أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رعد عباس ديبس - هل اصبح حب الوطن سبه؟














المزيد.....

هل اصبح حب الوطن سبه؟


رعد عباس ديبس
(Raad Abaas Daybis)


الحوار المتمدن-العدد: 3742 - 2012 / 5 / 29 - 23:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ ان تعلم الانسان القديم الزراعة نمى عنده حب الارض وازداد انتمائه للمكان وعندما تهاجم الارض
من قبل أناس غرباء أو حيوانات كان يستبسل في الدفاع عنها وصد هذا الهجوم , وعندما كبرت هذه
التجمعات باتلافها مع بعض وخاصة بين الاقارب والعشائر كونت البذرة الاولى لما يسمى الآن بالوطن.
وعند بداية تكوين الاوطان كانت عادة ما تحوي جماعة من اصل واحد وهذه الجماعة كونت لها مشتركات
عديده من لغة وثقافة ومعتقدات فاطلق عليها قوم او قومية, وعندما تطورت الحياة واخذ الناس من غير
سكنة هذه التجمعات يردون اليها للبحث عن مأوى او عمل كبرت هذه التجمعات واصبح يطلق عليها كلمة
شعب, وارتبط هذا الشعب بالارض والارض أحيت بالشعب ومنذ ذلك الحين وهناك ترابط عضوي بينهما
بحيث لايستطيع احدهما العيش بدون الآخر, فلا تستطيع الارض ان تزدهر وتثمر وتصبح معطاء بدون
شعب ولا يستطيع الشعب ان يتوحد ويتماسك ويحافظ على هويته من دون ارض. ولذلك اكدت الاديان
على قدسية الدفاع عن الارض واعتبرتها احد اسباب الجهاد والشهادة, وكذلك جميع المرجعيات المادية
اكدت على قدسية الدفاع عن الوطن وقد ضحى احرار العام في كل مكان للدفاع عن اوطانهم في فرنسا
والاتحاد السوفيتي وبريطانيا وامريكا والهند وامريكا اللاتينية وامريكا الجنوبية وفيتنام وكوريا والبلدان
العربية, ولا يزال جرح فلسطين ينزف لانهم يريدون لشعبها ان يعيش بلا وطن, وقد ضحى الفلسطينيون
, ولا يزالون, بخيرت شبابهم رجالا ونساء من اجل استعادت وطنهم السليب.
وقد تغنى الشعراء بالحنين الى الوطن والالتصاق به ,وهذا شاعرنا الرصافي يقول
بلادي وان جارت علي عزيزة وقومي وان شحو علي كرام
والسياب يعشق حتى ظلام العراق حين يقول
الشمس اجمل في بلادي من سواها
والظلام حتى الظلام
هو اجمل لانه يحتضن العراق
والجواهري يحيي دجلة عن بعد فيقول
حيية سفحك عن بعد فحييني يا دجلة الخير يا أم البساتين
حييت سفحك ضمان ألوذ به لوذ الحمائم بين الماء والطين
والشاعر الكبير ناظم حكمت يصرخ
لو وضعوني في الجنة لصرخت اه يا وطني
وحتى امهاتنا وجداتنا أكدن على الراحة والعزة في الوطن حين قلن ( رحت لبيت الله مثل بويتي
لا والله ) فهن يقسمن بالله بان حتى وهن في بيت الله الحرام لم يجدن الراحة مثلما يجدنها في
بيوتهن واوطانهن.
وبعد كل هذا يخرج عليك من يقول انا لا تهمني الاوطان وانما يهمني الانسان , فأي قيمة للانسان
بدون وطنه, ومن تجربتي الخاصة في الغربة لمدة 35 عام تنقلت خلالها في بلدان كثيرة وقابلت
الكثير من من الاقارب والاصدقاء وتوصلت الى نتيجة ان الانسان في الغربة ليس سوى رقم
ولكن في وطنه هو سيد مهما كانت الظروف فهو بين اهله واحبائه والكل يقدره ويحترمه, ومهما
اخذ المغترب من الجنسيات فالكل ينظر اليه على انه غريب وفي بعض الاحيان بدونية وخاصة
لنا نحن المسلمون والشرقيون. صحيح ان المغترب وخاصة في دول اوروبا الغربية وبالاخص
الدول الاسكندنافية يعيش وسط الخدمات الراقية جدا ويستطيع ان يمارس طقوسه ويبدي ارائه
بشكل حر, ولكن شعوره بالحياة معدوم , وكما قال لي احد الاصدقاء الذين يعيشون في السويد
( ان الحياة هنا هي موت بطيئ , ولكن موت نظيف وراقي).
اخذتني الاشجان بعيدا عن صلب الموضوع وهو الوطن فالعالم كله يفتخر بوطنه ويطالب
بالمحافظة على ترابه وماءه وسماءه و ذلك مسموح به للجميع ما عدى العراقيين فاذا دعى
احدهم الى وحدة بلاده اصبح شوفيني ومتعصب ودكتاتوري, ومن العيب عليه الدعوى لذلك
لانه يصب في خانة اعلاء الوطن على الانسان , ولا اعرف من اين يحصل الانسان على
حقوقه اذا لم يكن له عنوان على هذه الارض وعنوانه هو وطنه, وحتى اللاجئين فانهم يعطون
حق اللجوء لان في اوطانهم مشاكل فلا يحصل على حق اللجوء من ليس له وطن.



#رعد_عباس_ديبس (هاشتاغ)       Raad_Abaas_Daybis#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة دائما هي الضحية
- لماذا يصر مجلس الامن على ابقاء العراق تحت الفصل السابع؟
- قبول الآخر يجب ان يكون حقيقة وليس شعار
- المعايير المزدوجة للدفاع عن حقوق الانسان
- التسامح والعفو من مبادئ الاسلام
- المادة 409 من قانون العقوبات العراقي لمرتكب جريمة غسل العار ...
- لماذا لا تثق المرأة العراقية والعربية بالمرأة سياسيا؟
- تداخل مع رسالة الاستاذ رزكار عقراوي لسكرتير الحزب الشيوعي ال ...
- قتل المرأة غسلا للعار ينافي الشريعة الاسلامية
- معاناة المرأة العراقية في الغربة
- اليسارية والدين
- متى ترفع الفيزه عن العراقيين لدخول اقليم شمال العراق؟
- كيف نبني دولة عراقية قوية؟
- التوافق السياسي في العراق هل هو بضاعة عراقية الصنع؟
- حكومة التوافق متى تكون سلبية ومتى تكون ايجابية
- استحالة تعديل الدستور في الوقت الحاضر وقد يكون لفترة طويلة
- مصيبة الدستور العراقي مع الساسة العراقيين
- وضع الغجر في العراق
- عن قانون العمل العراقي
- هل يدعوالدستور العراقي للدكتاتورية؟


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رعد عباس ديبس - هل اصبح حب الوطن سبه؟