أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة الخوّاض - في الذكرى الثلاثين لميلاها -بورتريه لزينب














المزيد.....

في الذكرى الثلاثين لميلاها -بورتريه لزينب


أسامة الخوّاض
(Osama Elkhawad)


الحوار المتمدن-العدد: 3744 - 2012 / 5 / 31 - 22:18
المحور: الادب والفن
    


في الذكرى الثلاثين لميلاها -بورتريه لزينب

(1)
مساء الخيرِ،
سيَّدة الصباحِ
مساء العشب يا زينبْ
مساء التينِ،
والزيتونِ،
والعنبِ

مساء العشقِ،
والعشَّاقِ،
والأشواقِ،
والتعبِ

.. وقال النيلُ (زينب بنت هذا النخْلِ،
ربَّتها المراعي في حدود الياسمينِ،
وبين أحضان الغمامِ
وزينبُ غبْطةٌ تكفي لتدجين الوداعِ،
وسُلْطة الدمْعاتِ في بهْو الغرامِ)

وزينبُ حين تذهب في الفراشةِ،
تسْتعير الزهْر من روحي،
تناولني كواكبها،
أدورُ،
أدورُ،
تلْصقني بفستانٍ من البلّورِ،
أعلنُ أنني طيرٌ ربيعيٌ،
وشفَّافٌ ،
أنسِّق غبطتي،
وأنام مختوماً بخمرٍ قادمٍ من همْس زينبْ

وزينبُ تلبس – الآن – انتشاءً غامضاً،
وتشكُّ غبطتنا جميعاً في ملابسها،
تدجِّجنا بنيلٍ من كلامٍ عاطفيٍ،
ثم تعْزفنا على وتر العناقِ،
تعيد تنسيق الشوارع وِفْق إيقاع الصبايا،
زغْردتْ نعناعةٌ في فمِّها،
قالت لها:
أنا لا أساوي فائض الإدهاشِ من فمك الصغيرِ،
ولا أساوي ريش عصفورٍ يزقْزقُ في حدائق ضحْكتكْ
ولكنِّي أساوي حقْلَ قمحٍ،
كان يجذبني إليكِ،
ويسْتعيركِ,
كي يراني في بيانو بسْمتكْ

(2)

وزينبُ فاتنةٌ تسْرق – الآنَ – مكْياجها من صفاء البحيراتِ،
تعزفُ فالس الرحيل الحزينِ،
منمْنمةٌ بنشيد البراءةِ،
غارقةٌ في طنافس بهجتها الدائريَّةِ،
حوْلَ ضفائرها نجمةٌ،
وارتياحٌ بحجْم غناء التلاميذِ يوم التخرُّجِ،
تمشي الحكومات فيها،
وتعْبرها الدول المرحليةٌ،
منذ ثلاثين عاماً،
تؤجِّج محْرقة الرقصِ،
والشدْوِ،
و (القدْلةِ) الملكيَّةِ،
منذ ثلاثين عاماً،
تعدُّ مفاتنها للزفاف المؤجَّلِ – دوماً،
وللسفرِ الكوكبيِّ،
وأرْديةُ الفتيات الجميلاتِ،
كانتْ تراسلها باليواقيتِ،
تغْمرها بالعصافيرِ,
والشَجَرِ العاطفيِّ،
وتنْشدها في مساء القرنْفل والانسجامِ،
تبشّرها بخريفٍ من اللازورْدِ،
وزينبُ تصعدُ – منذ ثلاثين عاماً –
إلى ظلِّ أنشودةٍ ستتوّجها بمديح الشعوبْ

وزينبُ طالبةٌ من جنوب الأغاني،
تحبُّ الطبيعةَ،
تقْطف من شجر الرقْص ورْدتها،
لا ترى في المواويل غير المراثي/،

