أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جودت شاكر محمود - نظرية نموذج عجلة ألوان الحب(الجزء الأخير)















المزيد.....



نظرية نموذج عجلة ألوان الحب(الجزء الأخير)


جودت شاكر محمود
()


الحوار المتمدن-العدد: 3750 - 2012 / 6 / 6 - 23:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


• لون الحب الثانوي الثالث(Agapic Love):
مصطلح Agapic (ἀγάπη) يشير في اللغة اليونانية الحديثة إلى "الحب" أي (الحب الأخوي)، مثل مصطلح(Σ αγαπώ)s agapo ، التي تعني "أنا أحبك"، وكلمة " agapo "هي الفعل" أحب". في اللغة اليونانية القديمة، فإنه غالبا ما يشير هذا المصطلح إلى المودة المثالية أو الأعمق بمعنى "الحب الحقيقي" بدلا من الجذب المادي التي اقترحتها " إيروسEros ". ومع ذلك، هناك بعض الأمثلة على (Agapic Love) يستخدم لكي يعني ذات المعنى لـ(Eros). كما تتم ترجمته بـ"حب الروح". هذا النمط من المحبة الثانوي هو نتيجة الجمع بين Eros(الحمراء)، وstorge (الصفراء)، وبذلك فاللون البرتقالي هو المعبر عن هذا الحب.
في اللغة اليونانية هذا الحب هو واحد من أنواع مختلفة من الحب، انه أنقى شكل من أشكال الحب، أنه يعزز الشعور الأخوي والحب لبعضهم البعض. أنه يظهر الحب مع إجراءات وقرارات مدروسة من أجل التحسين الشامل لعلاقة الحب تلك. وتحقيق رغبة كل منهما عن طريق الاتصال الجنسي مع الآخر، واستعذاب نكران الذات من أنفسهم في علاقة صنع الحب، والذي هو الدافع والرغبة من جانب كل منهم، وفي إرضاء كل منهما للآخر.
كما أن البعض يشير إلى أن هذا الحب هو الحب النقي، والحب الإلهي والحب الروحي: أنه الفكرة المثالية عن المحبة. الحب هو (Agapic)هو حب شامل، حيث إن كل شخص يحب كل شيء، وهو دائما وثابت. لكن (Agapic) من جهة أخرى هو شكل من جانب واحد من الحب، وموضوعيا وبشكل مجرد، فان هذا الحب هو الحب الذي يكون بين الرجال عادة. فإذا كان هذا الحب من قبل الإله، فانه حب الإله من قبل الذكور.
اعتبر أفلاطون الحب والشبق، والرغبة، والحنين. أنها ليست مجرد التوق إلى الكمال في الاتحاد مع الجنس الآخر، كما يوحي أريستوفانيس في الندوة، ولكن الكمال في الاتحاد مع الخير إلى ما هو موجود والى الأبد. وقد استخدم الفلاسفة اليونانيين القدماء في عصر أفلاطون، وأرسطو، وكذلك العلماء الآخرين مصطلح (Agapic) لتصوير عاطفة عميقة من الحب الحقيقي والمودة والتحبيب، أنه الحب الأخوي والدفء نحو الآخر.
ولقد تم تعريف هذه الكلمة في اللغة اليونانية بطرق عديدة ومختلفة .استخدمت ضمن المصادر القديمة، بما في ذلك الكتاب المقدس، وبهذا قد تم استخدام هذه الكلمات بطرق مختلفة لتعني أشياء مختلفة. حتى تعريف العلماء المعاصرين أيضا جاء مختلفا. وقد ظن الكثيرون أن هذه الكلمة تمثل الحب غير المشروط للإلهة، والتضحية بالنفس، والحب العميق. وقد استخدم الفلاسفة اليونانيين في وقت أفلاطون هذا المصطلح بطريقة توحي بعالمية عالم الحب هذا.

وبالطبع، يمكن أن يعزى هذا إلى غريزة الحفاظ على الجنس البشري. فقد أظهرت سلوكيات مشابهة لها في المملكة الحيوانية. ومع ذلك يختلف البشر عن الحيوانات في أنهم قادرون على التعرف على العواطف وإدراك المشاعر.
