أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - سابعا : ( حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ )3 إرادة البشر فى التغيير بتصنيع الفرد والمجتمع















المزيد.....

سابعا : ( حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ )3 إرادة البشر فى التغيير بتصنيع الفرد والمجتمع


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3747 - 2012 / 6 / 3 - 21:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كتاب (الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ).
الباب الأول : (الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى الاطار النظرى )
الفصل الأول : ( الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر اسلاميا وقرآنيا )
سابعا : ( حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ )
3 ـ إرادة البشر فى التغيير بتصنيع الفرد والمجتمع

أولا : مفهوم التصنيع :

1 ـ نتحدث عن إعادة تأهيل المواطن ،أو تصنيعه بتغيير شامل كامل للنفس ،أو بتصنيع الفرد المتفاعل الايجابى والمجتمع النابض بالخير . كيف يمكن تصنيع ذلك الفرد المتقى وذلك المجتمع المتقى الذى يتفاعل بالخير ويتواصى بالحق والعدل والصبر والاحسان ؟
2 ـ فى البداية نقول ( تصنيع ) لأنه يتم تصنيع للانسان بعد مولده بالتعليم . الطفل يولد بفطرته وبراءته ، ثم يتم تصنيعه بظروف المجتمع ومدى إستجابته لهذه الظروف إيجابا وسلبا خيرا أو شرا. بغفلته أو بارادته الفردية يتحدد مصيره وتتشكل مسيرته فى الحياة . هذا الطفل البرىء عندما يكبر قد يصبح مثل نيرون والحجاج بن يوسف وجنكيزخان وهولاكو وتيمورلنك وهتلر و صدام ومبارك والقذافى وغيرهم من سفاحى التاريخ ، وقد يصبح فى عظمة عمر بن عبد العزيز ومعاوية بن يزيد بن معاوية والحسن البصرى والخليل بن أحمد الفراهيدى وابن المقفع وأبى حنيفة ومحمد عبده وتولستوى وغاندى ومارتن لوثر كنج ونيلسون مانديلا ، وقد يصبح ضمن ألاف البلايين من البشر الذين عاشوا وماتوا وسيعيشون ويموتون دون أن يتركوا أثرا،عاشوا موتى وماتوا موتى لا يحسّ بهم أحد ولا يأبه بهم أحد.هم الأغلبية الصامتة التى ينطبق عليها قوله عزّ وجلّ :(هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا )( مريم 98 ). بالتصنيع الجيد كما نفهم من القرآن يمكن تغيير الفرد والمجتمع من أسفل سافلين الى أحسن تقييم .
ثانيا : إرادة التصنيع والتغيير:
1 ـ التصنيع المراد أمر هائل ، فهو يشمل المجتمع كله أفقيا ، ويتغلغل فى النفس رأسيا ، ليتعانق الفرد والمجتمع بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والتواصى بالحق والوقوف ضد الظلم ، وتأسيس العدل والديمقراطية المباشرة التى لا وجود فيه لحاكم فرد أو طبقة حاكمة تعلو على الناس وتظلم الناس.
2 ـ إنّ هذا التغيير يبدأ بإرادة قوية حاكمة واعية مستبصرة. هذه الارادة البشرية عندما تشاء وتريد التغيير تأتى إرادة الله جل وعلا ومشيئته تالية لها ومؤيدة لها ، وهذا معنى قوله جلّ وعلا :(إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ ). وهذا يستلزم توضيحا قرآنيا:
ثالثا : مشيئة الإنسان هي الأصل فى إرادة التغيير والتصنيع
1 ـ مشيئة الإنسان هي الأصل في الهداية أو العدل مع الله.:
ان العدل درجات، وان الدرجة العليا فيه هي في التعامل مع الله بمعنى الا نظلم الله تعالى في اتخاذ شريك له وهو وحده الخالق المسيطر الذي لا يشرك في حكمه احدا (الكهف 26)وهذا العدل يستلزم هداية الي الحق تقوم علي الفطرة السليمة ،وهذه الهداية تبدأ باختيار الإنسان ،فالانسان يفكر بعقله مهتديا بفطرته السليمة يحاول الوصول الي الحق بموضوعية ،وعلي اساس هذا الاختيار الانساني للهداية يرشده الله تعالي الي الهداية ،أي تأتي مشيئة الله للهداية تالية ومؤكدة لمشيئة الانسان واختياره طريق الهداية ،وفي ذلك يقول الله تعالى ( ويزيد الله الذين اهتدوا هدى :مريم 76)ويقول(والذين اهتدوا زادهم هدي وآتاهم تقواهم :محمد 17).
