أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد بودواهي - الحراك الشعبي بين حضور الشباب والجماهير وغياب المثقفين وخيانة السياسيين















المزيد.....

الحراك الشعبي بين حضور الشباب والجماهير وغياب المثقفين وخيانة السياسيين


محمد بودواهي

الحوار المتمدن-العدد: 3744 - 2012 / 5 / 31 - 21:08
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تشهد المنطقة العربية والمغاربية راهنا حالة انتفاضات وغليان شعبي واحتقان اجتماعي وسياسي تتفاوت درجاتها من دولة إلى أخرى ، تتقاسم فيما بينها طبيعة الإرادة والطموح.. إلا أنه في ظل هذه الحالة الموسومة بالمخاض والحركية ينتصب السؤال قائما حول دور المثقف في صناعة التغيير؟ أو على الأقل حول وعيه بما يجري في الشارع من مطالب عميقة حول الديموقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية ...؟ بعد أن غاب عنها السياسي كليا ماعدا قلة قليلة من اليساريين الجدريين الأوفياء لقضايا الشعوب والجماهير طبعا ...

وإزاء زخم لحظة التحول الاجتماعي والسياسي هده التي تمر بها المنطقة يثور التساؤل حول موقع وحدود إسهامات المثقفين في هذا السياق ، خاصة إدا علمنا أن من قام بهدا الحراك الشعبي ومن تزعمه ومن أطره هم الشباب . فهل المثقف هو الدي أقنع هدا الشباب بالخروج وتكسير حاجز الخوف ؟ وهل هو من أخد بيده و شجعه على مواجهة الدولة المستبدة القاهرة ؟ وهل هو من أطره للعمل على الإطاحة بالأنظمة السياسية الفاسدة العصية على التزحزح والارتجاج ؟ فهل للمثقف دور في ما وقع من انتفاضات أم أن شروط الدات والموضوع تجاوزته كما تجاوزت السياسي من قبله ؟؟ ..

لقد أبرز المثقف العربي والمغاربي في عصر النهضة إمكانيات كبيرة على التعبئة والتحريض والعمل من أجل بناء الذات الحضارية المستقلة ، والانفلات من التبعية الغربية المطبوعة والمبنية على الاستغلال والهيمنة ، وأعطى بالتالي للشعوب بعض المقومات الخاصة الضرورية لضمان استمرارها في إطار الخصوصية المحلية رغم هيمنة التوجه العروبي الإقصائي المعادي لكل الهويات والثقافات الوطنية الأصيلة المتعددة الأخرى من أمازيغية وكردية ونوبية وقبطية وآشورية وآرامية .... ، لكنه بالمقابل أخفق في اجتثاث جذور الاستبداد والطغيان التي كانت تؤطر -وماتزال- عقلية كل الأنظمة السياسية الحاكمة .

ان المثقف الحقيقي اليوم هو عملة صعبة وصعبة جدا اذ يكاد يختفي في خضم اولئك المثقفون التقليديون من طرف واغلبهم رجال دين وموظفين سامين وكتاب .. الخ واولئك المثقفون السلطويون من طرف آخر واغلبهم من الاعلاميين والصحفيين والفنانين والجامعيين والمحررين التابعين للسلطة .. وهنا لابد من الاعتناء بالمثقفين الحقيقيين العضويين الذين يمكنهم ان يكونوا البديل الحقيقي باعمالهم وابداعاتهم ونضالاتهم وترجمة كل معاناة مجتمعاتهم وشعوبهم في أعمالهم وإبداعاتهم ...

أن الثقافة لا يمكن ان تشكل عامل تغيير جذري دون أن تتجاوز ذاتها بنفسها وبشكل متواصل ومتصل . وثقافة التغيير تختلف بالتأكيد عن ثقافة التزوير إد تحمل أشكالاً منهجية علمية معرفية رصينة تقف بالضد من ثقافة التزوير التي تحمل معها شعارات مبطنة مستهلكة وتعسفية تستهدف لحظة معينة مربكة، بينما المراد من التغيير بناء ثقافة تأسيسية لمرحلة قادمة تحمل أيضاً مضامين تشكيلة اقتصادية اجتماعية وتصبح بديلاً عنها ..

وبناء عليه فإن المثقف الحقيقي ينطلق في ثورته الفكرية الاجتماعية السياسية الخلقية من ذاته أولا ، فهو المبدأ والمثال عملا وحياة وأخلاقا وسلوكاً وتربية ، إذ لا يستقيم الظل والعود أعوج ، ما يفرض عليه أن يكشف عوامل الضعف والانحراف في آلية التفكير عند بعض الساسة والمثقفين المطبعين مع السلطة ومع الاستبداد والظلم ، وأن يتصدى للتشويه الإعلامي المعادي المنظم ، بمثل ما يتصدى للتشويه الإعلامي للسلطة ، وللممارسات الأخلاقية المشينة ... وهذا قد يعرضه للأذى والإهانة أوحتى الاعتقال والتجويع والاضطهاد ولكن عليه أن يتحلى بالصبر والإرادة والعزيمة لفضح كل أسباب الترهل والتراجع السياسي عن المفاهيم الوطنية والديموقراطية وعن آمال الشعب في التحرر والديموقراطية والكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية ...‏‏

