أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عذري مازغ - حول إشكالية العمل الضروري في إنتاج فائض القيمة















المزيد.....


حول إشكالية العمل الضروري في إنتاج فائض القيمة


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 3741 - 2012 / 5 / 28 - 23:23
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


للحوار فضيلة قصوى، ومع أنه في خضم الزوبعة التي تثار حول موضوع ما، يتخذ شكلا فوضويا، إلا أنه مع ذلك ينتج معرفة تتخذ أشكالا نسبية او لنقل للدقة، تأخذ مظهرا قابلا للتطور وخاضعة لسيرورة التفكير، واحيانا حتى تلك الجزئيات الطائشة من الحوار التي تدخل في خضم الإستفزاز السلبي والسخرية الطائشة، كثيرا ما تثير دوافع جنينية، أو حدسا خلاقا لموضوع ما، يجعلك تشعر مدينا لهذا الشخص أو ذاك بالكثير من الإمتنان في اجفال جانب من العقل فيك كان نائما، طاقة خلاقة كانت معطلة، أو على الأقل في لحظة إجفال تتجمع فيك كل قواك الروحية، هذا ما حدث لي بالتحديد في موضوع الزوبعة الأخيرة حول قانون فائض القيمة، وهذا ما يجعلني في هذه الورقة أعود إليه لأقتحمه من زاوية مختلفة مستحضرا جوانب متعددة أثير حولها الجدل، ومنها حتى تلك المثيرة للإستفزاز، او المثيرة للإجفال مع وضع الحد المعرفي بين الإثنين، فالأولى تثير نوعا من الإستنفار الحذر والثانية تثير الفزع والهرولة، لقد أثير موضوع التبسيط في ذلك القانون، وجاءت التبسيطات اجتهادات وتأويلات ذاتية (ملاحظة أثارتها بعض التعليقات) وهي ملاحظة لم ينكرها أحد رغم أنها جاءت بنية التجفيل تحدد في جانب منها أخوية ذات بعد فئوي: انصر أخاك ظالما أو مظلوما، وبها جاءت تعليقات أخرى رفضا قاطعا: عناد في الرفض، رفض بالحاضر للماضي في شخص ماركس، رفض للوسائل التي استعملت في أداة التحليل، التشكيك في المعطيات، إشكالية الترجمة ثم الإستدلال الفلسفي او الممانطقة الفلسفية: إشكالية الجدل بين المثالية والمادية، إشكالية العلم الطبيعي والعلم الإجتماعي وما إلى ذلك، إشكال التفاوت البنيوي بين تمظهر هذا القانون هنا أو هناك في ارتباطه بالتفاوت التطوري التاريخي بين المجتمعات، وصولا إلى التشكيك في تحققه او نفيه بالمرة، أليس هذا بحق زوبعة؟
في إشكالية الأمانة العلمية او الفكرية لنصوص ماركس
تطرقت في مقالي الاول إلى موضوع فائض القيمة من خلال طرحه في كتابات بعض الماركسيين ( بعض التعليقات تطرح نقاشا حول الصين فيما نحن نجادل حول موضوع مثار سابقا غرد له هو نفسه بكل جوانحه التي تخدمه في إيديولوجيته)، خلصت في سياقها إلى عجزها في التفسير او التبسيط من خلال مقاربتها التاريخية أو لنقل من خلال ماتزعمه هذه الكتابات بأنه التحليل بمنهاج "المادية التاريخية"، في سياق استنطاق قانون فائض القيمة لا تتطرق إلى الشكل المادي الذي به يتمظهر هذا القانون، او بعبارة أخرى لا تطرح ميكانيزم هذه العلاقة بين عناصر أساسية في طرح ماركس لهذا القانون، وباعتباره قانون صيغ بأشكال مختلفة في الكتابات السابقة على ماركس، فإن ماركس صاغه بمنطق برهاني يعتمد استنطاق ميكانيزماته من خلال علاقة هذا القانون بعناصر تشكله أو من خلال علاقة هذه العناصر بعضها ببعض في سيرورة التطور الرأسمالي بشكل عام، بمعنى أن ماركس صاغه في حركته التطورية بارتباطها بحركة تطور الرأسمال ومن خلاله الرأسمالية بشكل عام، وبخلاصة كانت تلك القراءة، في زعمها قراءة بالتحليل المادي التاريخي، كانت في واقع الأمر قراءة وصفية.
