أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - فؤاده العراقيه - لنرفع القناع عن الحضارة الذكورية ومفهوم الشرف فيها















المزيد.....

لنرفع القناع عن الحضارة الذكورية ومفهوم الشرف فيها


فؤاده العراقيه

الحوار المتمدن-العدد: 3751 - 2012 / 6 / 7 - 16:00
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


أصبحت المرأة رمزا للأثم والخطيئة مع ظهور الأديان السماوية بعد أن كانت آلهة الأخصاب , لكن بعد ظهور أول الديانات وهو الدين اليهودي استطاع الرجل أن يتغلب على المرأة من خلال اسطورة آدم وحواء التي مجدته واعتبرت المرأة (حواء) مولودة من ضلعه , وامتدت هذه الحضارة الذكورية ليومنا هذا واستغل الذكر فيها قوته الجسدية التي منحته الطبيعة له لأجل القضاء على ما منحتها الطبيعة من ميزة تتفوق بها على الرجل وهي الأمومة .

حقيقة اسطورة آدم وحواء تدحض الآية القائلة بأنها ناقصة عقل وتثبت بأن الأنثى أقوى من الذكر لو أردنا التمعن والبحث فيها , وهي الدليل على انها انتصرت حتى على الرب الذي نهى آدم من أكلها أي كان لها تأثير أقوى من الله عليه لأنه أستجاب لأغرائها ولم يستجب لتعاليم ربه بعد أن جعل أبليس (المتمرد على الله) حواء الواسطة بينه وبين آدم لكي يخرج آدم من الجنة ولا أعلم في ذلك سببا لعدم توجهه مباشرة الى آدم !!!
ما نراه في الديانات والمجتمعات التي تشكلت بعدها تناقضات واضحة من ضمنها وصف المرأة بناقصة عقل والأصح انها كاملة العقل والرجل ناقصه لو اردنا أن نأخذ الأمور من هذه الوجهة , لأنها تمكنت حواء (الضعيفة والمخلوقة من ضلعه ) من غواية آدم بهذه البساطة ؟ فلماذا لم يحاسب الله آدم عندما أنقاد لها بل أنزل لعنته عليها واعتبرها مصدرا للغواية والشر والأثم ؟!
ما الأسباب التي جعلت ابليس الذي تحدى الله بجبروته أن يتوجه الى حواء ؟ ولماذا لم يتوجه الى آدم مباشرة ؟ فهل كان يخاف آدم مثلاً ؟؟!! لكنه تحدى الله بجبروته فكيف له أن يخاف آدم ؟!! أصبحت المرأة ومن خلال هذه الأسطورة سببا للأثم والغواية والكوارث , وتحملت أثم الرجل وضعفه فعاقبوها بالحجب عنه والمنع والقمع والقتل في بعض الأحيان , فكانت حجة للرجل لأن يتحكم من خلالها بالمرأة حتى يمنع الشر عن العالم والخطيئة وفي نفس الوقت هو يبرر لنفسه خطيئته في الجنس فحلله لنفسه وحرّمه عليها بأستثناء زوجها , وبحجة أنه يحميها من شرها فهي ناقصة عقل ودين ولا تستطيع حماية نفسها أي حرموها حتى من انسانيتها ومن نفسها أيضا !
حمّلت الحضارة الذكورية عيوب الرجل وعكستها على المرأة واجبرتها على حجب نفسها عنه لأنه ببساطة شديدة ضعيف لا يتحمل رؤية أجزاء من جسمها ألا وانتابته نوبة عارمة من الشهوة واعتبروه أيضا غير مسئول عن نوباته تلك فأباحوها له بحجةأن الله هو الذي خلقه بهذه الشهوة , لكنهم حرّموها عل المرأة وحمّلوها كل ذنوبه ناسين بأن الرب الذي خلقه قد خلقها بنفس تلك الرغبة , فبدلا من تشذيبه وتوعيته وجعله يرتقي بعقله من خلال السيطرة على غرائزه الحيوانية , أباحوها له بل وشجعوه عليها وبذلك زادوا طينهم بلل , أما شرف الرجل من نظرتهم فلا يتأثر بعلاقاته الجنسية بل هي بالعكس ستزيده قوة ورجولة وستكون شرفاَ له بأعتبارها مكملا لرجولته .
فرض المجتمع (الرجل) العفة والشرف على المرأة دون أن يفرضها على نفسه , فشرفها ينكسر لأقل هفوة من خلال النظرة الجنسية الغالبة عليها حيث وصفوها بأنها من حبائل الشيطان أي تمتلك قوة جبارة تستطيع بها أن تغري أي رجل , والأصح هو ضعف الرجل من خلال عدم السيطره على غرائزه ليقاوم رؤيته لوجهها او شعرها !!!
مفهوم الشرف الخاطىء يكبدنا خسائر الواحدة تلو أخرى , منها افتقادنا للصدق من خلال تشبثنا بشكليات المجتمع الذكوري الذي صنعه الرجل بنفسه فهو بمثابة الشرك أو الحفرة التي أوقع نفسه بها حيث غفل الرجل عن أهم مقومات الحياة الجميلة بحصره للشرف وجعَله يقتصر على المرأة فقط , وأباح لنفسه النفاق المتمثل بأزواجية أعماله وبحج كثيرة وواهية , كل هذا وأكثر لا يهم عنده فهو لا يمسه شخصيا فشرفه متمثل بطاعة زوجته له وقدرته على قيادتها ومسخ شخصيتها وحصرها في بيته لأجل الأطمئنان على هذا الشرف المزيف وعدم خيانتها له وهذا هو الأهم لديه , في الوقت الذي يعلم علم اليقين بأنه لو أباح لزوجته حرية التفكير والأختيار لما توانت لحظة واحدة عن خيانته , وليس عليها ذنب بل الذنب كله يقع عليه من خلال كبته لها وتعسفه وعدم قدرته توصيل شعوره لها بأنه الوحيد في حياتها , فلو توفرت لكل زوجة من زوجات هؤلاء الرجال الظروف الملائمة والحرية المطلقة في التفكير لمارست الخيانة دون تردد , هذا لو افترضنا أنها لم تفعل هذا بالخفية وهذا وارد وبكثرة في مجتمعالتنا التي تكثر بها هذه الممارسات لو اردنا لها التعرية من جميع الوجوه لهذه العلاقات بالنسبة للرجل والمرأة , الرجل لا يهمه لو مارست زوجته خيانتها له بفكرها , وما من امرأة لا تشتهي فعل الحب مع رجل آخر وأكرر العيب في فعلها هذا هو ليس فيها بل في نظرة مجتمعها الخاطئة , وأيضا ما من زوج لا يشتهي ممارسة الحب والجنس مع غير زوجته بحكم علاقتهم الغير ناضجة والمبنية على تفاهة الأمور مما ينتج عنها الملل بعد أشهر معدودة , لكن لا يهم فهم يمارسون ويشتهون في تفكيرهم وخيالهم والمهم أن لا يترجم فكرهم لفعل , متناسين بأن مجرد تفكير الأنسان بعمل ما دون أن يطبقه يكون كما لو فعله بالضبط , فليس معنى ذلك أنه لو أمتنع عن الفعل حفاظا على شكله أو خوفا من الطرف الثاني فلا يعني هذا أنه قد أصبح منزها من فعله هذا .
