أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - الحايل عبد الفتاح - وظيفة المعلم والأستاذ هي التربية أو التعليم أو هما معا ؟















المزيد.....

وظيفة المعلم والأستاذ هي التربية أو التعليم أو هما معا ؟


الحايل عبد الفتاح

الحوار المتمدن-العدد: 3751 - 2012 / 6 / 7 - 08:35
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


يجب أن نحصر الإجابة عن هذا السؤال في إطار موضوع التعليم العمومي لا موضوع التعليم الخصوصي. ففي اعتقادنا، فالتعليم الخصوصي له من الإمكانيات ما هو كفيل بجعله في غنا عن الإجابة عن هذا السؤال، لأنه يستمد نظرته الشمولية وتنظيمه من العرض والطلب، الأخذ والعطاء والإنتاجية والتسويق. وعلى العموم فالتعليم الخصوصي يعاني أقل بكثير مما يعانيه التعليم العمومي. ومن ثم فالتعليم العمومي أصبح منبوذا أكثر فأكثر من طرف من تتاح له ظروفه المادية أن يلحق أبنائه بالتعليم الخصوصي.
وانطلاقا من هذا المنظور فالتعليم العمومي المجاني والذي تنظمه وزارة التعليم وتجند له ميزانية مهمة، ورجالا ونساء منتمون للوظيفة العمومية، هو المقصود بهذا المقال المستعجل والهادف للحوار ولإصلاح المنظومة التعليمية المأزمة أو المتأزمة.
فعلا، المعضلات التي يواحهها المعلم والأستاذ بالمؤسسة التعليمية العمومية، أثناء قيامه بواجبه، كموظف وكمواطن، كثيرة ومتنوعة. ومحور هذه المشاكل يختصر في جواب عن سؤال مهم جدا جدا : هل نريد من المعلم والأستاذ أن يربيا أو يعلما التلميذ أو هما معا؟
يجب القول أولا أننا وإن كنا غير متخصصين في ميدان التربية والتعليم فإننا نعي المشاكل التي يعاني منها التلميذ وأبويه أولياؤه والأساتذة ووزارة التعليم. وتطفلنا الفكري هذا فيه خير لمن يهتم بنتيجة ومآل تربية وتعليم أبنائنا بالقطاع العام في المؤسسة التعليمية العربية ومن ضمنها المغربية...
ماذا نعني بالتربية وماذا نعني بالتعليم ؟ ولنقرب الفهم للعقول فإننا نرى بأن :
- التعليم هو أن يدرس المعلم مادة مقررة من طرف وزارة التعليم. وبهذا المعنى الضيق والتقليدي للتعليم، فالتلميذ يتلقى درسا في المناخ أو المطر أو النحو أو الشكل او الفيزياء أو الحساب ...
- أما التربية فهي تلقين التلاميذ معنى التعايش الإجتماعي. وبها يسهر المعلم والأستاذ على أن يصل التلميذ مثلا إلى فهم أنه من الواجب عليه أن يلتحق بالمدرسة في الوقت المحدد لا متاخرا، أو أن يرتدي ثيابا تليق بصورة مدرسة، أو أن يعلم مخاطر الطريق، أو أن يحترم التجهيزات العمومية، أو يتحاشى رمي الأزبال في أماكن عمومية عوض رميها في المزبلة، أو أن لا يلحق أضرارا بسيارة...
باختصار شديد السؤال الأساسي هو : هل وظيفة المعلم والأستاذ هي التربية فقط أو التعليم فقط أو هما معا ؟
الجواب أو الأجوبة الممكنة عن هذا السؤال تتطلب دراية تربوية وتعليمية وإحاطة كافية بالواقع الإجتماعي والسياسي والإقتصادي والثقافي السائد بالبلد...
- منا من سيقول أن المدرسة والإعدادية والثانوية هي مكان التعلم لا غير.
- ومنا من سيقول بأن المدرسة والإعدادية والثانوية هي قبلة للتعليم والتربية في مكان وزمان واحد.
وبطبيعة هذه الأجوبة أنها تحمل سندا واقعيا تجريبيا وفلسفيا منطقيا.
فإذا لاحظنا وتتبعنا الفهم الرائج حاليا لدى العديد من المواطنين فسنجد أن هناك من يعتقد بأن المعلم والأستاذ والآباء ووزارة التعليم لا يعرفون بالتدقيق لماذا يذهب التلاميذ للمدرسة وما هو دور المعلم والأستاذ داخل المؤسسة التعليمية ؟
- ومن المعلمين والأساتذة من سيقول جازما هو أيضا أن التلاميذ يذهبون للمدرسة والإعدادية والثانوية للتعلم فقط أما التربية فهي من اختصاص الآباء والأولياء.
- ومن المعلمين والأساتذة من سيقول أن التلاميذ يذهبون للمدرسة والإعدادية والثانوية للتعليم وللتربية، لكن بالإمكانيات المتاحة والمتوفرة...
- وهناك أيضا من الآباء والأولياء من سيقولون أن التلاميذ يذهبون للمدرسة والإعدادية والثانوية للتربية والتعليم لكن المعلمين والأساتذة محرومون من وسائل الجمع والتوفيق بينهما.
- وهناك من الآباء والأولياء من سيقول أن التلاميذ يذهبون للمدرسة والإعدادية والثانوية للتربية والتعليم لكن المعلمين والأساتذة هم سبب ازمة التعليم لأنهم لا يقومون بواجبهم أحسن قيام أو أن وزارة التعليم لا تراقبهم بما فيه خير لأبنائهم وللتعليم عامة.
أضف إلى ذلك تقولات وتصورات وتخمينات أخرى متعددة ومتنوعة يصعب حصرها في هذا المجال الضيق. وهي تخيلات وتصورات لا تمث للواقع بصلة لتجعل من الآباء والولياء حلفا في مواجهة حلف آخر معاد وهم المعلمون والأساتذة ووزارة التعليم.