هل استدلت بأمانة بنصوص ماركس؟
نعم لدرجة يندهش المرء لنقلها لعبارات بعينها.
هل فهمت واستوعبت الموضوع؟
نعم، استوعبته بالوصف ولم تستوعبه بالفهم التوضيحي، بل إن بعض التعليقات انساقت مع فرضيات ابراهامي في تجاوز هذا القانون تجاوزا بالوهم: "صحيح في عهد ماركس او بتعبير أوضح صحيح في عهد النول هو متجاوز في عهد الكومبيوتر" بشكل يجعلنا متى كانت النظرية في العلوم تتجاوز بمجرد قول دون برهان.
هل قدمت تبسيطا لفهم هذا القانون؟
لا لم تقدم تبسيطا بل عقدته بحيث حاولت تبسيطه. إن الإستدلال بأقوال ماركس العامة ليست هي الإستدلال ببرهنته. إن نظرية نيوتن في الجاذبية، عندما يحاول المرء تبسيطها هي عمليا وضعها في سياق برهنة نيوتن نفسه واستنطاق عناصرها (في مادة الرياضيات لاقسام الإعدادي درسنا هذه النظرية رياضيا ببرهنة عقلانية وليس بالوصف اللغوي، ثم في الثانوية درسناها في تناقضها مع النظرية النسبية التي تجاوزتها) هذا كان رأيي في تلك القراءة.
في الشق الثاني من موضوع المقالة (فائض القيمة في "زوبعة فنجان") أقر أن هناك خلاف في المقاربة مع الزملاء بالقدر نفسه كان هناك خلاف حول موضوع "ساعات العمل الضروري" بغض النظر على اختلاف الموضوع بين قراءة تعتبره متجاوزا وأخرى تعتبره فرضية كما عند السيد أبرهامي، وقراءتي الخاصة.
ساكون صارما وأقول إن موضوع ساعات العمل الضروري في فهم ماركس ليس كما فهمتها شخصيا بل كما فهمها ندي ابرهامي مع تسجيل ملاحظة خاصة هي ان ندي لم يكن مقنعا تماما، لكن مع ذلك، وباعتبار أن ماركس يناقش الموضوع بمنهج انبنائي معقد، سأسمح لنفسي بتوضيح الأمر استنادا إلى ماركس نفسه.
يستند مفهوم "العمل الضروري" وليس ساعات العمل الضروري (دعونا نحدد هذا المفهوم قبل التطرق إلى ساعاته) عند ماركس إلى نمط كامل من البناء التركيبي، بداية هو عمل ضروري لأنه يشكل ضرورة للعيش، وهو ثانيا رأسمال الفرد في حياته، أي كل مايملكه الفرد كقوة لكسب عيشه، به يحول المرأ عناصر طبيعية ليمنحها قيمة نفعية بشقيها الإستعمالي والتبادلي..بمعنى أن عناصر الطبيعة تكتسب قيمتها النفعية من خلال العمل: "العمل هو مصدر كل قيمة" والقيمة بهذا المعنى هي قيمة نفعية بشكل عام وهو ما يتناقض مع فهم ابراهامي الذي يعتبره بالتعميم قيمة تبادلية: إن القيمة التبادلية والقيمة الإستعمالية في جدل ماركس هي قيم نسبية بالمعنى الأنشتايني تتحدد بالنسق الذي طرحت فيه وليس بالصرامة التي يطرحها أبرهامي حين يقول: عندما يتكلم ماركس عن القيمة (وحدها) فهو يقصد القيمة الإستبدالية.