وفي المقابل فأن الذي يختار الضلال تأتي مشيئة الله تؤكد علي الذي اختاره من ضلال (قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا : مريم 75)(في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا :البقرة 10).
وفي الحالتين فان من يشاء الهداية يشاء الله هدايته ،ومن يشاء الضلالة يشاء الله ضلالته ،يقول الله تعالي (فان الله يضل من يشاء، ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات :فاطر 8)(قل ان الله يضل من يشاء ويهدي اليه من اناب :الرعد 27 ).
باختصار فان اقامة العدل مع الله تعالى ( أي بالهداية )يتوقف علي مشيئة الانسان وارادته الحرة .الانسان هو الذي يقرر ويشاء الهداية وتأتي مشيئة الله لتؤكد علي هذا القرار.وقد يستلزم هذا الاختيار جهادا وتكون هداية الله و إرشاده قريبة من هذا الجهاد ،يقول تعالي ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين :العنكبوت69).
2 ـ مشيئة الإنسان هي الأصل أيضا فى ارادة التغيير أو إقامة العدل بين الناس:
وايضا فان اقامة العدل مع الناس ومع البيئة تستلزم مشيئة الناس وارادتهم ،فكيف يقوم الناس بالقسط دون ارادة ؟بل لابد للإرادة ان تكون جماعية ،وبقدر تكاتف الجماهير خلف الارادة الجماعية لتحقيق العدل يمكن النجاح في تحقيق العدل بأقل قدر ممكن من الخسائر . ولكن السؤال الهام هنا كيف ينجح الناس علي حمل انفسهم علي المبادرة بالنهوض لتحقيق العدل ضد الظلم السائد ؟ كيف يترك الناس القيم الاجتماعية الهابطة مثل الخنوع والسلبية والتواكل ليستبدلوها بقيم سامية هي الايجابية والحرية والشجاعة والحرية والتضحية والفداء وحب الحق والدفاع عن العدل؟. ان الاجابة هنا تكمن في التغيير،تغيير النفسية أو الذهنية ،وهذا التغيير يستلزم مشيئة حازمة قادرة فاعلة ،فان شاء الناس تغيير ما بأنفسهم من خنوع وخمول وتواكل وسلبية وقرنوا المشيئة بالعمل نجحوا ..وهنا تأتي مشيئة الله تالية لمشيئة الناس وهذا معني قوله تعالى (ان الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم :الرعد 11)أي هي نفس القاعدة ان اقامة العدل مع الله تستلزم اختيار الانسان للهداية ثم تأتي ارادة الله لتؤكد هذا الاختيار الانساني ،واقامة العدل بين الناس ومع البيئة تستلزم تغييرا في الذهنية يقوم علي اختيار انساني حازم ،وتأتي مشيئة الله مؤكدة وتالية لهذا الاختيار البشرى .وعليه فأن حركة الانسان نحو تحقيق العدل هي اختيار بشري يؤكده اختيار الله تعالي ومشيئته.
3 ـ شرعية التغيير مرتبطة بإرادة الناس:
فماذا اذا اختار الناس السلبية والخنوع والخمول والتواكل والرضى بظلم الحاكم ؟.طالما ارتضى الناس الخضوع لحاكم ظالم فهذا هو اختيارهم وتأتي مشيئة الله لتؤكد علي هذا الاختيار الذي لا يرضاه الله تعالي . ان الله تعالي لا يرضي ان يكفر به عباده (ان تكفروا فان الله غني عنكم ولا يرضي لعباده الكفر وان تشكروا يرضه لكم :الزمر 7)ولكن يشاء الله جل وعلا للكافرين ضلالهم طالما ارتضوا لانفسهم الضلال (كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء:المدثر 31).والله تعالي لا يريد الظلم في الارض (وما الله يريد ظلما للعالمين :آل عمران 108)(وما الله يريد ظلما للعباد :غافر31).ولكن طالما ارتضي الناس تحمل الظلم واعترفوا بشرعية الحاكم الظالم ملكا عليهم فان الله تعالي يعترف به حاكما عليهم .ومن هنا ارسل الله تعالي موسي وهارون رسولين الي فرعون اعتى الظالمين ظلما ،و اوصاهما بأن يقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشي (طه 44) ووصف الله تعالي بعض الحكام بأنهم ملوك ،ومنهم ذلك الملك الذي ادعي الالوهية ودخل ابراهيم عليه السلام في جدال معه (الم ترالي الذي حاج ابراهيم في ربه أن اتاه الله الملك ،اذ قال ابراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال انا احيي واميت ..)الي ان يقول تعالي عن ذلك الملك (فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين :البقرة 258).فنحن هنا أمام مدعي للالوهية يصفه الله تعالي بالكفر والظلم .ولكنه يصفه ايضا (ان اتاه الله الملك) ، وقد اعطاه الله الملك لأن الشعب رضي به واختاره ،فجاءت مشيئة الله تالية لاختيار الناس.
