أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل يمكننا حل المشكلات العراقية بالنداءات؟















المزيد.....

هل يمكننا حل المشكلات العراقية بالنداءات؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3743 - 2012 / 5 / 30 - 01:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحن أمام واقع معقد وصعب ومتشابك, واقع أزمة متعددة الجوانب والوجوه ومتداخلة في ما بين مكوناتها الداخلية وعواملها الخارجية الإضافية. تحت وطأة هذا الواقع يعيش الشعب العراقي بأغلبيته ابتداءً من الموصل عبر كردستان ومروراً بكركوك وبغداد وصولاً إلى الفاو في جنوب العراق. هذا الواقع نشأ قبل إسقاط الدكتاتورية اثناء نشوء التحالفات السياسية التي استندت إلى قاعدتين هما الطائفة والأثنية بعيداً عن مفهوم المواطنة, رغم الحديث حينذاك عن التيارات السياسية الخمسة (التيار القومي العربي والقومي الكردي والتيار الإسلامي السياسي والتيار الديمقراطي وتيار المحافظين ومعهم العشائر) كما برز هذا واضحاً في مؤتمر المعارضة في بيروت في ربيع 1991 بالارتباط مع الانتفاضة الشعبية في العراق, ثم تكرست في مؤتمرات صلاح الدين ولندن وتتوجت بصورة رسمية في عهد باول بريمر وف أعقاب فرض الاحتلال في شهر نيسان من العام 2003 على وفق إرادة الإدارة الأمريكية برئاسة جورج دبليو بوش, ثم ترسخت في عقول الأحزاب السياسية الحاكمة في عهود الحكومات الثلاث علاوي والجعفري والمالكي ثم تفاقمت وأصبحت خانقة في وزارة المالكي الجديدة التي استمرت في أعمالها بعد انتخابات 2010 حتى الوقت الحاضر.
المعطيات المتوفرة تشير إلى إن قيادة التحالف الوطني بيد حزب الدعوة فعلياً, وبالتالي فأن قيادة الحكومة بيد المالكي ومعه الشخصية الثانية في الحزب علي الأديب والجناح المتشدد طائفياً في حزب الدعوة, إذ منذ أن أصبحا في الحكم بدأت لوحة التشيع في العراق تأخذ مساراً جديداً في وزارتي التربية والتعليم العالي, إضافة إلى الهيمنة الفعلية على وزارة الداخلية وأجهزة الأمن والشرطة والقوات المسلحة. وهي التي تثير القوى الأخرى شاء الإنسان أم أبى.
ومع هذه الهيمنة بدأت سياسة التجاوز على الحريات الفردية والحريات العامة وظهرت علامات القرارات الفردية والتوجه صوب الاستبداد الفردي وانطلقت الموضوعة القائلة: "أخذناها بعد ما نعطيها!" على ذات النغمة التي تحدث بها قبل أكثر من اربعة عقود صدام حسين حين قال : "جئنا لنبقى!". ثم بدأت عمليات نبش الماضي والاعتداء على طريق الشعب وقبلها الاعتقالات والتعذيب والتهديد بالقتل والقتل على ايدي مجهولين لم تظهر النتائج ولن تظهر الآن!
" في مثل هذا الوضع وجه السيد رئيس الجمهورية نداءً مستعجلاً يقول فيه ما يلي:
إن العملية السياسية تواجه إشكالات واستعصاءات معقدة وشائكة تهدد بشلل الاقتصاد وتعطل مرافق ومؤسسات الدولة وتعرقل تقديم الخدمات التي يطالب شعبنا، عن حق ، بتحسينها وتطويرها. وأضاف طالباني في رسالة وجهها للشعب العراقي إن الاشكالات تتطلب وقفة تأمل وتفكير والبحث عن مخرج من التأزم الراهن. ثم خاطب " القادة السياسيين بقوله :إنني على يقين راسخ من أن خطورة الظرف الراهن تستدعي الاسراع في الجلوس على طاولة الحوار الأخوي البناء. (شبكة أنباء العراق, أخذ المقتطف بتاريخ 29/5/).2012
وطرح مبادرة من ثمان نقاط أيدتها الأطراف المتصارعة واعتبرتها مقبولة لبدء الحوار. وكافة النقاط المطروحة مهمة ولكنها لا تتعرض للواقع الطائفي القائم حالياً في العراق, أي لا تمس نظام المحاصصة الطائفية والأثنية السيئ الصيت القائم حالياً في العراق, فهو الذي أسس لما يعاني منه العراق من المشكلات والخيبات والفساد والإرهاب.
إن نداء السيد رئيس الجمهورية لن يكون مفيداً ومؤثرا وقادراً على حل الأزمة ما لم يتحر المجتمع كله عن اسس جديدة للتحالفات السياسية, عن نبذ للطائفية والأثنية في الحكم, عن التزام بمبدأ المواطنة الحرة والمتساوية. إنه الحل الوحيد الذي يفتح الطريق لمعالجة المشكلات على اسس جديدة وعقلانية. ما لم تنشأ ثقة متبادلة مفقودة حالياً بين كل الأطراف السياسية العراقية وفي كافة التحالفات القائمة.
والسؤال الذي يواجهنا مباشرة هو: هل في مقدور المالكي أن يكون الشخص الذي يتخلى عن طائفيته وليس التخلي عن مذهبه الشيعي؟
يتمنى الإنسان ذلك وكنا نتطلع على ذلك في بداية الأمر. إلا إن الوقائع التي تحت تصرفنا تؤكد أن السيد رئيس الوزراء غير قادر على انتهاج سياسة ديمقراطية تلتزم مبدأ المواطنة وبعيداً عن الهوية الطائفية والسياسات التي تجسد مضمون الطائفية المقيتة في الحياة السياسية العراقية.
حين جاء المالكي إلى الحكم قلنا ربما يستطيع أن يمارس سياسة أخرى غير التي مارسها الجعفري, الذي عمق التشدد الطائفي, وحين سمى قائمته بدولة القانون قلنا علَّه تعلم من دروس السنوات المنصرمة. ولكن ولم يمض وقت طويل حتى بانت السياسة الطائفية لحزب الدعوة الإسلامية, الحزب الذي يقوده نوري المالكي وعلي الأديب.
لو كان في مقدور المالكي نزع العباءة الطائفية ومغادرة مواقع الطائفية السياسية حين أصبح رئيساً لوزراء العراق, البلد المتعدد الأديان والمذاهب, ولو كان قد مارس طقوسه المذهبية في بيته, لما اعترضنا على وجوده في رئاسة الوزراء, بل لقلنا له أحسنت صنعاً. ولكن السيد رئيس الوزراء برهن خلال السنوات الأربعة المنصرمة على نحو خاص إنه ضيق الأفق, رغم الذكاء الذي يتميز به في ممارسة المناورة السياسية. لكن هذه المناورات لن تنفع في بلد تعلم كثيراً على أيدي الكثير من الحكام أساليب المناورة السياسية والتي لا نتائج لها سوى الخراب والموت الذي عشنا في ظله طوال عقود.
إن النداءات وحدها لن تخرج العراق من أزمته, إن التغيير في النظام السياسي من نظام المحاصصة إلى نظام المواطنة الديمقراطية هو السبيل الوحيد لبدء الحل الإيجابي للمشكلات العراقية. إنها البداية لتعديل الدستوري واحترام إرادة الشعب ومجلسه النيابي واحترام قاعدة الفصل بين السلطات والفصل بين الدين والدولة واحترام حقوق الإنسان والحريات العامة وحل مشكلة التنمية والبطالة...الخ.
أتمنى على السيد رئيس الجمهورية أن يركز على الأسس القويمة التي تخرج العراق من أزمته المديدة وليس على حلٍ سرعان ما يعيد إنتاج الصراعات ثانية في الساحة السياسية لأن أي تغيير لم يحصل في أسس النظام المحاصصي القائم حالياً.
إن كان في مقدور السيد رئيس الجمهورية إقناع اسيد رئيس الوزراء بالتخلي عن المسرة الطائفية, عندها سيقدم أكبر خدمة لهذا الشعب المأزوم والجريح. أتمنى عليه ذلك!

