أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إدريس ولد القابلة - الشهيد عمر بنجلون.... لابد من جلاء الحقيقة















المزيد.....

الشهيد عمر بنجلون.... لابد من جلاء الحقيقة


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 1100 - 2005 / 2 / 5 - 13:25
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


في ليلة باردة قصدت الأستاذ محمد الخطاب بمكتبه لاختطافه وإبعاده عن ملفاته لاستنطاقه حول قضية تهمه، رغماً عنه، كمواطن وكمناضل حزبي وكمناضل حقوقي وكرجل قانون، وأساساً كإنسان يحمل همّ الغد الأفضل منذ ردح من الزمن، إنها قضية الشهيد عمر بنجلون التي ظلت حاضرة بامتياز منذ زوال 18 دجنبر1975.
والأستاذ محمد الخطاب، محامي ومناضل في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي و الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.

• ماذا يشكل بالنسبة إليكم اسم "عمر بنجلون"

أولا بالنسبة للشهيد عمر بنجلون، بمجرد إثارة هذا الاسم كمناضل يثار عمر الإنسان، عمر المناضل، عمر المنظم، عمر المفكر، عمر الصحفي، عمر الحقوقي، عمر النقابي... وهذه العناوين كلها في نهاية المطاف هي رمز لشيء واحد وهو المثقف المنخرط في عملية التغيير لبنية المجتمع وهياكله الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفكرية. فعمر بالفعل، وبشكل عام، بالرجوع إلى حياته، سنجد أن الشهيد عمر قد رفع فعلاً من شأن الفكر والنظرية والوعي في أية ممارسة سياسية أو حزبية تبتغي هدم المفاهيم المتكلسة والذهنية التقليدية المتحجرة. وعمر بنجلون بمجرد إثارته تثار بطبيعة الحال مرحلة الغموض التي كان يعيشها الإتحاد الوطني للقوات الشعبية، مرحلة سياسية الخبز داخل الإتحاد المغربي للشغل، مرحلة الاعتقالات والمحاكمات والاختطافات والتصفيات الجسدية.عمر بنجلون فعلاً مارس سياسة القرب داخل الحزب، عمر لم يكن يقتصر على تنظيم البرجوازية الصغيرة بقدر ما كان يركز في التنظيم الحزبي على العمال والفلاحين الصغار، على الفقراء على المواطنين المهمشين. بهذا التنظيم استطاع عمر بنجلون أوّلاً أن يعطي زحماً تنظيمياً وأن يساهم بشكل كبير في الوضوح الفكري وكذلك في إرساء أسس التنظيمية لكل عمل حزبي يساري ولا أدل على ذلك مذكرته التنظيمية سنة 1965 التي وضعت أسس التنظيم العلمي. وجعلت أن التنظيم الحزبي ليست مجرد عملية تقنية فقط بقدر ما هو عملية تقنية تروم إيصال الوعي لمختلف الفئات التي من مصلحتها البحث فقط على المناصب. فبشكل عام هذا هو الشهيد عمر بنجلون. وطبعاً تكوينه الفكري وأصوله من المنطقة التي ترعرع فيها، والتي هي منطقة مهمشة والتي لا يمكن أن تنتج إلا مناضلين من طينة عمر بنجلون، لا من حيث فكره، لا من حيث تجدره، لا من حيث مقاومته جميع وسائل الإرهاب. وبالتالي الشهيد عمر بنجلون يشكل نقطة مضيئة في تاريخ العمل السياسي والحزبي المعاصر، سواء كمثقف، كمنظر، أي كمثقف عضوي مارس قناعاته ودوّب الفارق المختلف بين المثقف السياسي والمناضل القاعدي.

• أنتم كمحامي وملتزم تحملون قضية ويسكنكم هم حقوق الإنسان والتغيير من أجل غد أفضل. وقلائل الناس هم الذين جمعوا بين صفة المحامي والصحفي وكلاهما مهنة المتاعب، فهل في نظركم جمعهما من المؤشرات لزعماء المراحل التاريخية الحاسمة؟


الصفتان هما نتيجة التكوين، نتيجة اختيار، نتيجة قناعة، التكوين القانوني، التكوين الحقوقي، التكوين السياسي، وكل هذا تحت إمرة صفة المناضل الحزبي. فبالنسبة للمحامي ملزم بالسر المهني، الصحفي ملزم باحترام مصادر الخبر ولا يمكنه الكشف عنها مهما كانت الظروف والقائد السياسي والحزبي ملزم طبعاً بأمانة القيادة نحو غد أفضل. ولربما هذه الصفات الثلاثة تعطي جانباً من شخصية عمر بنجلون. وهذا علاوة على الصفات الأخرى التي تميز بها من تضحية ونكران الذات والصمود المستميت على الدرب. وعمر بنجلون كان دائماً يقول أنه يبحث عن الوضوح وأن التضليل هو أخطر أشكال التعذيب. وبالتالي، فإن كل هذه المعطيات ساهمت في أن يكون عمر بنجلون فعلاً مناضلاً بذلك المستوى، وأن اغتياله ترك فراغاً كبيراً، رغم أن المناضلين المتشبثين بالفكر الاشتراكي ظلوا يستنيرون بأفكاره وممارساته وكتاباته وإسهاماته المتعددة.
وعمر بنجلون كصحفي، أعطى لجريدة المحرر مصداقية وأصبحت بفضله تلعب دور المنشور الحزبي (بمثابة منار ومصباح) في تمرير التوجيهات الحزبية وتوحيد المواقف.


