أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - وصية الكاتب














المزيد.....

وصية الكاتب


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3744 - 2012 / 5 / 31 - 00:32
المحور: الادب والفن
    


وصية الكاتب

إذا كانت وصية الكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز المفعمة بحب الحياة، تحض على التفاؤل، وتعد في جوهرهاوصفة لاستثمارالحياة، على أكمل وجه،فإن أولى وصية لكاتب عربي ظهرت بعدها، كانت للروائي السوري حنا مينة، الذي كانت حياته أشبه بحيوات أبطال روايته، هؤلاء الذين كانوا يترجمون قولة سانتياغوبطل رواية الشيخ والبحرلأرنست همنغواي"الإنسان قد يتحطم لكنه لايستسلم" تلك العبارة الخالدة، التي أصبحت أيقونة الواقعية الاشتراكية، إلى وقت طويل، وإن كانت وصية حنا مينةالتي نشرها قبل أعوام، في إحدى الصحف السورية،قد دعا فيها إلى قطع كل مظاهرالحزن عليه بعد رحيله، وتسليم جسده إلى أحد مكاتب دفن الموتى، على اعتبارأن أهله لم يكترثوا به في حياته، كما أنه طلب من وسائل الإعلام ألا يشيروا إلى ذلك،ليمرموته الذي طال انتظاره له، إلى تلك الدرجة التي لم يعد يصدق فيها أنه سيموت، بصمت وهدوء، ودونما ضجيج.

وبالرغم من أن وصية مينة، كانت مشبَّعة بالألم والحزن، وجاءت، بكل تأكيد نتيجة رد فعله تجاه المجتمع، على إهمالهم له،إلا أنها في الوقت نفسه كانت بمثابة رسالة إلى مجتمع الشاعر،الصغير، والكبير،على حد سواء، لعلها تدعوإلى لفت النظرإلى المبدع، الذي طالما يتم نسيانه. بيدأن ما نشره مؤخراً الباحث السوري إبراهيم محمود تحت عنوان" منشورغيرسياسي معمم" يعد وصية استفزازية من قبل كاتب كبير، واسع الشهرة، له الكثيرمن الدراسات الفكرية المتنوعة، والشعر، والرواية، والقص، والنقد، وبأكثرمن لغة، من بينها لغته الكردية الأم، ويعتبره بعضهم من أهم الباحثين الذين تناولوا القضايا الحساسة، والإشكالية، بمزيد من الاجتهاد والعمق، لدرجة أن كثيراً من دراساته تعدالأكثرمبيعاً في عدد من المعارض العربية، باعتبارجزءاً مهماً من بحوثه الفكرية صدرت عن دارالريس اللبنانية المعروفة، وإن كان هذا المفكريعيش ظروفاً استثنائة، جد صعبة، بالرغم من عطاءاته الهائلة، في تلك المجالات كافة.

إن لحظة الشعوربالأسى، تبلغ حدها الأعظمي لدى إبراهيم محمود الذي يذهب أبعد من ماركيز، وبما يشبه طريقة حنامينة الذي طاالما تناول إبداعه من قبل، في دراسات خاصة، شأن غيره،حيث دون اسمه الكامل، واسمي والديه، وتاريخ ولادته، مشيراً إلى سوء الحال، والوضع الصحي، وعدد كتبه المطبوعة حتى الآن، والتي بلغت الخمسين، طالباً بدوره ألا يتناول أحدهم نتاجه بالدراسة والتقويم، بعد موته، مستثنياً قلة من أصدقائه المقربين،ومن نقدوه في حياته، وأنه سليل أسرة لم يعرف لها ماض في الحروب والمعارك، بل إن ما ميزالوصية الإبراهيمية، هوأنه دعا صراحة إلى أن يكتب على شاهدة قبره" ولِد منبوذاً وعاش منبوذاً ومات منبوذاً! تلك هي رغبتي الكبرى تسميةً فقط، فقط! " ولعل في ذلك الرد الواضح على التناقضات الهائلة التي تظهرمن قبل بعضهم، من حوله، وهم الأكثردراية بأموراهتبال الفرص، والانتهازية، والزيف، دون أن يقدموا لأهليهم، أيما فائدة، والآلم من ذلك أنه يذكراسم سلفه د. نورالدين ظاظا الذي كان قدأوصى من قبل قائلاً" إذا مت فدعوا جنازتي تمشي وحدها،وكان قد قالها، قبل حوالي نصف قرن، نتيجة ردة فعل ذات أرومة مماثلة، من بعض الزائفين وتجارالوطنية والمواقف من حوله.

إن وصية إبراهيم التي ظهرت مؤخراً، هي رثاء استفزازي، واخز للضمير، وللذاكرة،وهي ليست مجرد لسان حال مثقف استثنائي كبير،فحسب، وإنما تجسد مأساة علاقة المثقف السيزيفي بمن حوله، على اعتبارها، أزلية،مستمرة، متواصلة، مادام أنه مصرعلى تحقيق شرطه الثقافي، بعيداً عن أية ممالقة، أوذيلية لمراكزالثقل البراقة،التي لا أهمية لها، ولا مستقبل، إذا قورن الأمر، بعظمة ما يفعله المثقف المجرِّب، حامل رسالة أهله، ووطنه، والإنسانية جمعاء...
إبراهيم اليوسف
[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ركائز الحوار
- القصيدة المغناة وساحات التحرير
- نشيجُ الحولة نشيد التحول
- دعوة من القلب لوحدة رسل الكلمة الكردية..!
- عبدالرحمن آلوجي: لاترحل الآن ..!
- السِّيرة الذَّاتيَّة: مفتاح لابدَّ منه لولوج عالم المبدع
- أسس الحوارالثقافي
- المقدِّمة الخاطئة:
- تلفزيون2
- رابطة الكتاب والصحفيين الكرد ومنظمة صحفيون بلا صحف الفرنسية ...
- نصف الحقيقة2
- طهرانية الكلمة
- حوارية الكتابة والصورة
- قواسم الكردي العظمى:قراءة عاجلة في مدوَّنة باب -جامع قاسمو-
- أدباؤنا الراحلون: كيف نخلد ذكراهم؟؟
- سقوط المثقف
- النص الكامل لمحاكمة الشاعرة والشاعر:دفوعات الصوروإدانات الخي ...
- بعد أربعة عشرعاماً على رحيله:نزارقباني الشاعرالأكثرحضوراً..!
- الطفل والسياسة
- ثقافة الطفل وتحديات التكنولوجيا


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - وصية الكاتب