أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ابراهيم حجازين - الأزمة في الأردن إلى أين؟ وسبل الخروج منها















المزيد.....

الأزمة في الأردن إلى أين؟ وسبل الخروج منها


ابراهيم حجازين

الحوار المتمدن-العدد: 3749 - 2012 / 6 / 5 - 20:23
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


تمر المنطقة وكذلك الأردن في منعطف تاريخي سيتحدد من خلاله مصيرها فإما إلى الأمام والولوج في المستقبل، وإما انتكاسة تاريخية جديدة سندفع ثمنها غاليا. ويترافق هذا بالنسبة لنا في الأردن بأوضاع استثنائية تتمثل باستفحال الأزمة الاقتصادية والمالية والسياسية، فمن جهة أفق مسدود للإصلاح السياسي كما أمل الناس خلال مرحلة تعاظم الحراك السياسي والمنادي بالإصلاح منذ أكثر من عام ونيف، وأحوال اقتصادية ومالية مزرية نتيجة السياسات الحكومية التي صبت في مصلحة شرائح وفئات متنفذة محددة تسيدت على حساب مستقبل الوطن والأغلبية العظمى من أبناءه من فقراء وفئات صغيرة ومتوسطة.
لقد أقدمت الحكومة من اجل الخروج من الأزمة الاقتصادية على ارتكاب نفس الحلول والإجراءات التي أديا إلى نشأة وتعمق الأزمة، فقامت برفع أسعار المحروقات والكهرباء وهي مواد ارتكازية تعتمد أسعار باقي السلع والخدمات عليها مما يعني ارتفاع هائل في الأسعار، لم تقف الأمور عند هذا الحد فقد فرضت الحكومة أيضا ضريبة مبيعات على سلع ومواد غذائية كانت معفاة وأثرت هذه الإجراءات على المواطنين بشكل مباشر وعلى القطاعات الصناعية والخدمية أيضا وهي لا تزال مستمرة بهذه الإجراءات بالرغم من الرفض والغضب الشعبي لها.
تتحمل الحكومات المتعاقبة المسؤولية التامة عن الأوضاع التي وصلت إليها البلاد من ضعف وتردي وتمزق وتفتيت وخوف يشعر به المواطن الأردني على مستقبله. لقد مارست الحكومات المختلفة بتعدد وتنوع مشاربها أو شخوصها نهجا سياسيا واقتصاديا طوال العقدين الماضيين قاد البلاد إلى أسوء أوضاعها منذ أزمة 1988 والتي سلمت البلاد بالكامل إلى عهدة صندوق النقد الدولي والمؤسسات الدولية الأخرى، إلى جانب تردي إدارة الاقتصاد وموارد الدولة والتفريط بها وممارسة الفساد المكشوف دون خجل أو وجل والذي أودى بالثقة بالدولة وبمؤسساتها ورفض الاستمرار بالحكم بالطرق السابقة.
إن اقل ما يمكن قوله أن الحكومات الأردنية ومراكز إدارة البلاد الرسمية منها وغير الرسمية، قد وضعت البلاد على مسارات مرعبة أدت الى أوضاع لم يحلم بها الأردني في اسوأ كوابيسه، فلم يعد يمتلك الأردن أي من مقدراته وثرواته على قلتها فتم التفريط بها إلى أيدي الفاسدين او شركاء استراتيجيين مع المعلوم من الكوميشن بطرق احتيالية فريدة من نوعها نفذت جميعها من مراحل مكافحة الفساد عبر برلمان وجه له الانتقاد في كل التحركات الجماهيرية التي طالبت بالتخلص منه، لكن في المحصلة أصبح الأردن لا يملك ما يمكنه ان يجابه به المستقبل بمفارقة خطيرة، وإذا كان الأردن قد دفع ثمن فساد وسوء الإدارة في السبعينات والثمانينات ومن القرن الماضي وكان لا يزال لدية أصول ومقدرات وثروات كان لا يزال يحتفظ بها، فإنه اليوم فهو لا يملك أي شيء يمكن أن يستند إليه في مجابهة ما يتوقع أن يواجه في قابل الأيام أيضا. فقد فرطوا بالفوسفات والبوتاس وميناء العقبة وشركة الاتصالات والاراضي و...وغيرها.
تتجلى مظاهر الأزمة الاقتصادية والمالية بتراجع النمو الاقتصادي والذي لم يتجاوز 2.3% أي ما يعادل النمو السكاني وهذا يعني ان المحصلة الحقيقية للتنمية تعادل صفر، إضافة إلى سوء التوزيع المحابي للفئات القادرة مما يعني مزيدا من الفقر والجوع وازدياد معدلات التضخم (ارتفاع الأسعار) ويقدر ذلك بـ 6% الى جانب العجز بميزان المدفوعات وتراجع احتياطي البلاد من العملات الأجنبية.
لم يستطع أي إجراء اتخذته الحكومات على الصعيد الاقتصادي والمالي او النقدي ان يزيل او ان يقلل من الأزمة بل بالعكس من ذلك فكل المراقبين يؤكدون أن الاوضاع في سبيلها لمزيد من التردي، ويواجه الاردن اليوم عجز في الموازنة يعادل 2 مليار دينار ويتوقع أن يصل العجز في نهاية العام ثلاثة مليار ونصف مليون دينار، بالإضافة الى مديونية فلكية تعادل حوالي 20 مليار دولار أي أكثر من 70% من الناتج المحلي الإجمالي أي تجاوز الحدود التي يضعها قانون الدين العام.
والأسوأ من كل هذا أن الحكومة الجديدة المنوط بها ان تستكمل مسيرة الاصلاح والخروج من الازمة طبقت حلولا كانت اصلا من الاسباب التي ادت الى الازمات في البلاد: تراجع عن الديمقراطية واخراج الشعب وارادته من حساباتها وتحميل المواطن نتائج الازمة التي تسبب بها نهج لم يختره المواطنين بل فرض عليهم عبر آليات التزوير التي رافقت هذه السياسات وتخفيف عبئها عن فئات الأثرياء، هذه الإجراءات القديمة الجديدة اثبت الزمن انها ستكون من اسباب تردي الاوضاع وتعمق الازمة مما سيصعب من معالجتها في المستقبل. فمن المتوقع ان تتعمق حالة الانكماش وتراجع القدرة الشرائية لدى المواطن وارتفاع معدلات التضخم، والنتيجة تتوسع دائرة الفقر وزيادة معدلات البطالة واستمرار الركود الاقتصادي وتفاقم الاوضاع الاجتماعية والتي ادت الى عنف اجتماعي غير مسبوق في السنوات الماضية هيأت له الحكومات بالصوت الواحد واستخدام العصبيات والجهويات والاختفاء وراءها للتصدي للرفض الشعبي لسياسات الحكومة والعمل على تمزيق وحدة الشعب تطبيقا لمبدأ فرق تسد.
ماذا فعلت الحكومات غير ارتكاب المزيد من الأخطاء وتعميق النهج الذي أوصلنا لما نحن فيه؟
الجبهة الوطنية للاصلاح بمكوناتها من شخصيات وأحزاب معارضة قدمت حزمة متكاملة من الاقتراحات الواقعية للخروج من الأزمة ووضع الأردن الذي على طريق أمنة للتقدم والتطوير مما يرسي الأمل لدفع مسيرة النمو والتنمية لصالح المواطن وتمكين الأردن ان يقوي من مناعته أمام الأخطار التي تواجه المنطقة وأهمها التحدي الصهيوني الذي لا يزال يخطط لمزيد من الفوضى تمهيدا للهيمنة المطلقة على ارض فلسطين العربية.
تتمثل هذه المقترحات بضرورة القيام باستكمال إصلاحات الدستورية لتفضي إلى تطبيق مبدأ الشعب مصدر السلطات وسياسية ترسي من الطرق الديمقراطية في إدارة البلاد وترسيخ مبدأ المواطنة ودولة القانون وتسد منابع الفساد ومحاسبة الفاسدين واسترداد أموال الشعب واستعادة ثرواته وضمان الحماية الاجتماعية للمواطنين وتضييق الفجوة الاجتماعية بين الفقراء والأثرياء وإخضاع نفقات الدولة إلى الرقابة والمحاسبة، إن سيادة مثل هذا النهج يوفر الفرصة لتطبيق إجراءات استثنائية وقد تكون صعبة للخروج من الأزمة الحالية، ولكن ثقة الشعب بمثل هذا النهج الجديد يشكل عاملا هاما لتطبيقه في ضوء رفضه الحالي لمجمل سياسات القوى المتسيدة، ونرى أن تحقيق ذلك لا بد من أن يتم بتوافق وطني أردني يؤدي إلى قيام حكومة إنقاذ وطني تؤكد على الشرعية الدستورية والوطنية لعملية الإصلاح كأخر خيار لا بد من طرقه لتلافي حالة الفوضى التي تعم في المنطقة.



