أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - السموأل راجي - الحزب اللاّشيُوعِيّ العِرَاقِيّ















المزيد.....

الحزب اللاّشيُوعِيّ العِرَاقِيّ


السموأل راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3753 - 2012 / 6 / 9 - 10:31
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


إنعقد بعد لَأْيٍ ومُـمَـاطلة المُؤتمر التّاسِع للحِزب الغارِق في التّحرِيفِيّة العِراقِيّ ،سُمِّيَ وطنِيًّا رُبِّما لِجَمْعِهِ فُرُوعًا مُبعثَرَة بلَا فاعِلِيّة في أرجاء بلاد الرّافِدَيْن وهُو التّاسِع من حيثُ التّرتِيب مُنذُ إنبِعاثِهِ الـجدِيد بعد طلاقِهِ مع إرث الرّفِيق فهد وأبطال سُجُون الـمَلَكِيّة وعبد الكريـم قاسِم وإنخِراطِهِ مُنذُ شُيُوع إنحِراف الأرعن خرتشُوف في مزبَلَة الضّياع .
ينطلِقُ ما أُطلِق عليه تقرِير وهُو في الواقِع لا يرقَى إلى مُستوى نصّ في أقصاهُ تحلِيلِيّ بــمُسَلَّمَة لا أدرِي كيف تمّ إشتقاقها مَـفَـادُها تضافُر ظُرُوف إسقاط الدِّيكتاتوريّة مع تداعيات الإحتلال لِــتشكِيل أوضاع إستثنائيّة لِـــبِلادِ الـمُؤتمرِين ! ومن بعد التّاسِع من نيسان/ابريل 2003 وُضِع شعب الــحِزب "أمام مهمّةٍ أساسيّةٍ مُزدَوَجَة يتلازمُ فيها الوطنِيّ مع الدِّيمُقراطيّ مع الإجتماعِيّ" مع بَــهَــامةٍ إحترفُوها في دُكّانِـهِـم التّعِيس ولنقُم بالردّ دُون إطالة.

مُنذُ أن قامت الدُّوَل وظَهَرت الأحزاب وتفجّر نُور الـماركسِيَّة اللينينِيَّة بات جلِيًّا حتّى للأعمَى أنّ المسألة الوطنِيَّة لا تُحَلُّ إلاّ من داخِل المسألة الدِّيمُقراطيّة والعكسُ بالعكس فلا ديمُقراطِيّة شعبيّة إلاّ بالتّوازِي مع رفع شِعار التّحرِير ودحر التدخُّل الخارجيّ ولا تحرِير ومُقاوَمَة خارِج مِيثاق دِيمُقراطِيّ ثورِيّ والحالات في التّارِيخ الـمُعاصِر أكثَر بلاغة وليتأمَّل من أراد تارِيخ الحركة الوطنِيّة الفلسطينيّة من جِــهَة وتارِيخ الحِراك الدِّيمُقراطيّ العراقي وسيعلم التّداخُل والرّبط الوثِيق بين كِلا الموضُوعتيْن ومن ثمّة فَــمِــن باب اللّغو ودليلٌ على الإنتهازِيّة الفصل بينهما ،اللّغو من زاوية الإطناب في تقرير يُرِيدُهُ واضِعُوهُ مُـطوَّلاً وإنتهازِيّة لِــتبرِير الإنحِطاط والتّآمُر والتّــذيُّل للإستخبارات المركزِيّة الأمريكِيّة ودُخُول مجيد مُوسَى على حدِيد المارِينز الأمريكُوصهيُونِيّ والعالـم أجمع يذكُر أسنانه البارِزة بعد إبتسامة بغِيضَة يُتْحِفُ بها الـمُشاهدِين إبَّان ترأُّسه "مجلس" بول بريـمـر.