ان هذه الحياة الدنيا قائمة علي اساس الاختيار (حرية الاختيار بين الايمان او الكفر ،بين الرضي بالقهر او الثورة عليه )وتأتي مشيئة الله لتؤكد علي ما يختاره الانسان والناس ،وهنا يكمن الاختبار في ذلك الاختيار . ثم يأتي يوم الحساب ليلقي كل إنسان نتيجة عمله حسب الشريعة الدينية الالهية ،وحيث يتحقق فعلا ما ينبغي ان يكون .
4 ـ الأديان الأرضية تعقد المشكلة وهذا يؤكد على اهمية الوعى والعلم
من البساطة أن يقال إن الرسالات السماوية هدفها جميعا أن يقوم الناس بالقسط والعدل .فان لم يتحقق العدل والقسط بالطرق السلمية فلا مفر من اللجوء للحديد أى القوة لنصرة الرسالات السماوية وإقامة العدل والقسط. المشكلة هى الاستخدام السىء للرسالات السماوية والحديد. . الحديد فى حد ذاته معدن محايد , لا تقول انه حرام أوحلال. انما يحرم استعماله فى الظلم ويجوز استعماله فى المباح وقد يجب استعماله فى الفرض. السكين والبندقية قد تستعملها فى الصيد المباح ويكون استعمالها واجبا وضروريا عندما تدافع بها عن نفسك حين يهاجمك مجرم سفاك، ويكون حراما استعمالها فى الاعتداء على المسالمين .
الرسالات السماوية النبيلة أيضا تتحول بالتحريف الى وسائل لاستعباد البشر وظلمهم . يفعل ذلك عادة شر الناس الذين يخترعون بتالتزييف أديانا أرضية يستخدمونها سياسيا وبها يركبون ظهور الشعوب والعوام باسم الدين الالهى وهم أعدى اعدائه. وهنا لا بد من مواجهتهم أساسا بالوعى الدينى الصحيح ، أى من خلال الاسلام نفسه. ثم بعدها تتطور الأمور كالعادة الى الدفاع عن النفس ضد أعتداء المستبد الظالم.
5 ـ مواجهة الأديان الأرضية للمسلمين بالتوعية بالاسلام نفسه
ليس المقصود هنا الجهاد على الطريقة السلفية الاخوانية – أى الوصول الى الحكم بالارهاب واستغلال اسم الاسلام العظيم لاقامة دولة دينية كهنوتية استبدادية معادية للاسلام كالدولة العباسية أو العثمانية أو الفاطمية أو السعودية . ليس المقصود أيضا إحلال حكم مستبد حالى محل حكم مستبد سابق ،. للخروج من هذه الحلقة الشريرة لا بد من تحديد هدف الجهاد الاسلامى وإنه السعى لاقامة دولة اسلامية حقيقية أى بالمفهوم المعاصر دولة مدنية علمانية ديمقراطية تحقق العدل والحرية ، ليس مهمتها ادخال الناس الجنة رغم انوفهم ولكن حماية كل حقوقهم فى هذه الدنيا على أساس المساواة والعدل المطلق بين كل المواطنين. وليس من شعارات الدعاة لهذه الدولة رفع لافتات دينية منعا للخلط بين الدين والسياسة ولكن رفع قيمة العدل والحرية التى لا جدال حولها, وإذا تحقق العدل وتحققت الحرية وتمت سيادة القانون الشرعى العادل على الجميع فان المسلم يرى فى هذه الدولة العادلة دولته الاسلامية ويراها المسيحى دولته المسيحية المثالية ويراها العلمانى الملحد دولته التى يحلم بها. لا بأس من اختلاف التفسيرات ، المهم أقامة القسط بين الناس. الديمقراطية ـ مثلا ـ لا يمكن فرضها بالعنف , لا بد قبل إقامة الديمقراطية من ارساء الوعى الديمقراطى أولا ، أى إرساء ثقافة الديمقراطية. ولا يمكن أيضا تعليم الديمقراطية إلا من خلال الثقافة المحلية السائدة، أى طالما أنت فى مجتمع مسلم فلا بد من الترويج للديمقراطية من خلال الاسلام. واذا كان الوهابيون والاخوان قد نجحوا فى نشر ثقافتهم الارهابية المستبدة باستغلال شعارات اسلامية فانه من السهل مواجهتهم من داخل الاسلام.
