أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرزاق الخطيب - رحيق الوجود عبر رائحة الكلمات 0قراءة في نص (حديث الليل والنهار) لجواد الصالح















المزيد.....

رحيق الوجود عبر رائحة الكلمات 0قراءة في نص (حديث الليل والنهار) لجواد الصالح


عبد الرزاق الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 3742 - 2012 / 5 / 29 - 13:04
المحور: الادب والفن
    


(حديث الليل والنهار)، لاجدل ولاسجال العباره في نسق تراتبي يجعل من الثاني اول ، فالبدء نهار والاخر ليل ، اطار العباره ينم عن عنوان يوحي بأختلاط شائك في معرفة الحقائق الا اذا قبلنا المعرفة وجئنا باليل قبل النهار 000ثم تدركنا مفاجأة أخرى ، الزمن المستغرق لمثل هذا الحديث 0 أًهو ليل واحد بما يساوي يوما واحدا 0 ام الزمن امتداد زمني الاوقات بحدود معينه 0 اي تكرار هذا الحديث الذي يستوعب الزمن كله 0فنحن ازاء قضية تزداد تعقيدا اذا لم نفسر الزمن ونجعله محدودا ويفكنا من هذا الارتياح إذ تطل علينا العبارة الاولى لتجعل الزمن مرهونا بحالة وجد وتجل انسانية
(يداهمني وقت الصحو )
فعل كينونة في الحاضر يأتي حادا مندفعا مغيرا شكل العنوان المتشابك ،مخترقا الرتابة في ظهور وقت – زمن اخر – الصحو – هنا تنتفظ شعرية اللاوعي في انحياز اللغة لتفكيك الحدث المتمثل بالحديث 0 والزمن على العنوان – الليل – النهار – ليجد مخرجا اشبه بالانحدار من قمة جبل الى سهل خصب تنمو فية العبارة كالعشب ضمن تحايل لغوي يفك لغز العنوان والعبارة الاولى ويبدل الامكنة لان الصحو الذي ولد من المداهمة لم يكن لا انتباهة زمنية قصيرة لبتر الحديث واخذ زمام الامر بقيادة روح لم تزل ثملة بأ يقاع العبارات التي تولد في رحم صومعة زاهد لم يدر بأن اوراقه لا تحتوي كامل العبارة !
*****
ينفتح افق الزمن في الماضي بشبه الجملة التي تؤشر الى معالم وجها غائبا منذ قرون ويترادف الغياب – التيبس – في مجاورة محيرة 0 اليباس وجود – والغياب لا وجود وثالوث الزمن قرون ماضية 0اشتباك يفتح تاريخا مبهما في ( منذ عرفت الدنيا ) ياتي الانعتاق من هذا الضيف بازمنة لها طعم ورائحة وحضور ( تفتحت في الارض براعم ) ( سطعت على الاغوار ضياء) وبمتابعة المفردات 000 الغياب المنبثق من الصحو ، الوجه المتيبس منذ قرون حضورا جديدا للصحو 0 الخلاص المطلوب في زمن الحضور – تفتحت – براعم 0 الضياء الساطع في الاغوار 000 نسق يتناوب ما بين الشعرية والمعقولية لخلق محاولات التعرف على مفقودات ازلية ثم الرجوع الى الاعماق ( الاغوار ) لكشف حقيقة التجلي بسردية قصيرة معبرة 00

