أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال الهنداوي - التوافقية التي لا بد منها














المزيد.....

التوافقية التي لا بد منها


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3750 - 2012 / 6 / 6 - 01:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حيز كبير من الجدل الذي يضرب باطناب العملية السياسية يدور حول-او ربما بسبب-الديمقراطية التوافقية وتأثيرها على التلكآت التي تطرأ بشكل اقرب الى الانتظام على مجمل الممارسة السياسية الناشئة في العراق.. وكثير من التجاذبات تسيطر على النقاش المحتدم حول مدى مسؤولية هذا الشكل من التوافق على تعقيد او حلحلة الامور في البلد..
بلا عناء يذكر, يمكننا حصر اتجاهات الرأي التي تلامس الموضوع بين من يرى ان التوافقية ما تزال الوسيلة الانجع والاكثر ملائمة لإنجاح العملية السياسية في العراق وبين من يقول انها كانت مجرد تسوية سياسية مقبولة في ظرف معين ولايمكن ان تستمر اكثر لأنها قد تحمل الكثير من عوامل التصعيد والتكريس للتناقضات الفئوية وتؤدي الى تغييب الاجماع الوطني لصالح المتبنيات الايديولوجية الضيقة..
وحتى الرأي المعارض للتوافقية لا يخلو من التناقض استنادا الى المثابات التي ينطلق منها المراقب في مقاربته للموضوع,فالليبراليون مثلا يعارضون التوافق من حيث كونه نظام يحدد العلاقة بين جماعات مع انهم يدفعون بالفئة بعيدا جدا خلف الفرد وحقوقه وحرياته،وكذلك اليساريون من خلال تأكيدهم على العلاقات الطبقية اكثر من الخلفيات الثقافية,بينما يتخندق القوميون خلف الريبة المفرطة والتطير من التعددية الثقافية التي من الممكن تحسسها من خلال العبارات المناهضة للتوافق في خطابهم الايديولوجي باعتباره معرقلا للاندماج الكامل خلف راية الشعارات العليا للأمة..كما لا يمكن الاستهانة بالرأي الذي يرى حتمية تحول التوافقية إلى نوع من المحاصصة الطائفية قد تؤدي الى بروز طبقة من السياسيين الانتهازيين الذين يمتطون انتماءاتهم لتحقيق منافع شخصية قد لا تتطابق بالضرورة مع مصالح الوعاء الوطني الأعم..
ولكن مع اتفاقنا مع هذه الآراء على قاعدة ان الديمقراطية التوافقية تعاني من هذه السلبيات,وقد نستطيع ان نضيف عليها الارضائية المفرطة للحلول التي تقترحها المحاصصة السياسية للتناقضات التي تعترض العملية السياسية,وكذلك المخاطرة باستمرار الولاءات القبلية التي قد يوفر لها التحاصص الفرصة للتجذر والتكريس مما قد يعارض الديمقراطية كمفهوم مطلق,ورغم اقرارنا بان الديمقراطية التوافقية قد لا تقترب من طموح المواطن العراقي ,ولكننا يجب ان لا نتجاهل ان هذا الخيار –عراقيا على الاقل-لم يكن بديلا عن الديمقراطية المطلقة بقدر كونه مسارا اتخذته العملية السياسية لمنع تطور التقاطعات السياسية-بل وحتى المجتمعية في بعض المستويات-الى نوع من النزاعات والحروب الاهلية من خلال كبح الخطاب الاقصائي المعلي من الهوية الفئوية وتنكب سياسة الدمج والالغاء مقابل تغيير الولاءات من الانتماءات الاولية الى المباديء الدستورية العليا مع تأكيد التطمينات المقننة التي تستهدف احتفاظ الجماعة او الفئة بكينونتها الثقافية ضمن الفضاء الوطني العام.
فمع كل ما يمكن ان يأكل من جرف الديمقراطية التوافقية,وعلى الرغم من وجاهة المآخذ والنقود التي قد تطالها, الا ان عمق التناقضات الفئوية والمشاكل الطائفية العضال التي تسعى العديد من الجهات لتجذيرها وتأصيلها في المشهد السياسي العراقي قد تجعل من غير الممكن ولا المطلوب -ولا حتى الواقعي- نفض اليد عنها وتجاوزها الى مرحلة قد لا يكون المجتمع مهيأً لتقبلها ولم تتحقق اشتراطاتها حتى الآن..
لا نعد التوافق هو الحل المثالي-ولا حتى المحبذ-للمشاكل المتوطنة في الجسد العراقي المعتل من التقادم المفرط للسياسات المغذية للانقسامات المجتمعية..الا انه في نفس الوقت,وبسبب نفس هذا الاعتلال,قد يكون تسوية معقولة تسير بالعملية السياسية –بدرجة مقبولة من الأمان-على الحبل المعلق ما بين الطموح المشروع بالدولة الديمقراطية الكاملة والصراع الاهلي الافنائي بين الجماعات المتعايشة,كما انه يضمن عدم انهيار الدولة والنظام تحت ضغط التنافس الشديد والتنازع الجماعي المحموم وتوحلها في دواميات متوالية من الأزمات.
قد يكون هذا الواقع شديد الاحباط للمشرع العراقي الذي استنتج ان تحقيق الارضية الملائمة للتحول نحو الديمقراطية الكاملة التي تستند الى الاغلبية السياسية المعبر عنها بالانتخابات الحرة المباشرة لا يحتاج الا الى دورتين برلمانيتين ,وان هذه الفترة اكثر من كافية لتخليق الآليات التي تحقق التمثيل الحقيقي للنبض الجمعي للشعب وتأمين التراكم السياسي الذي من الممكن ان يفرز الكيانات العابرة للانتماءات الطائفية والعرقية..ولكن من الحكمة الاقرار بان الهدف الواقعي الآن ليس في نبذ المحاصصات الفئوية بقدر ما هو ضبط التقاطعات ضمن المظلة الشاملة للدستور والاتفاقات السياسية..وان الطموح يجب ان يكون في مستوى الدفع نحو منع تغول هذا التوافق على اي ممارسة قانونية تبتعد عن الافراط في المساومات السياسية التي تتطفل على الحراك المجتمعي السليم..فهناك عمر طويل سوف تعيشه الديمقراطية التوافقية بين ظهراني عمليتنا السياسية المتعثرة..ويبدو ان هناك الكثير مما يتطلب انجازه قبل ان يكون لنا ان نأمل في دخول النفق الذي قد يحمل ضوءا ما في منتهاه..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة التدجين
- النائب والنائبة
- القانون..تشريع وتنفيذ ورقابة
- الثقافة..كتخريب
- اتحاد السعودية والبحرين..أزمة قرار
- صناعة الاصنام
- ليس هذا من الديمقراطية في شئ..
- البحرين..العزف النشاز على هدير المحركات
- لا بديل عن التعايش.. لا بديل عن الحوار
- الجهاد ضد كوفي عنان
- عصر الحرية المفتوح
- وثيقة ابو سفيان
- تساؤلات على هامش القمة
- هدم الكنائس..وما الجديد؟؟
- بلاغة القرضاوي لا تكفي
- حلبجة الشهيدة
- مقاربة متأخرة لاعلام دولة فاعل..
- الرئيس اوباما يقلب الطاولة..
- حاكم جائر طيب..حاكم جائر شرير
- الأسلمة في مواجهة الشعوب الحرة


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال الهنداوي - التوافقية التي لا بد منها