30/5/2012 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يعي الجميع مسؤوليته إزاء الكُرد الفيلية في العراق؟
- هل من اسس معقولة في التحالفات الجارية في العراق
- الأول من أيار في مواجهة حكومة وأجهزة أمن حزب الدعوة (أو) دور ...
- تحية إلى عمال العراق, إلى منتجي ثروة البلاد. ولمصلحة من يمنع ...
- المالكي ... إلى أين؟
- نحو المؤتمر الأول للتجمع العربي لنصرة القضية الكردية في أربي ...
- هل يسير نوري المالكي على خطى صدام ويدفع بحزب الدعوة على خطى ...
- عزة الدوري والجرائم البشعة التي تثقل كاهله وكاهل حزبه الفاشي ...
- من أجل أن لا يتحول الضحية إلى جلاد في سوريا!
- محنة الكُرد الفيلة, محنة سياسية واجتماعية واقتصادية, محنة إن ...
- مجلس الأمن يمنح دكتاتور سوريا فرصة لقتل المزيد من الأبرياء!
- طريق الشعب هدف أجهزة الأمن والشرطة العراقية
- تحية إلى الحزب الشيوعي العراقي في ذكرى ميلاده ال 78
- تصريحات رئيس إقليم كردستان في الميزان
- جرائم بشعة جديدة يرتكبها -الإسلاميون- الفاشيون القتلة في الع ...
- دروس الذكرى السنوية الأولى للحراك الديمقراطي الاحتجاجي في ال ...
- دروس الذكرى السنوية الأولى للحراك الديمقراطي الاحتجاجي في ال ...
- المثل الشعبي العراقي يقول: ليش هو -المستحة گطرة لو سطلة!-
- محنة المرأة العراقية من محنة المجتمع العراقي كله [في اليوم ا ...
- هل يتعظ الحكام العرب وحكام العراق من عواقب ما انتهى إليه بعض ...


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل يمكننا حل المشكلات العراقية بالنداءات؟