أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوري الخيام - تعرية ذاتية - سيجارتي المحرمة -














المزيد.....

تعرية ذاتية - سيجارتي المحرمة -


جوري الخيام

الحوار المتمدن-العدد: 3745 - 2012 / 6 / 1 - 09:40
المحور: الادب والفن
    


قالت لي نفسي اكتبي انصافاً للسيجارة فهي و الأنثى في شارع القهر جيران ... نأخد منها ما نحتاج و نستمني و تنتشي و نقول عنها فتنة و بلاء ... .لو كانت سيجارتي ديانة لعبدت ربها بحق كما لم أعبد أي إله قط..لو كانت نفسها إله لجاهدت لأجلها حتى النصر.و لو كانت سجناً لكفرت بالحرية و أدمنت القيود ....و صرت أحد قضبانها المخلصين..

سيجارتي, خليلتي, صديقتي الوفية أنا لا اجد فيك عيباً و لا أحملك ذنب اذا جاء المرض فاذا كانت الحياة نفسها ستزفنا عاجلاً ام اجلاً الى الموت في أعراس مهما تمهرجت تبقى قاسية بشعة ... فعلى ما يلومك البشر ؟على الإشتعال و الإحتراق ؟ على الإنتهاء و الإبتداء ؟ على ما يلوموك أليس كل شئ مقرر في مجلدات السماء ؟ أليس القدر عنيداً لا يرضى الرحمة و التعديل ؟ أليست أضرارك و السيارة و المصانع والقدر المكتوب سواء؟ لم يلوموك اذا كان العلي الحكيم الشافي المعافي يبتلينا بالسرطان و ما شابه بدخان أو بغير دخان...

سألت والدتي ,عندما كنت مراهقة, لما عندنا نحن العرب تختبئ المرأة لتدخن؟ بينما يشعل الرجل دخانه حيث الدخان ممنوع دون أن يلتفت أحد؟ تارث تائرثها و قالت بالحرف و بنبرة موبخة مخيفة : "إذا كنت تريدين أن تعرفي فلتدخني حين تكبرين!!!!!"بنات دارهم " لا يسألن مثل هذه الأسئلة" وربما كان هذا من أهم الأسئلة طرحته عليها... وبالتأكيد آخرها بما أنني بنت دارنا !!!

و قد أخذت بالنصيحة و أشعلت السيجارة و أعلنت المراهقة و التمرد على عقلية المجتمع المختلة ....و لكني لازلت لا أفهم ما الذي يجعل السيجارة أكثر خطورة حين تمتطي شفاه الأنثى؟ لم يحملونها لقب الفجور و العهر ؟ لم يتوقع الكل أن تصير المدخنة قحبة في المستقبل ....وبالمناسبة فوالدتي قاطعتني لمدة ثلاث سنوات لأنها في يوم عرسي الصغير رأتني أقف في الحديقة مع صديقة كانت تدخن و مع أنني كنت فقط اودعها إلى أنها اعتبرته دليلاً لأن الشكوك كانت تحوم حولي منذ مراهقتي.... لا تستغربوا ففي المغرب مثل يبني عليه الأباء بيداغوجيتهم وهو " مع من شفتك مع من شبهتك"... فكيف لا أتشبت بها وأصير لأجلها عنيدة!!!! أنا لم أعطى فرصة لاكرهها وأخاف أو أمل منها .
و في الحقيقة فحرب السيجارة لم تتوقف عند والدتي, بل ان نارها ازدادت إشتعالاً بعد الزاوج و كانت جد عارمة .... . وقد حاول زوجي بالطرق معي لاطلقها، مع انها كانت لا تفارق شفاهه و عندما كنت أقول له أن يتركها أولاً قبل أن يطلب مني ،أو على الأصح، يأمرني بفعل شئ لا يقوى هو على فعله ، كان يقول " أنا رجل ! لا يعيبني و لا يشوه سمعتي التدخين"

و مع أننا كنا نعيش في أمريكا إلا أنني تجنباً للضرب و المشاكل كنت لا أدخن أمام أصدقائنا في حضوره و أفراد عائلته .... و بما أنني لا أرى عيباً في التدخين الا ضرره الصحي فأنا كنت أستغفله و أهوى إستحماره و المشي فوق غبائه الإنساني و رد عنفه النفسي الذي يمارسه علي من خلال تحريمه علي ما يحلله على بوقاحة على نفسه و كنت اطلب من أصدقائي اذا كنا مجتمعين لوقت طويل و عندما أحس بنقص نكوتيني مزعج ان يشغلوه حتي أدخن ....

