أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هانى جرجس عياد - والإخوان أيضا فلول















المزيد.....

والإخوان أيضا فلول


هانى جرجس عياد

الحوار المتمدن-العدد: 3743 - 2012 / 5 / 30 - 05:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


على مدى ثلاثين عاما، اقترن اسم جماعة الإخوان المسلمين بوصف «المحظورة»، حتى تحول الوصف إلى نكتة سمجة، ليس من كثرة استخدامها، بل من فرط هزالها وهزليتها.
صحيح أن عددا من قادة وأعضاء الجماعة تعرضوا -فى زمن مبارك- للاعتقال والملاحقة، وقدموا لمحاكمات عسكرية، وصودرت «أموالهم؟»، لكن الصحيح أيضا أن هذه لم تكن كل مكونات العلاقة بين نظام مبارك والجماعة الموصوفة بأنها محظورة، فضلا عن أنه بين التهم التى واجهها أعضاء الجماعة لن تجد ولو لمرة واحدة أو على سبيل الخطأ تهمة تكوين وإدارة جماعة مخالفة للقانون.
مكونات العلاقة بين نظام مبارك والجماعة أكثر اتساعا وتعقيدا من مجرد محاكمات عسكرية ومصادرة أموال.
الجماعة «المحظورة» قانونا كان لها مقر رسمى معروف العنوان، ومرشد عام يذهب صباح كل يوم إلى مكتبه فى مقر الجماعة، فى المنيل، يمارس عمله فى إدارة شئون الجماعة، ومكتب إرشاد معلنة أسماء أعضائه، وكذلك الحال مع مجلس شورى الجماعة، أى أن الهيكل التنظيمى للجماعة كان معلنا ومعروفا لدى العامة.
كان كل قيادات الجماعة وقادتها يمارسون أعمالهم الوظيفية، وأعمالهم فى الجماعة بحرية، ويعقدون المؤتمرات الصحفية ويدلون بأحاديث وتصريحات لمختلف وسائل الإعلام، ربما كان محظورا عليهم الظهور فى التلفزيون الرسمى، وهو حظر لم يقتصر عليهم وحدهم لكنه امتد واتسع ليشمل الكثيرين.
والحاصل أن أجهزة دولة «مبارك-العادلى» لم تغلق مقر الجماعة، ولم تقدم أيا من قياداتها وقادتها إلى المحكمة، ولو لمرة واحدة، بتهمة إنشاء وإدارة تنظيم غير قانونى، بل لعل العطس كان صحيحا، حيث كانت خطوط الاتصال والتواصل بين الطرفين مفتوحة دائما، وأمن الدولة يعقد الصفقات الانتخابية مع الجماعة «المحظورة»، مثلما يفعل مع باقى الأحزاب «غير المحظورة». صفقات، أو تفاهمات (حتى لا يغضب منا عصام العريان، ونفقد ابتسامته الدائمة التى بلا معنى ولا سبب)، تبدأ من عدد الأعضاء الذين يمكن أن تحصل عليهم الجماعة، وتمتد إلى الدوائر المسموح لها أن تخوض الانتخابات فيها ويصل إلى مستوى معارضة أعضاء الجماعة فى البرلمان.
التنسيق مع أمن الدولة (أكثر أجهزة دولة مبارك قذارة وعنفا ودموية) أسماه مهدى عاكف مرشد الإخوان السابق «صفقات» لكن عصام العريان أسماه «تفاهمات»، ثم جاء محمد مرسى (الرئيس الذى تنتظره مصر الآن) ليكشف بعض تفاصيله فى حوار أدلى به لجريدة المصرى اليوم فى 25 نوفمبر 2010، أى عشية الثورة، خلال الاستعدادات لانتخابات مجلس شعب أحمد عز. قال فيه إن الإخوان لم يقدموا مرشحين لهم فى دوائر زكريا عزمى وبطرس غالى وفايزة أبو النجا، لأنهم من «رموز الوطن المحترمين».
ثم حدث أن الجماعة التى تسعى لتطبيق شرع الله تكشف بسرعة مدى ما يتمتع به قادتها من كذب ونفاق ورياء، فقد تغير رأيهم، بعد الثورة التى سرقوها، فى زكريا عزمى وبطرس غالى فقط، أما فايزة أبو النجا (رغم دورها القذر فى فضيحة تهريب المتهمين الأجانب فى قضية منظمات المجتمع المدنى) فلم تزل من رموز الوطن المحترمين!!، إلى أن تخرج من الوزارة لنرى –عندها- ماذا سيكون رأى جماعة النفاق والكذب فيها.
ولأن الشيء بالشيء يذكر فلم يزل معاونو السيد سعد الكتاتنى هم أنفسهم الذين كانوا يعملون مع فتحى سرور رئيس مجلس سيد قراره، ولعلهم أيضا من «الرموز المحترمين».
عشية «انتخابات» الرئاسة عام 2005، وبينما مئات الألوف من المصريين يتظاهرون فى الشوارع رافعين شعار «لا للتمديد.. لا للتوريث» بقيادة حركة كفاية، صدرت مجلة أخر ساعة، وهى مجلة قومية بالمناسبة، يوم 30 يوليو 2005، وقد وضعت على غلافها صورة كبيرة لمهدى عاكف وعنوان «المرشد العام للإخوان المسلمين: نؤيد ترشيح الرئيس مبارك وأتمنى الجلوس معه» وهو ما قاله المرشد العام بالحرف، فى الحوار المنشور فى ذات العدد من المجلة.
وفى يوم الأربعاء 14 أبريل 2010 استضافت الإعلامية منى الشاذلى فى برنامجها العاشرة مساء على فضائية دريم (وهى قناة مصرية وإن لم تكن قومية) الدكتور محمد بديع مرشد جماعة الإخوان «المحظورة»، الذى كشف النقاب عن إرساله خطاب تهنئة للرئيس «بوصفه والدا للشعب المصرى خرج سالما من عملية خطيرة» (كان المخلوع فى ذلك الوقت عائدا لتوه من ألمانيا بعد إجراء جراحة قيل إنها لاستئصال المرارة)، وأضاف فضيلة مرشد الجماعة «المحظورة»، فى حواره مع منى الشاذلى يوم 14 أبريل 2010، إن الإخوان ليس لديهم تحفظات تجاه أى شخصية ترشح نفسها للرئاسة، مؤكدا بالفم المليان «لا مانع من ترشح جمال مبارك نجل الرئيس للرئاسة، لكن إذا قدم نفسه كإنسان عادى له برنامج انتخابى إصلاحى جديد مختلف عن البرنامج الانتخابى السابق للحزب الوطنى الذى أثبت فشله»
وكذلك يتفوق مرشد الجماعة التى قيل إنها محظورة على بعض رجال مبارك الموصوفين بالحرس القديم والذين كانوا يرفضون فكرة التوريث.
ولأن الشيء بالشيء يذكر أيضا، فقد كشف فضيلة مرشد الجماعة المحظورة عن اعتباره مبارك والدا لكل المصريين، وتأييده لترشيح جمال مبارك للرئاسة، بعد أيام قليلة من إقدام حكومة الكويت على استبعاد عدد من المصريين العاملين فى الكويت، فى مطلع أبريل 2010، «بتهمة» انتمائهم لحملة البرادعى، وشتان بين الموقفين!!.
وعلى مدار 30 سنة من حكم مبارك كان للإخوان دائما أعضاء فى البرلمان، وتقول الحقائق إن نواب الجماعة فى البرلمان كانوا ينتخبون فتحى سرور رئيسا للمجلس، لم يفكر الإخوان ولو مرة واحدة فى ترشيح أحد نوابهم لرئاسة البرلمان، أو حتى فى الامتناع عن التصويت، ولو على سبيل تسجيل موقف، ويشهد تاريخ الإخوان البرلمانى فى برلمان سيد قراره لصاحبه ومديره فتحى سرور، أن أيا من نوابهم لم يقدم ولو مرة واحدة استجوابا أو طلب إحاطة أو طلب إلقاء بيان عاجل، حول أى من مواقف وسياسات النظام الاقتصادية الاجتماعية السياسية، كل ما قدموه هو ملاحقة الكتب والكُتاب والأفلام السينمائية والمسرحيات، وصولا إلى مطاردة فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق عندما أدلى بتصريحاته الشهيرة حول الحجاب، ومحاضر الجلسات شاهدة وتقارير الأداء البرلمانى حاضرة لمن يريد.
وإذا ما أرد أحد أن يمد الخط على استقامته، فلن يكون غريبا، أن نصل إلى الصفقة مع عمر سليمان، أثناء الثورة، ثم مع تلاميذ مبارك «والد الشعب المصرى» بعد 11 فبراير 2011، ولن يكون مدهشا أن يختفى بديع وتلاميذه من الميادين ويلتحقون بالجنرالات.
«هذا غيض من فيض»، مثلما يقولون، فتاريخ الجماعة التى قيل عنها إنها «محظورة»، جملة وتفصيلا، يؤكد أنهم كانوا ومازالوا جزءا لا يتجزأ من نظام مبارك الذى هتفت الملايين مطالبة بسقوطه، ولم تزل.
وكذلك ليس غريبا أن تضعنا انتخابات الإعادة، تحت إشراف المستشار عبد المعز إبراهيم، أمام مرسى وشفيق، وجهين لعملة واحدة، أو بالمصطلحات الشائعة كلاهما فلول.
أما عن مبررات وأسباب العنف الذى مارسته أجهزة نظام مبارك مع الجماعة، فهذا حديث أخر، يمكن أن نعود إليه قريبا.



