أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالكريم هداد - هل يجوز تناسي الضحية تحت مظلة المصالحة ومكافئة الجلاد وفكره الفاشي بإسم الحوار














المزيد.....

هل يجوز تناسي الضحية تحت مظلة المصالحة ومكافئة الجلاد وفكره الفاشي بإسم الحوار


عبدالكريم هداد
(Abdulkarim Hadad)


الحوار المتمدن-العدد: 1098 - 2005 / 2 / 3 - 10:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كثر الحديث قبل الإنتخابات وما بعدها ، تحت مسميات المصالحة أو الحوار، وهي شعارات غير خافية على المواطن العراقي الذي ضاق ما ضاق من الويلات على أيدي أزلام سلطة الحزب الفاشي العفلقي .
وحين ننظر للمكونات السياسية المشاركة في العملية الأنتقالية رغم الأحتلال الأمريكي ، هي العناوين الأساسية في الحياة الفكرية والسياسية بكل ثقلها التاريخي الذي لا يختلف عليه إثنان ، فنرى حزب الدعوة الأسلامية والحزب الشيوعي العراقي والأحزاب القومية الكردية وكذلك الشخصيات الدموقراطية والقومية والدينية ذات التأثير الأجتماعي داخل المجتمع العراقي ، غير متناسين ما أفرزته أحداث إحتلال الكويت عام 1990.
أما بعد سقوط طاغية بغداد ، ووضع أجواء سياسية إنتقالية للعراق ، ساهمت بها أغلبية الأحزاب ذات الأرث السياسي العراقي ، خلالها وجد أعضاء حزب البعث العفلقي العقائديون ، ممن كانوا يسيطرون على زمام أمور الدولة ومفاصل الحياة اليومية للمجتمع العراقي ورجالات أجهزة الرعب ، وجدوا إنهم خارج دائرة الحكم بكل مراتبها ، وإن الضحية المستلبة الحقوق أخذت برفع صوتها في المطالبة بحقوقها المستلبة .
عند هذا المنعطف الذي هب بسلطة البعث العفلقي ، حتم على أزلام سلطة البعث العقائديون وجلادي أجهزة الأمن الدموية وممن إنتفعوا مما سرق من قوت الشعب العراقي منذ عام 1968 ، هؤلاء وجدوا أنفسهم متحدين في الدفاع عن سلطة مفقودة وعن مال سرقوه وجرم إقترفوه ، إتحدوا تحت تكوينات جديدة ومسميات ، ليس لها أفضل من الغطاء الديني ( هيئة علماء السنة ، جيش محمد ، الجيش الأسلامي ...الخ ) ، تحت ذريعة الدفاع ضد الأحتلال وهم الذين كانوا ينتهكون حرمة الأنسان العراقي عبر عقود عدة .
فمع من هي المحاورة والمصالحة ، هل هي مصالحة القاتل أم الحوار معه على أساس فكره الفاشي ..؟ ان الذي يطرح هذا الشعار يتغافل بقصد حقوق الضحية ، وإن القتل ليس وجهة نظر ، وهذا الشعار لا يصلح إلا في حالة الحرب الأهلية ، وهذا لم يحصل ولن يحصل إنشاء الله في العراق ، وإن كانت هنالك دوائر تدفع لذلك .
إن الحالة العراقية هي معترك مع سلطة حزب فاشي ، سقط في براثين إجرامه العلني والتعسفي ، فالحالة العراقية هي معركة مطالبة عدالة حقوقية وإنصاف سياسي وفكري أيضاً ومطالب مهملة في عيش رغيد وحرية انسانية .