فالخيانة تسري بدم مجتمعاتنا التي بنيت على الزيف وشكليات يريدون لها البقاء والحفاظ عليها كونهم لا يجرأون على كشف وجوههم ورفع أقنعتهم خوفا من ابراز فسوقهم الواضح , يحافظون على القشر ويهملون اللب , فمجتمعاتنا متعفة من الداخل لكنها تحافظ على شكلها الخارجي ولو أردنا أن نرفع القشرة التي تغلف عفنها لرأينا ما لا يتصوره العقل وكله بالخفية فهم لا يتجرأون رؤية واقعهم المرير من خلال علاقات تصل الى تحريم أن يختلي الأب مع أبنته
الرجل في مجتمعاتنا يفضل دائما المرأة التي لم يسبق لها أي علاقة مع غيره متصورا بأن غشاء بكارتها هو دليل عفتها وشرفها فيتجسد الشرف لديه في هذا الجزء , وهو شكل من أشكال الزيف المتجسد في مجتمعاتنا وضيق متوارث في أفقه لعادات وتقاليد زائفة لهذه الشعوب , فهو مقتنع بداخله بأن طبيعة المرأة هي ميلها لنصفها المكمّل , وبالتالي لو لم يُفرض عليها السجن في البيت فمن المؤكد سيكون لها علاقات تسبق زواجها وعلى أختلاف درجاتها , وأن هو فرض عليها السجن فرغباتها لا تتأثر وتبقى في مخيلتها وتفكيرها , فمنهن يكون لها الميل الطبيعي كعاطفة تعينها وتشعرها بأنسانيتها لكن فُرض الكبت عليها لتورث لها كم من الأمراض النفسية , ومنهن من يكتفي بالحب العذري , ومنهن من لها تلك الرغبة تطلق لها العنان بالخفية وهذه ايضا ستورثها كم من الأمراض لا يستهان به كونها تخالف المألوف وتعمل بالمحرّمات , هذه الفئة هي الغالبة اليوم , فهذا سبب من أسباب تردي مجتمعاتنا ( ألكبت والمنع دون توعية ) فما من امرأة طبيعية تستطيع العيش دون عاطفة وميل للجنس الآخر , بل وحتى الأطفال لديهم هذا الميل بفكرهم لكنه مكبوت خوفاً من المحيط .
أما من الناحية الأخرى فنجده يميل الى الفتاة الصغيرة التي لم يسبق لها أي تجربة وميل جنسي وهذا ضد الطبيعة الأنسانية , فهي وأن كانت لم تتمكن من ممارسة عاطفتها التلقائية لكنها منذ الطفولة يتولد لديها هذا الميل والرغبة بذلك , وطالما كانت الرغبة موجودة فهي كما لو فعلتها , فلا يقاس الأنسان بفعله لكن بفكره وما يريده , ليوهم نفسه متصوراً بأنه أول من استحوذ على رغبتها ليملي بذلك التصورغروره وذكورته الزائفة من خلال رفضه لطبيعتها وتشبثه بخداع نفسه ناسياً بأن هذه الرغبة طبيعية وأنسانية , فهو أصبح اليوم ضد هذه الطبيعة بل يفضل الشكل والزيف والتحليق بخياله والنتيجه ستكون خداع في خداع لنفسه الضالة وخوفا من المرأة الناضجه التي سبق لها علاقات وتجارب مع غيره , خوفه هذا متمثلا بعجزه الفكري ومن ثم الجنسي لو قارنت زوجته بينه وبين غيره ممن سبقوه , فهذه المقارنه ما لا يحتملها عقله فهو يريد أن يكون الاول والأخير في حياتها ليس حباً بها وأنما حباً للتملك والأنانيته ليثبت أمام ذاته ذكورته حتى لو كانت بخداعه لنفسه , هو يبيح لنفسه كل أنواع الممارسات خارج بيته وحسب أهوائه ومتطلبات غرائزه , فيذهب ليجرب كل ما تشتهيه نفسه المريضة متصورا بأنه يمتلك الحق لذلك الفعل , وهذا محصلة لعلاقته الغير متكافئة والبعيدة كل البعد عن الحب الانساني المعدوم في هذه العلاقات , ليجد نفسه مستمرا باللهاث خلف علاقة ترضيه وتشعره بأنسانيته لكن هيهات له ذلك فلهاثه دون جدوى .
الرجل لديه الحلول الكثيرة للملل من تعدد زواجات وتعدد خيانات , لكن المرأة لا حل لها سوى الكبت والخوف والموت , هذا لو كانت راضخة ومؤمنة بقيم وفكر فرِض عليها فدفعت بذلك ثمن حصولها على أمنها واستقرارها المزيفين على فقدان نفسها ليصبح الثمن الحياة ذاتها , أما من غلبت غريزتها عليها فليس أمامها سوى الخيانة والظهور لمجتمعها بوجهين فتصبح بعيدة كل البعد عن الأخلاق السوية ,والنتيجة مجتمعات فاسدة ومتأخرة بسبب علاقات غارقة بأوهام لا حصر لها , فأغلب هذه الأفكار التي نحن بها اليوم هي من انتاج ذكوري فالرجل اليوم يعيش التناقض ما بين الأفكار العلمية والأفكار التي ورثها .
فالتفكير هو أساس كل شيء في حياتنا , والدعارة الفكرية أصبحت هي أساسنا, ولأننا أهملنا الفكر وأصبحت علاقاتنا تتسم بالبعد عن الأخلاق والشرف فهي علاقات داعرة تهتم بالشكليات في مجتمع متعفن من الداخل وصالح وجميل فقط من الخارج .