إن مقدار القيمة النفعية في هذه المواد هي مقدار العمل الذي استغرقته عملية تحولها من عنصر أولي إلى عنصر ذي قيمة إلى عنصر آخر، وهي بهذا في كل مرحلة من التحول تتخذ شكلا هو مقدار العمل الذي استغرقته في إنتاجها
ينبني مفهوم آخر للعمل في السلعة عند ماركس من خلال البناء التراكمي لمقادير القيم العملية في سلعة معينة( إن ماركس هو التوسير في القرن العشرين)، كأن تمر السلعة الواحدة بعدة مراحل تعبر كل مرحلة منها على قيمة معينة من مقدار العمل الذي امتصته، هي في كل مرحلة تأخذشكلا يميزها عن شكلها السابق، مايميز أشكالها في كل مرة هو مجموع القيم العملية التي امتصها ذلك الشكل، إنها في كل عملية تحول تأخذ قيمها السابقة وتمتص مقدارا من العمل في تحولها الجديد. هذه القيم العملية في كل مرة تمثل ضرورة بالنسبة للعامل بمعنى ضرورته الجبرية في أن يعيش، إن المادة المنتجة تخضع عمليا لسيرورة إنتاجية من خلال تغير اشكال قيمها الإستعمالية. فهي القطن مثلا في الحقل حيث تمثل قوة عمل ضرورية للفلاح، وهي القطن كمادة عولجت لتصلح للإستعمال وهي باختصار سيرورة إنتاجية من حيث هي سيرورة قوة العمل التي يبيعها أي عامل في كل مرحلة من مراحل الإنتاج المختلفة ( وصولا إلى الكومبيوتر المبهر) وهي أيضا عملية بنيوية معقدة من حيث كل عملية إنتاجية يمتص المنتوج خلالها قيما مختلفة تنتقل إليه من قوة عمل العامل، من قوة عمل اخرى متضمنة في وسائل الإنتاج التي تدخل كمواد اولية في المنتوج والآلات والطاقة وما إلى ذلك( إنها بلغة نيتشة سيرورة تاريخية). سأقر بهذا الذي جعلني في اختلاف واضح مع السيد أبراهامي، وانتقل إلى موضوع الإشكالية في سوء الفهم الذي من زاوية معينة كنت متعصبا لموقفي، وهذا التعصب حجب بشكل يقيني، التفكير في مراجعة المصدر،إن ساعات العمل الضروري تمثل بشكل حاسم ضرورة للرأسمالي أيضا نتيجة لإرادته "الحرة" في أن يستثمر لكي يعيش محتفظا برأسماله، في حساب ساعات العمل الضرورية في عملية الإنتاج وليس في الفهم المطلق لما تشكله الضرورة للعامل في العيش ( هناك تجاذب وتنابذ في الأمر)، يبدأ التاريخ عند أبراهامي بالدجاجة: رأسمال يفرخ بيضا ذهبيا وينفي قيما تراكمت مع السيرورة التاريخية، تنتفي لغة الإستغلال الإجتماعي في تراكم الرأسمال، وينتفي بهذا، الإستغلال ايضا، عند الرأسمالي( تنتفي لغة الإستغلال في قاموس أبرهامي أيضا). إن ساعات العمل الضرورية في عملية الإنتاج تعني صراحة استعادة رأسمال الرأسمالي الذي خسره في شراء قوى العمل بشكل عام (سندي في الأمر هو حساب 15 شلن في معادلة ماركس حول قيمة النسيج، أقصد قيمة 10 رطل من النسيج) وهذا يبدو جليا من العمليات الحسابية التي أقامها ماركس، وهي عملية بسيطة يقيمها أي إنسان يريد استثمار رأسماله في مشروع معين، إنه يحرص بدئيا أن لا يخسر رأسماله، ويحرص ثانيا أن يربح من عملية الإنتاج: إنه قانون شرعي بالفهم الرأسمالي، لكنه ليس صحيحا بالفهم العلمي، لأن كل المواد التي تدخل في عملية الإنتاج تؤدي مقدار قيمتها الإستعمالية في المنتوج إلا العامل فهو يؤديها زائدة أو لنقل للدقة يؤديها بمعيار متوسط العيش وليس بقيمتها الحقيقة (عندما أتكلم عن العامل أفترض فهما عصريا للعمل في تطوره التاريخي، فعمله ليس في كل عمليات الإنتاج هو عمل عضلي كما يفهم ذلك بعض رفاق الشلة، ثم أيضا يجب التمييز بين ما هو ضرورة عيش وبين ماهو ضرورة في عملية الإنتاج وإلا اعتبرنا الإنسان العامل بغلا في الحقل(منافي لميثاق حقوق الإنسان): ( إن الطبيعة بشكل عام ليست ملكا لأحد) إن ماركس يقول ساخرا بأنه لوكان الرأسمالي لا يفطن بحيلة قاصمة من عملية الإنتاج لما أضاع راسماله في شراء قيم استعمالية لا يحتاجها، "سيأكل نقوده إن شاء”.
