أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله صقر - نحن نساهم فى صنع الديكتاتور














المزيد.....

نحن نساهم فى صنع الديكتاتور


عبدالله صقر

الحوار المتمدن-العدد: 3744 - 2012 / 5 / 31 - 19:32
المحور: الادب والفن
    


دائما الشعوب التى تتسم بالخوف والفزع هى التى ينبت فيها الطواغيت والجبابرة , لآن من صفات هذه الشعوب , الوداعة والطيبة , ولذا حين يأتى إلينا برئيس جديد يكون كالنعامة ذات الريش الناعم الآملس , ولكن بعد فترة قليلة , تبدأ بطانته يغوونه ضد شعبه , هذه البطانة يتحركون كالحواة , يحولون الرجل الى وحش كاسر من الوحوش الضارية , فتبدأ سلسلة من القهر والقمع , والعذاب لقمع الشعب .


يتحول فكر الرجل من فكر عادى الى فكر يشوبه الآنتقام حتى يستطيع الآنفراد بالسلطة , فيبدأ بفتح السجون , وتكون الكلمة والقرار الآوحد له , ويكون مصير معارضيه هو السحق وتكسير العظام , حتى يرهب بقية الشعب , وحتى لا يتجرأ عليه من تسول له نفسه , الشعوب دائما تبتغى الآمن والآمان , ودائما تقول الباب الذى يأتى منه الريح سده وأستريح , بمعنى أكثر وضوحا أن شعوبنا لم تسعى لوجع الدماغ مع السلطة , ولذا تتغاضى عن أخطاء الطغاء , حتى تصبح الآخطاء تراكمية , ونحن نتحمل ونشاهد البطش والعذابات ونتحمل .


ونحن الشعوب دائما ما يقع علينا عيوب وأخطاء الطغاة , لآننا نساعدهم فى بطشهم , لآننا نرضى بظلمهم ونستكين وتهون علينا أرواحنا وأرزاقنا وخيراتنا , ونرى الوطن يسلب ويسرق من غيرنا ونحن صامتون لا حراك لنا على ظلمهم لنا , فسكوتنا وتهاوننا مع الحكام , تزيد معاناتنا وعذاباتنا وفقرنا , لآن أغلب البشر تجهل حقوقها المشروعة مع الحاكم وبطانته .


ومن الملاحظ أن الحكام المتسلطين على شعوبهم دائما ما يسعون الى الى إفقار الشعوب , وأيضا الى نشر الجهل بين شعوبهم , حتى لا تستطيع هذه الشعوب أن تطالب بحقوقها منه ,وحتى تظل هذه الشعوب خاملة تعيش فى غياهب الجهل , وبالطبع هذا فيه أستمرارية لهم فى الحكم .
نعم نحن نساهم فى صناعة الحاكم الظالم المستبد ونحوله بأيدينا الى ديكتاتور , عن طريق تهاوننا وتقاعسنا معه وعدم مساءلته عن أخطائه معنا, وتغاضينا عن أخطائه يجعله أكثر تسلطا ووحشية معنا , إنها معادلة ليست صعبة ولكنها سهلة يمكن حلها بسهولة .


نعم نحن نصنع الآله بأيدينا ثم نقدسه وبعد فتره وجيزه نعبده , ولذا هو يستطيع بسهوله أن يشكل منا قوالب تتفق مع ميوله ورغباته ووفق أيدلوجيته هو , بلا شك أن هناك بعض الحكام يستغلون الدين ويتخذونه غطاء لرغباتهم المسمومة ضد شعوبهم , وهم أبعد الناس عن الدين , مستغلين البسطاء والجهلاء فى عدم فهم الدين , والبعض الآخر من الحكام الطغاة يحارب الدين حتى يتمكن من تثبيت دعائم كرسيه لفترات طويلة .