و المثقف الحقيقي أو العضوي كما يسميه المنظر الماركسي الفد أنطونيو غرامشي يتعامل مع ما يجب أن يكون ، و يتجاوز النظرة الضيقة عن البيت والعائلة والأهل والمدينة ويترفع عن الحزبوية الضيقة والمصالح الخاصة ... وينخرط في العمل الجماهيري بدون تردد من اجل وطن حر وكريم ينعم فيه المواطن بالإستقرار والحياة الجميلة الكريمة .... و طموحه لا يصل إلى حد امتلاك ناصية الحكم وأدوات السلطة وإنما يصل إلى حد دمقرطة المجتمع والدولة وبناء الذات المواطنة السوية ... فهو يرتبط بالقيم و يعمل وفق الضمير والمثل ، ويضحي بمصالحه من أجل المبادئ والقيم وبناء الأوطان وحريتها ، ‏‏ولا يتعامل مع الوسائل الدنيئة للوصول إلى الغاية كما هو المثقف الذرائعي الميكيافيلي الذي يكون وبالاً على شعبه وأمته ، ويعمل دون خوف أو مواربة على مواجهة السلطة السياسية عندما تنحرف عن أداء واجبها في تطبيق الدستور الشعبي الديموقراطي والقانون وفق مبدأ الحقوق والواجبات . ويجتهد أيما اجتهاد في مجابهة كل سلطة اجتماعية أو روحية قاهرة أو منتجة للتخلف والتفرقة والطائفية والمذهبية والعشائرية والفئوية ، أو صانعة للفساد والظلم والقهر، و يتصدى لأي ممارسة سياسية تقع فيها السلطات المحلية فريسة للتفريط بقضايا الوطن والشعب ...

والمثقف من هده الطينة له مصداقيته كبيرة ورؤيته عميقة للتغيير وصوته مسموع وأفكاره نافذة .... إنه الحامل لفكر تعبوي وفلسفة تحريضية وتمردية حينما يبلغ المجتمع ذروة التفسخ والجهل والإستهتار. لتبقى الثقافة الاداة الوحيدة للإحتجاج والإعتصام رغم جحافل القمع . وهو غير موالي للسلطة لانه يسعى لتغييرها ولا يرى فيها غير أداة قمعية رغم كل الخطابات المعسولة التي تتشدق بها . فحين تتقوى جبهة الانتليجنسيا كما يؤكد لنا التاريخ في عدة تجارب عالمية تنحني السلطة القمعية وتدع الامر للمجتمع المدني الحرعبر مؤسسات نزيهة وشفافة و الذي يكون وقت ذاك قد تأثر بالفكر التحرري والوعي الجماهيري الذي قاد مشعله المثقف الجماهيري الذي حاول أن يؤثر في أوساط المقموعين عبر ثقافة إشعاعية تلامس قضاياهم وواقعهم وطموحاتهم ...

والسؤال هنا هو هل هناك دور لعبه أو يلعبه المثقف اليوم في ما يعيشه الوطن العربي والمغاربي من انتفاضات واحتجاجات وغليان شعبي من أجل التغيير الحقيقي.. وبالتالي هل هناك مثقفون من هكدا صنف تعيش بين ظهرانينا ؟؟؟؟ إنهم بالتأكيد موجودون لكن بندرة لا متناهية مع الأسف ....



#محمد_بودواهي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب بين التبعية السياسية واستنزاف الخيرات ، والأمل في الا ...
- الرهان الفاشل في المخطط البحريني السعودي لإيقاف الزحف الثوري
- رحيل بنزكري ...عطاء وأخطاء ...
- لا بديل عن الثورة الشعبية لكنس الدولة المخزنية والحكومة المل ...
- الميكيافيلية المقيتة وخدماتها الجليلة لنصرة حكام الاستبداد
- المجتمعات المنطقة في ظل صيرورة الثورات وضرورة الحرص على الوع ...
- الحكومة الملتحية في خدمة الدوائر المخزنية والأسياد الإمبريال ...
- الحزب الاشتراكي الفرنسي على محك المصداقية
- حزب العدالة والتنمية الأصولي وترجمة أدبياته الشمولية على أرض ...
- الوجه الخبيث للحكومة الملتحية في المغرب
- الحكومة النصف ملتحية والعودة إلى سنوات الرصاص
- الأزمة الهيكلية المميتة للرأسمالية وضرورة توحيد جهود كل الاش ...
- بيروقراطية (الاتحاد المغربي للشغل ) تكشر عن أنيابها لتظهر بص ...
- نضال المرأة : الماضي والأفق المفتوح
- حركة 20 فبراير : تجدر النضالات واستمراريتها وضرورة انبثاق حز ...
- حزب العمال الكردستاني وأكراد سوريا
- الفساد في المغرب ... من المسؤول ؟ وإلى أي أفق يمكن مواجهته ؟
- حرب التحرير الأزوادية وسيرورتها التراجيدية
- 25 يناير والاستمرار في الثورة المصرية
- ثورات على الواقع المرير والمستقبل المفتوح ...


المزيد.....




- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد بودواهي - الحراك الشعبي بين حضور الشباب والجماهير وغياب المثقفين وخيانة السياسيين