أثير موضوع: هل نطق ماركس صراحة بالسرقة إلى درجة اقترح الأستاذ المحترم، حميد خنجي النظر في أصلها الألماني، إن كلمة rob في الإنجليزية مقابلها في الإسبانية هي robo وهي واردة في الترجمة الإسبانية وتعني السرقة، ولا أظن أن المترجمون في النسخ العربية اتفقوا في الأمر إذا كانت كل الترجمات عكستها بهذا المفهوم مع اختلاف الوجهة الإيديولوجية بينهم (صاحب الترجمة المصرية مسلم حسب مقدمته، وهي في نظري أبلغ من الترجمات الأخرى). إن سخرية ماركس تنم عن فهم مبطن، فهو أيضا يتكلم عن حيلة: “الرأسمالي يعرف مايريد" ويترك للمحامين الذين يدفع لهم مهمة الدفاع عنه (هذا القول أيضا وارد في كل الترجمات، أليس المحامون من قطاع الخدمات؟).
إن تبسيط ماركس لا يحتاج إلى تبسيط أكثر مما هو يحتاج إلى توضيح: إن ثلاث شلنات التي هي فائض قيمة في حسابه تعكس بشكل ما، القوة العملية للعامل في عملية الإنتاج التي يقترحها ماركس: تحويل القطن إلى نسيج
ــ يقترح ماركس 10 أرطال من القطن بسعر 10 شلنات
ــ هذه العشر شلنات هي مقدار قيم سابقة امتصها القطن لتكون له قيمة استعمالية، ومعنى هذا أن القطن يضم قوة عمل سابقة كانت تمثل ضرورة بالنسبة لعمال سابقين باعتبار أن من يحدد قيمة القطن هي مقادير العمل التي امتصها سابقا وهي كانت تشكل ضرورة عيش العمال لإنتاج قوتهم العملية، لا خلاف الآن في الأمر، إن رطلا من القطن فيه قيمة قوة عمل بسعر شلن بعملة زمان ماركس، وهذا يعني أن 10 أرطال بسعر 10 شلنات
يقترح نول بقيمة 2 شلنات
ويقترح قوة عمل العامل بقيمة 3 شلنات ( هي أجر يومي، في التعليق يرد أبرهامي، هي افتراض لأجر ساعات العمل الضروري، ( وهي بالحساب الرياضي، بالشكل الذي صغته أو بالشكل الذي يريد به زميلنا تاكيد قيم أنسانية الرأسمالي تؤدي لنفس النتيجة، ثمت فائض قيمة غير مدفوعة للعامل، أتساءل بناء على ماذا هذا الإفتراض؟) ، هي مقدار متوسط العيش الإجتماعي في زمانه: ماذا يعني هذا؟ يعني ان هذه الشلنات الثلاث تكفي العامل لينتج قوة عمل ويتناسل وما إلى ذلك فهي بالفعل تمثل الضرورة بالنسبة له ليس بالتحديد لأنه دفعها له الرأسمالي بل هي تدخل في حسابه: إن السيد حسقيل قوجمان ينبه إلى الأمر حين يقول بان العامل لاينال أجرته إلا حين يتم عمله ( أقر هنا اني متعسف في حق حسقيل حين اعتبره متحجرا بينما في مقاله الأخير يلامس نقط الإلتباس التي سجلتها عليه) وهو امر حقيقي، وبتعبير ماركس هي عقدة بين الراسمالي والعامل في المصنع الذي هو