أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود فنون - جدلية العلاقة بين الحب والغيرة















المزيد.....

جدلية العلاقة بين الحب والغيرة


محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 3748 - 2012 / 6 / 4 - 22:52
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


كتبت احدى المشاركات في منتدى انغام مكتوب موضوعا اتبعته بسؤال:
"وأخيراً أريد أن أجد جواباً لسؤالي أريد جواباً من تجارب
فهل الغيره حب أم أنانيه ام هى حب تملك ؟"

ان الغيرة ثنائية الحب ,وكما ان الحب يحمل معنى شاملا ,فان الغيرة كذلك تحمل معنى شاملا واسعا يطال موقف الانسان تجاه اشخاص عديدين وفي مواقف ومناسبات لا حصر لها .
ولكن من اجل البقاء في الحدود التي يرمي اليها السؤال ,فسيكون البحث هنا في الغيرة والحب في حدود الحب بين الرجل والمرأة والغيرة بينهما .
لقد ظهر الحب في مرحلة متأخرة من حياة البشرية ,وكانت هناك مراحل بدون الحب ,وبالطبع بدون الغيرة .
فقد كانت هناك مرحلة :تكون فيها كل امرأة زوجة لكل رجل ليس على التحديد ,وكانت الجماعة البشرية في بقعة معينة تعيش اتحادا ضروريا لاستمرارها ,وكان تلاحمها سرّ بقائها .
في هذه المرحلة لم تكن الغيرة معروفة لدى الانسان مع انها كانت معروفة وعنيفة في قطعان الحيوانات الثدية ,وتؤدي في مرحلة الهيجان الجنسي الى تفكك القطيع الحيواني .
ولا بد ان نشير هنا الى فارق فسيولوجي بين الجماعة الانسانية البدائية وقطيع الثديات الحيواني ,مفادها ان للحيوانات الثدية فترة اخصاب محدودة في السنة, وهي مرتبطة بتكاثر النوع ,والانثى الحامل تتوقف نهائيا عن تقبل الجنس وكذلك الذكر يتوقف عنها نهائيا , بخلاف الانسان الذي يمارس حياته الجنسية في كل الاوقات ارتباطا برغبات آنية وليس ارتباطا بتكاثر النوع والاخصاب .وهذا فارق جوهري.
هنا لا يصح أخذ نتائج دراسات عن الحيوان والصاقها بالانسان لتفسير مراحل موغلة في القدم, ولا يصح الحديث عن غريزة الانسان الجنسية بأنها غريزة حيوانية .هي غريزة الانسان خصوصا وهي جزء من غريزة الاحياء التي لها غريزة . وبمقدار ما تطور الجنس البشري وارتقى وانفصل عن بقية الثديات والحيوانات الاخرى ,بمقدار ما ارتقت حواسه وعواطفه وردود افعاله,ودوافعه وغرائزه ومشاعره ووعيه .
وقد استمر الانسان بالانفصال عن عالم الحيوان بشكل قطعي ونهائي في كل ما يتعلق بموقفه من الحياة ومن الانسان الآخر ,ومن الكائنات الحية الاخرى والطبيعة بل ان الانسان وقف في مواجهة كل العالم غير الانساني من الطبيعة الحية وغير الحية .
وبعد ان انفصل اشتق طريقا تطوريا خاصا به عمق هذا النفصال وابعد الشقة .
وفي سياق التطور هذا تطورت نشأة العائلة وتطورت العلاقة بين الرجل والمرأة .
فقد ظهرت العديد من التحديدات والضوابط للعلاقة بين الرجل والمرأة في حدود ان كلأ مرأة وكأنها زوجة لكل رجل (بلغتنا الحالية )بمعنى تستسلم له دون حرج ,هذه الضوابط مثل :الممارسة مع اجيال متقاربة ,تشكيل مجموعات زواجية في الجماعة (العشيرة)بحيث تكون نساء مجموعة متاحات للمجموعة الاخرى وينتقل اليها الرجل من المجموعة الاخرى وهكذا ..وهذا يعني ان الام والبنت تبقيان في المجموعة التي تركها ..وهذا ما نسميه اليوم بالمحارم .وتشكلت العشائر والقبائل في ازمان غابرة تربطها وحدة الدم ...
