أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسلام احمد - كيف نفهم نتيجة الانتخابات؟














المزيد.....

كيف نفهم نتيجة الانتخابات؟


اسلام احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3745 - 2012 / 6 / 1 - 16:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كشفت أول انتخابات رئاسية حقيقية بعد الثورة عن مفاجآت مذهلة , المفاجأة الأولى أن نسبة التصويت فيها لم تتجاوز 45% ممن يحق لهم التصويت وهي نسبة أقل من المشاركة في الانتخابات البرلمانية! , المفجأة الثانية والأبرز هي صعود الدكتور محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان والفريق أحمد شفيق مرشح النظام السابق الى جولة الإعادة بينما أتي في المركز الثالث حمدين صباحي فيما أتي الدكتور أبو الفتوح في المركز الرابع وأخيرا عمرو موسى في المركز الخامس وذلك على عكس كل التوقعات

والحقيقة أن النتيجة بهذا الشكل تعكس في تقديري عدة حقائق تتمثل فيما يلي :

١_ حجم التجريف السياسي الذي تم في عصر مبارك إذ قام بالقضاء على الكوادر السياسية بحيث لم يبق سوى ثنائية الحزب الوطني/الإخوان

٢_ حجم القوة التنظيمية الرهيبة لجماعة الإخوان المسلمين وهو ما دفع الدكتور عمار علي حسن الباحث السياسي للقول بأن من يهون من محمد مرسي باعتباره (استبن) لا يعرف مدي القوة التنظيمية لجماعة الإخوان

٣_حجم الأخطاء التي وقع فيها شباب الثورة على مدار عام ونصف في المرحلة الانتقالية إذ قدموا الى الناس خطاب (الاعتصام الدائم والثورة مستمرة) البعيد تماما عن نبض الشارع كما أرهقوا الدولة والمجتمع بالمليونيات المتكررة بداعي وبلا داعي , ناهيك عن تعاملهم باستعلاء ولا أقول سوء أدب مع عامة الناس واتهامهم المتكرر للشعب المصري بالجهل , الأمر الذي دفع كثير من الناس الى كراهية الثورة خاصة بعد أن نجح المجلس العسكري في تشويهها محملا إياها مسئولية الفوضي السائدة , وهو ما تمثل في نتيجة الانتخابات فمن أعطوا أصواتهم للفريق أحمد شفيق ليس حبا فيه بقدر ما هو عقابا لشباب الثورة

٤_ خوف المسيحيين المصريين من المرشحين الإسلاميين مما دفعهم لإعطاء صوتهم للفريق أحمد شفيق ولئن كان خوفهم من الإسلاميين مفهوما فهو ليس مبرر لينتخبوا مرشح النظام السابق خاصة في ظل وجود بديل مدني هو حمدين صباحي وبالتالي فقد جاء موقفهم مخزيا إلى حد كبير

٥_ولا جدال في أن نسبة التصويت القليلة تعكس سلبية كانت ومازالت تميز الشعب المصري , غير أن ثمة أخطاء وقعت فيها الأحزاب والقوى السياسية الممثلة في البرلمان عمقت من هذه السلبية إذ على مدار الأشهر الماضية بعد انتخاب مجلسي الشعب والشورى كان أداء البرلمان باهتا وضعيفا , الأمر الذي صدم الشعب الذي أنتخبه وربما أصابه بالإحباط وبالتالي عزف كثير من الناس عن المشاركة في انتخابات الرئاسة بدعوى أنه ليس هناك فائدة فقد جربناهم في مجلس الشعب ولم يصنعوا شيئا!

٦_عكست الانتخابات إلى حد كبير حجم الأمراض السياسية المستعصية التي أصيبت بها النخبة المصرية فقد رفض كل من حمدين صباحي وأبو الفتوح أن يتنازل أحدهما للأخر! , الأمر الذي تسبب في تفتيت أصوات قوى الثورة بينهما وبالتالي خسارتهما معا

٧_ولا شك أن المناظرة التي جرت بين عمرو موسى والدكتور أبو الفتوح قد أدت الى خسارتهما كثيرا فقد كشفت عن سوء شخصية الأول وانتمائه للنظام السابق بينما كشفت عن هوية الثاني الإسلامية بعد أن حرص على مهادنة التيارات الدينية المتشددة , الأمر الذي حدا بكثير ممن كانوا يؤيدن عمرو موسى الى انتخاب أحمد شفيق بينما دفع كثير من أنصار أبو الفتوح إلى انتخاب حمدين صباحي