والقرآن الكريم هو الأساس الذى تستطيع به هزيمتهم.
القرآن أرسى فارقا حقيقيا يوضع الفرق بين الداعية للحق والداعية للباطل حين قال ( اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون) يس 21 ) الأنبياء كانوا لا يأخذون أجرا على الهداية ، وهذا ما تكرر فى القرآن. والأنبياء أيضا هم اول البشر عملا بما يقولون واول الناس طاعة وتطبيقا لما يأمرون به الناس. وعلى نفس النسق يكون الداعية للحق ؛ لا ياخذ من الناس أجرا بل يجاهد بما يملك من مال ونفس يبتغى رضا الله تعالى، ويطبق على نفسه ما يقول للآخرين ويكون أول الملتزمين بما يدعو اليه . دعاة الباطل كما وصفهم القرآن الكريم يأكلون اموال الناس بالباطل ويشترون بآيات الله ثمنا قليلا ، عينهم على الأجر والمتاع الدنيوى ، يجمعون الأموال وينهبونها ويسرقونها باسم الاسلام. أما كبارهم فالأجر الذى يسعون اليه هو ان يموت الشباب انتحارا من أجل أن يركبوا على أكتافنا باسم الاسلام باعتبار انهم وحدهم من دون العالمين هم الذين اختارهم الله تعالى لاسترقاقنا وامتلاكنا والتحكم فينا حيث تكون لهم كل الحقوق وعلينا لهم كل الواجبات !!
هل هناك ظلم للبشر أفظع من ذلك ؟
الأفظع منه ظلمهم لله تعالى . فالله تعالى أنزل كل الرسالات السماوية لتحقيق هدف واحد وهو أن يقوم الناس بالقسط ، الا ان اعداء الله تعالى قاموا بتزييف دينه بأحاديث كاذبة وتفسيرات ضالة وتأويلات فاسدة ومصطلحات مبتدعة ليبرروا ظلمهم وسرقتهم حقوق الناس والأمم والشعوب . وبذلك فهم لم يظلموا الشعوب فقط وانما جعلوا لظلمهم مسوغا شرعيا ليستمر الظلم محتميا بمرجعية الاهية مزورة. وفى هذا كل الظلم للواحد القهار ودينه ورسالاته السماوية التى نزلت لاقرار العدل المطلق والديمقراطية المباشرة فحولها أعداء الله بالتزوير والغش الى تقنين للظلم . هم بذلك يظلمون الله تعالى أكثر من ظلمهم للبشر. ويكفى وصفهم بالاسلاميين ، فهناك من المسلمين وغيرهم من يبغضون الاسلام واسمه وشريعته لأنهم عاشوا مقتنعين – ولا يزالون مقتنعين – أن اولئك السلفيين الحاليين وائمتهم وتراثهم وتاريخهم هو الاسلام فأصبح الاسلام متهما بما فعله أعداؤه القدامى والمعاصرون .
وظيفة الكهنوت أن يزعم – كذبا - التوسط بين الله تعالى والبشر. وليس فى الاسلام واسطة بين الله تعالى والناس. ولأنه زعم كاذب لا سند له فى دين حق أو فى عقل سليم كان لا بد للكهنوت أن يحتمى بقوة تساعده فى الزام الناس بطاعته وتقديسه وعبادته . من ناحية أخرى فالاستبداد السياسى يحتاج الى مسوغ دينى يخدع به الجماهير، أى يحتاج الى مؤسسة كهنوتية تبرر له وتفتى من أجله وتترعرع فى ظله وتنعم معه على حساب حقوق الناس. وهكذا عاش الاستبداد والكهنوت معا فى تاريخ المسلمين والغربيين ، وبينما تقلص نفوذ الكهنوت فى الغرب بعد أفول الاستبداد الغربى فان الاستبداد الشرقى العريق لا يزال يعيش معتمدا على الكهنوت الدينى فى شكل مؤسسات دينية تدعى أنها مؤسسات علمية . تميز الكهنوت الشيعى باقامة دولته الدينية التى يحكمها مباشرة وفق ما يعرف بولاية الفقيه ، وهى الحلم الذى يسعى اليه المعارضون الوهابيون للدولة السعودية امثال الفقيه والمسعرى وتلميذهم الشهير أسامة بن لادن.