وعند النظر لتجارب الشعوب الأخرى ، فلا يمكن تجاوز خصوصياتها وابعادها التاريخية والسياسية ، فما حصل في جنوب أفريقية مانديلا ، هو إنصاف الضحية أولاً ومن ثم وضع العدالة أمام رجالات الحكم العنصري من خلال لجنة مدنية خاصة ، ليأخذوا أحكاما أخلاقية إعلامية كحق عام للمجتمع ، وممن يرفض القدوم الى هذه اللجان ، تنقل أوراقه الى المحاكم الرسمية لتأخذ مجراها القانوني المنصوص عليه. وهاهي المملكة المغربية ، يضع برلمانها لجنة للأصلاح السياسي الداخلي سميت " بلجنة الأنصاف والمصالحة" وأرجو النظر جيداً للأسم حيث قدم الأنصاف على المصالحة ، بالرغم من إن ما جرى في العراق يفوق الخيال وصور التاريخ . فهل يجوز مكافئة القاتل بإسم الحوار وتناسي الضحية تحت مظلة المصالحة ...؟. وهل يمكن بناء عراق جديد من دون محاكمة الفكر العفلقي الذي صنع دولة حزب فاشي دموي ..؟ .
وهذا ما خلطه الرئيس العراقي غازي الياورفي مؤتمره الصحفي يوم 1-02-2005 حين جمع مابين ( أخطاء الماضي البعيد ، وأخطاء الماضي القريب ) وهو يعني حسب تفسيره (أخطاء النظام العفلقي ) من مقابر جماعية ، وسجون ، وتهجير ، وتعسف ، وتجويع ، وحروب ، وبين (أخطاء المرحلة الأنتقالية بعد التاسع من نيسان ) حيث حلّت وزارة الدفاع والجيش العراقي ووزارة الأعلام والداخلية . فهل تلك لها وزر هذه .. أم إنها عملية لخلط الأوراق ..؟
والمراقب للأعلام اليوم ، يرى كثرة التصريحات والمانشيتات الصحفية لبعض المسؤولين والسياسين العراقيين ، التي تحاول تغطية وطمس ما أنتجته مؤسسات حزب البعث العفلقي الفاشي من رجال القمع والترويع والتجسس والتطبيل والتثقيف والتزوير والأختلاس ، وممن لهم ممارسات يندى لها الجبين ، تحت سذاجة القول المتكرر: إنه كان مجبوراً على الأنتماء لحزب البعث العفلقي .
لكن من كان مجبوراً على الأنتماء لحزب الطاغية لأجل العمل أوالدراسة ، هو الآن من ذهب الى صناديق الأقتراع يوم الثلاثين من كانون الأول ، مسجلاً ملحمته الكبيرة في التصويت ضد دولة قائد الضرورة وضد تهديدات إرهاب الجناح المسلح لحزب البعث العفلقي . وعليه يجب عدم الخلط مابين العراقي المسكين الذي حورب في عيشته وأُجبرَ على الأنتماء وبين من أَجبَرَهُ على ذلك.
وليس لي إلا أن أختتم هذا المقال بقولي ، إن من قتلَ العراقيين في الثامن من شباط ومن وضع العراق في مهب الريح منذ عام 1968، ليس له الحق في فرصة ثالثة أبداً .
وقد قال الأمام علي بن أبي طالب ( إن من عثر بحجر مرتين فهو أعمى) . فهل نفقد البصيرة بكل وضوح هذه الدماء والخراب . وهل نطلب من كان هدّاماً أن يشارك في البناء .


2-2-2005



#عبدالكريم_هداد (هاشتاغ)       Abdulkarim_Hadad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغنيات نحو الوطن
- إنفعال وضرب النعال
- أين الولاء للوطن...؟
- إِمْْشابَهْ البابْ...!
- ليس مطلبنا قانوناً يوزع على طاولة الـ (25) كرسياً فقط !
- بيدَكْ شمس الولاياتْ
- سِوالِفْ عِراقيَة
- من يكشف المكشوف ... ؟
- نحو ثقافة الحوار ودولة القانون
- أرفض أن يعيش العراقي قلقاً أبدياً
- كِنْتُ أحْلَمْ
- على حافات مقابر جماعية
- الصعودُ العالي حيثُ مغارةُ الغزلانْ
- شعر شعبي عراقي ـ و?ع و?ع...
- قَدْ تَكون ... !
- لابد من فرق ما بين التغيير في الموقف فكرياً ، والردح انتهازي ...


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالكريم هداد - هل يجوز تناسي الضحية تحت مظلة المصالحة ومكافئة الجلاد وفكره الفاشي بإسم الحوار