أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف غنيم - نحو تحديد مفاهيم الواقع















المزيد.....

نحو تحديد مفاهيم الواقع


يوسف غنيم
(Abo Ghneim)


الحوار المتمدن-العدد: 3742 - 2012 / 5 / 29 - 12:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


. نحو تحديد مفاهيم الواقع

لا أعرف لماذا علينا البحث دائما بين السطورعن المعاني الحقيقية للكلمات، تأسرنا اللغة بجمالياتها ولا تعطينا الوقت الكافي للغوص في دلالاتها, عندما تغمرنا بسيل من المفردات الحاملة لأكثر من معنى، بحيث لا نستطيع بحدسنا الفطري التقاط كل شيء، فاللغة أداة لتجميل المواقف وشكل من أشكال التزييف للمشاعر والأحاسيس التي نلتف من خلالها على كل شيء.
عندما نقول إشتقت لك ما الذي تحمله هذه العبارة من دلالة عاطفية؟ هل حالة الإشتياق نتاج للتفكير الحقيقي بالفرد موضع الحديث؟ أومحاولة لتحميل اللغة ما نحاول إخفاؤه للتسلل عبر الكلمات إلى حدود لا يجوز لنا تخطيها بشكل مباشر. أم هي محاولة للإستنجاد بمفردات لغوية لخلق حالة من الإهتمام الوهمي بالذات التي تقابلنا؟ نقوم بكل ذلك بدافع التكيف مع الواقع أو تكييف الواقع لما نرغب أن يكون عليه دون الأخذ بالإعتبار بأن التكيف الذاتي مع إحداثيات الواقع مرتبط بمركز الضبط الذي يحكم سلوكنا والنتائج والتوقعات التي نضعها من جريان الفكرة في محيط الواقع المتخيل وملائمة ذلك مع الواقع المعاش في محاولة إرادوية لتغير معطيات اللحظة الراهنة والمستقبل القريب مع ما تصبو إليه الأنا المتشكلة في سياق حالة الرفض للموروث السائد الذي يعمل على تخليد الماضي في سياق الحاضر من خلال تغليفه بشعارات ترتبط بالحداثة شكلا وتتفارق معها في المضمون نتاج حالة الإرتكاز لمنظومة فكرية ترفض الآخر في سياق عملها على تأكيد الذات المتجسدة بالقدرة الكلية على معرفة الحقيقة نتاج المطلق الذي صاغ الواقع وحدد المفاهيم والقيم التي تساهم في تخليد البعد الإنساني في علاقتنا مع الآخر.
نعم ما زلت أحاول التلاعب بالمفردات على أمل أن أتمكن من الخروج من الخط البياني الذي شكل منظومة الأفكار التي ما زالت تحكم الواقع ويحتكم اليها الأفراد في معالجتهم لإشكالياته، أعتقد بإمكانية الوصول لهذه الغاية إذا تم إعمال العقل في نقد الواقع من خلال الإشتباك مع الواقع المتشكل على قاعدة النفي الديالكتيكي لمكوناته .

هل هنالك صعوبة في إنجاز هذا المشروع إذا جاز لنا إعتبار النشاط الذاتي مشروعا عاما ينطلق من أن الواقع يخلق إشكالياته ويخلق حلولها معها بحيث لا يمكننا تخطي حلول الواقع إلا إذا أردنا العمل على إيجاد حيز إفتراضي نعمل به على تحقيق شطحات فكرية طوبوية في محاولة للهروب من الحيز العام الموضوعي المحدد لإمكانيات التغير بكل ما يحمله من صعوبات وإستحقاقات فردية وجماعية.
يمكننا وضع عدة سيناريوهات للبدء بعملية التغيير :-