#هانى_جرجس_عياد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين مرسى وشفيق: للثورة خيار أخر
- ملاحظات أولية على نتائج شبه نهائية
- حمدين صباحى هو الحل
- أحمد الجيزاوى يفضح حكام هذا الزمان
- إرضاء لله... تاجر يحكم مصر!!
- عن الإخوان والعسكر و«شوية العيال بتوع الثورة»
- «قانون الحرابة»... هروب من أزمات الوطن إلى تقنين «جرائم ضد ا ...
- الدستور ليس برنامجا حزبيا... تلك هى «المعركة»!!
- هوامش على عصر «المشير والمرشد»
- زياد العليمى
- من «البنا- صدقى» إلى «بديع- طنطاوى»... هل من جديد؟
- كاذبون... وبلهاء
- مشاهد فى «مؤامرة على وطن ثائر»
- العسكر ليسوا فاشلين ولا مرتبكين.. إنهم متآمرون
- بيان العسكر رقم 90: «غباء مبارك» سيد الموقف
- إسقاط السلطة لا يكفى.. الشعب يريد إسقاط النظام
- مكانة القوى اليسارية في ثورات الربيع العربي
- رسالة مفتوحة إلى من يهمه الأمر: ليس من اللائق....
- يناير يعود فى نوفمبر
- المؤتمر الصحفى الذى تأخر عن موعده


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هانى جرجس عياد - والإخوان أيضا فلول