ممنوع إلا لأجل العمل، الرأسمالية تستطيع أخذ ما شاءت من الماضي لضبط قوانينها بينما نحن مشدودون ببلاهة إلى الحداثة، إلى الحاضر، إن النول الذي يستعمله ماركس في البرهنة ليس سوى مقدار لقوة عمل مستخلصة ( هي وحدة قياسية يمكن الإستغناء فيها عن النقد باستبداله بالوحدة الحرارية أو ما إلى ذلك) فيه كالتي للكومبيوتر الذي يمثل تراكم أجيال: سيرورة إنتاجية، سيرورة قوة عمل. ثم إن هذا الفهم المعقم بنفحة لبرالية ممجدة ليعبر في أساسه على أصولية قحة، اصولية ورعة بقدسية الحق الأصيل كما صاغة أحد المعلقين، إن العمل الضروري في صياغة ماركس ليعبر على سخرية لاذعة، فالإنسان يبدع في خلق آليات الإنتاج ليتحرر من اغترابه، وليس ليكون عبدا، أحد التعليقات المارقة، بنفحة منتصرة تتساءل كيف نقيم قيمة لاعب كرة قدم كرونالدينو: ببساطة أقول لهذا الفقيه المودرني الذي نفخ علينا ريشه كواحد ممن قبضوا على حقيقة الأمور، إنه عند الفرنسيين المتقدمين ثقافيا علينا، هو: Esclave du lux هذا هو التقييم، مثل هذا التقييم يتناسى أن معيار حقوق الإنسان في أوربا هو معيار نسبي: إنقاذ كلب أو قط في طوفان بأوربا اكثر من إنقاذ البشر، الترف في أوربا خلق الكثير من التناقضات بين ما يهيمه الإعلام أنه إنسانية فائقة الإشباع وبين الكثير من الحقائق الدرامية على أرض الواقع، زميلي أبرهامي ينفخ حنكيه بالقول بأن الرأسمالي باعتراف ماركس دفع اجر العامل كاملا، نقل هذه الجملة أكثر من مرة، وأنا اكدتها أيضا أكثر من مرة وأكدها آخرون أيضا: إن مادفعه الرأسمالي هو فقط "متوسط العيش الإجتماعي"، انها حيلة لا أكثر، حيلة شرعية باصالة الحق الذي هو حق الطبقات المسيطرة (إننا هنا في صلب الهيجلية التي قبرها التاريخ والتي يرفضها الفكر الموديرني في رفضه لماركس باعتباره رجل عصره إذ يرفضه بمنطق اقدم منه)، حتى البغل او الحمار أو الثور، إذا أردنا تجهيزه للحرث نعطيه من العلف ما ينتج به قوة عمل الحرث، وندفعه له مسبقا وليس في نهاية الأسبوع. إن هذا الأسلوب في الإستدلال ليظهر أن الرأسماليون ملائكة حقا.
يأخذ علينا الكثير أن عملية الإستبدال هي عملية ميكانيكية رغم الإشارة أنها تعني مقادير قيم لقوة عمل، فالجرار في الحرث ليس هو المحراث الخشبي، فالجرار يبدو بداهة: قوة إنتاجية أكثر من الحرث التقليدي، الجرار هذا يظهرونه كما لو كان يعمل مجانا، وليس أنه يحول قيمة استعمالية إلى المنتوج الجديد (لم ننتقل بعد لنقاش دور الجرار البنيوي في الإقتصاد).
