أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - علي عبد الكريم حسون - لتلميذ في قبضة الجلاد














المزيد.....

لتلميذ في قبضة الجلاد


علي عبد الكريم حسون

الحوار المتمدن-العدد: 3752 - 2012 / 6 / 8 - 16:44
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


صورة التلميذ في قبضة الجلاد
على ضوء مقالة الرفيق الصديق أحمد الناصري , بعنوان : صورة المعلم في قبضة الجلاد المنشورة في عدد الحوار المتمدن 9 – 5 – 2012
الكاتب : علي عبد الكريم حسون
كتب أحدهم مقدما ليوليوس فوجيك بوريقاته التي خطها في سجون الغستابو : (( إنني مدين لفوجيك بأثمن الأسرار , سرّ الأعماق البعيدة للثوري الإنسان .... وهو البطل الشيوعي , حتى حينما يبحث في أعماق خائن عن أسباب سقوطه )) .
ترى ما الذي يشد المنتمي لذكريات أيام سود مضى عليها ثلاثة وثلاثون عاما .... ليستعيدها بلحظاتها الرهيبة , كما لو كانت حدثت البارحة ؟ لماذا انطبعت في حجيرات دماغه , وبقيت محفورة بأدقّ دقائقها سوية مع وجوه جلاديه , وأسمائهم التي عرفها لاحقا : الملازم التكريتي زهير عبد الكريم / نقيب الأمن عبد الرزاق أبو عرفان / النقيب توفيق المصلح / النقيب البصري أبو سجاد .... و( الرفيق ) الذي سلّمه لهم لقمة سائغة .
لحظاته وهو في زنزانته الانفرادية مكبلا بــ ( الكلبجة ) صنع كوريا الشمالية أو ألمانيا الديمقراطية , وعيناه تبحثان في الجدران عن أسماء رفاق ورفيقات , حفروا بأظافرهم أسماءهم على الحيطان .... منال عبد الأحد المالح , تذكر اسم والدها المعلم الشهيد في 8 شباط الأسود . وآخرين يقابلونه معهم في محاولة دنيئة منهم لأجبارهم على التشخيص , وسؤال بليد عن ثقل سمع رفيق عضو اللجنة المركزية آنذاك , ليستدلوا منه على معرفة مكانه , وهو المختبيء في (( بيت الناصريين )) ببغداد , الذي آواه مع رفاق محلية الناصرية الذين هجروا مدينتهم , ليقع سكرتيرهم بيد الجلادين , فيهب حياته محافظا على سرّ الوكر ومبيت الرفيق عضو ل . م عندهم .
يوما ما في ساحة الميدان , بداية شارع الرشيد , احتضنني ( شاكر النداف ) ابن مدينتي .... تفاجأ وهو يرى تحفظي بردّ التحية عليه وتمتمتي له : بأنني خارج من زنازين البعث قبل أيام قليلة , وليفهم بعدها بأنه يجب أن يغادرني , فمن المؤكد أنهم سيصطادون من يحييني ... أسرع الرفيق النداف بالانسحاب .... ويتكرر نفس المشهد بعد ذلك مع رفاق آخرين رحلوا من مدينتهم إلى بغداد . فهاهو الشهيد ( داخل فرهود الفندي ) يحييني بحرارة في الشورجة , ولكنه كان أكثر حذرا , فإكتفى بقراءة الملامح ... أعجبت به , إذ يبدو أنه تمرس على النضال السري , اكتفيت بتحذيره من المبيت في الفنادق .
بعدها عملت في ( السوق العربي ) لتأمين مورد رزق لي , وهاهو ذات المشهد يتكرر , فالشاب الوسيم بعيونه الواسعة وسمرته المحببة , يطلّ علي من وراء زجاج الفاترينة . اطمأن لخلو المحل إلا مني ومنه ليجلس على مقعد قبالتي ... صمت صباح طارش وصمتّ أنا , ذهب بعدها مغادرا إياي , ليستشهد في مدينته مع زوجة رائعة , حبلى بابنه الذي سيولد في أقبيتهم , ولتزغرد سحر أمين منشد وهي تصعد المشنقة ... وليحمل بعدها بعشرين عاما ( محمد صباح طارش ) علما أحمر بمنجل ومطرقة , مخترقا شارع الحبوبي مع شيوعييّ مدينة والده الشهيد , ووالدته المضحية بحياتها .
للناصري أحمد قرأت يوما نعيه لأصدقائه الذين رحلوا . ففي قطعة أدبية يرثي بها صديقه وزميله ( علوان الدسم ) أعادني بها لأجواء مدينة نفينا أنفسنا عنها غصباً , لنجد أجسادنا في بغداد الفاغرة فاها , تلتهم عبره كل ثورييّ المحافظات ... تذكرت المرحوم علوان وهو الدسم بفكره اللقاحي ونفسَه الملتحم بهموم الكادحين . تذكرت نائل عبد الجليل بقامته المميزة .. بخجله الدافيء .. بأدبه الجم الذي لم يكن متسقا مع مراهقة تريد من صاحبها أن ينط وينق .. لا أن يلتزم صبية بعمر الورود , لم تستطع شقاوات مايسمى ( بالاتحاد الوطني لطلبة العراق ) أن يرهبوهم . فكان ( بكاؤهم طاهر ومفوضهم عامر وبن الحصونة عبد الواحد ) عاجزين عن فهم مغزى التزام هؤلاء وسر صمودهم أمام المغريات .
# لي عودة للحديث عن مدينة تؤبن أبناءها ..



#علي_عبد_الكريم_حسون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - علي عبد الكريم حسون - لتلميذ في قبضة الجلاد