفر دانيال اصحاح 3: 93



#ابراهيم_القبطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر ما بعد الثورة المصرية : كل ثورة وانتم طيبين
- خواطر ثورية (11): أزمة شعب
- خواطر ثورية (10): تشريع الجهل
- خواطر ثورية (9): شريعة المرض
- خواطر ثورية (8): مش عايزين ريس
- خواطر ثورية (7): عصابة الأربعين حرامي
- خواطر ثورية (6): حزب لكل مواطن
- خواطر ثورية (5): قرآن أو دستور
- خواطر ثورية (4) : شريعة الفقر
- خواطر ثورية (3) : دستور تايه يا ولاد الحلال
- خواطر ثورية (2) : جيش المماليك والدراويش
- خواطر ثورية (1) : من أنتم ... من أنتم ؟
- حق الأقباط في الدفاع عن أنفسهم
- المشاركة الحزبية أمل الأقليات في مصر
- الأقباط والعلمانيون في مواجهة المادة الثانية من الدستور المص ...
- هل هي محاولات لإلهاء الأقباط .... ؟!!
- الإرهاب الإسلامي يتراجع ... بالأرقام
- نريد وطنا يحكمه الشعب لا الأبطال
- الأقباط والأمل في علمانية مصرية
- بين ثورة 25 يناير ... وإنقلاب 26 يوليو


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم القبطي - خواطر ما بعد الثورة : حوار مع ثوار