إن (Agapic Love) في الواقع يمكن اعتباره هو الفعل المعاكس لهذه الغريزة. وهو مفهوم الروحي للغاية، انه حب متعلق أصلا بالآلهة والإلهات. وبالرغم من أن هذه المصطلح نشأ مع الإغريق القدماء، ولكن الكنيسة المسيحية قد اعتمدت عليه وبسرعة وأدخلته ووظفته ضمن البنى العقائدية للديانة المسيحية، مثل الكثير من المفاهيم والمعتقدات التي تم إدخالها إلى الديانة الإسلامية واليهودية والتي هي لا أساس لها ضمن تلك المعتقدات الأصلية التي جاءت بها تلك الديانات، ويتم الآن ربط هذا الحب في أغلب الأحيان مع الله في العهد الجديد. المسيحيون يعتبرونه نوع مشابه من الحب المتبادل بين الناس، أو بين الناس والرب. والذي يجب فيه أن نسعى جاهدين لنرى بعضنا البعض بغض النظر عن وجود علاقة من عدمها. انه دليل لدينا على محبة الله التي أظهرها لنا. حيث أرسل ابنه الواحد، يسوع المسيح لتقبل المعاناة والموت على الصليب من أجل خلاصنا، أليس هذا أكبر تضحية قام بها الرب، والذي جسد من خلالها دور المضحي والفادي لنا. علما بان البعض يقول بان الله أو الرب تجسد بهيئة بشر ليكون المضحي والفادي لنا عن معصية أبونا آدم.
وكان هذا الخيار من قبلهم لأن هذا المصطلح يفتقر إلى أي دلالات جنسية من وجهة نظرهم، ويمكن تطبيقه على الحب المشترك بين الأشقاء والأصدقاء، أو حتى الغرباء. ولذا فان الكنيسة تشجع أتباعها على أن يحب بعضهم بعضا مهما كانوا، والتعبير عن هذا الحب من خلال تقديم الصدقة للمحتاجين، وان يكون سلوكهم متسامحا، وهو أساسا ينبوع متجدد من خلال محاكاة سلوكيات يسوع المسيح. وقد اتسع نطاق التعريف المسيحي عن التعريف الأصلي الوارد لنا من اليونانية ليشمل الالتزام الكامل أو الفداء بحب الذات لشيء آخر نحبه.
وهو قائم على إقرار التبادل والمشاركة، اعتماداً على مبدأ " التجسد الإلهي "، وهو يقدم، من خلال، صوراً للربط بين المحبة والمعرفة عند صوفية في الإسلام، ليشكّل مدخلاً لمناقشة مفهوم الحب عند الغزالي، الذي يُلاقي بين المفهومين السابقين في صيغة عليا ينتفي معها وجود التقابل مع الحقيقة. ومن هنا ينتهي الغزالي إلى استيعاب المعرفة داخل فعل الحب في شموليته الإلهية. وعلى هذا الأساس يجري بحث مركزية الحب لديه في التسويغ النظري وبناء المعرفة الصوفية، لينتهي إلى إدارة تأسيس الغزالي لهذا الحب في أفق التأويل والمساءلة النقدية .
كما انه يظهر في وصف العهد الجديد، من بين أمور أخرى، العلاقة بين يسوع وتلاميذه وبين يسوع وتلاميذه ومن يحبهم من الناس الآخرين. وفي أدب الكتاب المقدس، يتضح معناه واستخداماته عن طريق التضحية الذاتية، وإعطاء الحب للجميع، الصديق والعدو على حد سواء..
ولكن هناك من يعتبر هذا من التقاليد المزيفة للمسيحية الغربية، والتي تصف هذا الحب بأنه محبة الله أو السيد المسيح للبشرية. حيث يرون انه الحب هو الحب المعبر عن العلاقة بين مثلي الجنس. وبذلك فان هذه المعاني المشار إليها سابقا والتي نقلت إلينا من خلال ترجمة النصوص اليونانية القديمة من قبل المسلمين أو الأوربيين ليست دقيقة وهي زائفة، أن(Agapic Love) هو حب شخص من ذات الجنس، ويرجحون ذلك إلى حقيقة أن هذا البناء هو من صنع أُناس يستمدون معلوماتهم من اليهود واليونانيين على حد سواء والذين هم كانوا كارهين للنساء.
