أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - كامل داود - عالم -امين معلوف- المختل














المزيد.....

عالم -امين معلوف- المختل


كامل داود
باحث

(رويَ اêيçï المïèçل ئ الكêçè في الïيوçنيé)


الحوار المتمدن-العدد: 3744 - 2012 / 5 / 31 - 10:28
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


عن دار الفارابي اللبنانية وبترجمة انجزها ميشال كرم عن اللغة الفرنسية ، كان الكاتب اللبناني امين معلوف قد اصدر كتابه الموسوم " اختلال العالم " ويرى فيه اختلال العالم الذي نعيشه الآن، وهو عالم متهافت تتنازعه ثلاثة اختلالات كبرى ،اختلال ثقافي بصراع الهويات، واقتصادي بسوء توزيع الثروة ، ومناخي بمخاطر الاحتباس الحراري ، هكذا يسجل الكاتب اللبناني الأصل الفرنسي الجنسية "أمين معلوف" في كتابه الثاني والمتمم لكتابه الأشهر "الهويات القاتلة " يسجل به دخول الألفية الجديدة ،وقد يكون دخول بلا بوصلة ، تحف به بمخاوف لها ما يبررها، ولكنه يبقى مصرا على القول انه ليس من أولئك الناقمين على الزمن الحاضر بل على العكس فهو متماهي مع العصر ومخترعاته ويرى نفسه من الجيل المحظوظ ، بيد ان عليه إيصال صرخة إنذار إلى الإسماع وإقناع رفاق المركب ان مركبهم أصبح هائما وان عالمهم مختلا وقد وصل إلى طور متقدم من الاختلال ، يسعى المؤلف في فصول كتابه الثلاثة الى وضع رؤية لتلك الاضطرابات مشبها دوره بحارس بستان تضربه العاصفة فليس له إلا أن يقف على رابية ويتفحص بحزن وألم حجم الدمار الذي خلفته العاصفة على بستانه الأثير .
في الفصل الأول يرى المعلوف إن الانتصارات الغربية في الحرب الباردة كانت انتصارات كاذبة، وعلى فرض ان سقوط جدار برلين كان نهاية لتلك الحرب ،فالحقيقة التاريخية تشير إلى إنها لم تكن باردة على الدوام فقد سخنت في كوريا وفيتنام وأفغانستان وأماكن أخرى من العالم ،هذا من جانب ،ومن الجانب الآخر فأن الاختلال أصبح أكثر خطورة ،لأن سقوط جدار برلين اسقط معه قيم الحوار العلماني وعصف على الفور بالمناخ الفكري الذي كان سائدا أبان الحرب الباردة ، فبعد أن كانت المجابهة الإيديولوجية بين الماركسية وخصومها مجابهة فكرية أصبح الحوار تعزيزا للانتماءات الوراثية على حساب الآراء المكتسبة خصوصا الدينية منها ليس الا ((بحيث إن التعايش بين مختلف الجماعات البشرية بات يزداد صعوبة يوما بعد يوم )) ص24
ويؤشر المعلوف علة من علل الانهيار القيمي الذي أحدثته رياح العولمة ،ويقدر الثمن الروحي لتحول الكرة الأرضية الى قرية صغيرة ، فقد تباينت وتيرتا التطور المادية والأخلاقية وتناشزتا بشكل افقده لذته الإنسانية فيقول:(( إن ما نشكو منه هو الهوة المتزايدة عمقا بين تقدمنا المادي السريع الذي يزيدنا خروجا من عزلتنا كل يوم ،وبين تقدمنا الخلقي البطئ الذي لا يسمح لنا بأن نواجه العواقب المفجعة لهذا الخروج من العزلة )) ص82 وبدلا من انفتاح الشعوب على على ثقافة الآخر، انغمست في البحث عن الشاشات التي تعزز قناعاتها وتبرر ضغائنها وأصبحت (ماكنة) العولمة مطية للعشيرة وللطائفة ،ولم توفق الولايات المتحدة وهي المالك الأكبر لتلك الماكنة ،أن تقنع الشعوب بحكومة كونية كما تريد إن تكون الولايات المتحدة وان هي أصرت على ذلك فعليها أن تجد شرعية لذلك غير سطوتها الاقتصادية والعسكرية المذهلة فالعالم بحاجة إلى أمريكا متصالحة مع نفسها تمارس دورها الكوني في حدود احترامها للإنسان، فأذا كانت الولايات المتحدة قد فشلت في الكثير من مشاريعها ، فهل كانت بعض الدول الغربية على حق في تبرير هذا الفشل ؟ وهل حقا أن الشعوب الأخرى كانت غير جاهزة لتقبل الديمفراطية ؟
إذ قيل إن غلطة الأميركيين هي أنهم أرادوا أن يفرضوا الديمقراطية على شعب لا يريدها و مثالهم العراق.
اما الفصل الثاني فقد اسماه المؤلف (الشرعيات الضالة ) يريد بذلك الشرعية السياسية وقبول سلطة الآخرين ولو على درجة من الإكراه ، ويسوق لنا أمثلة كثيرة على الشرعية ، منها ما استمر لفترة طويلة وهو شرعية كمال أتاتورك ،فهذا الرجل استطاع ان ( يؤرب) الأتراك المنكسرين في الحرب العالمية الأولى ، فقد خرج بشعبه منتصرا ،بعد الهزيمة ،على أعداء اشتهروا بالقوة والمنعة ،وأجبرهم على إعادة النظر في مشاريعهم ، وقاتل كي يعامل باحترام ، لذلك فأن شرعية أتاتورك ظلت قائمة بعده ، خلاف شرعية جمال عبد الناصر ،بصعوده العاصف وفشله العاصف أيضا ثم رحيله الفجائي ، ويرى المعلوف إن عبد الناصر لم يستطع أن يخرج بلاده من التخلف ولم يحسن إقامة مؤسسات سياسية عصرية وان مشاريعه الاتحادية لم تعرف غير الفشل وتوجت كل ذلك بهزيمة عسكرية مدوية أمام إسرائيل (ص 140) وتمكن الاسلامويون من إسماع صوتهم عقب إفلاس الناصرية ولكن الاثنين لم يتمتعا بشرعية حقيقية ،وان غياب الشرعية هو شكل من أشكال انعدام الوزن الذي يخلخل السلوكيات وربما تستطير شرره بعيدا ولا يبقى محليا صرفا.
وينظر الكاتب إلى المعسكر الغربي الرأسمالي على أنه فقد هجّاءا محترفا لا بديل عنه هو الأنظمة الشيوعية التي طالما انتقدت النظام الاجتماعي الرأسمالي ونبهت إلى حقوق الشغيلة وكانت أكثر إصغاء لممثليهم من أجل إدارة إنسانية لاقتصاد السوق فبل انهيار جدار برلين ، وعادت العلاقة بين الإنسان والمال إلى حالتها البرية الفاحشة .ويتساءل المؤلف قائلا (( هل ثمة حاجة للقول حرفيا بان هذا الاختلال المالي هو أيضا وربما قبل أي شئ مؤشر إلى اختلال في سلم قيمنا ؟))(ص195)
فيما عرض الفصل الثالث التيقنات الخيالية والتي يطرح فيها رؤى قد تعيد للشرعيات قيمتها وتظهر نقاط الدلالة بوضوح بعد استعادة (الصوى) المفقودة ، ولكي يمنع المؤلف ما قد يلتبس على القارئ ،فأن الحل ليس بالرجوع السلفي إلى الشرعيات التقليدية أو الحداثة المبتذلة ولكن الحل يكون باستنباط سلم قيمي جديد يستوعب تنوعنا المدهش وبيئتنا ومواردنا مع حياتنا المشتركة وقدرتنا على البقاء ، دون الوقوع في براثن العولمة الطائفية والتي هي أشد عواقب العولمة،ولا مناص من القول إن القطيعة بين الغرب والعالم الإسلامي ترسخت كثيرا بعد الاعتداءات الفتاكة في 11 أيلول 2001وهي بحق تندرج كعنوان شنيع في تاريخ القرن الجديد فمن الذي يعيد الثقة للإنسانية بنفسها ؟ فالإنسانية ما كانت في يوم من الأيام أكثر حاجة للتضامن والتكافل للوقوف بوجه المخاطر المتربصة بوجودها التاريخي المفرط في الطول.