في نقض جدلية أنور نجم الدين
يبدو االأستاذ أنور نجم الدين مرحا بقفزة ساحرة حين اناقش موضوع "إنتاج فائض الإنتاج" عند ماركس، اناقشها كتقطيع في ما هو يناقشها في ارتباطها بالرأسمال الثابت والراسمال المتحرك، أي أنه يناقشها في الفصول التي تأتي بعد فصل "إنتاج فائض القيمة"، يطرح حسابا رياضيا جدليا في أساسه، وينكر علينا استعارتنا من الزميل الزيرجاوي: هي استعارة من ماركس نفسه وليس من الزميل الزيرجاوي، أخذت بمعادلة الزميل للتبسيط لأنه في مقاله حول الموضوع سهل علي ألأمر، فهي بدون تلك الحروف الأبجدية تعني: فائض القيمة يساوي ساعات اليوم العملي ناقص ساعات العمل الضروري، ليست على الإطلاق ميتافيزيقا، بل هي تجريبية كما هو يحب، وهي بقابليتها يمكن حسابها بالمقادير النقدية أو الزمانية أو الحرارية او ما شاء أو شاء عشاق التعجيز من اصحاب بائعي ريش البطة الذين سنأتي على نقض بعض إعجازاتهم العصرية في مقال خاص، والمسالة لاتحتاج جهاز مختبري للقياس كما يحلو لأبراهامي وشلته والقياسات هذه موجودة في أية سلعة تباع إلا من أصيب بالعمي.
أتساءل كثيرا: هل حقا أنور نجم الدين يفهم ماذا يعني الدياليكتيك المادي؟: إذا كان لا يفهم الامر، نقول له بأنه ببساطة استنطاق ميكانيزمات موضوعة معينة في تأثراتها المتبادلة: الجدل ايضا يعني كل هذه العلاقات البسيطة بين الناس: أنا اتكلم وأنت تسمع، وإذا اغلقت أذنيك فحتما لن أتكلم، وليس معادلة ميتافيزيقية، ماركس يستعمل هذا الدياليكتيك أراد الزميل او كره. أن يضع تعريفا خاصا بالدياليكتيك ويربطه بفهم هيجل فهذا يعني ببساطة أنه لم يفهم ماركس حين قال بأنه وضع الدياليكتيك على الأرض وليس في السماء. فماركس لا ينكر الدياليكتيك بل يعترف بانه يحلل في صلبه.
هذا شيء، أما إذا دخلنا لنناقش نقده، فمزايدة على تقطيعي الذي أوضحت في مناسبتين من مقالي أنه تقطيع،أستطيع أن أظهر له بعض الأشياء التي أثارها بسوء فهم نتيجة لفلسفته الميثالية. بمعنى آخر بجدليته المبتذلة التي يرفضها باسم ماركس، يأخذ علي معادلة التبسيط التي استعرتها من الزميل الزيرجاوي ويأخذ بمعادلة ماركس في فصل آخر على الرغم من أنها معادلة رياضية أيضا، يطرح إشكالا في الفلسفة هو بالتحديد إشكال التعاطي مع الرياضيات: "إعارتي" منطقية لكنها لا تصلح أن تكون جدلية، إعارته هو ماركسية وفقط، لأنه أخذها من ماركس، لكنها جدلية على الرغم من ذلك، وبفهم خاص من أنور ليست جدلية: لا أدري هل يعرف صديقي أنور بأنه بالإمكان تحويل كامل كتاب الرأسمال إلى معادلات رياضية، وليس فقط لغة نحوية: لقد درست فائض القيمة وأنا في الإبتدائي في مادة الرياضيات بالمغرب حين كان التعليم تعليما حقيقيا، في القسم الخامس من الإبتدائي بالتحديد ولا زلت أذكر معادلاته باللغة الفرنسية حتى الآن، ومنطقي أيضا، في مقال الزيرجاوي الذي أثار كيف تحسب القيمة الفائضة في الشهر وإن لم يتعمق باستنطاق ميكانيزمه(لو فعل ذلك لأتى بنفس المعادلات التي جئت بها وهي في الفصل الذي يأتي في كتاب رأس المال بعد فصل قانون فائض القيمة، ويطرحها الزميل أنور بفهم الفيلسوف وليس بفهم الإقتصادي، بشكل أتساءل: هل يقرأ أنور مقررات طلبة او تلاميذ في مؤسسات علم الإقتصاد، فهي أيضا معادلات رياصية. أم أنه سينبهر بالعلم التجريبي ويقول لنا بانها ليست تقييمات كالتي لماركس، لو فعل أنور الأمر لاكتشف أن الإقتصاد العصري هو اقتصاد مبتذل في مفاهيمه، حتى قانون فائض القيمة له مدلول جديد tva مثلا في إسبانيا وفي هذه الأزمة العاصفة الإسبانية الحالية ينطقها الإسبان كما كان ينطقها ماركس plusevalua فائض القيمة