ثم ظهرت مرحلة جديدة وطور جديد هي مرحلة التساكن بين رجل وامرأة لمدة تطول او تقصر وسميت علميا بالزواج الثنائي .
في سياق هذه المرحلة ظهرت بوادر الحب كظاهرة انسانية وتعني بالضبط خصوصية العلاقة بين هذين الشخصين التي تعمقت برابط جديد ليس فقط الاستحسان والرغبة في ممارسة الجنس والتشارك البدائي في الحياة داخل نفس الجماعة البشرية ,بل هناك رابط عميق ربما كانوا يستطيعون تفسيره وربما لا .
ولا يمكننا ان نقول ان هذه الظاهرة الجنينية كانت واسعة وعميقة ,اننا نصفها بانها حالات استثنائية على الدارج, نشأت بفعل درجة من التوافق بين الشخصين جعلت كل منهما يرى ان الآخر ضروري له .
لم تكن الملكية الخاصة قد ظهرت ولذلك يصعب تفسير العلاقة بانها حب التملك ,انها الرغبة في التعايش معا بين طرفين حرين تماما ويستطيع الواحد فيهما ان يقرر البقاء في هذه العلاقة او فصمها دون ان يدفع اية اثمان مادية او اجتماعية ,وهذا شرط اساسي في الحب واستمرار العلاقة . وفي هذه المرحلة لم تكن ظواهر مثل الخلافات الزوجية والطلاق والعنوسة ,والخيانة الزوجية والهجر وتعدد الزوجات والازواج ولا الجواري والاماء وما ملكت الايمان ...قد ظهرت
***
الملكية الخاصة مرحلة جديدة في حياة البشرية .
تصاحب ظهور الملكية الخاصة لأدوات ووسائل الانتاج ,مع ظهور طور جديد من اطوار العلاقة بين الرجل والمرأة فظهرت مرحلة الزواج الاحادي .
الزواج الاحادي يحصر العلاقة بين رجل وامرأة واحدة زوج وزوجة,ولكن ظهر معه تعدد الزوجات وتعدد الازواج كظاهر استثنائية على العلاقة بين رجل واحد مع امرأة واحدة .
هنا انقلبت العلاقة بين الرجل والمرأة وتغير مركز المرأة الى مركز ثانوي وتابع وأصبحت وكأنها ملك خاص للرجل ,وحرص الرجل المالك على حصر علاقة المرأة به فظهر بيت المحرم وعزل المرأة عن الرجال (المقصود بالمرأة فقط نساء الاغنياء)وظهر قفل العفة ,وكل وسائل التأكد بأن المرأة سوف تنجب الطفل من صلب زوجها فقط .
وظهر مصاحبا للزواج الاحادي كل ما يعرف بالمشاكل الزوجية وعبر الحياة الطويلة نظم الانسان الواعي العلاقة بالمرأة فظهرت المصاهرة والزواج كما ظهرت الخيانة الزوجية والبغاء ,والطلاق والهجر ..وظهر الحب كسبب لربط العلاقة بين رجل وامرأة وزواجهما ,
وظهرت الغيرة كمصاحب قوي للزواج الاحادي وللحب كذلك .
وظهر النزوع لرؤية الزوجة وكأنها جزء من املاك الرجل يتملك جسدها وروحها وطاقتها الانتاجية .
وبالمناسبة فان الحب بين العبيد أو بين الفلاحين الفقراء والاقنان هو اصفى بكثير من الحب بين شرائح الطبقات الغنية مثل طبقة مالكي العبيد والاطيان وطبقة التجار وبقية الاغنياء .
في العصور الوسطى ظهر في اوروبا ما يعرف بحب الفرسان ,وكان يشوبه انه علاقات خارج الزواج .
ان الغيرة ليست غريزة موجودة مع وجود البشرية بل هي موقف انساني ظهر مصاحبا للزواج الاحادي وظهور الملكية الخاصة .
***
كيف ينشأ الحب ؟
لنحصر الامر في بلاد كبلادنا حيث القيود على الاختلاط .