( ما زلت اجهله ، رغم التواتر ، وحديث الليل والنهار )
لم يكن جهلا 0 بل هي معرفة مكنونة 0 معرفة جاءت بتواتر العلاقة الحميمة التي لم يبقى منها الا حديث الليل والنهار والذي يمثل حديثا مع الذات 0ولم يكشف المراد 0فالحياء المطلوب لاخفاء رغبات التجلي ببعد عن الحسية والملامسة والالتصاق 0ويتخلى عن كل الاشياء لتظل اغنية الزمن مؤطرة بمثل هذا الحنين الصوفي0
(يعرفني) كلمة تهبط من سطحية التناول الى مديات التيه ،لاتملك هذه الكلمة التي تؤسس جملة داخلة في نسق تبث مفرداته حالات متناقضه فمن جهل معرفته تأتي (يعرفني) لتدخل عبر اسرار هذه المعرفة التي سرعان ماتتلاشى لتكون معرفة للسارد وليس للمبتغى معرفته ، وينطلق ترجمان اللاوعي في الكشف عن الغياب 00مشكلا وراء مفرداته شعورا بالمغيب 0ومخططا ملامح متناقضة لرسم هذا التنازع الروحي لرؤية المجهول-الغياب-
(في كل يوم ، له نازلة) الحضور نازلة تربك وجدان العارف وتخلط عليه اوراق الفهم والاشياء كلها منسوبة اليه 000(يداعبني وقت فرحي )(يبصق في وجهي حين يعلو البحر ) (تنتحس السماء بالغبار) (يهيل علي من صمته غضبا)(ويشعل النيران في الاحشاء)
افعال السرد تمثل حالا يعترف بمعرفة الغائب00 فنبتعد ضمن هذا النسق السردي من زئبقية الادراك ولكن الى رجرجة فكرية حائرة مختلفة بالحدث 0المداعبة-البصاق00التنحس 00التهييل0ثم الاشتغال000
يثب امامنا الجسد الذي تحتدم فيه روح الحرمان ليمسح عتمة الحيرة بفتح منافذ المغامرة واستلاب الغياب ليحقق وجودا متوازنا تستقر فية الروح من الهرولة في هذه المفازات الموعرة بالمجهول ليحقق بعض الملذات التي يتمناها الوجدان وصولا الى الاشباع في اشتعال الحضور ضمن موجود الغياب
اذا نفككك عبارة ( يعرفني ) الى اشكالية الاسناد الى المذكر الى الالتصاق بالمؤنث في خضم عبارات تتوالى في مغريات التمني – يداعبني – البصاق في زمن محدد عند المد في البحر وهذا فيض وجداني – شبقي ثم التمنع الحاصل من فعل ( تنتحس) فتتوارى المخفيات اذ السماء انثى – والبحر ذكر000 ثم بهدوء تتناغم العبارات في ذروة مفعمة اذ يقول النص بصراحة (يشعل النيران في الاحشاء)
بمثل هذه الافعال التي تمثل صيرورة زمن الحال 0 لايقف الزمن محددا بقيد ما 0 بل مثل هذه الافعال تخلط الازمنة حتى تكاد تمثل وجودا كاملا يتخقق عبر وتيرة ازمنة الخلق عبر سردبات تصاحب العنوان الاول 0لتقف الروح مبهورة بين لذة الحضور وفاجعة الغياب !
*****
الوقوف امام حلزونية الوهم –الادراك نجد ان السياق يتلاحم في مفاهيم ثلاثة تتباعد احيانا او تمتزج بل تتلاحم حتى تكون كتلة متلاحمة من التساؤل الوجودي العالق بين المعرفة والجهل 00 فمن الغياب يأتي خلق الوجود –واذ يصبح علامة ظاهرة يتناثر الحدث في منافذ مختلطة تضيع كلها في مدارات الحقيقة التي لاتعطي يقينا مطلقا ان مثل هذه الحركة الحلزونية والحائرة تشكل طيرانا متعاليا في سموات مكتظة بغيوم حالكة وما هذا الفعل الا لزرع البياض لكشف الزرقة الصافية وازاحة الغبار عن السماء والاستمتاع بزرقة بحر يمتد بعيدا حتى شاطيء اليقين0وحتى لانظل عن درب اليقين نتلمس سياقا اخر لعله يخلصنا من اسر الشك والارتباك000
(انبت الورد في الشرفات)(يطوي كل اوهامي )
ثم تبادرنا الجملة لنرتد ثانية الى مفترق طرق التساؤل000
(مجنون انا 000حين اسابق ظله ، اعلق التمائم 000اتملقه000كان يبتسم)
هذه المدارات التي تجعل من العبارات نصلا يفتق عتمة الشك 0وتبذر في النفس يقين المعرفة الذائبة ، ومعرفة الحديث الدائر ضمن شطحة من شطحات الروح التي تهرب من التمرغ في وحل الحاضر لتكشف التواءات الزمن بما يحمله من ات اوبما اخذه من غياب فهذه دائرة الحدث0 ضمن اطار معنون بدهاء الذي يبحر بنا ضمن متن سردي رصع بشعرية العبارات وظل مثلنا في حيرة لمعرفة المجاهيل الثلاثة – الزمن – الحدث – المعرفة 0
ولم يكن بحثا مؤطر بمنطق بل جاء شعريا في انزياحات لغوية جعلت مثل هذا القلق الفاعل شعرا كابد لحظة التجلي وتشطى في ازمنة الجهل الاكبر
ان مثل هذا النص الباهر يسحبني رغما عني في التأني واعمال الفكر لعلي ادرك حقائق هذه الموازنة الصعبة في تبادل الاختلاف –الغياب/الحضور ، عدم المعرفة/المعرفة ، الذات /الاخر الجنون/ العقل000لااريد ان الوث نفسي بالبحث عن هذه المغاليق 0لاني وجدت في النص مساحة وجدانية عامرة بأناشيد صوفية تهديني الى خفايا الكهوف وبدون ان امسك مصباحا للمعرفة اهتدي حين تردد روحي مثل هذه العبارات المضيئة والتي تبث شعاعا لتهديك الى افق اوسع00
لم اكن قارئا معرفيا ، بل قارئا يتلذذ في الركض وراء سرد ينمو براعما ثم يملء الارض خصبا ، فأشم رحيق الوجود عبر رائحة الكلمات

عبدالرزاق الخطيب



#عبد_الرزاق_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امام النساخين
- التمدن لغة الحوار تحية إلى عبد الحسين طاهر وشكر وإعجاب للحوا ...


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرزاق الخطيب - رحيق الوجود عبر رائحة الكلمات 0قراءة في نص (حديث الليل والنهار) لجواد الصالح