#كامل_داود (هاشتاغ)       رويَ_اêيçï_المïèçل_ئ_الكêçè_في_الïيوçنيé#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموروث من ثقافة الاحتجاج
- مناهج شَلِّه وأعْبُرْ
- سوسيولوجيا السلطة
- التطرف في النظم الديمقراطية
- مستويان للتطرف الديني
- قراءة في :(ثلاثية الحلم القرمطي ) د.محي الدين اللاذقاني- مكت ...
- مناهج التعليم وإعاقة النهضة
- الإضحاك .... ذلك الفن المضني
- تِيه الرأسمالية في العراق
- تجليات الطبقة الوسطى
- التحولات السوسيولوجية في نظم الحيازة الريفية في القرن العشري ...
- لا يُخْدَع الناخب من حزب مرتين
- الديمقراطيون بأنتظار غودو
- مقاربة اقتصادية لمفهوم الهوية الوطنية- 2
- مقاربة اقتصادية لمفهوم الهوية الوطنية
- وقفة تحت قوائم المرشحين
- مقاربةالى مفهوم الهوية الوطنية
- توظيف المثل الشعبي في الفساد الاداري - القسم السابع - الخلاص ...
- الديمقراطيون واستحقاقات المواطنة
- توظيف المثل الشعبي في الفساد الإداري- القسم السادس


المزيد.....




- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..مقتدى الصدر يشيد بالانفتا ...
- الكشف عن بعض أسرار ألمع انفجار كوني على الإطلاق
- مصر.. الحكومة تبحث قرارا جديدا بعد وفاة فتاة تدخل السيسي لإن ...
- الأردن يستدعي السفير الإيراني بعد تصريح -الهدف التالي-
- شاهد: إعادة تشغيل مخبز في شمال غزة لأول مرة منذ بداية الحرب ...
- شولتس في الصين لبحث -تحقيق سلام عادل- في أوكرانيا
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (1).. القدرات العسكرية لإسرائيل ...
- -امتنعوا عن الرجوع!-.. الطائرات الإسرائيلية تحذر سكان وسط غ ...
- الـFBI يفتح تحقيقا جنائيا في انهيار جسر -فرانسيس سكوت كي- في ...
- هل تؤثر المواجهة الإيرانية الإسرائيلية على الطيران العالمي؟ ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - كامل داود - عالم -امين معلوف- المختل