أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - آمنه سعدون البيرماني - مقاله بعنوان( الحاجّه)














المزيد.....

مقاله بعنوان( الحاجّه)


آمنه سعدون البيرماني

الحوار المتمدن-العدد: 3741 - 2012 / 5 / 28 - 14:05
المحور: كتابات ساخرة
    


في السابق ,كنت اتضايق كثيرا من اسباغ لقب (الحاجّه) علي بسبب ارتدائي لغطاء الراس او ما نسميه في العراق (الربطه),ليس ازدراء بهذا اللقب السامي معاذ الله ولكن لاننا في بلدي وربما في اغلب البلدان العربيه ,نطلق هذا اللقب على كبار السن اوبمعني اصح العجائز اللواتي حان وقت حجهن قبل ادراك الموت !والامر ينطوي على مفارقه مضحكه لأن الحج ليس له عمر معين ,اذ يمكن ان يكون الشاب او الشابه في مطلع العمر او حتى الطفل البالغ سن التكليف حاجا اذا توفرت له الظروف المناسبه للحج, واللقب بحد ذاته شيء يصعب الحصول الفعلي عليه اذ ليس كل من زار الكعبه وادى المراسيم اصبح حاجا حقيقيا والكل يعرف القصه للامام السجاد وقوله الشهير (ما اكثر الضجيج واقلَّ الحجيج).في تلك الفترة المبكرة من حياتي والتي بدأت فيها بارتداء الحجاب البسيط عند اول دخولي للجامعه لعدة اسباب منها اقتناعي تلك الفترة المشحونه بالعداء لكل ما يمثل الاسلام من قبل النظام السابق فكان هذا نوع من التمرد على السلطه(على الاقل هذا ما كنت احسه) وكذلك التخلص من اعين الخبثاء وما اكثرهم ,واخيرا لاكسب الوقت الذي كنت اضيّعه في تصفيف شعري يوميا وخاصه في فترة الامتحانات وربما ادت لي الربطه بعضا من هذة الامور .السلبيه الوحيدة انذاك كانت مناداتي باللقب حاجه حتى ممن هم في سن َجّدي رحمه الله!مما كان يثير حنقي لان كما اسلفت هو اشارة ليس لاحترام الحج ذاته بل لتبيين ان الشخص في عمر الشيخوخه,هذا في حين ان السيدات السافرات في عمر جداتي كن يحظين بلقب(أختي ) المميز!,استمريت في ارتداء الربطه رغم هذا حتى الان واني لاذكر حادثه ازعجتني واثارت ضحكي في نفس الوقت,ففي احدى المرات كنت في صيدليه قرب بيتنا وانا زبونه دائمه عندهم ويعرفونني,كنت اصطحب معي بناتي التوأم في عربتهن الصغيرة الكبيرة,لاشتري بعض لوازم الاطفال وبعض الادويه (اي أبعد ما يكون عن لقب حاجه بالمعنى المجازي)واذا بشخص يقف خلفي ويبدو كانه مستعجلا قال بقله صبر وبلغه اهل بغداد(شويه بلا زحمه حَجّيه) اي يطلب ان افسح له الطريق,هو لم ير وجهي ,ليعرف ان كنت حقا حاجه ولم يتنظر دوره كمايفعلون في العالم المتحضر,ولا من باب الاتيكيت على الأقل كوني سيدة وكما نعرف (النساء اولاladies first )
لكنه كلّم الصيدلي وطلب منه دواءً بسيطاً اعرفه ولا ينم عن حاله خطيرة او مستعجله, فأستدرت نحوه وانا اضع تعبيرا ساخرا مستهجِنا يعرفه صديقاتي واهلي,وسط ابتسام الصيدلي واستغرابه.فبهت وتلعثم وتمتم (العفو اختي) رغم اني في سن ابنته!عندما راى وجهي..الامر الذي دفع بالصيدلي ان يداعبه بكلمات عتب لا اذكرها زادت من اضطرابه وكنت قد اتممت مشترياتي فخرجت,وانا اكاد اضحك ,الامر لا يزال عالقا في ذاكرتي من عدة نواحي ,اولها انه لم يحترم كوني سيدة وتصور انه مادام الرجل فله الحق في تجاوزي,والامر الثاني انه لم يحترم حتى اني حاجّه!كما قال,لانه لو كنت انا فعلا حاجه وسيدة كبيرة السن لما تردد في مزاحمتي بدل ان يقف احتراماً لكبر سني وينتظر دوره واخيرا لم يغير رايه الا عندما رأني شابه حسنه المنظرعندما نظر في وجهي فاسبغ علىي لقب اختي ليصغر ِسّنه هو !
انا لا زلت اتسائل,متى يحس اغلب رجالنا انهم لم يعودوا اجلافا اتوا من صحراء قاحله,وان عهد الجاهليه انتهى بعد الرسول محمد منذ ما يزيد1400 عام! متى يتذكرون انهم الان في القرن الواحد والعشرين ويتصرفون وفقا لذلك؟



#آمنه_سعدون_البيرماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة (لا فائدة) من كتاب اعطوني عدلا
- قراءتي في روايه (ربيع المطلقات) للكاتبين اللبنانيين د.نزار د ...
- قصيدة جديدة بعنوان(وحدي)
- قراءتي في كتاب (عكس الريح) للكاتبه غادة علي كلش
- قصيدة( طعم الظلم) من كتابي اعطوني عدلا
- مقاله بعنوان (حزن المرفهين)
- مقاله اجتماعيه بعنوان(الفصليه والنهوة)
- قصيدة(المواطن المجهول) من كتاب (اعطوني عدلا)
- قصيدة(كفى صبرا) من كتابي اعطوني عدلا
- قصيدة(اشيائي الصغيرة) من كتابي( اعطوني عدلا)
- قصيدة (وطن الاخطار) من كتابي (اعطوني عدلا)
- قصيدة (سيداتي سادتي) او (الى من قد لا يهمه الامر) من ديوان ا ...
- قصيدة (لانك امرأة) من كتاب (اعطوني عدلا) بقلم آمنه البيرماني
- قصيدة (سأرتفع )
- عاصفه التراب
- مساؤك حزين يا بغداد
- قصيدة (شيءبين يديك) من كتاب اعطوني عدلا للشاعرة (آمنه سعدون ...
- قصيدة(اعطوني عدلآ)للشاعرة آمنه سعدون البيرماني من كتاب(اعطون ...
- قصيدة(قصه وطن) من كتاب (اعطوني عدلا) للشاعرة (آمنه سعدون الب ...


المزيد.....




- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - آمنه سعدون البيرماني - مقاله بعنوان( الحاجّه)