• الفقيه البصري سبق أن نصحه بالدخول في الظل باعتبار أن المرحلة ليست مرحلته، كيف تنظرون إلى ذلك؟

أوّلاً كما تمت الإشارة إلى ذلك سابقاً، في تلك المرحلة كان هناك غموض في الإتحاد الوطني للقوات الشعبية.
وبالتالي كانت هناك العديد من التنظيمات، وأقول التنظيمات وليس التيارات داخل الإتحاد الوطني للقوات الشعبية. كان كل من يختار توجها معيناً إلا وله أهدافاً معينة. بطبيعة الحال كانت للفقيه توجهاته داخل الإتحاد الوطني للقوات الشعبية، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقول أنه كان خارج هذا الحزب. والشهيد عمر كان له توجهه وفكره وقناعات معينة، وبالتالي الخروج من مرحلة الغموض كانت ستشكل ضربة للعديد مِن مَن كانوا يبحثون عن التحكم في زمام الحزب، وعن الحديث باسم الحزب مع ملاحظة وهي أنه دائما الإتحاد الوطني للقوات الشعبية كان يعرف صراعات، وكانت الشبيبة الاتحادية تلعب دوراً أساسياً في فرض جملة من المواقف المتقدمة، في فرض جملة من التحليلات، في طرح الفكر العلمي داخل الحزب، وبالتالي في هذا الإطار كان اختيار عمر بنجلون هو الاستمرار في خط الوضوح.
وهذه أكبر هدية قدمها لمناضلي هذا الحزب. وهكذا يتبين أن تلك المرحلة لم تكن سهلة، باعتبار أنها كانت مرحلة غموض ومرحلة مخاض (أحداث 23 مارس 1965، فهذه المرحلة كانت تحمل كل المتناقضات والشهيد عمر استطاع بفكره وبوضوحه وبقدرته على التنظيم وعلى المواجهة أن يساهم في وضع الإتحاد الوطني للقوات الشعبية على الطريق الصحيح.

• من المعروف، وهذه القضية تأكدت أكثر من مرّة، وحولها إجماع على أن الشهيد عمر كان دائماً يربط فكره وتفكيره بالممارسة العملية على أرض الواقع، هل هذه العلاقة بين الفكر والممارسة هي التي تشكل قوّته وجعلته يتميز بين الذين حاولوا التنظير في تلك المرحلة؟

إن الشهيد عمر كسر الحجاب المصنع ما بين المثقف والسياسي من جهة والجماهير من جهة أخرى. إنه لم يكن يقول سننزل إلى المواطنين والمناضلين بل كان يمارس من داخلهم (طلبة، عمال، فلاحين...) والمنطقة التي ترعرع فيها جعلته ابن هذا الواقع وينطلق منه، وقد كان ممتلكاً لأدوات التحليل كمنهج ووسيلة لمعرفة الواقع من أجل تغييره. وهذا في وقت كان البعض يحفظون عن ظهر قلب مقولات ماركس واتجلز ولينين وغيرهم ولكن موقعهم كان يتحكم في تحليلهم. وبالتالي الموقع والقناعة وهَمُّ تغيير هذا الواقع هي التي تتحكم وبالتالي الشهيد عمر كان أميناً وصادقاً مع قناعاته التي أصلته إلى ما أوصلته من تحليل ملموس للواقع الملموس.

* "مات عمر... نحن كلنا عمر..."
ماذا تعني بالنسبة إليكم؟

بالفعل بعد اغتيال الشهيد في 1975 بعد المؤتمر الاستثنائي، تجب الإشارة إلى التقديم الذي قدّم به عمر التقرير الإيديولوجي في هذا المؤتمر كان تقديماً متقدماً عن التقرير. من هنا جاء شعار القواعد الحزبية على أننا كلنا عمر، يعني كلنا فكر عمر، كلنا استمرار لفكر عمر، وفِعلا استطاع المناضلون أن يجسدوا هذا الشعار ولا داعي للتذكير بما حدث في الإتحاد الاشتراكي من 8 مايو وتأسيس حزب الطليعة الذي لازال يرفع هذا الشعار اقتناعاً على أن فكر عمر لازال حاضراً في التحليل سواء على المستوى الإيديولوجي والمستوى النظري أو التحليل السياسي للظرف وبالتالي مناضلو حزب الطليعة يعتبرون أنفسهم كلهم عمر.

حاوره إدريس ولد القابلة



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل حقق المغرب القفزة المنتظرة
- مغاربة فقدوا حياتهم من أجل التغيير
- لقاء مع السيد محمد الحراثي
- هجوم على مكتسب الحق في التطبيب بالمغرب
- مجتمع المعلومات بالمغرب
- اتفاقية التبادل الحر بين المغرب وأمريكا
- الوحدة الترابية والدبلوماسية المغربية
- الحكامة
- لـمـال والمـقـاومـة
- الفرنسيون الذين ساندوا المغرب في محنته
- الخلفية التاريخية والثقافية للخوفقراطية بالمغرب
- الخونة يحتفـلون بعودة الملـك محمد الخامـس بمنفاه
- المندوبية السامية لقدماء المقاومة وجيش التحرير
- البرجوازية التجارية بين التعامل مع الاستعمار ومساندة المقاوم ...
- حلقة من حلقات التاريخ المسكوت عنه قضية شيخ العرب
- أوراق متناثرة من تاريخ المغرب الحديث : محطات ذات دلالة
- أوراق متناثرة من تاريخ المغرب الحديث : محطات ذات دلالة 1 - ا ...
- الأحزاب السياسية بالمغرب
- مغاربة فقدوا حياتهم من أجل التغيير و غد أفضل
- الأحزاب السياسية بالمغرب


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إدريس ولد القابلة - الشهيد عمر بنجلون.... لابد من جلاء الحقيقة