مَـــرَّ العراق في تارِيخِه الـمُعاصِر بسلسلة إنتكاسات دحْرَجَتْهُ يمينًا يسارًا وقلبت موازِينه السّياسِيّة والإقتصادِيّة والإجتماعِيّة وحتّى الثقافِيّة والدِّمُغرافِيّة لتنتشر فيه أوبِئة الطائفيّة وذهنيّات الـمُحاصَصَة إذ دخلت فيه الرّأسمالِيّة قَــسْــرًا مُنذ أواخِر القرن التّاسِع عشر وبشكلٍ أكثَر وُضُوحًا بعد دَحْر الدّولة العُثمانِيّة وتقسِيم تَــرِكَــتِــها بين مافيات لندن وباريس وتشكِيل خارطة جديدة للـمنطقَة وإستِيراد فيصل بن الحُسيْن من سُورِيا ووضعِهِ على كُرسِيٍّ إنجليزِيّ لم يهنأ بِهِ إلاّ على جُثث أبطال ثورة العشرين ورشيد عالي الكيلاني فيما بعد لتكُون الخارطة الطبقيّة العراقيّة مُــعقّدَة كأيّ مُجتمع دَكَّــــت أوصاله الرّأسمالِيّة في طورِها التّابِع لدوائِر الإحتكار فبرزت البورجوازِيّة الكُبرى العمِيلة والبورجوازِيّة الصّغرَى العاجِزة عن تحمُّل مهمّاتٍ وطنِيّة ودِيمُقراطيّة شعبِيّة بِــفعل تذبذُبِها وطبقاتٍ شعبِيّةٍ مدحُورةٍ مَــغْـبُونة تُعانِي الإذلال الإجتماعِيّ وتواصُل الــبُــنَــى الذِّهنِيَّة الماقبل رأسمالِيّة في صِــيَــغٍ عشائِريّة مُعاقَة لا تضمنُ الإرتِقاء من واقع الطّائِفِيّة العرقِيّة الإثنِيّة المذهبِيّة الدينِيّة إلى الوطنِيّة التي لم تُــحَــلَّ من مَــنْــظُورِ الدِيمُقراطِيّة الـشّـعبِـيّـة وإنّما في إطار تجدِيد الـهَـيْـمَـنة بِـمنحِ إستِقلالٍ صُورِيٍّ يتكفّلُ بِــصِــيانةِ المصالح الإمبريالِيَّة (وخاصّةً البريطانِيّة) الإقتصادِيّة والجيوإستراتِيجِيّة عبر مُراقبَة أكبر إحتياطِيٍّ كَوْنِيٍّ للنّفط ومن ثمَّة كانت ضرُورة إقامة الأحلاَفِ وإسناد الشّاهِ والتقرُّب لعبد الكريم قاسِم فيما بعد وتثلُّج المنطقَة بصقيع الحرب البارِدَة وبين هذا وذاك ظلّ الفلاّح العِراقِيّ لحُدُود سنواتٍ قريبة وحتّى اليوم يحرِث بإستعمال البَــهِــيـمَة والصّناعة غائِبَة والحِرفِيُّ يُعانِي وتوجّهت أغلب الشّرائِح الـمُـتوسِّطَة للوظِيفة العُمُومِيَّة وتمّ إستكمال مُـسلسل تدمِير الطّبقات الشّعبِيّة عبر قانُونٍ عامٍّ سادَ المُجتمع هُو قانُون الإنحِدار الطبقِيّ القسرِيّ لتتّسِع الـهُوّة بعد مجِيء البعث للحُكم وإتِّباع مِــنْــوَالٍ تَـنْـمَـوِيٍّ محكُومٍ برأسمالِيّة دولة تَــبَــقْــرَطَت وواصلَت نهج الإستِبداد بِأسالِيب أكْثَر دموِيَّة في مناخِ شحْنٍ طائِفِيٍّ أمْـــلَــتْــهُ مُكَوِّنات الحُكم فِي إيران ما بعد 1979 لتبلغ الـمَدَى إبّان حُرُوب الخلِيج والدَّحْر النِّهائِيّ للدِّيكتاتُورِيّة بأيادِي إئتِلافٍ قادتهُ الوِلايات الـمُتَّحِدة الأمرِيكِيّةُ وحْدَهَا في الوقت الذي كان فِيهِ البَائِد بلا حَوْلٍ ولا قُوَّة إنْــتُــزِعَــتْ منهُ عبر حِصارٍ لم يكُن صدّام ضحِيَّتَهُ وإنّما أبناء الشّعب العِراقِيّ الأكثَر فقْرًا.

