أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - في العودة إلى جوهر الثورة السورية .















المزيد.....

في العودة إلى جوهر الثورة السورية .


لينا سعيد موللا

الحوار المتمدن-العدد: 3751 - 2012 / 6 / 7 - 22:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في ثورتنا السورية الناس تثور لأجل هدف معين
نختزله بكلمة الحرية، لكنها في الحقيقة اختصار لمجموعة أهداف غاية في الأهمية.
في أن تكون الدولة السورية القادمة دولة مدنية حداثية تؤمها قيم العدل والمساواة في حقوق المواطنة والديمقراطية والكرامة والأخوة، والمكافأة في توزيع الثروة والفرص، وتداول السلطة .. وكثير من المبادئ التي يعشقها المواطن الحر، والتي تميز الدول المتقدمة عن سواها .

الثورة إذاً هي الأساس والجوهر ..
وما يهم الثورة هو تحقيق أهدافها السامية .
ولما كانت هذه الأهداف عصية على النظام الذي يريد الاستئثار بالسلطة لنفسه ولعائلته .. ولأن من يحكم سوريا هم مجرد عصابة من المرتزقة والمجرمين، منذ ما قبل الثورة وإلى ما بعد نشوبها .

فقد كان رد فعل الشعب السوري في لحظة تاريخية قوياً وجباراً تحدى فيه الطغيان وآلة الموت التي أشهرها النظام في مواجهة شعب تواق للحرية والكرامة .
نظام حاقد غير آبه أو مكترث بعدد ضحايا القتل أو المعتقلين والمشردين والمصابين .

فالثورة قامت في وجه عائلة الأسد لسرقتها أحلام السوريين والاستيلاء على حقوقهم .
كل حقوقهم بلا استثناء .

وإذا كان فوز الثورة حتمياً بحكم الارادة الفولاذية التي يتحلى بها الشعب السوري، إلا أنها معرضة وباستمرار لاستيلاء الآخرين على مكاسبها بأن يمتشقها الانتهازيون المترصدون لاعتلاء السلطة، فيسخيرونها لأجل برامج خاصة تتعارض مع عقدها الشعبي وما تعاهدوا به الثوارضمن الشارع، وقدموا لأجله التضحيات السخية .

هذا ما حدث في مصر عندما حاول التيار الإسلامي اقتناص فوزها بتنحي مبارك، وتسخير قدرة الشارع الخارقة في إرساء أيديولوجية هذا التيار وإرادته، كونه الأكثر تنظيماً وباعاً في العمل الجماعي من ملايين الشبان العفويين الذين نزلوا الميادين وضحوا بحياتهم لأجل التعبير والتغيير، وكان لهم أن أزاحوا الديكتاتور عن الحكم وحاكموه على العلن .
ومن جهة أخرى حاولت القوى الخارجية النافذة على الساحة المصرية و التي تنفق على الجيش المصري مليارات الدولارات سنوياً، أن تصادر الثورة فعمدت وبأوامر منها إلى تغيير شكلي في الوجوده بغرض تعطيل إرادة الثوار في الوصول إلى شكل الدولة التي ينشدوها، ثوارهم من ابتكروا الحراك الشعبي وقاموا به .

اليوم يعاني جزء كبير من المصريين من خيبة أمل عميقة، بعد أن احترق أملهم في إقامة دولة مدنية لا دينية ولا عسكرية، وبات حلم الثورة الجميل يسرق منهم وأمام أعينهم، بطرق دستورية دون أن يكون لهم القدرة في إعادة القاطرة إلى سكتها، ولم يعد لديهم سوى طريقة عفوية واحدة هي الاعتصامات والمظاهرات، والعودة إلى نقطة الانطلاق وهي الشارع.
وهناك هتفوا :
لا لحكم الأخوان لا لحكم العسكر.


في الثورة السورية التي نادت بشعارها الأجمل :
الشعب السوري واحد، الموت ولا المذلة ..

شعار بالغ الدلالة على عشق الشعب لمبادئ الحرية والكرامة والمساواة، كما تصدر الثورة حراك شعبي هائل أخرج وطوال ستة عشر شهراً أجمل الشعارات وأنبلها، ثورة تعرضت على الدوام إلى هجوم همجي من النظام الذي ما فتئ يصورها للداخل والخارج، بأن القائمين عليها هم مجموعة عصابات، دون أن يبرر من أين خلقت فجأة، وكيف لها أن تحوز على ثقة الشارع ودعمه طوال هذه المدة القياسية !!
وحاولت الدول الأجنبية بدورها الافادة من حالة تشرذم المعارضة المثخنة بأساليب الاقصاء، فقامت بشراء كل منها لفصيل يكون لها استثماراً ضامناً لاستمرارمصالحها لما بعد فوز الثورة .