طرْحتها اهترأتْ من حفيف الأماني،
تمارسُ (يوغا( التفاؤلِ،
والحيويَّةُ صادحةٌ كالفضيحةِ من غصْن قامتها،
أشعلتْ في القرى شمْعة البؤساءِ،
الشباب أحبوا السيناريو الذي كتبتْه العصافيرُ في صوْتها،
أخذتْ لوْنها من كواكب دهشتنا،
وسقتْهُ بإغماءة الفتياتِ الجميلاتِ في قمَّة العشْقِ،
ألْقتْ فضاءً من الموسلينِ على (الكوش) المنزليَّةِ،
زينبُ ليس لها نسبٌ غير صُحْبتها للسكارى،
ومن هجروا الريفَ،
مشغولةٌ دائماً بمصير الفراشاتِ،
والسيسبانِ،
وتقرأ طالعها في رحيل الأراجيحِ،
تهوى اصطياد الفراشات في سلَّة الوقْتِ،
طالعةٌ من عراجينَ في لوْنها جوْقةٌ،
قلتُ (يا زينب الحيويةَ:
أينَ عناوين لونكِ)؟؟
- في غبْطة البائع المتجوِّلِ,
في ذكْريات البناتِ عن الولد العاطفيِّ،
وفي نهْنهاتِ السكارى،
وفي شارعٍ غامضٍ قرْب روحي"
....وهرولتُ في الأرضِ،
صِحْتُ:
(سلامٌ على "لون زينب" أنّى ذهبْ
سلامٌ على "لون زينب" حين تنام عليه البيوتُ،
سلامٌ عليهِ إذا غاضَ أو فاضَ في أرْضنا الحامضةْ)

(3)

نحنُ (زينب وأسامة الخوَّاض) اتفقنا على،
وقرَّرنا أنْ نرسل مديح عناقنا إلى جيراننا الذين لا يحبّون زوجاتهم،
وإلى القطَّة التي كانت تراقب عناقنا،
وعلى الذين يحبّون "لون زينب"،
أن يعْبروا على جسْر الجسارةِ،
كي يشاهدوا المديح الذي مرَّ في ساحة الحُبِّ ثمَّ اختفى*1.

(4)

.....................
.... فلْتصْبروا من أجْل فُلُّ ناحَ في فستان زينبْ
ولْتضْربوا مِنْ أجْل أسورةٍ،
يراودها حنينٌ غامضٌ لمسامِ زينبْ*2
.......
..........
هامش:
*1 - من بيان تضامني قصير مع الحالة العاطفية الراهنة لزينب.
*2 - مقطع من مُلْصق مهمل صدر بتاريخ 1/1/1986م .




#أسامة_الخوّاض (هاشتاغ)       Osama_Elkhawad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انقلابات عاطفية-بيان تأسيسي مع ملحق تفسيري للبيان
- قبرُ الخوَّاض- النسخة النهائية مع هوامشها
- قامةُ الوردة الكوكبيَّة –الهواجس العاويات لكلب صيد عجوز
- الفيلادلفيات-نصوص شعرية
- بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي ...
- و للكمِّثرى وظيفة أخرى أو الوقائع ا لخفيَّة في حياة -منصور ا ...
- هكذا كان قلِقاً على مستقبل العشب-في رثاء عبدالخالق محجوب
- و للكِّمثرى وظيفة أخرى أو الوقائع ا لخفيَّة في حياة -منصور ا ...
- رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (1)
- اللاجئون الجنوبيون في مصر في -تغريدة البجعة-
- صورة انتفاضات السودان في الكتابات العربية
- بيروتيّات
- بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجوِّل-المفارق الفكِهة
- قبر الخوّاض-تائهاً كالأراميِّ كان أبي
- دمعة على مدارج -ماريل-:قربان شعري آخر للطبقة العاملة
- الكاتب -محمد إبراهيم نقد-:جامعة صوفيا و -القراية أم دقْ- و ا ...
- مشّاؤون في أزياء عرّافين
- الهُنيْهاتُ أو خَفَرُ الأناناس
- الفيلادلفيات-نصوص شعرية
- بيروتيَّات-نصوص شعرية


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة الخوّاض - في الذكرى الثلاثين لميلاها -بورتريه لزينب