أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبوعبيد - بين -عدالتيْن-














المزيد.....

بين -عدالتيْن-


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 3751 - 2012 / 6 / 7 - 13:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"العدالة" في مصر لم تحاكم مبارك على قدْر الثورة. والثوار في ليبيا لم يحاكموا القذافي على قدر العدالة. مشهدان حتماً يقضان مضجع الباحثين حقاً عن عدالة ضمن دولة يشعر فيها المرء أنه مواطن لا أقل من اللازم ولا أكثر من الواجب.
لعله يحق للكثير من الثائرين المصريين أن يصابوا بخيبة أمل من الحكم الذي أصدرته المحكمة على الرئيس المخلوع حسني مبارك، خصوصاً أن الأحكام الأخرى برّأت أشخاصاً رافقوه حُكماً، واُسْرةً، وأسراً. فبدا، لهؤلاء الثائرين، كأن الثورة التهمتْ نفسها وانتحرتْ، في وقت تبلغ القلوب الحناجر لدى الكثير منهم خشية وصول أحمد شفيق إلى الحكم.
إذنْ، قد تخالج المرء أحاسيس بأن "العدالة" المصرية لم تحكم في قضية مبارك ونادِيه على قدر ما كانت من أجله ثورة 25 يناير، في ظل تخوفات لدى الكثيرين من أبناء مصر من أن يعيد النظام السابق أنتاج نفسه، وما قد يتمخض عن ذلك لاحقاً. ربما لو وقعت "العدالة" في أيدي "الثوار" لكان لها رَجْع آخر، لكنه قد يكون مخيفاً في الوقت نفسه خصوصاً أن فوران الدم، في العادة، يقود دفة الثائر، ما قد يوقعه في منزلق تأباه الثورة ذاتها مثلما حصل في ليبيا.

لقد تولى "الثوار" في ليبيا محاكمة معمر القذافي محاكمة لا تمت إلى العدالة بصلة، وهذا لا يعني أن القذافي لا يستحق أقسى الأحكام، لكن لا تصبح العدالة على مسماها إن وقعت في أيدي من لا يجيدون تطبيقها وأحكامها، خصوصاً أن هؤلاء ذاقوا الويلات من القذافي باستبداده وطغيانه، وهذا يبعث دائما الخوف من أن تتولى العاطفة والنزعة إلى الثأر دفة الأمور، وهو ما حصل تماماً.

إن اللوم يقع على من ثار ضد الظلم وانعدام القانون ثم يمارسه بدوره حين يتسنى له ذلك. لا ريب في أن القذافي اعتُبر، حينها، غنيمة دسمة في أيدي "الثوار"، لكن كان من الواجب، وفقاً لمبادىء أية ثورة، أن يُسلم للقضاء، ويمثل أمام قاض عادل وهو في قفص الاتهام، ثم يُتلى عليه النطق بالحكم وفقاً لما تكون عليه "عدالة ليبيا"، حينها ينجون أنفسهم من خطيئة منح القذافي تعاطفاً لا يستحقه بسبب المشهد الذي ظهر فيه العقيد قبل موته وبعده.

لعل المرء يتقبل حكم الإعدام على مذنب لكن من خلال القضاء، لكن لا يتقبل صفعة خدّ له غير قانونية. النتيجة أن "ثوار" ليبيا لم يحاكموا القذافي على قدر العدالة، تماماً مثلما "عدالة" مصر لم تحاكم مبارك وناديَه على قدْر الثورة.



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطفالَ الحولةِ نعتذرُ!
- دولة وأفكار لا دويلات وفِكْر
- براءة الجماهير لا براعة المشاهير
- حين رضي الله عن المرشح
- تحرّرتْ فلسطين
- -خبيث- استراتيجي
- الربيع الفنيّ
- البرأمانات العربية
- واشنطن تتجاوز الإشارة الحمراء الروسية
- العرب.. شعوب الله المختارة
- كتابُ مَنْ لا كتابَ له
- القذافي .. إعدام خارج قفص الاتهام
- طرقتُ البابَ حتى كَلَّ مَتْني
- -نائم- في البرلمان
- -يا خوفي- جوبز -ماسوني- !!
- الثأرُ من الفنّ
- سوريا.. حتى في الكُفرِ جهلٌ
- صبرا وشاتيلا.. الذكرى المنسيّة
- نِصْفُ حُرّية أفْضَلُ مِنْ عَدمِها
- العرب والغرب .. نقطة جعلَتْنا نكتة


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبوعبيد - بين -عدالتيْن-