السيناريو الأول
العمل على تحديد المرامي والأهداف الحقيقية لإستخدام المفاهيم والمصطلحات والمفردات اللغوية لضمان وضوح المقاصد والغايات من إستخدامها، فلا يعقل أن يتم الحديث عن الحرية والعمل على إستعباد الناس، أوالمطالبة بالديمقراطية كمدخل لإنهائها ومصادرتها من قبل من يطالب بالإحتكام لها وبها في معالجة تحديات الواقع , علينا عدم التنكر لأفكارنا في سياق عملنا على تجسيدها, وهذا يخرجنا عن التفكير الباطني ويدخلنا الى التفكير الثوري , ألم يكن لنيين واضحا ومباشرا عندما طرح دكتاتورية البروليتاريا كأداه لتحقيق الإشتراكية, لم يتلاعب بالمفردات تحدث عن دكتاتورية الأغلبية كرد على دكتاتورية الأقلية التي تعمل على إستعباد الأغلبية بفعل إمتلاكها لوسائل السيطرة السياسية والإقتصادية , وكان واضحا بإنتهاج العنف الثوري للرد على العنف الرجعي الذي يعمل على إعاقة التغيرات الإجتماعية والإقتصادية .
السيناريو الثاني
إنتاج مفاهيم جديدة تكون نتاج طبيعي للتطور القائم بالمجتمع , والإبتعاد عن المقولات التي أعتبرت مسلمات في التعامل مع الواقع لما شكلته من إطار نظري لا يعبر بالضرورة عن نضج الواقع , ولعل تجربة ماوتسي تونغ من التجارب التي حاولت إعادة إنتاج المفاهيم إرتباطا بتطورات وإحتياجات الواقع المعاش ولتحقيق هذه الغاية قام بالثورة الثقافية التي مثلت حالة إنغتاق مع علاقة التبعية الفكرية للمدرسة السوفيتية التي إنحرفت عن المنهج المادي في معالجة الأوضاع .
السيناريو الثالث
عدم تحديد دلالات واضحة للمفاهيم والمصطلحات تمهيدا لإخضاع الواقع لفتاوى وإجتهادات مشايخ الطرق المختلفة الذين يعملون على توظيف النص في خدمة مصالح الطبقة السائدة في سياق قد يصل إلى إزاحة رموز هذه الطبقة في عملية إحلال طبقي يقوم بالأساس على إستبدال المضطهدين حفاظا على المكتسبات المتحققه من إحتكار وسائل الإنتاج وما يترتب على ذلك من هيمنة على الإقتصاد على قاعدة" دعه يمتلك دعه يضطهد "التي لا تمكن إلا أصحاب الرأسالمال من الإفادة من هذا الإنفتاح في توظيف الراسمال المالي والرأسمال التجاري في علاقة التبعية الإقتصادية للمركز الإقتصادي الذي يعمل على منع أي تقدم في المجال الإنتاجي بهدف إحتجاز إمكانيات تطور دول "المحيط "التي تشكل له سوق لتصريف البضائع ومستودع للأيدي العاملة (الرخيصة ) والمواد الخام الطبيعية ,وجفرافيا للتخلص من الترسانة العسكرية .
لا يمكن التنبؤ أي من هذه السيناريوهات سيشكل عنوانا للمرحلة القادمة للعديد من الأسباب أهمها:-
1- عدم الحسم النهائي للأوضاع فما زالت محاولات الثورة المضادة للإنقضاض على مكتسبات الثورة نشطة وحالة التراجع التي قامت بها القوى المنهاهضة للتغيرفي مصروتونس مناورة تكتيكية تهدف إلى إعادة صياغة التحالفات على الصعيد الداخلي والإقليمي من أجل حشد كل القطاعات الطفيلية في عملية أسترداد إمتيازات الماض القريب .
2- حالة النهوض التي تشهدها التيارات القومية العروبية والتي غيب دورها خلال الثلاث عقود الماضية سيعكس نفسه على التوازنات السياسية الداخلية والخارجية . ستبارك دول الممانعة الخيارات القومية لكنها لن تستطيع تقديم الدعم الازم لإنجاز التغيرات نتاج حالة الإشغال بالقضايا الداخلية بعد الهجمة الشرسة التي تعرضت لها ليبيا وما رافقها من تدمير للدولة وللنسيج الإجتماعي والسياسي الذي كان سائدا بكل إشكالياته ,حيث تم تقسيم ليبيا بين القبائل والمجموعات المسلحة التي تحكم ليبيا بقوة السلاح المنتشر في كل البلاد ,والمحاولات المتواصلة لإغراق سوريا بحروب داخلية بهدف تقسيمها إلى كيانات مذهبية وإثنية متصارعة –كما حصل للعراق - لا حول لها ولا قوة سوى التسليم بتطور وتفوق الرجل الأبيض الذي يغذي المسلحين بالسلاح والمال ويدربهم بهدف ضرب الوطن من الداخل.
3- قوى الدين السياسي هي الأكثر تنظيما في هذه اللحظة السياسية المفصلية و الحرجة ,من الواضح أنها منفتحة على أي تحالف للوصول إلى السلطة السياسية تمهيدا لأسلمة المجتمعات العربية على قاعدة درء مفسدة خير من جلب منفعة في أول توظيف للنص الديني .
في هذه المرحلة يمكن لكل السيناريوهات التأثير على حركة الواقع على قاعدة وحدة وصراع الأضداد التي تتطلب بالنهاية الحسم بطرق لن تخلوا من العنف نتاج الصراع الطبقي حامل ا لتغيرات التاريخية الجذرية .



#يوسف_غنيم (هاشتاغ)       Abo_Ghneim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا مصر قومي وشدي الحيل
- ما أجملك
- لا وطن ولا عقيدة ولا مبدأ للرأسمالية سوى جني الأرباح
- يا أحمد الجبهاوي
- رسالة إلى بلال وثائر
- كلمات الأسرى الأخيرة
- التفجيرات الأخيرة بسوريا _لعبة الموت
- ما بين الحب والعشق
- هل يكفي أني أحبك
- الأسلاميون وجماع الوداع
- سوريا الوطن النظام
- الواقع العربي و متطلبات التغيير
- أين يتجه العالم العربي في ظل قيادة قطر
- عندما تضحكين
- عندما يتحول الحب إلى كلمات


المزيد.....




- حاول اختطافه من والدته فجاءه الرد سريعًا من والد الطفل.. كام ...
- تصرف إنساني لرئيس الإمارات مع سيدة تونسية يثير تفاعلا (فيديو ...
- مياه الفلتر المنزلي ومياه الصنبور، أيهما أفضل؟
- عدد من أهالي القطاع يصطفون للحصول على الخبز من مخبز أعيد افت ...
- انتخابات الهند.. قلق العلمانيين والمسلمين من -دولة ثيوقراطية ...
- طبيبة أسنان يمنية زارعة بسمة على شفاه أطفال مهمشين
- صورة جديدة لـ-الأمير النائم- تثير تفاعلا
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 50 مسيرة أوكرانية فوق 8 مقاطعات
- مسؤول أمني عراقي: الهجوم على قاعدة كالسو تم بقصف صاروخي وليس ...
- واشنطن تتوصل إلى اتفاق مع نيامي لسحب قواتها من النيجر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف غنيم - نحو تحديد مفاهيم الواقع