النتيجة هي أن هناك قطيعة غريبة في فهم المعلم والأستاذ وفهم الآباء والأولياء وحتى في فهم وزارة التربية والتعليم. كلهم يتقاذفون مسؤولية ما وصلت له النتائج المدرسية من ضعف وتقهقر. وكلهم يتقاذفون مسؤولية محددة يجهلون مضمونها.
لا أعتقد أننا بالدول العربية كمعلمين وأساتذة وآباء وأولياء تلاميذ وكمسؤولين في الوزارة قد أجبنا عن هذه التساؤلات...وكنتيجة فالمدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية أصبحت تشكل خطرا على المجتمع الآني والمستقبلي، وتنذر بخلق جيل لا يفقه الحد الأدنى من التعليم ولا ينتعش من الحد الأدنى من التربية. وعواقب هذا الوضع خطير مستقبلا. المؤسسات التعليمية هي التي تخلق جيلا من رجال ونساء الغد.
فوزارة التربية حين تنظر للتعليم لا ترى في الأستاذ سوى معلم أو أستاذ مادة معينة. لكنها تنسى الجانب التربوي في المنظومة التعليمية...وإن فهمت ذلك فهي لا توفر الإمكانيات للمعلمين والأساتذة...
والمعلمون، أمام تشابك المشاكل المادية والإرهاق واليأس الذي يعيشونه أصبحوا يعتقدون أن واجبهم ينحصر في التعليم لا غير، والمسؤولية تبقى في مرمى الآباء والأولياء ووزارة التربية الوطنية.
أما الآباء والأوليتاء، فأمام تعقد الحياة وقلة وقتهم وكثرة مسؤولياتهم وتعقدها، وقلة إمكانياتهم المادية والفكرية، فهم يلقون مسؤولية أزمة التعليم إما على عاثق المعلمين والأساتذة أو على وزارة التعليم أو هما معا.
أما وزارة التعليم، فأمام زخم المشاكل وكثرة الطلبات لا تتحرك إلا بمقدراتها وما سمحت به إمكانياتها المادية والبشرية المحدودة في مجتمع يحتاج غالبية سكانه إلى التربية والتعليم في آن واحد...
ولكي نحسم في الجدل العقيم والقائم هنا وهناك والذي أدى هو أيضا بمدارسنا وإعدادياتنا وثانوياتنا العمومية العربية ( والمغربية) إلى هذه الحالة المزرية، نقول أن دور المعلم والأستاذ لا ينحصر في الوظيفة التعليمية بل يتعداها إلى الوظيفة التربوية. وباختصار شديد جدا جدا أيضا، فالمعلم والأستاذ من واجبهما الوظيفي والوطني أن يعلما ويربيا التلاميذ.
فإذا كنا نريد من المعلم والأستاذ أن يقوما فقط بوظيفة التعليم فهذا سيجعل من التعليم مؤسسة كما نراها الآن في أزمة ولا تفي بالوظيفة الملقاة على عاتقهما أيضا ألا وهي وظيفة التربية. أما إذا انتظرنا من المعلم والأستاذ أن يقوما فقط بتربية الطفل أو التلميذ داخل المؤسسة التعليمية فهذا لن يترك للمعلم والأستاذ الوقت الكافي للقيام بوظيفته كمعلم.
فإذا كانت نية المسؤولين عن التعليم نية صافية وحسنة ( بما فيهم الآباء والأولياء والمعلمين ووزارة التربية ) فمن الواجب عليهم أن يعو بأن المعلم والأستاذ لهما وظيفتين لا محيد عن واحدة منهما ألا وهما : وظيفة التعليم ووظييفة التربية. وأن التلميذ يذهب للمدرسة للتعلم وللتربية.
ولكي نكون واقعيين ومنسجمين في مناقشة موضوع التربية والتعليم، لابد من اقتراح بعض الحلول الآنية والمستعجلة لنجعل من المدرسة مجالا للتعلم والتربية ولنخلق جيلا منتجا وديمقراطي :
أولا : يجب على الحكومة أن تزيد في ميزانية وزارة التعليم بالقدر الذي يفي بحاجيات المعلمين والأساتذة والاباء والأولياء.
- الزيادة في أجور المعلمين والأساتذة...خاصة المتواجدين بالقرى النائية...
- على الدولة أن تتكفل بشراء الكتب المدرسية المقررة وتجعلها رهن إشارة التلاميذ. فما دام التعليم العمومي مجاني فيجب أن يكون مجانيا أيضا في هذه النقطة؛ لأن الكثير من اللآباء لا يستطيعون شراء الكتب بالنظر إلى مدخولهم المحدود...والمعلمون يشتكون كثيرا من عدم توفر كل تلميذ على كتاب خلال التلقين...هذا المشكل يطرح بإلحاح في المؤسسات التعليمية القروية...
- أن نجهز كل مدرسة بخزانة قسمية (لا عامة) تجمع فيها الكتب المدرسية التي تبقى ملكا عموميا...
- يجب أن يكون لكل تلميذ دفتر تداول يربط العلاقة بين الآباء والمعلمين...تدون في هذه الكتب كل الملاحظات التي يراها المعلم والأستاذ مفيدة في إثارة انتباه الآباء والمعلمين...هذا مع إمكانية الإتصال بالآباء والأولياء عبر الهاتف على نفقة المؤسسة...
- تجهيز المدارس بطابعات للنسخ لأن أغلب المعلمين والأساتذة ينفقون من مالهم الخاص لنسخ الدروس...
- الإهتمام بالبنايات المدرسية لتظهر المدرسة على الوجه النظيف عوض أن نجد أغلب البنايات ملطخة ومكسرة النوافذ والأبواب...
- تعيين ممرض (ة) أو طبيب (ة) ( عام أو خاص) داخل كل مؤسسة تعليمية لرصد الحالات المرضية الجسمية أو النفسية لدى الأطفال والوقاية منها أو علاجها في وقت مبكر...