أبداعنا بوعينا وقوتنا بأملنا بهم نهزم التخلف وننصر الأنسانية
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~



#فؤاده_العراقيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنهدات ( صرخة امرأة بعد صمت طويل )
- حرمان المرأة من حقها في الحياة هي أكبر جريمة
- تنهدات أمرأة من خاضعة لقوانين مجتمع فاسد
- تنهدات امرأه (3) وصحوتها
- تأملات امرأه (2) حوار مع الرجل
- تنهدات أمرأه (1)
- ليكن تحرر الرجل من أفكاره هدية للمرأه في عيدها
- قصه قصيره
- استلاب حقوق المرأه وأمتهانها
- المسلم وحقيقته المزيفه


المزيد.....




- -الحب أعمانا-.. أغنية تقسم الموريتانيين بين حرية المرأة والع ...
- ليدا راشد.. ضحية العنف الطبي في لبنان
- دراسة: النساء استهلكن كميات أكبر من الكحول مقارنة بالرجال خل ...
- -المدرسة تلبي أوهام صبي يتظاهر بأنه فتاة-.. غضب بعد فوز عداء ...
- لبنان.. العثور على جثّة امرأة مقطّعة في المية ومية
- ما هي العوائق التي تواجه النساء في إجراء تصوير الثدي بالأشعة ...
- توصية بتشريع الإجهاض في ألمانيا.. بين الترحيب والمعارضة
- السعودية.. القبض على رجل وامرأة ظهرا بطريقة -تحمل إيحاءات جن ...
- -ملكة جمال الذكاء الاصطناعي-.. الإعلان عن مسابقة هي الأولى م ...
- ازاي احمي المراهق/ة من التنمر؟


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - فؤاده العراقيه - لنرفع القناع عن الحضارة الذكورية ومفهوم الشرف فيها