وفي أشارة للدكتور(Hagins) في محاولته للتحقق من معاني مصطلحات الحب الواردة من اللغة اليونانية، أدى به ذلك للخروج بالنموذج التالي لأنواع الحب لدى اليونانيين القدماء:
• Agape: (وحينما يجرد(يقطع) هذا المفهوم: ah-gaa-pay) فانه يشير إلى الحب القائم على العلاقة مع ذات الجنس(الحب المثلي).
• Banquet:( وحينما يجرد(يقطع)هذا المصطلح: ban-kwett) فهو يشير إلى الحب القائم على التضحية.
• Eros:( وحينما يجرد(يقطع)هذا المصطلح: ear-rows) فانه يشير إلى الحب القائم على الاتصال الجنسي بين الأنثى والذكر.
• Ludus:( وحينما يجرد(يقطع)هذا المصطلح: Loo-duss) فأنه يشير إلى الحب القائم على الخيانة.
• Mania:( وحينما يجرد(يقطع)هذا المصطلح: main-ee-ah) وهو يشير إلى الحب القائم على الجنون.
• Phileo:(وحينما يجرد(يقطع)هذا المصطلح: feel-low) فهو يشير إلى حب الشقيق أو الأخ. ولهذا تسمى مدينة فيلادلفيا بمدينة الحب الأخوي، وبذلك فهي تستمد اسمها من هذه الكلمة.
• Pragma:(وحينما يجرد(يقطع)هذا المصطلح: prag-mah) وهو يشير الحب العملي القائم على العقلانية.
• Storge:(وحينما يجرد(يقطع)هذا المصطلح: store-gee) وهو يشير إلى الحب القائم على حب الأسرة.
ولكن حينما نعرض الحب (Agapic) وفق ما جاء بعجلة الألوان فان هذا الحب هو بسبب ما يفعل المحب، وليس بسبب الطريقة التي يشعر بها، والنقطة هي التي ينبثق منها هذا الحب ليس مجرد الاندفاع المتولدة من المشاعر، وإنما هو تمرين للإرادة واختيار متعمد، حيث يتخذ قرارا من إرادته الحرة، والالتزام بالعمل لصالح آخر. هو حب متعلق بالطاعة والالتزام، وليس بالضرورة متعلق بالشعور والعاطفة، يستند إلى إرادة الشخص أكثر من المشاعر والمزاج، والعواطف، ونوع العلاقة، والظروف. أنه غير مشروط لأنه لا يتوقع أي شيء في المقابل. فيه حب الذات يأتي أخيراً. وبذلك فهو بالضبط عكس الحب (إيروس) الذي فيه حب الذات يأتي أولاً. وهو حب التضحية، فالعاشق يضع حياته قبل أن يسأل (ماذا أريد أو ما هي الحاجة التي أريدها وارغب بها).
في هذا النمط من الحب، الفرد على استعداد للتضحية بأي شيء لشريكه. لأنه يقوم على وجود التزام غير قابل للكسر، وغير مشروط، وبعيد عن الحب الأناني. أنه الحب الإيثاري، الروحي، الحب الأمومي. أنه مشاعر عميقة من الدفء، والخير العام والمشاعر الإيجابية العميقة بدلا من الرغبة الجامحة. هذا هو الحب النابع من العقل والفهم والمعرفة، وليس من العواطف. ذلك هو الحب غير المغرض الذي لا يحتاج إلى أي شيء في المقابل.
هذا الحب يجعل الشراكة في العقل، وأنه تحرر من المشاعر الطفلية كما يتضمن الصبر والمثابرة، وإزالة نوبات الغضب والاستياء، فيه الغضب بطيء عند التعرض للإساءة، إلى جانب بطء الاستياء وعدم التسرع في الانتقام عند الإساءة، فهو دائما على استعداد لكي يغفر. العاشق هنا لطيف مع كل الرجال، واجتماعي وليس عابس، وليس سيئا، وخفيف لا يزعج وليس سيئ الخلق. انه ودود ومعقول ويتداول النكتة بين الرجال، فإنه يتسع لكل العيوب، والقدرات، والظروف. أنه لا يحسد، فالحسد هو نتيجة لرغبة سيئة تجاه الآخرين. لا ينتقد ولا يوبخ الآخرين. لا يحمل نفسه على أنه فخور كالطاووس، لا يتبجح بالأشياء التي لديه، أبدا، ولا يسعى إلى تحقيق ذاته على حساب الآخرين. غالبا ما يهمل نفسه لصالح الآخرين. لا يسعى إلى السرور لنفسه. أنه يجد المتعة والبهجة في العطاء، انه الرأفة والرعاية متجسدا بكائن حي. انه حب بناءا على قرار، وهو عمل من أعمال الإرادة. "أنا أحبك" وليس "أنا أحبك إذا لم...."، أو " أحبك لأن...."، فقط ببساطة "أنا أحبك". هذا العاشق ينظر إلى الخارج وليس إلى الداخل.