قد تتخبط بعض الفصائل وتتنازع، قد ينجح الخارج والنظام في اختراق بعضها، قد يواجه الشعب السوري جميع أنواع الويلات.
كل هذا حدث ويحدث، لكن الثورة ماضية تكبر كل يوم كما كرة الثلج.
فالثورة لا تعرف سوى الوصول إلى الغاية التي قامت لأجلها ..
لأن الثورة في مبادئها وأهدافها، هي العنفوان والغاية وبر الأمان .
هي الصورة الأكثر نصاعة ومحبة لقلوب السوريين في أن يكون لهم وطن حقيقي، لكل مواطن فيه دور فاعل، ولكل حقوقه التي لا يمكن قضمها أو تجاوزها.
هذه هي الصورة هي التي تدفعنا للتضحيات لا سواها، ولا يعنينا أن يسيطر أسم على المجلس الوطني أو الثوري أو الجيش الحر، لأن الثوارالحقيقيون يترفعون عن أي مكسب ذاتي، يربطهم عهد ثوري بتحقيق ما اجتمعوا عليه، إلى أهداف ينشدونها لأجل كل المواطنين دون استثناء .

وبذلك يترفعون عن الغايات الآنية والشخصية إلى هدف جامع يحمل الخير للجميع .

في هذه المرحلة الدقيقة من مسيرتنا، يستولدون وسائل جديدة ..
الجيش الحر ينقسم في قيادته إلى قسمين، ومن ثم تنقسم القيادة إلى داخلية وخارجية، في كل يوم يخرج علينا وجه جديد يدعي أنه الأجدر في تصحيح المسار، عباراتهم غير جامعة بعيدة عن الوطن والدولة التي تنشدها الثورة، عبارات إقصائية تدل على من يقف خلفها، على من يدعمها ولماذا .
المجلس الوطني السوري الذي خرج بعد مخاض طويل، والذي لم يستطع ومنذ نشأته حتى الآن، تقديم ما يخفف من عناء الداخل، نجده ينجح ويتفوق في تصدير مشاكله إلى الشارع السوري المثقل بجروحه الغير معهودة من آثار التدمير والقتل والتنكيل .

نعم ..
تبدو أن الوسائل التي سخرناها لأجل وصولنا إلى هدف الثورة مشتتة، وهذا أمر مؤلم، يعيق سيرنا ويطيل أمد معاناتنا، وعلينا أن نكون أكثر تعاضداً وحكمة في توحيد الجهود، والالتفاف حول هدفنا المعلن لا نحيد عنه متراً واحداً .
نذكر شعبنا الثائر في كل يوم .. بجوهر ثورتنا وصورة سوريا القادمة، ونتحاشى الخوض في تفاصيل لا تهمنا .

وفي النهاية تبدوا أن الوسيلة الأهم ما تزال غائبة عن المشهد السوري.
في أن يفرز الشعب السوري من الداخل قياداته المدنية الرئيسية والتي يخضع لها الجناح العسكري والمقاومة المسلحة . قيادة تنبثق من الداخل حتماً ,, حيث تخرج الجماهير إلى الميادين بجرأة عظيمة وتضحيات لا يمكن تثمينها، قيادات مؤمنة بالهدف تملك القدرة على التأثير وتتحلى بالحكمة في رسم الخطط، والتعامل مع كافة أنواع المطبات بجلادة وتصميم لا يتزحزحان .