لا مجال للحدِيثِ عن الإجرام الأمريكُوصهيُونِيّ ولا إستكمال معالِـم الشّحن الطّائِفِيّ إيديُولُوجِيًّا لِــدرجة دفْنِ بقِيّةٍ باقِيَة من وطنِيَّةٍ باهِــتَة ولا عن مُخلّفات القمع الأسود البعثِيّ الــمُــنْــتِجَة حَصْرًا للجهل والتخلُّف وإستفحال التبعِيّة لكن الـمُـنْطَلَق في بِناء أيّ تقرِيرٍ سياسِيٍّ شُيُوعِيٍّ هُو رسم خارِطَة طبقِيَّة تغيّرت مُكوِّناتُها ولم تتغيَّر معالِــمُها بإزدياد جحافِل الـمُهمّشِين وتوسُّع القاعِدة البشرِيّة للطّبقات الشّعبِيّة مُقابِل تقهقُر صُفُوف البُورجوازِيّة الصُّغرى ومِيلاد بُورجوازِيّة طُفيلِيّة مسنُودَة من شرائِح مُــتَــنَــفِّــعِــين من وُجُود قُوّات الإحتلال وأذنابهم في الـمنطقة الخَضراء التي كان ولا يزال مجيد مُوسَى وأشباهُه من رُوَّادها .
سُرعَان ما يكشِف مُـخَـرْبِـشُـو "التّقرير" عن الوجه الـمُعادِي للعُلُوم الشُّيُوعيّة في جُزء مُــعَـنْــوَن بِــــــ"إنطِلاق العمليّة السّياسِيّة" أُرِّخَت وِفْقَ زعـمِـهِم بِصائِفَة 2003 أي مجلِس بريمر كان فِيه مجيد مُوسَى عرُوسًا من عرائِس الدُّمَى ، والـمعلُوم أنّهُ لا تغيِير في ظِلّ وُجُود إحتِلالٍ صادقت عليه حتّى الأمم الـمُتّحِدة إلاّ على قاعِدَة التّحرِير فلا أعلم عن أيّة عمليّة يُمكِن الحدِيث إلاّ الــمُسارَعَة للإستفادة القُصوَى من ثِــمَــارٍ مُتعفِّنَة عبر ضمان دور الدُكّان/الحِزب لمقاعد في السُّلطَة القادِمَة تُجدِّدُ دِماءه وتحفظ البقيّة الباقِيَة منهُ بعد شُيُوع الإنقسامات والإنشقاقات وتوالِي الفضائِح فِيه وتِلاوَة فاتِحَة الكِتاب نهائِيًّا على رُوح إرث فهد ورِفاقه .
غابَت عن حِسابات القُوَى الـمُشارِكَة في إغتِيال التّارِيخ والـشّعب العِراقِيّ بعد التّاسِع من نِيسان/ابريل 2003 (بِـنَـفس آلِيّات صدّام المدعُوم أمريكيًّا) دُخُول طرف جديد/قدِيم في الـمُعادَلَة وهُم رافِعِي السِّلاح في وجه الأكسِيَة الخضراء الأمريكُوصهيُونِيّة و سيّارات الهامِر وميليشِيّات البَدْر الإيرانِيّة من ناحِيَة ، وفيالِق غاضِبَة من عُقُوق الإدارة النيوليبرالِيّة الأمريكِيّة بعد خلقِهِم وتدريبهم وتمويلهِم في أفغانِستان هبُّوا للثّأر من إلقائِهِم في طيِّ النِّسيان ، وسط كُلّ هذه الأجواء ، وكإنعِكاسٍ إجتماعِيٍّ مُباشِرٍ ، فُقِدَت الوظائِف وتعزّزت ظاهِرة البِطالة وتفشَّت حالات مُصادرة المنازِل والعقارات والأراضِي بِسببٍ وبدُونِه خارِج نِطاق القضاء الـمشلُول وإنهارت الدّولَة وعَجِز الإحتِلال عن إقامة سُلطَة فِعْلِيّة بعد الرِّهَان الخاسِر على القُوَى الليبرالِيّة الإنتهازِيّة بطبيعتها وأحلافها الإيرانِيّة ولَــم تكُن هُناك عمليّة سياسِيّة في السّيرُورة الـمُـتَّـبَـعَـة بعد دخُول المارينز بغداد وإنّما حالة فوضَى لامدنِيَّة وفراغٍ صاحبها إستغلّتهُ القُوَى التّقلِيدِيّة التي تحصّنَت بجبال كردستان ومُعسكرات الحُدُود فملأت الدُّنيا فتاوَى وتفجَّرَت فقاقِيع مُنتكسة تارِيخِيًّا مثل البيت الشِّيعِيّ وتقلّب القائمُون على الدُّكّان/الحزب اللاّشُيُوعِيّ فكان حميد مجيد مُوسَى من بين مُـمَـثّلِي الشِّيعَة في مجلس بريمر ! فلا معنى لذِكر تعثُّر الحِراك السّياسيّ الـمشلُول بِفعل شلل الدّولَة والإنحدار الطبقِيّ السّرِيع الذي شمل تقريبًا كافّة مُكوِّنات الـمُجتمع العراقيّ ومن باب الـبَـهَـامَـة المُـبالَغِ فيها الحدِيث عن هُـراء الـمُحاصَصة النّاتِجَة عن إقتران ما بعد 09 نسان/ابريل بِـتَـركِــيــبَــة الوُفُود الـحـاجَّة لواشنطن ولندن ماقبل ذلك التّارِيخ وأُضِيف أنّها كانت ضرُورة حتمِيّة لطبيعة التّحالُفات والصّفقات المعقُودة مع مندُوبِي الإستخبارات الـمركزِيّة الأمريكِيّة من ناحِيَة ونتيجة كسْر إحدى قواعد الدّولة وهي إحتكارِيّة الـعُنْف وتنظِيمه في جيش وقُوى أمنِيّة حيثُ تحصّنت وُجُوه الأذناب بميليشيّاتٍ مُسلّحة أمريكيًّا وإيرانِيًّا وخليجِيًّا بإسنادٍ مالِيٍّ ناتِجٍ عن شُيُوع المحسُوبيّة والفساد الرّشوة والإتاوات الـمفرُوضة والسّرقات والسّيطرة على دوائِر رسمِيّة عُمُومِيّة ، وتُوِّج الـمَـسَـار بِإنتخاباتٍ مـهزلِـيَّـة بدُون برامج قائِمة على العشائِرِيّة حِينًا وعلى الطائفِيّة بكُلّ أبعادها وتداخل فيها كُلّ ذوِي الـمصالِح داخليًّا وخارِجِيًّا تحت رِعاية وتأطِير مُباشِر من أركان البيت الأبيَض صاحِب مُبادرة الفوضى الخلاّقَة والشّرق الأوسَط الجدِيد ، ولم يُكن علاقة للشّعب بكُلّ الـمُـجْـرَيَات و نآى بارُونات الشّمال بِأنفُسِهِم ليتحوّلُوا لِــعُنصِر حسم سياسيّ وسط إنقِسام وتضارب مصالح قُوى الليبراليين الـمُـلْـتَـحِـين منهُم وأدعِياء الـعلمانِيّة وتدهوَرَت في خِـضمّ ذلك الـقُدرة الشّرائيّة وغاب البنزين في بلد البترُول وساد الظّلام في بلد الطّاقة وإنتَشَر العطَش في بلد الرّافِدَيْن وتحوّلت بغداد والبصرة تحت وطأة الـتَّـفْـقِـير الـمُـزْمِن الـمُـتَـفَـاقِـم بعد الإطاحة بالبعث إلى أحد أكبر أوكار الدّعارة والبغاء الرّسمِيّ مِــنهُ والـسِـريّ وضربت الـمُخدّرات أطنابها وإرتفعت مُعدّلات الجرائِم وكثُر التلوُّث وبرزت الإستقطاب الدّينِيّ كَــنتيجَة للإذلال الإجتماعِيّ الـمَـقْرُون بالإحتِلال- العاجِز عن إستكمال مَـهَـمّاتِهِ المافياوِيّة ، ويأتِي "تقرير" الدُكّان ليتحدّث عن "عملية تهدف إلى الإنتِقال بالعِراق من الدِّيكتاتُوريّة ونظام الحِزب الوَاحِد إلى نِظامٍ دُستُورِيّ...." دُون حتّى ذِكر مفاهِيم الدِّيمُقراطِيّة الشّعبِيّة والتحرُّر الوطنِيّ والإنعتاق الإجتماعِيّ في فقرةٍ تستعرِض فضفاضِيًّا إنطلاق ما سُمِّيَ بِــــ"عمليّةٍ سياسِيّة" إعْـتَـمَــدَت الأساليب السّلمِيّة !