نفسيا، يعتبر هذا الحب في الواقع غير صحي لهذا السبب. فلا حرج مع إعطاء حياتك لشريكك من دون توقع أي شيء في المقابل، ولكن عندما كنت تأخذ بنفسك إلى الأقصى، والسماح له لاستخدام نفسك كوسيلة للاستمتاع هنا يمكن أن تصبح مشكلة.
الحب(Agapic) هو أعلى شكل من أشكال الحب هنا. هذا هو الحب غير المشروط للآخرين على الرغم ما يتضمن طابعه من عيوب ونقاط ضعف. فمن الصعب الحصول على الحب ببساطة لأننا، كبشر، وعادة ما نهتم أكثر بأنفسنا، وكيف أن العالم والناس من حولنا قد تؤثر علينا وكيف نؤثر عليهم من اجل مصلحتنا. من أجل الحصول على الحب (Agapic)، يجب علينا التغلب على الأنانية التي لدينا، ونتطلع إلى احتياجات الآخرين. والأمثلة على هذا النوع من الحب بين الناس كثيرة فهؤلاء هم الناس الذين يتطلعون إلى مصلحة الآخرين فوق مصالحهم. بل هو نوع خاص من الحب الذي يحتاج إلى زراعته لأنه لا ينمو لوحده. يمكن أن يكون السبيل الوحيد لتحقيق هذا النوع من المحبة غير الأناني هو أن نضع احتياجات الآخرين كأولوية.
عشاق(Agapic) تبقى وفية لشركائها لتجنب التسبب لهم بالألم، وغالبا ما تبقى تنظر بصبر لشركائها حتى بعد انقطاع العلاقة. الزواج والأطفال هم شيء مقدس، والجنس هو هبة بين شخصين. ميزة الحب(Agapic) هو سخائها. والعيب هو أنه يمكن أن تحفز الشعور بالذنب أو عدم الكفاءة في الشريك. في شكله المنحرف (Agapic) يصبح العاشق هو شخص مضحي.
هناك آية في الكتاب المقدس(لوقا 10:27) تتناسب تماما مع هذا المفهوم. يطلق عليه القاعدة الذهبية، تقول أن "تحب قريبك كنفسك". هنا عند الوقوع في الحب، عليك أن تنسى الأنانية تماما من حياتك. وان تعطي كل ما تستطيع لشريك حياتك، حيث يمكنك وضع شريك حياتك في المقام الأول. وأن تكون شخص متسامح، وتحب دون قيد أو شرط. أنها الطريقة الوحيدة بالنسبة لك.
كثير من الناس في هذا اليوم وهذا العصر، لا يحبون أنفسهم. إذا كنت لا تحب نفسك فكيف تحب الآخرين؟ الحب غير المشروط يجب أن يبدأ معك. يجب أن تعلم أن تقبل حقيقة أنك شخص مميز وفريد من نوعه. نعم لديك عيوب، ونحن جميعا بشر، ولكن هذه العيوب لا تجعلك أقل من أي شخص آخر. تعلم أن تحب نفسك وعلى الرغم من أوجه القصور الخاصة بك وتقبل نفسك كما أنت. حينها سوف تجد أنه من الأسهل عليك أن تحب الآخرين.