- ثانيا : نترك مجالا لحرية المعلم وألأستاذ في اختيار الأنسب لتلاميذه.
وهذا يعني أن المقرر الدراسي يجب أن لا ينحصر فيما تفرضه وزارة التربية والتعليم. فمن المعلوم أن كل معلم له طريقته في تلقين مادة من المواد المنوطة به...
هذه بعض الحلول الممكنة. ولا يمكن تنفيذها إلا بالنية الحسنة من القائمين على التربيو والتعليم. وهي حلول يمكن أن ستمكن المعلم والأستاذ أن يقوما بدورهما في تربية وتعليم التلاميذ بطريقة أحسن.
وكخاتمة يجب أن لا ننسى أن المهم في هذا الموضوع هو القول بأن نقص الإمكانيات المادية والفكرية لدى المعلمين والأساتذة والآباء والأولياء وزارة التعليم لمواجهة أزمة التعليم والتربية هي معضلة تستدعي أسئلة وأجوبة أخرى. ونكتفي بهذا القدر من التساؤلات ولأجوبة، على أمل أن نواصل الحوار عبر مقالات لاحقة.
الحايل عبد الفتاح



#الحايل_عبد_الفتاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفاحة الحكيمة
- عولمة الثقافة الغربية وتشردم الثقافة العربية الإسلامية.
- رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس دولة سوريا
- الفساد الإداري وتمرد الموظف
- الشعارفي الدساتور عامة وفي الدستور المغربي خاصة


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - الحايل عبد الفتاح - وظيفة المعلم والأستاذ هي التربية أو التعليم أو هما معا ؟