وأخيرا فقد عكست الانتخابات مدى تشرذم القوى السياسية التي صنعت الثورة فقد وقع الجميع في خطأ تفتيت الأصوات بين أكثر من مرشح ينتمي للثورة وهو ما صب حتما في صالح مرشح النظام السابق , وهو ما سبق أن حذرنا منه مرارا قبل الانتخابات

والواقع أن قرار جماعة الإخوان المسلمين بالمشاركة في انتخابات الرئاسة بعد أن كانت تعهدت بعدم المشاركة فيها ليس له في اعتقادي سوى أحد تفسيرين :
الأول أن قرار جماعة الاخوان بالنزول في انتخابات الرئاسة جاء في إطار صفقة مع المجلس العسكري وذلك بغية تفتيت أصوات الإسلاميين وقوى الثورة ومن ثم فوز المرشح الذي ينتمي للنظام السابق علما بأن الإخوان عقدوا اجتماعا مع المجلس العسكري قبل أن يتخذوا القرار , أما عن المقابل الذي سيحظى به الإخوان جراء الصفقة فربما يتمثل في تبني نظام الحكم المختلط بحيث تشكل الأغلبية البرلمانية , المتمثلة في الإخوان ,الحكومة وتتولى إدارة الأمور الداخلية للبلاد بينما يتولى الرئيس الشئون الخارجية والأمن القومي

التفسير الثاني أن جماعة الإخوان لم تكتف بالاستحواذ على السلطة التشريعية بل تريد الاستئثار بالسلطة التنفيذية أيضا (الحكومة والرئيس) , وهو ما يدل ليس فقط على جشع الجماعة وإنما ينطوي في تقديري على خطأ سياسي كبير إذ يعصب على أي فصيل أن ينهض بمفرده ببلد كمصر يعاني من أزمات داخلية كبيرة ويواجه تحديات خارجية صعبة

وبعيدا عن نظرية المؤامرة فالحاصل أن مصر قد وضعت في مصاف الاختيار بين سيناريوهين كلاهما أسوأ من الآخر :

الأول انتخاب الدكتور محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان وهو ما يعني استئثار جماعة الإخوان بكل مقومات السلطة في مصر , الأمر الذي قد يفتح الباب لاضطرابات داخلية وخارجية خاصة في ظل حالة الاحتقان السياسي الراهن قد تفضي في النهاية حسبما يري بعض المحللين إلى انقلاب عسكري

الثاني انتخاب الفريق أحمد شفيق وهو ما يعني قطعا عودة النظام القديم في صورة جديدة مما قد يفضي إلي قيام ثورة ثانية كنا في غنى عنها , وفي هذه الحالة فمن غير المعروف كيف سيتصرف المجلس العسكري وما إذا كان سيقف بجانب الرئيس المنتخب بدعوى الحفاظ على الشرعية أم سيقف بجانب الشعب؟ علما بأن أحمد شفيق ينتمي للمؤسسة العسكرية

في سياق ما سبق فقد قررت مقاطعة جولة الإعادة على أن أكتفي بالمتابعة من بعيد وبغض النظر عن النتيجة أتصور أنه يتعين على الجميع القبول بها في جميع الأحوال لأنني أزعم أن أي فصيل سيرفضها سوف يخسر كثيرا



#اسلام_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المناظرة الرئاسية
- مأزق الاخوان المسلمين
- انتخابات الرئاسة
- عودة الى مسألة الدستور
- إعادة هيكلة وزارة الداخلية
- الثورة والفوضى
- الشرعية الثورية والشرعية الدستورية
- لا رئيس قبل وضع الدستور
- أحداث استاد بورسعيد
- مذكرات شاب ثائر يوم ٢٥ يناير
- هل ثمة صفقة بين المجلس العسكري والإخوان؟
- أسباب فوز الإسلاميين
- أحداث مجلس الوزراء ومسار المرحلة الانتقالية
- عن الظلم في مصر ٢
- الدرس الانتخابي
- الموجة الثانية للثورة
- الموقف من وثيقة السلمي
- الانتخابات البرلمانية
- أحداث ماسبيرو
- حول العلاقة بين مصر واسرائيل


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسلام احمد - كيف نفهم نتيجة الانتخابات؟