يركُضُ كاتبُو التّقرِير فوق مسألة الـمَـلَـفّ الأمنِيّ وتطوُّراته مُتناوِلِــــيــنَــهُ في سياقاتٍ إعلامِيّة بعيدة عن أيّة تحالِيل ماديّة ملـمُوسـة عبر التَّــعْـوِيـم والـتَّـعْـمِـيَـة دُون ذِكر أطراف العُنف وسيرُورة تواجُد الإرهاب وماهِــيَّــتـه وبِــتَــغْــيِــيــبٍ قَصْدِيٍّ للسُّجُون الخاصَّة والتّفجِيرات الـمُدَبَّرَة حتّى من وُجُوه الأذناب ودُون حتّى الترحُّم الرّمزِيّ على شُهداء اليورانيوم الـمُنضّب في الفالُوجَة والنّجَف وتسلُّل فيالق إيرانِيّة وإقامة التّوافُقات الـمَـصْـلَـحِـيَّـة الشّخصِيّة في شبه البرلـمـان على أرضِيَّة التسلُّح والإغتيالات وتدبِير حالات الإنفلات الأمنِيّ وتردِيدٍ بغبغائِيٍّ لـمقُولات الـمُلاحَقَة القانُونِيّة دُون وضع حتّى تصوُّر عَـمَـلِيٍّ يعجزُ كتبة "التّقرير" عنه لِـغياب ذهنِيّة الثّورة الوطنِيّة والدِّيمُقراطِيّة الشّعبِيّة وحُلُول اللّيبرالِيَّة محلّها تَـتَـجَـلَّى في شراسَة كُوميدِيّة عند الحدِيث عن "السِّيادة الوطنِيّة الكامِلَة".

