أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - التحديثُ من قلبِ المدن














المزيد.....

التحديثُ من قلبِ المدن


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3753 - 2012 / 6 / 9 - 10:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إذا كانت المدنُ العربية الإسلامية قد عجزتْ عن تشكيلِ الحداثة فهذا بسببِ عجزها عن تأسيس أسلوبِ إنتاجٍ جديد.

إنتاجُ الغربِ للحداثةِ تأسس من خلالِ ظهورِ مدنٍ جديدة حرة، هي مدنُ (الأبراج)، المنفصلةُ عن عالم الإقطاع، فظهرتْ تسمية البرجوازية.

لكن الدول الشمولية الشرقية لا تتيح نمو طبقات برجوازية مستقلة داخلها، وفي الثورات العربية تأسستْ بذورُ ذلك.

انكسر بعضُ السيطرات السياسية على رأس المال الوطني العام.

ويمكن للرأسمال العام المستقل المُدار بطرائق ديمقراطية أن يبعثَ التغيير في الخريطة الاقتصادية الاجتماعية، وأن توجهه القوى المنتخبةُ إلى إعادة تجديد الإنتاج بطرائق تحديثية واسعة للقطاعين العام والخاص لتجاوز التخلف.

هذا يتطلب من القوى المنتجة البشرية المساهمة في هذا التجديد الديمقراطي، لا أن تقفز لمهماتٍ أخرى تحدث الاصطدام وتعرقل التطور فتفرق البناةَ التحديثيين بدلا من أن توحدهم.

وتبقى القوى الدينية المحافظة كحارسٍ على البناء الاجتماعي التقليدي، وهو بناءٌ يعرقلُ ذلك التجديد.

هي لحظات تاريخية لم يسبق للمدن العربية الإسلامية أن توصلت إليها، وليس بإمكان أغلبية القوى الدينية أن تفهم طابعَ هذه المرحلة وأهميتها في تغيير الشعوب العربية.

فهيمنة هذه القوى على العائلة وتحويلها لعائلات ذكورية مجمدة كبيرة الأعداد يتناقضان مع تنامي الديمقراطية، وهما أمرٌ يرتبط كذلك بفهم النصوص الدينية بطرائق تقليدية، تضعفُ من تطور العلوم الطبيعية والاجتماعية وظهور أجيال جديدة تدير قوى إنتاج متقدمة على مستوى العائلة وعلى مستوى المنشأة الاقتصادية الحديثة.

الإقطاع المنكسر في الحكومات المتحول لرساميل هو شبيه بتحول الإقطاع البروسي إلى أصحاب مصانع ومزارع حديثة، وتم ذلك بالقوة القسرية للدولة.

لكن هنا في التطور العربي تغدو المجتمعات الفقيرة غير مسيطرة على وسائل إنتاج عامة وفيرة الأرباح، ولهذا فإن المجالَ مفتوح للقطاع الخاص بصور كبرى ومن خلال أدوات ديمقراطية وثورة عالمية تقنية، وعبر انفتاح واسع.

خلال أكثر من نصف قرن عاشت الدول العربية بفضل الطبيعة الخام، وليس على قوى العمل المتطورة، فظهرت فيها مواد خام ثمينة كالنفط والفوسفات أو جلبت مواد خاما من الخارج.

عيشها على الطبيعة الخام هو مثل عيشها على النصوصية والعائلة الأبوية والدولة المالكة للسوق.

ليس ثمة علاقات إنتاج متطورة، فاستخراج النفط أو أنشطة التعدين هي أعمالٌ تمثل تعديلات بسيطة على المواد الخام.

ولكن حتى الفيض المالي الذي نتجَ عن ذلك لم يُعدْ تشكيل هذه الدول بحداثةٍ عميقة، فهي حداثة مظهرية سطحية، وتعتمد على الاستيرادات المختلفة للبضائع المادية والفكرية من الدول المنتجة.

وكثيرا ما تكشفتْ هذه الإنشاءات الكبيرة كذلك عن جداول تتحول لصواريخ تتوجه للشوارع فبدلا من أن تستوعب مياه الجداول والأمطار تحطمتْ منها وفاضتْ بها.

وغدت مشروعاتُ المجاري والجسورِ والشوارع مآسي اقتصادية حيث تكشفت عن عجز عن القيام بوظائفها.

وهذا مجردُ مظاهر ساطعةٍ بارزة أثر مشكلاتٍ واختباراتِ جدوى قامتْ بها الطبيعةُ والاستخدامُ البشري العادي.

أحزابٌ وقوى سياسية جديدة حية في الحكومات، وبرلمانات تعبرُ عن الترمومتر الشعبي المحدد الأكثر رهافة للمشروعات التي تغير كل بلد وتوزع الفيض على الشعوب.

مرحلةٌ معقدةٌ مركبة لكنها ممكنة التحويل، لكون التناقضات الاجتماعية والاقتصادية والفكرية حادة، بين من يملكون ومن لا يملكون، بين من يعرفون والذين لا يعرفون، بين من لا يعملون ويغتنون ومن يعملون ولا يعيشون.

وهي تتداخلُ بين الشعوب العربية فالمتأخرُ يتعلمُ من المتقدم، وليس من الضروري أن يدخل ثوراته، ويعيشَ حطامَه، بل أن يستثمر التجربة ويساعد على تطورها وإنقاذها في النمو المشترك للأمةِ العربية المنقسمةِ خريطةً المتحدة تاريخًا.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هي ثوراتٌ أم غزوات؟
- العوامُ الخطرون
- فئاتٌ صغيرة تابعة
- الناصريون والساداتيون
- قفزتان ونموذجٌ يحترق
- الرأسماليةُ العربية وقضايا الديمقراطية (٢ -٢)
- الرأسمالية العربية وقضايا الديمقراطية (١-٢)
- أسبابُ عجزِ القوميةِ الفارسية عن التطور الديمقراطي
- أحمد شفيق طيارُ التحول الاجتماعي
- رياضُ الترك رمزاً (٢-٢)
- رياضُ الترك رمزا
- مع الرأسماليةِ الحرة يمينٌ ويسارٌ جديدان
- الشيوعيون العربُ والثورة السورية (٢-٢)
- الشيوعيون العربُ والثورة السورية (١-٢)
- فصل المذاهب عن السياسة الحديثة
- الإخوانُ المسلمون في سوريا (٢-٢)
- الإخوان المسلمون في سوريا (١ -٢)
- مير حسين موسوي من رئاسةِ الحكومة إلى السجن (٣-٣)
- مير حسين موسوي من رئاسةِ الوزراءِ إلى السجن (٢-٣ ...
- مير حسين موسوي من رئاسةِ الوزراء إلى السجن (١-٣)


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - التحديثُ من قلبِ المدن