لازلت أهوى سجارتي عنداً في كل من يحرمها علي فقط لأني أنثى، و لازلت أدخن لكي أفهم متى صار شرفي و شرف عائلتي و حسن سلوكي يلف في أوراق الطاباكو و ينفث دخاناً ٌفي الفراغ؟ ظننته يسجن في فرجي و يعلق وحلماتي في ألواح المحرمات.... عجيب ذاك الشرف يأخذ أشكالاً مختلفةً الا شكل المبادئ و القيم والنزاهه....

دعيهم يقولون عني و عنك ما يشفي قلوبهم العليلة اتركيهم يقولون أني باختيارك قد اخترت الموت البطيء و قلة الصحة....و أنا اقول انك عطر و زينة لشفاهي و شهوة تنفث من كل الشفاه الأخرى....و الحياة بكل بساطة "بلاك ما بتنحبش و حقيقي ملهاش طعمة" .... دعيهم يقولون انك باغية عاهرة يبللها لعاب المتسلين باختصار أعمارهم

دعيهم يقولون انك سم يهري بدني فانا لا أهتم لأنك اذا لم تهريه متعة ،ستنكل به الشيخوخة اذا طال الزمن....تأكدي انك لو كنت أنثى لزوجتك نفسي و صرت مثلية تعبد النهود ...و تقبل الضرة و الضعف و قلة الحيلة...


لا تهتمي سيجارتي و لا تخجلي من ملاعبة شفتي فأنا منك لا أخجل,دعيني أضم شفتك إلي ،فشرفي يموت على أي حال اذا لامسه الرجل ...تنهكه النرجيلةو النبيذ الفرنسي المحرم وتنحره السهرات وكثرة الاصدقاء والعلاقات اللاشرعية وإن كانت قليلة،و تغتاله تنورة قصيرة أو صورة عناق حار طائش لحبيب أو صديق على فايسبوك ...

لا تهتمي إذا حاصروني بأحكام رب منكر و مجتمع رجعي و "كلام ناس" يقتل الأنثى داخل كل طفلة قبل أن تولد....لا تأبهي فأنا لأقبل شفتك المغرية أريد أن أستشهد بعد كل إستنشاقة 70 مرة و مستعدة لان أجلد وأتلف لكي لا تختبئي اجلالاً لسنة المجتمع و اللحية والشنب...لا تأبهي فأنت أشهى من أي رجل ...و "أنشف من دماغي ما تلاقيش!!! " فعندما أقرر أن أتمسك بشيء فأنا لا اتركه وهذا عيب أنا لا أنكر ،ولكني قليلاً ما أفعل ...




#جوري_الخيام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كارمن
- ثرثرة لادينية : حديث الشرفة
- مستديرة ...
- مصر في المزاد ...
- أنا إمرأة ...لم تعد تهتم !
- -لويس ميغيل- آخر ما حدث قبل أن اعتزل !
- مهدور دم الله ...
- يا صديقي لا تسألني...
- دعوة من الله
- سجود في معبد الوطن
- لازلت كالأخريات ،لكن كل شيء آخر قد تغير ...
- - أنشرها ولك الأجر -
- أنا الشيخ -أبو سبحة عبد لحيته- .
- بدنا نحب و نجيب ولاد...
- اعلامنا -العرة -
- لوحة دينية
- الأنثى و سيف الرجولة
- نساء المغرب : إغتصاب و جزر
- تعرية ذاتية... -جهادي -
- أمينة الفيلالي لن تموت.


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوري الخيام - تعرية ذاتية - سيجارتي المحرمة -