يحصُر الكَــتَــبَــة مفهُوم الإستقلال والسِّيادة الكامِلَيْن في سحب القُوّات الأجنبيّة من التُّراب العِراقِيّ وهُو إنحِراف جِديّ أظنّ شُرفاء الدُكّان سيتقدّمُون بحملة إستقالات مُوسَّعَة إثره : لا يُمكِن الحدِيث شُيُوعِيًّا عن الإستِقلال إلاّ فِي حالِ وُجُود إقتِصادِ وطنِيٍّ مُـستقِلٍّ وشعبِيٍّ ضمانتُه السّياسِيّة دولة ديمُقراطيّة شعبِيّة يُكون فيها تحالف الـمُنتجِين بِــمُـمَــثِّـــلِـيـهِـم السّياسِيِّين وقطاعات من البُورجوازِيّة الصّغرى التقدُّمِيّة حتّى لا أقُول ثورِيّة هُو الـحاكِم عبر برلمانٍ شعبِيٍّ تُساهم في بلورة قوانينه النّقابات والفعاليّات الشّعبِيّة ودور الحِزب الشُّيُوعيّ في أيّ مرحلة إنتقاليّة هُو الضّغط في إتّجاه تكرِيس تصوُّراته الثّورِيّة عبر دفع مسار الإنغراس على المُستوى التّنظِيمِيّ وتجذِير الخطّ فكريًّا وسياسِيًّا وصياغة شبكة علاقات مُنظّماتِيّة أهليّة تضمن له الوُصُول للأهداف الطبقِيّة الثّوريّة ، أمّا عن الوُجُود الأمريكيّ والخارجيّ عُـمُـومًا بالسِّلاح في العِراق فذلك أمرٌ من الغباء أو التّواطُؤ عدم فضحِهِ والتغطِّي بِــمظلّة مثقُوبة عبارة عن مُعاهَــدَة جوفاء لا تُعبِّر عن أيّة إنتصارِيّة للشّعب العراقيّ الرّافِض لإحتِلالٍ ساندهُ الدُكّان الحِزبِيّ فكانت فقرة "السّيادة" ذات تناقُضات مفهُومِيّة وسياسِيّة بين حدِيثٍ سابقٍ عن عمليّة سياسيّة تحت الإحتلال وبين لَــغْــوٍ حول إتّفاقِيّة إنهاء الوُجُود العسكرِيّ التي نزّلها كاتبُو "التّقرير" في زاوِية إنتصار الإرادة الشّعبِيّة.
في إطار تجاوُز تقزِيم "الدِّيـمُــقْـرَاطِيّة" الآتِيَة على ظُهُور الدبّابات لِــتُـنْـجِـب العمائِم والـحَـوْزَات والتّوجِيهات من وراء الحُدُود يُقدِّم الـمُؤتمر نِقاطًا إنشائِيّة مُـــوَجَّــهَــة لترمِـيمٍ جُزئِيٍّ للإدارة بِـدُون خطٍّ سياسِيٍّ ومنظُورٍ إستراتِيجِيّ قد تصلُح النّقاط مُقتطعاتٍ من خطابٍ للمالكِيّ ليس إلاّ ، لكنّها لا ترتقِي إلى برنامج ملـمُوس لتحقيق نُقلة نوعِيّة في البنية السّياسِيّة لأشلاء دولة قائِمَة في العِراق ومن هُنا تَــــتَــحوّل مَــهامّ الفكر السّياسِيّ العلمِيّ من سِياق إقامة الفارِق الطبقِيّ الحاسِم بين "تقرير" مضمُونه ليبرالِيّ باهِت إلى تقدِيم بدائِل ثورِيّة فعلِيّة عبر وضع أرضِيّة جُـمهُورِيّة العِراق الدِّيـمُـقراطِيّة الشّعبِيّة ستكُون الجُزء الثّانِي من هذا النصّ.



