أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - من طقس درعا البارحة:














المزيد.....

من طقس درعا البارحة:


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 3749 - 2012 / 6 / 5 - 14:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ البارحة وهولاكو ينتقم من الجياع ...يفتح حممه عليهم...يريد أن يختم انتصاراته الموتية بأحداق بريئة تخلصت من خوفه..ولقنته درساً في الخوف...قرر أن يبطش بمن جمع المستحيلات في قبضته وسجل السطر الأول في صفحة تاريخ مظلم..كان طفلاً يلعب ..لكن قامته تطاول السماء..كتب السطر الأول في قرآن الحرية...صرخ ووقع على صرخته...لأنه لايخاف هولاكو ..ولا يعتقد في روحه الطِفلية النقية أن دراكولا مازال يحيا بين القبور ميتة الضمير..سطَّرَ الجملة الأولى" الشعب يريد إسقاط النظام" ...وأشهَدَ الكون كله ...أنه ماء الحياة الدافق من أصابع عكازها قلمها...مشت وخلف خطاها كان الندى يزهر ورداً حيث يصل صدى صيحاتها..عرفوا أن الرعب لايمكنه أن يعيد تشكيل خريطة الوطن..فهموا بحسهم الفطري ..أن لاقاع لأرض يقف عليها الطاغوت ..رسموا حروفهم ومضوا يتقافزون فرحاً...فقد أشعلوا بحروفهم...
"ثـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــورة".
لكن حجاج الشام...لايحتمل رائحة الحرية..تزكمه ،تقلقه وتطحنه رائحة سطورهم...تخنقه صيحاتهم الآملة، كيف ينهض من جَوَّعهم كي يخضعهم...فيقوضوا كل الوقت الذي أضاعه في تشييد الخراب؟!
أين رحلت مملكة صمته التي ذبح صوتها وأخرسه؟ أين رحلت كل الجثث التي تكومت منذ الخامس عشر من آذارولم تستطع حتى اليوم أن تُكَّفن أصواتهم؟..هذي النقطة من جسد الوطن السوري مازالت عصية على حرائقه..أما وصلتهم أخبار أفعاله في شامةٍ أخرى تتوسط وجه الوطن؟. أما لقنتهم درساً كي يلوذوا بالرماد ويفارقوا الحياة ويعودوا إلى الهمس والتحول من بشر إلى شعب من مومياء ؟
فها قرر حجاج دمشق أن يرسل وفوده التفاوضية ولغتها قذيفة دبابة كل خمسة عشر ثانية.."هكذا أفاوضكم على موتكم...على احتضار أطفالكم أعدائي الأولين"....إن مرَّ ببابكم صاروخ فهولاكو يستلقي ضاحكاً..إن أحدثت قذيفة الهاون حفرة في حديقتكم فهولاكو سيشرب نخب فرادته في قراءة طالع من سيموت في كل لحظة ..فينعم بهدوء ولو لليلة واحدة
إنه يفاوضكم ياشعب أذرعات...يُسَيِّرُ رعب مدافعه بين الصلاة والصلاة..بين مئذنة وكنيسة...ينشر جنوده ويَرُشهم فوق المباني...لكل قدرة خاصة على ايقاع فجيعة متنوعة النتيجة..طوال ليلة أمس والصواريخ ساهرة حول جدرانكم ترشقكم بنواقيسها ..لتستيقظوا...فقد حان وقت التضرع...تضرعوا لحجاجكم ...فوحده القادر على وقف طرقات الساعة ..وحده من يوقف صوت الأزيز..وحده من يطفيء الحريق..وبأمره ونهية تفتح الزنازين وتغلق...ألا تريدون النوم يا سكان الحجارة السوداء؟ أما أدركتم بعد أن سطوة الحجاج في قطع الرؤوس وتوزيع الأحزان خارقة للأساطير؟!
تضحك الطفولة في أحياء درعا وتشهق الأمهات.. رغم اللوعة...مهدهدة صغارها المرتجفة..:لاتقلقوا ياعصافيري فقد قارب الفجر على البزوع...والحجاج وطواط يخاف الضوء...
