أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - مصر.. عودة الوعي وعودة الرُّوح!














المزيد.....

مصر.. عودة الوعي وعودة الرُّوح!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3747 - 2012 / 6 / 3 - 15:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




ولقد عاد الوعي والرُّوح إلى مصر إذْ عادت ثورة الخامس والعشرين من يناير إلى "الميدان"، الذي دَخَل التاريخ بصفة كونه مسقط رأس هذه الثورة، التي، على عَظَمَتِها، تظلُّ دون عَظَمَة "وقودها (النووي)"، ألا وهو هذا العداء الشعبي العارم لمبارك وعهده، ولنظام الحكم الذي يُمثِّل، والذي، أيْ هذا العداء، يكفي لتوليد عَشْر ثورات بوزن وحجم وأهمية ثورة الخامس والعشرين من يناير.

إنَّه مبارك، القائد "الموضوعي" العظيم للثورة المصرية، والذي إليه يعود الفضل الأكبر في إشعالها، وفي إعادة إشعالها، وفي توحيد، وإعادة توحيد، الشعب، وقواه الثورية، في الثورة نفسها، والتي ضاقت، وتضيق، بها كثيراً كل الحلول التي هي أقرب إلى "منطق الإصلاح" منها إلى "منطق الثورة".

مبارك، وفي "حُكْميه"، وحَّد مصر وشعبها؛ ففي "حُكْمِه السياسي"، أيْ لمَّا كان حاكماً لمصر، "وَحَّدَ" الشعب وِحْدَة قطيعٍ من الأغنام؛ ففي هذا القطيع، ووحدته، يَضْرِب الحُكْم الاستبدادي جذوره عميقاً؛ ثمَّ أتى الاستبداد، مع قرينه الفساد، بعاقبته الحتمية، وهي كَسْر، وتَكسُّر، حاجز الخوف الشعبي من المُسْتَبِدِّ الأعظم، فاندلع الحريق الثوري الكبير، وكاد أنْ يأتي على الأخضر واليابس من نظام الحكم الاستبدادي؛ لكنَّ "الوهم الثوري"، الذي بَثَّتْهُ "الحكومة البونابرتية" برئاسة المشير طنطاوي، ليُصيب مقتلاً من "الوعي الثوري"، سرعان ما حاصر هذا "الحريق" حتى أوشك أنْ يطفئه.

وفي "حُكْمِه القضائي"، أيْ في الأحكام القضائية التي تمخَّضت عنها المحاكَمَة الفاسِدة قضائياً وسياسياً وأخلاقياً، أعاد مبارك توحيد الشعب، وقواه الثورية التي تشتَّت وتبعثرت بصراع المصالح الفئوية الضيِّقة، ضدَّه؛ لا بل ضدَّ الجذور والأُسُس من نظام الحُكْم الذي يمثِّل، والذي توهَّم أربابه، والساعون في إنقاذه، أنَّ الألاعيب والحِيَل السياسية تَغْلِب وتَهْزِم منطق التاريخ، فَلَمْ يَجِدوا مِنْ مُشْفِقٍ عليهم غير شفيق الذي لن يَجِدَ مِنْ مُشْفِقٍ عليه.

"ميدان التحرير" هو الآن، وهو فحسب، الرَّحم الذي منه ستَخْرُج، أيْ يجب أنْ تَخْرُج، مصر الجديدة؛ مصر التي يُعاد خلقها على مثال مبادئ وقِيَم ومُثُل ثورة الخامس والعشرين من يناير؛ وفي هذا الميدان، وبه، يمكن ويجب أنْ يبدأ تصحيح الأخطاء التي ارْتُكِبَت من قَبْل.

في هذا الميدان، وفيه فحسب، يجب أنْ تنشأ وتنمو أَجِنَّة "الدولة الجديدة"، و"السلطة الجديدة"؛ فإنَّ لعبة إلباس "القديم" لبوساً جديداً، لعلَّه يُوفَّق في صراعه من أجل البقاء، وعدم الإبقاء على كل جديد ثوري بَرْعَم ويُبَرْعِم في أحشاء مصر القديمة، قد انتهت، ولا بدَّ للاعبيها من أنْ ينتهوا معها؛ فالمسرح احترق؛ وإنَّه لعارٌ لن تَقْوى مياه النيل العظيم على غسله إنْ بَقِيَ الممثِّلون أنفسهم.

طنطاوي وصحبه في "المجلس العسكري الأعلى" إلى البيت؛ فمُهمَّتِهم انتهت إذْ انقلب سِحْرهم عليهم؛ وشفيق، أيْ مبارك إذْ زُرِعَت له رأساً جديدة، إلى "الصحراء" من عالَم السياسة؛ ومبارك نفسه هو أطْيَب من أنْ يقضي بقية حياته في السجن؛ فإنَّ السماء هي وحدها المكان الذي يستحِق؛ أمَّا حبيب العادلي فهو "الأسطورة بعينها"، وأعظم من أنْ يُحاكَم ويُسْجَن؛ فهل السجن جزاء من أتى بـ "معجزة" قَتْل نحو 900 مدني مصري بما يشبه "الدُّعاء عليهم (بالسوء)"، فلا يديهِ، ولا حتى أيدي أصدقائه، اسْتَعْمَل؟!

في "ميدان التحرير" تُعْقَد "المحكمة"، ويُحَاكَم رأس الاستبداد، وأياديه وأقدامه وأذنابه، محاكَمَةً ثورية؛ فهي وحدها "العادلة النزيهة"؛ ويُحاكَم معه، ومعهم، قانونه وقضاؤه؛ فإنَّ الوعي الثوري لن يَكْتَمِل إلاَّ باغتسال عقل الثورة من وَهْم "القضاء الذي يَعْلو ولا يُعْلى عليه"؛ فَلْيَذْهَب إلى الجحيم ذوو النيِّات الحسنة، الذين كادوا أنْ يقضوا على الثورة من طريق بثِّهم وَهْم أنَّ "قضاء مبارك" سيقضي على مبارك (وعهده)!

إنَّ نظام القضاء، ومؤسِّساته، هو جزء لا يتجزأ من نظام الحكم نفسه، يبقى ببقائه، ويذهب بذهابه؛ وليس من الحصافة والحكمة في شيء أنْ يُحاكَم مجرم بقانون من صُنْع يديه؛ وها هي "محاكَمة القرن" تأتيكم بالدليل.

وإلى "ميدان التحرير" يَشُدُّ "مجلس الشعب (المُنْتَخَب)" رحاله؛ فلا مقرَّ له الآن، أو من الآن وصاعداً، إلاَّ هذا الميدان، يَجْتَمِع فيه، ويُقرِّر، ويُشرِّع؛ فالشعب الثوري المحتشد المعتصم في "الميدان" هو الدرع التي تحمي "مجلس الشعب" من سَيْف "مجلس العسكر".

وفي "ميدان التحرير"، يمكن ويجب العثور على تلامذة نُجَبَاء لجان جاك روسو، وجون لوك، وفولتير، ومونتيسكيو، فتُصاغ "وثيقة حقوق" تشبه "إعلان حقوق الإنسان والمواطِن" الذي أصدرته الثورة الفرنسية، ثمَّ يتبنَّى "مجلس الشعب" هذه "الوثيقة" بصفة كونها جنين الدستور الجديد للبلاد؛ فالثورة إنَّما هي، في بعضٍ من أهم معانيها، "وثيقة دستورية جديدة"، تُوْلَد حيث وُلِدَت الثورة نفسها، وتُصاغ على أيدي صُنَّاع الثورة أنفسهم.

وفي "ميدان التحرير"، ينشأ "مجلس رئاسي"، يلتزم "الوثيقة الدستورية"، ويتعاون مع "مجلس الشعب"، ويُدْعى "المجلس العسكري الأعلى" إلى نقل السلطة كاملةً منه إلى "المجلس الرئاسي"، ويستمر الضغط الشعبي الثوري، ويتعاظَم، إلى أنْ يُذْعِن "العسكر"، ويُسلِّموا بقضاء الله وقدره؛ أمَّا الثورة فهي الآن أعظم من أنْ تتلهَّى عن مهمتها التاريخية العظمى بملهاة "جولة الإعادة"؛ فالسَّاعة إنَّما هي ساعة فَتْقٍ لكل هذا الرَّتْق؛ و"النَّصر العظيم" في متناوَل أيديهم، لا ينقصهم من أجل إحرازه إلاَّ أنْ يجرؤوا عليه؛ فهل يجرؤون؟!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الحولة-.. صورة حاكمٍ وسُورة شعبٍ!
- -الرَّائي- و-المرئي- في -الرؤية الكونية-
- -العقد شريعة المتعاقدين-.. أهو مبدأ ل -السرقة-؟!
- حتى لا ينتصر شفيق وتُهْزَم مصر!
- إنَّها -المستحيلات الثلاثة- في الكون!
- التفاعل بين -المادة- و-الفضاء-
- في فلسفة اللغة
- فساد الكِتَابة!
- لويس السادس عشر يُبْعَثُ عربياً!
- فكرة -الرُّوح- وكيف شَقَّت طريقها إلى رأس الإنسان
- مرَّة أخرى وأخيرة في محاورة -أعداء ماركس-!
- أعداء ماركس.. على هذه الشاكلة!
- -موتى- يَنْعُون -الماركسية-!
- في -حُرِّيَّة التعبير-
- دَعْهُمْ يَخْتَبِرون أوهامهم!
- -المجلس العسكري- يخوض -معركة الرئيس-!
- -الحياة- فلسفة!
- -الإحساس- من وجهة نظر -مادية جدلية-
- في هذا يكمن -سِرُّ قوَّته-!
- -أزمة- مصر تكمن في عدم اكتمال ثورتها!


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - مصر.. عودة الوعي وعودة الرُّوح!