المستبدون والكهنوت أعداء حقيقيون لله تعالى ، سواء كانوا فى السلطة أو يسعون اليها مسلحين بفكر الكهنوت وثقافة الارهاب والاستبداد والاستعباد ، ولذا ترى حركتهم العسكرية معبرة عنهم حين تقتل المدنيين والأبرياء مخالفة تشريعات القرآن. هم فى جهادهم المزعزم يكررون نفس الخطيئة التى فعلها الصحابة حين قاموا بما يسمى بالفتوحات الاسلامية وقتلوا فيها مئات الألوف من الأبرياء فى آسيا وأفريقيا مقابل حطام دنيوى زائل.
هذا بعض ما يجب تعليمه للمسلمين لتدعيم ثقافة الديمقراطية وتجذير الوعى بها حتى يغيروا ما بأنفسهم من خنوع وخضوع.. وهذا هو الجهاد السلمى الهادف لنشر الوعى والتنوير, ويتأكد هذا بتعليم المسلمين من داخل الاسلام أن جهاد اولئك المستبدين و الكهنوتيين واجب اسلامى سواء كانوا فى السلطة أو يسعون اليها ، وأن الهدف الاساسى هنا ليس الوصول للسلطة طبقا لتلك العادة السيئة للثوار من العسكر وأصحاب الأيدلوجيات الدينية والقومية والسياسية ، ولكن لاعادة السلطة للشعب ، ليس لحاكم او حزب أو طائفة تزعم وتحتكر الحديث باسم الشعب ولكن للشعب بالحقيقة وليس بالمجاز. واذا كان تطبيق الشورى الاسلامية – أى الديمقراطية المباشرة – صعبا الآن فلا بأس من الأخذ مؤقتا بالديمقراطية النيابية التمثيلية بانتخابات حقيقية نزيهة يختار الشعب فيه ممثلين عنه ، ثم تقوم الدولة الديمقراطية الوليدة باصلاح كامل شامل ينشر الوعى بحيث يصبح ميسورا لكل فرد في الشعب ان يتحدث بنفسه دون حاجة لنائب يمثله بممارسة الديمقراطية المباشرة التى جعلها الاسلام فريضة وطبقها المسلمون فى عهد النبى ثم أضاعوها – وحان وقت استرجاعها.



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 2 قواعد التغيير والتصنيع : تصنيع الفرد والمجتمع فى إطار التغ ...
- مصر من زلزال مضى عام 1992 الى زلزال متوقع عام 2012
- ( أهل الله ؟ !!) .. أستغفر الله ..!!
- القرآن والواقع الاجتماعى (22):(وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ ...
- القاموس القرآنى : لباس
- إبنان لعمر بن الخطاب :ضلّا الطريق ، وكانا على طرفى نقيض
- إنتخابات الرئاسة المصرية
- (حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ ) 1 تشخيص المرض : سر ...
- طار فوق عشّ المجانين ..!!
- وهم الآن فى مصر يريدون تطبيق شريعة أبى لهب .!
- صباح الخير يا أطفالى الأعزّاء
- قراءة لسورة (هود) بحثا عن وسائل لتفادى الهلاك:( الجزء الثالث ...
- مظاهرات ..وزعماء ..!!
- أسئلة غير بريئة
- الشاعر ( العرجى ) صناعة أموية
- قراءة لسورة ( هود ) بحثا عن وسائل لتفادى الهلاك:( الجزء الثا ...
- القرآن والواقع الاجتماعى (21)( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَن ...
- القاموس القرآنى ( ثياب )
- القاموس القرآنى : وضع
- قراءة لسورة ( هود ) بحثا عن وسائل لتفادى الهلاك : ( الجزء ال ...


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...
- عضو بمجلس الفتوى ببريطانيا يدعو مسلمي الغرب للتمسك بدينهم وب ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - سابعا : ( حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ )3 إرادة البشر فى التغيير بتصنيع الفرد والمجتمع