لن يستطيع أن يغلق أبواب الأرض ولا نوافذ السماء..لايملك لها مفاتيحاً..فنحن فقط من يحفظها ويحملها في قلبه منذ آلاف السنين..لايعرف الحجاج اتجاهات الريح ولا يفقه في الجغرافيا والتاريخ ..إلا لغة التآمر وسلطة العصا..لايعرف أن دروبنا مهما وضع فيها من ألغام قادرة على ترحيله من جسد الوطن..قادرة على معرفة اتجاهات اللغة القديمة منها والحديثة..لايمكنه أن يفك رموز وطلاسم الحب في تلاويينا..ولا يعرف مواعيدنا مع الحلم ولا تواقيت اختراقها لخرائطه المُضَلِلَة..لاشك أنه يتقن لغة الجريمة ..لكن عارها واضح المعالم يتلبسه كهباب الفحم ويلَوِن وجهه بسواد أبدي لن تغسله كل مياه المحيطات..ولن تطهره من ربق وآثام ما يقترف كل كحول المخابر..فدم الطفولة يلاحقه...ويخرجه شريداً متشرداً دون وطن..فالأوطان لاتأوي الخونة والمجرمين..سترون جسده متفسخاً على أطراف المدن..يفقد السيطرة على قطراته..سيشهد العالم عليه في محاكم تختلف بقُضاتِها عن وهم قوانين فصَّلها...ليحكمكم.
لم أستطع اجتياز عتبة الليل..ولا غسل وجهي من حزن بيوت لم تنم..وقلوب رقصت رجفاً في أحياء مدينتي العتيقة..أتعجب لمدنٍ تنام منتشية في خمرة الدم..تطلق خُطبها المنافقة ، وتكتب دعوات تمهرها بالخوف عليكم وعلى حبكم بأخوة خجولة أو صداقة مثلومة.".أن تحاوروا بالحسنى..ضعوا قمصان الشهداء بينكم..وتعانقوا"!!..فالحجاج يعتمد في صولاته على سماسرة العصر وتجار السياسة..وأنتم..تجارتكم هي هذي الأرواح المُقدَمة على مذبح حريةٍ تعشقكم وتهيمون بها...يطالبونكم بمفارقة الضحايا ونسيان الحق...يطالبونكم بإطفاء شرارة أشعلها طفل أكثر رجولة من جثة تحكمكم في جبل قاسيون..ومازالت تستطيع النطق...رغم أنها مصلوبة من قدميها..فكيف نبايع ولا نخجل من دم يجأر بالحق ويطالب بالعدل؟..حاوروا..ففي الحوار محبة! ...أسأل دعاة الحوار..من منصات الدمى..الحوار يدور بين أحبة وأشقاء لادم بينهم ولا عداوة...أما التفاوض فبين عدو وعدو ..بين من أخذ ولدي وسرق بيتي..وبيني..لا أفاوض على دمه..ولا أقايضه..بل أجدع أنف من مسَّهُ بسوء..أفاوض على من سرق بيتي ، فإن أعاد حقي..أشاور قلب الوطن إن كان قادراً على الصفح..وله وحده حق القرار والفصل.



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاتدخل المتن، وابقَ في الحواشي!
- إليكم شعاع من ضوء قلبي وبصيرتي:
- مخطوطات وحدوية!
- شهداؤنا
- مصفاة المحبة
- المرسل إليه - توفاه الله-!
- تحت قمصان حقوق الإنسان:
- الأرض لنا والفتى ولدنا:
- إله محايد!
- عالّم!
- حاء الحرية وحاء الحريق!
- المجلس الوطني السوري، الأخوان المسلمين، وروسيا!
- هل من ضوء في نهاية النفق؟
- أريد جواباً على محبتي لسوريا دون سيف
- ملاحظات حول المجلس الوطني السوري:
- حمص
- لو كنت يابابا عمرو - ويتني هيوستن-!
- بين إبرة الدم وإبرة الحياة!
- موقع جديد يشرف عليه الكاتب الكبير - رفيق الشامي-
- للخروج من عنق الزجاجة السوري


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - من طقس درعا البارحة: