أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم جوهر - من يحمل أحزان حزيران؟














المزيد.....

من يحمل أحزان حزيران؟


ابراهيم جوهر

الحوار المتمدن-العدد: 3745 - 2012 / 6 / 1 - 23:45
المحور: الادب والفن
    



... هذا الوجه أعرفه . نعم أعرفه ! لكن ، أين التقيته ؟ اين التقاني ؟ من هو بالتحديد ؟!!!!

إنه الأول من حزيران !! نعم 1 حزيران . الآن تذكّرت ، أذكره جيدا ! ؛

وجه حزيراني يحمل الحزن منذ ذلك اليوم البعيد القريب ... يوم بدأت أستعد لعام دراسي سيقدم بعد ثلاثة أشهر .

استعرت كتب الصف الرابع الابتدائي من ابن جيراننا ( هشام سرور ) بل بادلتها بكتب الصف الثالث الابتدائي ، كتبي ، التي رافقتني فاحتفظت بها . ( لم نكن نمزّق الكتب كما يفعل عديد من الطلبة هذه الأيام .)

استلمت كتب الصف الرابع وبدأت بفرح غامر يطل على مستقبل حالم بالقراءة . قرأت كتاب ( وطني الصغير ) المقرر للصف الرابع ، وكتاب القراءة العربية ، ورحت أحلم بالصف القادم بحب وابتسام .

لم أكن أدري وقتها أن انقلابا كليا سيكون ، وأن ( وطني الصغير ) سيصغر أكثر فأكثر ، وأنني في الصف الرابع الذي بدأ بعد خمسة أشهر لا ثلاثة بسبب إضراب المعلمين والأهالي احتجاجا على الوضع الجديد ( الاحتلال ) سأتعلم ( مدنيات اسرائيل ) واللغة العبرية ، وأن معلمة بتنورة قصيرة ستعلمنا نحن أبناء القرية التي تلبس أمهاتنا وجداتنا فيها ثوبا بطول مضاعف يتم ثنيه من وسطه ....



هذا الوجه الحزيراني عرفته الآن . حضر بكل حزنه وذكرياته وأوجاعه ....

حزيران شهر الحزن فلا عجب أن تكون أحرف الحزن من مكوّناته ...



الجمعة ؛ اليوم الأول لرقدة الشهداء قريبا من أمهاتهم وترابهم الذي اشتاقوا ( التمرمغ ) فيه ... يوم بمشاعر مختلطة بين فرح وحزن ، وابتسامة ودمعة ...أليس حزيران شهر الحزن ؟!!



اليوم لم أخرج من المنزل . بقيت على حوار مع ذاتي أستعيد ذاكرتي البصرية التي تحجرت أمس مع مشهد تقبيل العظام ....

عظمة المشهد ، وحزنه ، و " لذّة " غريبة تنتاب الذاكرة التي تستحضر ذاتها ...

وقعت في ( حيص بيص ) . لم أقدر على الخروج ولم تفارقني العاطفة .



صديقي الشفاف ( محمد خليل عليان ) ذهب إلى رام الله أمس ، وعاد بحزن ، وارتفاع حاد بالسكّر ، وضغط شرايين ، وبقاء في مشفى المقاصد .

( ابو خليل ) سأل ، أو لعله أجاب ، تعليقا على المنظر المهيب لحملة النعوش الملفوفة بأعلام الحلم الملون :

من يحمل من ؟

سؤال فلسفي ، أدبي ، فكري ، وطني بامتياز ...من يحمل من ؟؟؟



( قال " شنّ " لأبي " طبقة " وهما سائران في الطريق : أتحملني أم أحملك ؟ وسأله : أتظن أن صاحب هذه الجنازة المحمول جثمانه حيّ أم ميت ؟ ) .



تصفّحت سريعا مشاركات أصدقائي فكتبت لصديقي (عيسى القواسمي ) : ماذا يقول الزعتر لو نطق ؟ تعليقا على صورة الزعتر البلدي والبهارات ...وقلت ل ( أبي خليل )تعليقا على قوله ( لن يهزمني المرض ) : ليأخذ المرض حصته منك ، وليبق لنا حصتنا الأكبر ...ليبق لنا إنسانيتك ، وبراءتك ، وشفافيتك ... لن يقدر المرض اللعين على الأرواح النقية .



قرأت رسالة من ( عبد المجيد حمدان ) جاء فيها : مرحبا ابراهيم ، أتذكر أيام " الطليعة " ؟

( أبو وديدة ) نكأ جراحي وهو يعيدني إلى أيام الشباب الفوّارة بالحلم والصدق والإيثار .

وقتها كتبت سلسلة ( حزيرانيات ) وقررت متابعتها . الفكرة الحزيرانية جاءت مع (حزيران) بيروت 1982 م .

( حزيرانيات ) حملت السياسة ، والأدب ، واللغة . حملت الجمال ، والدمعة ، والنبرة الواثقة ..... اليوم نبرتي ( حزينة ) كاسفة البال . الحلم تشظّى ...لكن ناره تنوس تحت الرماد .



يجب أن أزور ( أبا خليل ) . اتصلت به مطمئنا سائلا فطلب مني ألا ( أغلّب حالي ) !! من ( يتغلّب ) إذا ؟!!



قرأت مقالا / قنبلة ( !! ) نشره على صفحتي صديقي ( جمال غوشة ) جاء فيه إن تكاليف مفاوضات المصالحة بلغت بالتقريب ( خمسين مليون دولار ) بين تذاكر سفر ، وإقامة في الفنادق ....الخ ( الرقم للتأكيد : خمسون مليون دولار ) !! وسأل : لماذا لم تقم خمسون مدرسة بهذا المبلغ ، أو خمسون عيادة .......ولماذا لم تتم المصالحة بعد ؟

( المليون !! ، تعلمنا عنه في صفوفنا البعيدة ونحن أطفال بأنه واحد وإلى جانبه ستة أصفار ؛ أي : 1000000 ، ولم تستوعب عقولنا الغضة قيمة الرقم وقتها ...وما زلت إلى اللحظة على ما كنت عليه وقتها ....!!! مليون ؟!!! لا بل 50000000 )

... وما زالت المفاوضات متعثرة !

والمصالحة تحبو ،

والملايين الخمسون ستزداد ...



من يحمل من ؟

( من يحاصر من ؟)



صديقي الكاتب ( محمد خليل عليان ) في الطابق الثالث في غرفة العناية المكثفة بمستشفى المقاصد . من مكانه يطل على القدس والسور يحتضنها .

القدس ممنوع الإنفاق على بنيتها الثقافية التحتية والفوقية ؛ الدول المانحة تمنع ، والهيئات المانحة تمنع ، و ( نحن ) لا نجرؤ ! أو لا وفرة في الميزانية ...فالتكاليف باهظة ؛ المصالحة وسفرياتها ،

والفساد وسرقاته ،

فلتنتظر القدس حتى ( تعود ) في نعش من عظام ...لكن : من سيحملها آنذاك ؟؟



#ابراهيم_جوهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصيب القدس من المآسي
- نار عن نار تفرق
- لا تصدّقوا صبر أمّ كلثوم
- ماذا تقول الريح؟
- تجري الأوجاع
- دروز بلغراد في ندوة اليوم السابع
- هل باتت الدنيا مجنونة حقا ؟
- كرة القدس من قداسة وذهب ودموع
- القدس بين أرض وسماء
- هموم الغربان وفهم المقروء
- في انتظار لغة جديدة
- نكبة عن نكبة تفرق
- حب ، وشيشة ، ومنصّات وهم ، وأقراص مخدّرة ، وتخمة ، وخطابات ب ...
- اقتراح ذكي
- للنكبة الوان وأجنحة !!
- عن النكبة والألوان
- بداية الأسبوع
- ممّن هربت مرمر القاسم أوراقها
- في رواية (هوان النعيم) لجميل السلحوت
- جنة الجحيم لجميل السلحوت إشادة بالعلم في مقابل الجهل


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم جوهر - من يحمل أحزان حزيران؟