#ابراهيم_حجازين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحق في الكرامة الإنسانية جوهر مطالب الثورات العربية
- شروط نتنياهو ومستقبل الأردن
- على هامش تقرير مجموعة التفكير الاستراتيجي لماذا نرفض الكونفد ...
- لماذا يجب علينا أن نرفض الكونفدرالية
- مفهوم وواقع الحريات الأكاديمية في الجامعات الأردنية
- بحثا عن القاعدة الاجتماعية: شذوذ النهج الليبرالي أضعف جهاز ا ...
- قراءة في برنامج الجبهة الوطنية للإصلاح في الأردن
- هل يحتاج الأردن لدخول مجلس التعاون الخليجي!
- متلازمة التاريخ: الحركة والتغير
- الأردن: لا حل إلا بتحقيق مطالب الإصلاح
- لإنجاح الإصلاح في الأردن لا بد من القضاء على الفساد
- أيام الثورة الفرنسية 1848-1849 ( الحلقة الأخيرة ) مقاربة عرب ...
- على وقع محاولات الإصلاح في الأردن، جدلية العلاقة بين الديمقر ...
- أيام الثورة الفرنسية 1848-1849( الحلقة الثانية)
- أيام الثورة الفرنسية 1848-1849( الحلقة الأولى)
- الحكومة الأردنية الجديدة بعد حصولها على الثقة
- فعل الجماهير في الثورة والتغيير
- بمناسبة منح جائزة ابن رشد للحوار المتمدن
- على هامش تكريم المستشارة الألمانية صاحب الرسوم المسيئة
- تأسيس عصبة التحرر الوطني في فلسطين وخطواتها الأولى 2


المزيد.....




- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ابراهيم حجازين - الأزمة في الأردن إلى أين؟ وسبل الخروج منها