#السموأل_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى شباب مِصر ، علّمَكُم الشّيْخ إمام
- اللّيبرالِيّة قاعِدة الدِّيكتاتُورِيّة المُطلَقَة
- إلى شَعْبِ مِصْر
- إلى الفلاّحِين الفُقراء من جديد
- إطلاَلَة علَى اليُونان
- مُقاطَعَة الإنتخابات الرِّئاسِيّة المِصرِيّة ضرُورة لا خِيَا ...
- في المسأَلَة التَّنظِيمِيّة من زاوِيَة بلشَفِيّة
- ذكرى النّكبَة تطُلّ
- فَوْضَى الحواسّ في الجَزَائِر
- بعد الإطاحَة بساركُوزي
- الفاتِح من آيار/مايُو،لترتفِع راية الأُمَمِيّة
- أطلِقُوا سراح الرّفِيق سلاَمَة كيلة يا بهَايِم
- على إثْر الجَوْلة الأُولَى من إنتِخابات الرِّئاسَة الفَرَنْس ...
- في فرنسا،الجَبهة اليَسَارِيّة تَنْطَلِق
- إلى ورَثَة نِضالات إبراهيم محمّد نَقد
- تطوُّر الصِّين نحو الرّأسمالِيّة مُنذُ 1949 - الجُزء الثّانِ ...
- تطوُّر الصِّين نحو الرّأسمالِيّة مُنذُ 1949 - الجُزء الأوّل
- في عيد الحُبّ
- حول الشّيُوعِيّة والدِّين
- حول سُوريا وإيران:موقف الأمميّة الشّيُوعِيّة


المزيد.....




- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - السموأل راجي - الحزب اللاّشيُوعِيّ العِرَاقِيّ