لن نقع في الخطأ الذي وقع به أشقاؤنا المصريين حينما ظنوا أن مجرد تنحي مبارك هو الانتصار، وإذ بالنظام القديم يكمل المسير وبالخطى ذاتها مع تغيير شكلي بالوجوه ومضحياً بسيده لأجل بقائه .
ففي سوريا عدة سيناريوهات أيضاً، وتطبخ في الدهاليز السياسة العالمية .
أن يستلم الحكم مجموعة من الضباط جلهم من الطائفة العلوية (( كمجلس عسكري )) يقود البلاد ويقدم حماية للطائفة العلوية من انتقام المظلومين والمكلومين، وفي هذا خطأ رهيب .
فنحن نريد ديمقراطية حقيقية نطورها بفعل التجربة، لأجل هذا قمنا بثورتنا، وكما لم يقدم الأسد حماية لطائفته التي يتبجح بأنه يقاتل لأجل حمايتها، في حين أنه زجها في معارك لترتكب الكبائر والفظائع، فإن بقية الضباط لن يكونوا بأحسن حال وسيبقون مسكونون بهواجسهم التي يدفع الشعب السوري ثمنها.. الضامن الحقيقي لثورتنا هوالمشاركة مع الشعب المقتنع بها وبأهدافها.
لا شي آخر أبداً.
وبالمقابل من الخطأ اليوم مجرد السماح لبعض الأصوات الناشزة التي تثير البلبلة وتحرض على الاقتتال الطائفي والحرب الأهلية..
ونتساهل معها على اعتبار أنها عبارة عن تنفيس واحتقان، لأن من شأن هذا أن يحرف الثورة عن هدفها ويعقد المسألة .
نعم علينا أن نلاحق مقترفي هذه الجرائم دون هوادة ونعاقبهم على ما اقترفوه لا أن نحرض على الاقتصاص من مركبات سورية تواقة في مجملها على نيل الحرية ومؤمنة بأهداف الثورة لكنها تعيش في كنف الخوف والرعب وعجزنا عن جرها للمشاركة بعد أن وقعت بين نارين أحلاهما مر، وواجبنا المنطلق من سوريتنا، وغيرة على الصورة التي نقاتل لأجلها، وصوناً لمستقبلنا المشترك الخالي من الضغائن.
واجبنا لأجل كل هذا أن تبقى اليد ممدودة ليلتحق بقاطرتنا جميع من تخلفوا لأي سبب، لأن سوريا القادمة لا تقبل الاقصاء، لا تقبل هدر الحقوق، فالثورة ليست لأجل انتقال السلطة من جهة إلى أخرى، من طاغية إلى آخر، هي أعمق من ذلك بكثير .

لا نتمنى الوقوع أسيري الكراهية، كفريسة لمشاعر يغذيها النظام، لنتذكر لقد سعى ومنذ اللحظة الأولى للثورة إلى تهييج المخاوف وهذه مكبلة وبشعة، لا نريد له النجاح وتسجيل أي نقطة، مستقبلنا خط أحمر، الشعب السوري واحد هذا ما رددناه لقناعتنا بأنه مفتاح الدولة السورية الجديدة .. القتلة سنحاكمهم وعلناً مهما بلغ عددهم، وسيكونون عبرة للأجيال القادمة .. لكن لن تخرج عنا عبارة طائفبة، لن نخلق ثقباً تتسلل منه المصالح الأجنبية بحجة الحماية والفرقة، وكما قيل
الجار للجار ولو جار .
سننتصر ونطوي صفحة هي الأسوأ من صفحات تاريخنا، سنتطلع إلى الأمام إلى اللون الأبيض الذي سنجعله ناصعاً .
لن نسمح في المستقبل بديكتاتور آخر ولو كان من جنس الملائكة، ديكتاتور كل همه أن يبقى على سدة الرئاسة ولو كان عرشه مركب من جماجم السوريين كلهم .

نعم الثورة هي ثورة كل السوريين كما الوطن وطنهم جميعاً، فبدل التنازع على المناصب والغنائم، علينا أن نسخر كل جهدنا لكي يكون السوريين جميعاً معنا، فإذا أخفقنا فتلك مسؤولية لم نحسن إدارتها، ولسنا أهلاً .
علينا العودة إلى جوهر ثورتنا، إلى الأهداف التي حركتنا وجعلتنا مضحين غير آبهبن بالمخاطر، علينا العودة إلى تلك الصورة الجميلة السرمدية التي لم نعشها يوماً لنجعلها حقيقة واضحة كعين الشمس .

قادمون
لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية



#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطوة القادمة - قوات حفظ السلام في سوريا
- الثورة السورية تخطف المبادرة
- ما أقرب اليوم بالأمس
- هل أنتم مستعدين ؟
- نريد قيادة عامة للثورة فوراً وحالاً
- أقنعة الأيديولوجيات
- عندما يدس النظام السم بالدسم
- لماذا الالغاء .. لماذا لغة الاقصاء ؟
- من نحن ؟
- أضواء على المرحلة التي وصلتها ثورتنا ..
- فلسطين شماعة الطامحين
- كم نتعطش للحرية
- القاعدة فكرة أميركية بتنفيذ سوري
- حول سلمية الثورة السورية
- قمة في دمشق اليوم
- نحن مصرون على المحاسبة
- الحاجة لأن نكون بشر طبيعيون
- تصحيح المسار الثوري
- سوريا
- ما نقتقده في ثورتنا كي ننجح


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - في العودة إلى جوهر الثورة السورية .