الشيء الثاني الذي يبرز في هذه القاعدة الذهبية هو أن تفعل ما تريد القيام به من الآخرين لك. أي أن "لا تفعل للآخرين ما لا تريد منهم أن يفعلوا لك." انه ليس موقفا لتجنب الشر أو عدم إيذاء الآخرين به وإنما هو سلوك فعلي لك نحو الآخرين. عندها ندرك أننا نجني ثمار الحب ونحن نتشارك في هذه حياة مع الآخرين، وأن نجعل حياتهم أسهل وأكثر لطفا وسعادة، وكما نريد أن تكون حياتنا. هذا الحب يجد أصداء له في أخلاقيات كانط وكيركيغارد، الذين يؤكدون على أهمية الأخلاقية وإعطاء الاحترام النزيه والحب لشخص آخر والذي لا غنى عنه لأي إنسان وبشكل مجردة.
قد يكون هذا الحب من طرف واحد إذا لزم الأمر. ولكن أن محبة الآخرين تتطلب وجود العلاقة الحميمة التي لا يمكن الحصول عليها من كونها وثيقة جزئيا. وحيث يدعي آخرون أن مفهوم الحب العالمي أو الإنساني، والذي هو محبة الجميع على قدم المساواة، ليست فقط غير قابل للتطبيق، ولكن منطقيا خيالية. أرسطو، على سبيل المثال، يقول: "لا يمكن للمرء أن يكون صديقا لكثير من الناس، بمعنى وجود صداقة من نوع مثالي معهم، تماما كما لا يمكن للمرء أن يكون في حالة حب مع كثير من الناس في وقت واحد (من أجل الحب هو وجود نوع فائض من المشاعر، وهذا في طبيعته فقط هو أن تشعر بتلك المشاعر تجاه شخص واحد).
عشاق Agapic الناس غالبا ما تكون روحية أو دينية. هو الحب الرأسي بين الله والإنسان ويمكن أيضا أن يكون بين الشخص والآخرين. شعاره هو:(أني سوف أفعل أي شيء بالنسبة لك)، أنه غير أناني، لطيف، مطيع، كثير العطاء والإيثار، الروحي، في كثير من الأحيان الحب هو شكل آخر من أشكال التعلق فالعشاق في هذا الصدد مشاعرهم واجبة.
هذا النموذج هو أعظم من أي حب قد يكون هناك. أنه حقا العشق غير المشروط لكثير من الناس بصرف النظر عن أي مشاكل أو ربما نقاط الضعف. هذا صعب جدا تحقيقه كما هي العادة، فنحن الرجال والنساء مرتبطين جدا بأنفسنا ونسعى جميعا إلى أن يكون كل ما في هذا العالم لنا. فنحن بحاجة إلى الانتصار على الكثير من الحسد لدينا والنظر في مواصفات الأفراد الآخرين. فهذا هو أفضل نوع من الحب يمكننا تحقيقه.
أن رعاية الشريك هي أكثر أهمية من الرفاهية التي نحققها لأنفسنا، وكل ما يمكن للمرء أن يعطي في العلاقة يعتبر أكثر أهمية من ما يحصل عليه ذلك المرء. في الواقع، هذا الحب فيه الكثير من القواسم المشتركة مع المحبة الخالصة. فالمثالية هنا تعني أنه ليس هناك أفضلية لجسد الشريك، وبالفعل، فان الحياة الجنسية الشهوانية من المحتمل أن تكون هنا أقل أهمية بكثير من الصفات الأخرى ولأكثر روحانية. أن ميزة الحب (agapic)هو الكرم، ولكن الأفراد في بعض الأحيان مع مثل هذه الأنماط من الحب تعطي الكثير. وغالبا ما ينظر لهذا الحب في العلاقة مع الآباء والأبناء ومع الزعماء الروحيين مثل يسوع، محمد، الأم تيريزا، والمهاتما غاندي. عشاق(agapic) غالبا ما تكون ناضجة، كما ترتبط مستويات التعليم العالي مع انخفاض مستويات هذا الحب. ولكن يعتبر في نهاية المطاف، شكل أعلى من الحب، وعلى الرغم من أن لي (1997) يعتقد أنه قد يكون أكثر مثالية، وليس واقعيا. فهو ناكر للذات(في هذا النمط من الحب، الفرد هو على استعداد للتضحية بأي شيء لشريكه. لأنه يقوم على وجود التزام غير قابل للكسر وغير المشروط بالأنانية).