نحن مسؤولون عن صنع هذه الشخصية الغير مرغوبة , لآن ثقافتنا تعتمد على مهادنة الطغاة وقد أخذنا على أن نتعايش معهم فترات طويلة , ساكنين لا تستنهض قوانا ضدهم , نتيجة للخوف والفزع الذى يملآ قلوبنا من وسائل التعذيب التى يتعرض لها من يقف فى وجههم , ونحن لا نستشعر بخطر الديكتاتور إلا بعد فوات الآوان , بعد أن نشعر بخواء البطون وبعد أن يعم الفقر أنحاء البلاد , وبعد أن يمتص خيراتنا وتنزف دماءنا , وبلا شك هذه ثقافة قد تواثناها فى كيفية الحفاظ على ركائز الطغاة لفترات طويلة لآننا ألفناهم ورضينا بظلمهم , لآننا نصبح مغيبون عن الحقيقة لفترات طويلة .


ومن ردة فعله معنا أنه يشكل ويصنع منا عبيدا , لآنه تفرد بالحكم , لآننا مكناه منا بجهلنا وتخاذلنا وتقاعسنا معه , فهو يركب على أنفاسنا , والمتأمل لتاريخ الطواغيت يرى أنهم يعيشون معنا لفترات طويلة نتيجة تخاذلنا معهم , حيث أننا لن نثور فى وجه الطغاة , وحين أقول أننا ألفناهم , أعنى أننا ألفنا ظلمهم لنا , لآننا لن نتحرك فى وجههم إلا بعد فوات الآوان , أنهم أستطاعوا أن يسخروا كل شئ لهم حتى وسائل الآعلام , ومناهج الدراسة مجدناهم وسبحنا بحمدهم فيها, وصلينا وحمدناهم , ووضعناهم فى لوحات الشرف وغيرنا ضمائرنا وقلنا عليهم أبطال , وهم كانوا يسجنون شبابنا فى زنازين تحت الآرض , لآنهم بنوا أجهزة قمعية لسحق شعوبهم .


والمصافة الغريبة أننى حين كنت أعمل فى التدريس فى إحدى الدويلات العربية , كنت معزوما فى عرس ,وبعد أن أنتهينا من من الطعام شد أنتباهى كثيرا رجل كان يجلس بجوارى , بعد أن أنتهى من طعامه قال : الله يعز ( ........ ) يقصد الحاكم , فقلت له لماذا يا رجل تدعى للحاكم وهذه النعمة من الله , قال الحاكم هو الذى يصرف علينا , ونحن ننام فى البيت وهو الذى يصرف على الشعب وهو الذى يركبنا سيارات ويسكننا فى قصور ويعطينا فلوس ويزوجنا بأكثر من حرمة ( زوجة ), هذا فكر رجل يعيش فى عصرنا الحالى , وهذا الفكر البالى هو الذى يخلق الطغاة , لآننا يلزمنا شئ من الوعى والتدبر والفكر الواعى البعيد عن عصور الجاهلية , مع الحكام حتى لا تتحول هذه الحكام إلى وحوش تأكلنا بتصرفاتنا البلهاء حيالهم , وحتى لا يتفكك مجتمعاتنا أمام رغباتهم .



#عبدالله_صقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديمقراطيتنا ليست للبيع
- سكان المقابر ينتخبون
- قرأة فى الآحداث الجارية
- بدعو لك يا بلدى
- النفق المظلم
- التسامح
- كان يوما سعيدا
- عروسة وعرسانك كثير
- رئيس لدولة مدنية
- أحترام إرادة الشعب
- شعب مصر فرحان
- دراما يومية
- الرقص على لحم عارى
- الآنتخاب بإرادة شعبية
- ثورة قامت على الرشوة
- مصر التى فى خاطرى
- لماذا هم غيروا كلامهم؟
- سياسة التكويش
- الحرية وعلاقتها بالمخلوقات البشرية
- خايف على نفسى


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله صقر - نحن نساهم فى صنع الديكتاتور