ان الحب ينشأ بالتدريج ويتسلل بالتدريج ,واذا أخذ احد الطرفين بالشعور بالاهتمام ,تجاه الآخر وينشغل به,فهذا لا يعني ان الآخر يعيش نفس الاحاسيس .
سقت هذا من اجل القول ان الحب ينشأ بين الناس من تلقاء نفسه تقريبا ,ثم يأخذ في النمو والتعمق الى ان يأخذ بالالباب والكيان الانساني كله وربما يكون من طرف واحد وربما يكون من قبل الطرفين ولكنه ينمو بدرجات متفاوتة ,وقد يكون في المكان الصح وقد يكون في المكان الخطا,سيان .
هنا فان المحب يشعر بالغيرة على محبوبه ,ولكنها غيرة المحب الذي يرغب في حصر علاقات الطرف الآخر به وبه فقط انسجاما مع الاحساس بالحب الذي يتملكه .
والآخر .وخاصة اذا وصلته نفس الاشارات وانفعل بها ذات الانفعالات فأنه يحس بذات الرغبات .
هنا والى هذه الدرجة فانه يصعب فصل مشاعر الحب عن الغيرة والتمييز بينهما تماما .
هنا يكون احساس كل طرف بالغيرة عليه من الطرف الآخر بمثابة تقديم الاثبات على المحبة .
ان المحبة هنا في المجتمعات الطبقية ,تقترب من الرغبة في الامتلاك ,ويشوبها مثل هذا الموقف .هنا تدخل الغيرة مرحلة جديدة مع التقارب بين الشخصين والافصاح المتبادل عن الحب ,ذلك ان التربية المجتمعية عموما والتربية المدرسية خصوصا تفسر و تدفع بالعلاقات الى ميدان التملك .
واذا كان الحب يسمو على العلاقة بين الطبقات فان الغيرة لا ترتقي كذلك بل انها قد تتحول الى مظاهر مسيئة للحب نفسه .
ومع ذلك تظل المرأة بحاجة متكررة الى انعاش مكانتها كموضوع للحب والجمال ,وتحب ان يسألها زوجها شيئا يعزز ذلك بدون اثارة الحساسيات .
ومن المهم الانتباه انه اذا كان الحب يوحد شخصين فانه قد لا يحمل هذه الاهمية من وجهة نظر الاهل واخرين من المقربين والمتدخلين.
كما ينشأ الحب وينمو بسياقه الخاص وكما انه يحتاج الى تعزيز وتثبيت وتطوير من اجل استمرار الحياة مفعمة به, فانه كذلك يمكن ان يخمد شيئا فشيئا من الطرفين او من أحد الاطراف ولا يخمد من طرف آخر وخاصة المرأة,ويذهب البعض الذي جرب الحب للبحث عن حب آخر . هنا تصبح غيرة المرأة شديدة
فالمرأة تظل في موقع السلب في علاقتها بالرجل وخاصة في بلادنا وخاصة بعد انقضاء فترة شبابها وتغير جسمها بعد الحمل والميلاد .
ان هذه من حقائق الحياة في بلادنا ,وفي معظم البلدان .
واخيرا فان الغيرة هي اقوى تعبير عن الانانية والرغبة في امتلاك شخص آخر .
وهذا يصح حال ان يجمع بينهما الزواج سواء بحب ام من غير حب .لأن الغيرة كما ذكرنا اعلاه تتوسع ويتشعب نطاقها الى ما هو اوسع من نطاق الحب.



#محمود_فنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخامس من حزيران 2012
- تصريح باراك حول الانسحاب من جانب واحد
- كلمة الحركة الوطنية الفلسطينية
- الشهداء يعودون
- حوسان تستقبل حالما
- محمود الغرباوي شهيدا
- الاخوان للرئاسة في مصر
- سوريا الآن في البؤرة
- الاتفاق الاخير هل هو الاخير؟
- لماذا لم ننتصر
- على ابواب لقاء جديد بين عباس ومشعل..هل نحن امام تكريس الانقس ...
- الخامس عشر من أيار يأتي ثانية
- نجاح اضراب المعتقلين الفلسطينيين, للنصر آباء متعددون
- انا مع المعتقلين
- زنزانة البوسطة
- رحلة الى الجسر
- البوسطة****1
- الخلفية التاريخية للاحتفال بيوم العمال العالمي
- تحية الى الطبقة العاملة الفلسطينية
- تحية للعمال في يومهم


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود فنون - جدلية العلاقة بين الحب والغيرة