وطالما يجمع بين ميزات (Eros) و(Storge)، فان ذلك النمط من الحب يجعل لدى هؤلاء العشاق مشاعرهم مكثفة وودية، ولديهم صفة الإيثار، واضعين بذلك احتياجات أحبائهم قبل مصالحهم. أنه رغبة عارمة تريد أن تقدم الرعاية للشريك كما انه نوع من رعاية الوالدين. أنه تقديم الحب دون توقع المعاملة بالمثل، هؤلاء الأفراد في كثير من الأحيان يقدمون على التضحية من أجل سعادة الشخص الآخر. فالزوج يضع احتياجات زوجته، قبل مصالحه. وبالتالي غالبا ما تتجاهل عشاق(agapic)احتياجاتهم الخاصة. وهو المصدر الذي منه تتولد كل أنواع الحب الأخرى، مثل حب الربيع إلى التعبير عن الكمال في الطبيعة. فهو نبع لا ينضب وهو بذرة تقود إلى الكثير من البذور والبراعم والثمار. انه خارج كل المستويات والتأثيرات التي يمكن أن نعقلها. فهو الحب النقي الطاهر والذي لا يعترف به كحب. هو قوة نارية روحية صافية تكون غريبة على الأشخاص الذين لم يتعودوا على سماعها أو التحدث عنها. انه حب التضحية بالذات. الزواج والأطفال قيم مقدسة. الجنس هبة بين الشركيين. الوفاء للشريك بهدف تجنب التسبب في الألم. مساوئه يمكن أن تحفز الشعور بالذنب أو عدم الكفاءة في الشريك. مع عدم الانتباه لاحتياجات الشريك الآخر. حب مدروس وإرادي.
والناس من نمط الحب(agapic) تنظر للحب بقدسية، ولكن أيضا هناك الرومانسية، أنهم يحصلون على قدر كبير من الارتياح من تلبية احتياجات عشاقهم، وكثيرا ما ينتهي الأمر بالتضحية بأمورهم الخاصة، وبالاحتياجات والرغبات. ولكن هذا لا يسبب أي أذى لهم، وهم يعرفون تماما أنهم سوف يفعلون أي شيء من أجل سعادة أقرانهم. ومن المهم أيضا أن نذكر أن الناس مع هذا النمط من الحب لا يؤمنون بالانفصال والطلاق. كما أنهم ينظرون إلى الحب والزواج والجنس كممارسات مقدسة ينبغي أن يعتز بها العاشق وتمارس فقط في العلاقات الحميمة. في أحد معانيه، هذا الحب هو أكثر أنواع التي تستطيع معظم الناس ولديهم القوة على تحقيقه.
ولكن ربما هؤلاء يعيشون نوع من الصراع حول التعبير الجنسي، وبذلك فهي ليست خالية من أي مدلول جنسي. ولكن الجنس هنا يشمل كل من الأخذ والعطاء، وعلى هذا الأساس فان العلاقة الغرامية القائمة على أساس هذا المفهوم، بالتأكيد ستكون غير تقليدية. على الرغم من أننا أساسا مخلوقات أنانية، حتى في الطريقة التي نحب بها. فالعلاقات عاطفية يمكن أن تكون مزيجا من أنواع مختلفة وقليلة من الحب، ولكن علاقات الحب أو الزواج المبنية فقط على هذه الفكرة، علاقات نادرة جداً، وبالتأكيد ستعمل وعلى الأرجح على نحو من شأنه أن ينظر إليها من قبل الآخرين، على إنها شيء غريب.
هو الحب الذي نقدمه لأطفالنا عندما نصبح آباء. فالآباء يقدمون تضحيات كبيرة من أجل راحة وسلامة أطفالهم، ولا يسألون عن أي شيء في المقابل. وهو مصطلح أكثر ملائمة لتعريف الحب بين الأم والطفل ولكي يوضح العلاقة بينهما، أو بين الله والإنسان. يتميز بالتعاطف، والصدق، والتضحية بالنفس. فإن معظم الحالات من دون تردد أنها سوف تعطي حياتهم للغاية لأبنائهم.
وبذلك يعتبر هذا الحب سمة عالمية لحالة الإنسان، ولكن من الصعب جدا تحديد ذلك بسبب تعقيدات ذلك النوع من العلاقات. "إذا كنت تحب شخصا ما حقا حاول أن تفعل له ما هو لا يعرف أنه يحتاج القيام به". وعشاق هذا الحب لا تزدهر إلا مع شريك الذي يقدر على أن يعطي في مقابل ما ياخذ، وإلا أصبح نوع من الاستغلال والاضطهاد والعبودية. وفي الحقيقة، فإنه هو بالضبط ما كانت كل الأديان والفلسفات تحاول أن تعلمنا إياه من علاقة مع الآخر الذي يتشارك معنا هذا العالم بدون النظر إلى جنسه ولونه ودينه وقومية وما يملك أو لا يملك. هو القلق من أجل رفاهية الآخرين. هو فضيلة التقليدية الموجودة في كثير من الثقافات، وجانبا أساسيا من التقاليد الدينية المختلفة الموجودة في كل من: اليهودية، والمسيحية، والإسلام، والهندوسية، واليانية، البوذية، الكونفوشيوسية، والسيخية، وغيرها الكثير.
هو أكثر تركيزا على العطاء بدلا من التلقي. هؤلاء الأفراد يميلون إلى أن يكونوا ملتزمين جدا ومتحفظين في قيمهم. كما أنهم ستكونون أكثر تحفظا عند ممارسة الاتصال الجنسي مع الشريك. الحبيب هنا هو قديس بين العشاق.
أنه ليس رد فعل متعجل، ولا مجرد الاستجابة للكيفية التي تم التعامل بها معي، كما أنه غير قادرة على النمو والتطور والعمل في بيئة معادية، حيث لا توجد مشاعر دافئة غامضة. وحيث هناك شخص واحد يحب شخصا آخر على مستوى عميق من المشاعر والأحاسيس. هذا الحب قد يكون ما نشعر به نحو الآخرين عندما نسمع عن مآسيهم، عندما نسمع عن إنجازاتهم، أو عندما نسمع أخبار إيجابية حولهم في أحداث الحياة العادية.
الحياة الجنسية والحسية من المحتمل أن تكون أقل أهمية بكثير من الصفات أكثر روحانية. ولكن الميل المفرط لوضع الآخرين قبل الذات قد تسبب لهم التجاوز على أنفسهم.
ويتجلى هذا الحب في أفضل أشكاله من قبل أولئك المجهولون الذين يساعدون الآخرين، وعلى التركيز على ألعطاء دون أي توقعات أو قيود. فمن المرجح أن يكون عنصرا قويا في حب الآباء لأطفالهم، والمعلمين لطلابهم، أو الأطباء لمرضاهم. على الرغم من أن هذا الحب من الأعاجيب باعتباره شيء من المُثل العليا، فهو غير الواقعي. نحن جميعا بحاجة إلى بعض تعبير عن التقدير لما نقوم به، وحتى لو كان عملنا صادر عن نكران الذات. هذا الحب موجود في جميع أنحاء العالم وبدرجات متفاوتة. البشر قد يكونوا ناقصين وغير قادرين على إعطاء هذا الحب، ولكنهم قادرون على الحصول عليه، حتى لو كانوا لا يفهمونه تماما.
ليس هناك فرق بين الجنسين بالنسبة لهذا النوع. ربما يمكن فقط لهؤلاء الذين حققوا مستوى من تحقيق الذات في (هرم ماسلو) إلى الحصول على نقاط عالية في هذا الحب. فإن هذا الشخص لا يزال يحب (حتى من دون أي منفعة ذاتية).
هؤلاء الأشخاص كثيرا ما يرددون عبارات مثل: أود أن أعاني بنفسي بدلا من أن أترك شريكي يعاني ذلك..... لا أستطيع أن أكون سعيدا إلا إذا أضع السعادة شريكي قبل سعادتي...أود أن تحمل كل شيء من أجل شريكي.
أنه حب غير عقلاني وغير مميز non-rational non-discriminative. أنه يخلق القيمة والفضيلة من خلال الحب وليس فقط من خلال إغداق الحب على كل ما هو قيم وفاضل. هذا الحبيب هو الشخص الذي يحب الغريب المار في الطريق. هو الحب الذي من شأنه أن يعطي كل شيء لأنه عاشق دون حتى التفكير ما سوف يكلفه ذلك. بالنسبة للنساء هذا الحب هو أسلوب من الحب مرتبط فقط وبشكل إيجابي على الرضا عن حياتهن.
وهناك اتجاه يناقض الفكرة السابقة وهو يرى إن هذا النوع من الحب هو في معظم الأحيان عبئا على الشخص بدلا من أن يكون عاطفة. وهو عادة ما يحدث للشخص الذي يتميز بانخفاض احترام الذات، ولذلك فهو يسعى للحصول على المزيد من الثقة من خلال إرضاء الشخص الآخر.
وأخيراً، فان نصيحتي لهؤلاء العشاق،هي: كتابة احتياجاتها في هذه العلاقة. التفكير جديا بالكيفية التي يحققون تلك الاحتياجات في هذه العلاقة. عليهم ادراك بأن العلاقة اخذ وعطاء. لا ينبغي لأي شريك أن يعطي أو يأخذ أكثر من اللازم. التواصل والتفاوض مع الحبيب بشأن المسائل الهامة في العلاقة. على الأقل مرة في الشهر، أن يقول كل حبيب لحبيبه كلمة لا في لحظة التي تعود أن يقول له فيها نعم. أن يقوم في كل أسبوع على الأقل بعمل ما لا يشعره بالذنب. اكتب كل ما تريده من هذه العلاقة.
أتصور ووفق محدودية معرفتي فأن أكبر وأعظم تجسيد لهذا الحب لدينا نحن المسلمين، فما نراه ونشاهده في كل يوم من قتل وتقطيع للجثث والتمثيل بهذا الكائن الذي كرمته كل الديانات والفلسفات ألا وهو الإنسان، هل ذلك هو تجسيد وإيمان بهذا النوع من الحب. وهل هناك أعظم من هذا الحب في كل هذا الكون وعلى مر كل عصور التاريخية نحاول أن نجسده ونعلمه لهذه البشرية وباسم الدين، وحب الدماء وتقطيع الأجساد البشرية لقد أصبحنا جزارين، علما بأن الجزار أكرم واطهر من هؤلاء.
نحن بحاجة إلى التغلب على الكثير من أنانيتنا والسعي للمشاركة أنا لا أقول في تحقيق مطالب الناس الذين نتشارك معهم العيش في هذه المجتمعات والأوطان لأن هذا قد يكون صعب ومستحيل على معظمنا، ولكن أقول أن نغفر ونتسامح مع هؤلاء الذين اختلفوا معنا في الرأي أو التوجه أو الفكر. ولنكف عن محاولة السعي (للتكويش) كما يقول الأخوة المصريين على كل شيء، وبوسائل خسيسة وهمجية ونحن في القرن الواحد والعشرين والعالم يعيش ثورة المعلومات والاتصالات، ونحن نعيش ثورة في أنماط الخيانة والتكفير والقتل.
وبالرغم من أن امتلاك الإنسان وسائل وتكنولوجيا الاتصالات الحديثة يمكنه من التواصل وبناء أواصر التعاون والصداقة مع العديد من الناس وفي مختلف أرجاء هذا العالم. ولكن السلوك الإنساني الجيد شيء لا يمكن أن تحققه لنا هذه الوسائل. إذ أن لم يكن هناك مشاعر وأفكار ومعتقدات يمتلكها هذا الفرد تسهم في أن ينبثق وينبع هذا السلوك من ذواتنا ليس خوفا أو طمعا وإنما إيمانا بكوننا بشر والذين حولنا بشر أيضاً.



#جودت_شاكر_محمود (هاشتاغ)       #          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لحظة خلاف
- رؤيا
- نظرية نموذج عجلة ألوان الحب(الجزء الخامس)
- كثيرات
- نظرية نموذج عجلة ألوان الحب(الجزء الرابع)
- ذكريات ضائعة
- خاطرةٌ
- منطقة خالية من الدهون
- دعوة لتنظيم أفكار مبعثره
- ضعف
- اللؤلؤ المنسكب
- دردشات: هل حقا نسعى إلى الديمقراطية بعد -الربيع- العربي ؟
- العدوان ونظرية المواقف السيكولوجية
- رغبات آدم
- دردشات: هل تعرف ما هو Captology ؟
- وقالت: شكراً ولكن كان متأخراً جداً
- الشيطانُ يتحدث
- دردشات: إن ينصرُكم -الناتو- فلا غالب لكم
- دردشات: العرب وصندوق باندورا
- مشاعر تستيقظ مجدداً


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جودت شاكر محمود - نظرية نموذج عجلة ألوان الحب(الجزء الأخير)