أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أم الزين بنشيخة المسكيني - سنة بيضاء....وسماء سوداء














المزيد.....

سنة بيضاء....وسماء سوداء


أم الزين بنشيخة المسكيني

الحوار المتمدن-العدد: 3748 - 2012 / 6 / 4 - 22:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




..و بينهما برزخ من البؤس و من أكياس القمامة ..و بينهما "البُكّ الرسمي" و "العرعار الثوري "..و بينهما سماء شعب ملبّدة بالغيوم ..و أحلام شعب حسب نفسه ثار على الاستبداد من أجل الحياة ..لكنه استيقظ على واقع مغاير ..فأدرك أنّه أخطأ الطريق الى مصيره أو أنّه وصل قبل الأوان أو أنّ الثورة لم تحدث أصلا ..بين السنة الحكومية البيضاء في الأجور و الرايات السوداء التي ترفرف في سماء البلاد تتأرجح آمال الشعب و أصواته التي نسيها في صناديق الاقتراع و خيبات أمل ..و جراح لم تبرأ بعدُ ..بين غلاء الأسعار و الزيادة في أجور التأسيسي و أطفال يتسوّلون في قلب العاصمة و آخرون يجوعون في عمق الريف الكريم ..و على ضفاف مطمورة روما..ثمّة برزخ آخر و هاوية و حفرة مدنية ديمقراطية الشكل و الدم ..
و تتعالى الأصوات في المقاهي .. و بمجرّد قهوة كابوسان ايطالية العرق .. صار الكلّ يفقه في السياسة .. قال الأوّل :"من هؤلاء الذين يلطّخون سمائنا بالأسود ؟" قال الثاني :" من أين جاؤوا ؟ "و كرم اللوز سيّجه أهلي و أهلك بالأحلام و الكبد ؟ " ..و صوت ثالث غاضب "لماذا يقضّون مضاجعنا و يقصّون أيادي من سرق بقرة واحدة في عام الفيل..ويكفرون من يحتسي قارورة يتيمة في سنة كبيسة من سنوات التنين ؟ و يسجدون مع من سرق أرواح العباد و أحلامهم "و صوت رابع حانق :" لماذا يحتضنون الدكتاتور في مدينة الله ..و لا يقدرون الاّ على البؤساء الذين تتلخص حياتهم في ضحكة محمومة و خمرة مهمومة و ليلة من الفواتير المؤجلّة ".
و تأتي الاجابات سريعا قبل أن ينتهي السائل من التسآل ..أحدهم يقول: " لقد نبتوا في أفغانستان و جاؤوا يبيعون قطعة منها غفل عنها الأمريكان الى تونستان .."..و نقّل فؤادك ما استطعت ستجد اجابات من نوع مغاير ..بوسعك أن تلتقطها من المساجد ..حيث لا سؤال لغير الله ..و حيث فكّر و كفر في جناس لغوي الى مطلع الفجر .."هم أبناؤنا ..فصبرا جميلا عليهم ..بامكانهم أن يضربوا أو يتعنّفوا أو يكفّروا أيّا كان ..لا حرج على من يجرحوه ولا عن من يبصقون في وجهه ..و لا حرج حين يقتلوك أو يحرقوك ..و لا تشتكي ان حرقوا لك قناتك أو قصّوا يد جارك أو اعتدوا بالضرب المبرّح على أستاذ جامعي يدرّس الفنون ..كل ذلك أجر و خير للأمّة و جهاد في سبيل الله "..و تجيبك الخمّارة و المقهى و الشارع و الريف الوسيع و الجامعة ..و أبناء الشعب : "و أيّة أمّة سيحكمون حين يقتلوننا و يقصون أيدينا ..بأيّ الأصابع سنقترع يومئذ ؟ و بأيّ الرقاب سنسجد و نصلّي ..و كيف سنتوب و نستغفر ..بعد ضرب رقابنا " و يجيب مسؤول ذكي من التأسيسي : "لا خوف على الأمة الاسلامية ..كل شيء مؤقت حتى أجورنا المحترمة ..كل هذا يدخل في الحفرة الانتقالية ..سنحقق نقلة نوعية في المواعيد الانتخابية ..و سنبني لكم دولة في المرّيخ ليس فيها سلفية ..و لا تتسع لغير العلمانية و الديمقراطية و الليبيرالية ..لكن دعونا نتمتع بأربعة ملايين في الشهرية ..."
أبناؤنا يهدّدون بضرب رقاب أبنائنا ..لوحة تكعيبية و دوائر مربّعة و منحرف مستقيم ؟؟؟لنا من النيران ما يكفي ..و لنا من الحطب أكواما ..و في زمن أعرج.. ساق واحدة تكفي لعودة برومثيوس الاه النار..ضمّدوا جراحكم بأنفسكم و انطلقوا في اتجاه مغاير نحو مشاكلكم الحقيقية ..سماء سوداء.. لكن لا شيء يدعو الى التشاؤم ..بل لقد آن الأوان لخوض معارك أجّلها الاستبداد البائد بحلّها بشكل مغلوط ..آن الأوان كي نعيش معاركنا الى النهاية ..لكن لا أحد بوسعه أن يتنبّأ بما يخفيه المستقبل ..فمعارك الشعوب ليست أبدا معارك شخصية ..وليس ثمّة أيّ شيء شخصي في كارثة تهدّد الجميع ..اضحكوا ..فالشنق مع الجماعة خلاعة ..لكن كونوا جماعة حقيقية ..و الاّ مات كل منكم بشكل شخصي جدّا.....



#أم_الزين_بنشيخة_المسكيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد فشل الثورة في خياطة جراحهم.........
- أطفال القرنفل في مدينة لا أنف لها ؟؟
- لم يكن السجن يفرّق بينهم
- تسمع جعجعة و لا ترى الاّ طحينا ...
- كم من بغداد ستلد نساؤكم ....؟
- ترسم شمسا
- الفن والأمل...(سيرة فلسفية مؤقتة)
- أطفال من الكبريت الأحمر
- ماسح السيارات في زمن القحط الديمقراطي ..
- رقص عمومي ..
- حذو الوطن
- تراتيل على روح قديم ..
- غازات الحكومة ..هديّة للشهداء
- عذرا أيّها النهار ...
- الفنّ و الحدث :مقاربة تأويلية
- نجم و أغنية
- قرابين الجحيم
- كوميديا أبكت الجميع
- أخاديد .
- أيّها الحارق غرقا ..


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أم الزين بنشيخة المسكيني - سنة بيضاء....وسماء سوداء