إن الإختلاف بيني وبين الزميل أنور هو اختلاف في القراءة الفلسفية نفسها بين فهم يحجر منطق الدياليكتيك في معادلات محنطة وبين من يستنطق آلياتها، إن القطيعة في الأمر هي القطيعة بين ماركس وهيجل، هيجل يستنطق الدياليكتيك في مثالية فكرية وماركس يستنطق ميكانيزمها في ارتباطها بالواقع. ولا يحتاج الأمر إلى تبرير تاريخي كالذي يقدمه الزميل انور، لأنه في آخر المطاف هو برهنة هيجلية. هي أو هو إسقاط دياليكتيك الميثاية الهيجلية على المادية الدياليكتيكية لماركس: الماركسية هي الجدلية المادية في تقاطعها مع الجدلية الهيجلية ( ولا نحتاج في هذا الأمر إلى نبذ لينين او ستالين لمجرد اختلاف سياسي إيديولوجي لنفي قيمة الدياليكتيك لأنه ببساطة وإن تاسس كفكر في مرحلة معينة من تاريخ الإتحاد السوفياتي فهو نتاج تاريخ الفكر الإنساني) وهي أيضا تختلف عن المنطق الوضعي التجريبي لأنها ببساطة تومن بنسبيتها، فقانون فائض القيمة ليس أبدي، بل هو نمط خاص بنمط الإنتاج الرأسمالي، فائض القيمة هو بعبارة أخرى الإستغلال مجسدا في قيم موضوعية معطاة بأرقام وارقامه هي واقعيته، هي هي ماديته.
يتبع
ملاحظة: كتبت هذا المقال قبل اطلاعي على سلسلة الرفيق الكبير حسن علوان ومقالات أخرى وإن اضطررت في مراجعته إلى الإشارة لموضوعات اثارتها سلسلته.
ملاحظة أخرى : عندما أشير إلى الوحدة في المقادير بتعددها بين أن تكون نقدية أوحرارية وما إلى ذلك أحيل إلى مقالة الزميل وليد في اطروحته حول هيكل الإقتصاد لفهم الأمر جيدا وإلى فصول ماركس حين يتناول الطاقة الحرارية للعمال ( سأشير إلى صفحاتها في المقال القادم)
تنبيه آخر: أعتذر مسبقا بأني لا أستطيع الرد على التعليقات لظروف خاصة وسأرد عليها في مقال خاص



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة إلى موضوع فائض القيمة
- فائض القيمة في -زوبعة فنجان-
- قليل من الحب
- فاتخ ماي، وقضايا الشغل
- نقض ماركسي يفقه كثيرا في الماركسية
- رفقا بالشهداء الشيوعيين المغاربة
- حول قضايا المرأة
- مهمة تحرر المرأة هي مهمة الرجل أيضا
- اهتزاز التقشف الرأسمالي والإسلام الرجعي: مخاض عسير لولادة جد ...
- قراءة نقدية....(2): حول مفهوم الإغتراب
- قراءة نقدية في مقالين متناقضين: مقال د. هشام غصيب ومقال الزم ...
- -التويزة- الجماهيرية وغريزة الإنحطاط
- أنادي خيمة تسكنني
- اليسار المغربي واليسار الإسلامي
- ألق المحبة القديمة..
- ربيع الأضحوكة العربية
- دور القوى اليسارية في ثورات الربيع العربي
- الثورة المغدورة
- المرأة وبرلمان الأكباش
- الماركس والعولمة


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عذري مازغ - حول إشكالية العمل الضروري في إنتاج فائض القيمة