أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - كلنا بابا عمرو














المزيد.....

كلنا بابا عمرو


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 3754 - 2012 / 6 / 10 - 10:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كلنا بابا عمرو، كانت صرخة الأب باولو دالوليو في اللحظة التي اقترب منه طبيب بابا عمرو محمد المحمد، يقدم إليه أغلى ماعنده، منظاراً لفحص الأذن وسماعة طبية من بقية متبقية، كان قد أخذها معه إلى بلدة القصير بعد تدمير عيادته ومشفاه الميداني مع مادُمّر من الحي، وهو يخاطبه: لن أجد خيراً منك لمثل هذه الهدية، ولعلّ الله يعوضّني عنهما الشهادة أو النصر.
يتقبل الأب باولو الهدية قائلاً: أنت بطل هذا الحي. ولكن الطبيب لم يفوّتها له منوّهاً أن أبطاله هم أطفاله، وأنه ليس إلا خادماً لبابا عمرو، وجندياً من جنود ثورة الحرية والكرامة، مبيناً له أن زيارته له ولمن معه من العاملين من المسعفين والممرضين، بأنها رسالة سلمية إنسانية لكلّ الصاميتن من كل الأقليات، نقابلها بأنه ليس بيننا من يعاديكم لأننا أخوة الوطن.
إن في زيارة الأب باولو الشاب الإيطالي المهاجر من ثمانينات القرن الماضي، والذي أقام في دير مار موسى الحبشي في أحد جبال القلمون قرب مدينة النبك بعد أن رممه بنفسه، لبلدة القصير/حمص في الرابع من الشهر الجاري بعد كل القصف والتدمير والمجازر التي كانت فيها، ولقائه طبيبها والعاملين معه في الإسعاف والمعالجة، وتبّرعه بدمه وهو صائم لأرواح الشهداء وتضامناً مع المعتقلين، وجلوسه معهم على مائدة طعامهم، وبكائه الأطفال والشهداء وكأنه أب حقيقي لكل شهيد، فأبكى ببكائه الجميع. إن في كل ماكان من الفعل الإنساني البحت للزيارة، وردة فعل النظام عليها بالطلب إليه مغادرة سوريا، يؤكد حقيقة هذا النظام المحتضِر مهما قيل عنها مذهباً وطائفة وإعلاماً، بإنها لاتخرج عن الطبيعة المافياوية التي لاتمتلك ممنوعات ولا مقدّسات، ولاقيماً ولا محرمات، بل هي علاقة الآلهة التي تطاع دون تردد أو تذمر من العبيد والشبيحة، أو حتى في عدم تقبل عمل إغاثي إنساني أو أي شكل من أشكال التعاطف من أيٍ كان مع ضحايا جرائمه ومجازره.
وإنما للانصاف نذكّر بأن هذه ليست المرة الأولى من الفعل الإنساني للأب باولو بشأن الثورة السورية، بل أظهر موقفاً ناضجاً ومتفهماً لها، عندما لفت عناية من يهمه الأمر في نداء الميلاد الذي نشره في كانون الأول/ ديسمبر الماضي مقترحاً على النظام صورة خروج له من أزمته مع شعبه اعترافاً بالتعددية وإقراراً للحريات، واللحفاظ على سلامة كلّ المواطنين وكرامتهم، محذراً أن تجاهل ذلك سيأخذ سوريا إلى أيام أليمة للجميع، قد تتهدد وحدتها مالم يحصل الشعب على ديمقراطية تعددية ومدنية وتوافقية تحترم الجميع على تباين صفاتهم وهوّيّاتهم. وقد كان الرد في حينها على هذه المقترحات الإنقاذية بالطلب إليه مغادرةَ سوريا بحجة خروجه عن نطاق مهمته الكنسية والرعوية، وهو أمر عُولج في وقته على مايبدو بخيار الصمت.
النظام السوري من يوم يومه يحتضن الشبيحة في كل مجالات الفكر والدين والسياسة والإعلام ممن يقف في صفه ضد شعبٍ خلقه ربي حراً، يريد مقاومته خالية من الذل والعبودية، ويريد ممانعته خلواً من المهانة واللصوصية. ويأبى النظام إلا أن يسقينا إياها مغموسة بكل أصناف القمع والاستبداد والفساد وبكل معاني التوحش ترويعاً وتعذيباً وقتلاً وتنكيلاً، ومعه كل الشبيحة من كهنة الاستبداد والقمع، من إعلاميين وسياسيين ومحللين وإعلاميين ورجال ثقافة ودين، يبرّرون ويرقّعون ويخوفون ويشطّفون، ويشعلون المباخر تغطيةً على روائح فسادٍ، ونتنِ استبدادٍ وعفونات نظام، استوجب الدفن والرحيل منذ أمد بعيد.
الأب باولو..!! أنت في بلدك سوريا وبين أهلك ورعيتك، وأنت في قلوب جميع السوريين الأحرار، لأنك الإنسان الذي رفض بما أنعم الله عليه من نعمة العقل والفكر والروح والشفافية وبعد النظر أن يكون شبيحاً، سنداً وظهيراً للمجرمين
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=d3_W33xcur8
http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=mbwDARff8Ok
http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=UIVOWJrZ5fw
http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=v1MsZvLC844



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلامة كَيْله، سلامتك..!
- هذه هي الثورة السورية وهؤلاء هم شبابها
- السورييون من جمال السفّاح إلى بشار الجزّار
- جرائم النظام السوري شاهد ومشهود
- المقاومون والممانعون وجهاً لوجه أمام الثورة السورية
- الثورة السورية وجهاً لوجه أمام المقاومين والممانعين
- المؤامرة الكونية والانفجار السوري العظيم
- يوم مشهود في تاريخ دمشق
- كلام في المعارضة السورية المسلحة
- نظام الأسد الحِواري
- الإعلام السوري كاذب
- كلام عن القرية السورية والمؤامرة
- في أنظمة القمع لاصوت يعلو على صوت المعركة
- تفجيرات دمشق وإرهاب النظام
- بلد أحبّتنا وأحببناها
- كلام في حماية المدنيين السوريين
- أنا رئيس ولست مالكاً للبلد
- على بشار الأسد أن يقول للشعب أنا لست بخالقكم..!!
- النظام السوري في مواجهة قرارات الجامعة العربية 2/2
- النظام السوري في مواجهة قرارات الجامعة العربية 1/2


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - كلنا بابا عمرو