أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحداد - عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج4














المزيد.....

عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج4


محمد الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 3741 - 2012 / 5 / 28 - 11:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كان عمري عشرون عاماً حينما دخلت الجامعة
في اختصاص هندسي
بعيد كل البعد عن الفلسفة
ولكن .......
طلب الحقيقة جعلني أبحث في كتب الفلسفة
أكثر...... وأكثر
ودخلت في الشيوعية
لا كانتماء حزبي أو تنظيمي
ولكن كباحث في الفكر
وجدتها فهم مادي للحياة على طريقة الديالكتيك
وجدت أن الماديون الديالكتيك طبقوا هذه الطريقة
على التاريخ، الاجتماع والاقتصاد
فصارت عقيدة فلسفية تبحث في شؤون العالم
وطريقة خاصة لدرس التأريخ والاجتماع
ومذهباً في الاقتصاد
وخطة في السياسة
........................
وقد استكملت كل خطواتها على يد الفيلسوف المثالي المعروف هيجل
وإنما جاء كارل ماركس الى هذه الفلسفة
فتبناها وحاول تطبيقها على جميع ميادين الحياة
في الميدان الاجتماعي والاقتصادي
.........................
تجد في هذه الفلسفة ميدان صراع بين المتناقضات
وكل وضع يسود فيه ذلك الميدان هو ظاهرة مادية خالصة
منسجمة مع سائر الظواهر
غير أنه و في نفس الوقت يحمل نقيضه في صميمه
وينشب حينئذ الصراع بين النقائض في داخله
حتى تتجمع النقائض وتحدث تبدلاً في ذلك الوضع
فيتم إنشاء وضع جديد
وهكذا يبقى الصراع قائماً
حتى تكون الإنسانية كلها طبقة واحدة
في تلك اللحظة يسود الوئام
ويزول النظام الديمقراطي الرأسمالي
وذلك بإلغاء الملكية الخاصة
...........................
لم يستطع أقطاب الشيوعية أن يطبقوا هذا النظام عندما صار الحكم في أيديهم
لذلك كان من الضروري إقامة نظام اشتراكي قبل ذلك
تمهيداً لإقامة النظام الشيوعي
وذاك يحدث عندما تكون الإنسانية جاهزة
والسبب أنهم اصطدموا بالواقع عندما أرادوا تطبيق الشيوعية مباشرة
............................
و وجدت أنهم يتبنون فهم خاص للحياة
لا يعترف لها بالقيم المعنوية الحسية
ويعللون الحياة تعليلاً لا موضع فيه لخالق فوق مستوى الطبيعة
بل غايته إفناء الفرد في المجتمع
فمحورها مساندة المجتمع ككل
والحكم على الفرد بالاضمحلال التام
ونتيجتها القضاء على الحرية الفردية
و وجود الفرد الخاص
وحقوقه الطبيعية في الاختيار والتفكير
.............................
والنظام الشيوعي وإن عالج مشاكل الرأسمالية بمحو الملكية الفردية
إلا أن لهذا العلاج مضاعفات خطيرة
تجعل الثمن الذي يدفعه الفرد في هكذا علاج غالياً جداً
وكبيراً جداً
وطريقة تنفيذه شاقة ومتعبة
ونتيجته القضاء التام على حرية الفرد
وهذا يتطلب قوة حازمة
تمسك المجتمع بقبضة من حديد
وتخنق كل نَفَس يتردد في أوساطه
.......................
إنّ انساناً يعيش مهدداً في كل لحظة
مُحاسباً على كل حركة
لهو انسان مرعوب مغلوب على أمره
......................
المشكلة في الشيوعية أنها تفسر الحياة تفسير مادي محدود
وأنا أبحث عن حقيقة الوجود
فلم أجد في الشيوعية
رغبتي في اكتشاف ما وراء الطبيعة
ولا شيئاً من الإجابة على اسئلتي
ولا صورة واضحة عن سبب وجود الانسان على هذه الأرض
من أين جاء ؟!! والى أين يذهب ؟!!
نظرة مادية ضيقة جداً
وجدت في الشيوعية نظام فلسفي
يحاول ترتيب البيت الانساني
بشقيه الاجتماعي والاقتصادي
نعم ... أقر نظام اقتصادي رائع
ولكنه لا يلبي حاجة الانسان لاكتشاف المجهول
وما وراء الطبيعة
بل وينكر ذلك عليه
معتمداً على المادة والتجربة والحس
كأساس لفهم كل شيء
نعم ...... قد يكون ذلك مفيداً ونافعاً لبعض الناس
ولكن ليس لي أنا
لأن لي تطلعات تفوق الحياة المادية
وتبحث عن حقيقة الوجود برمته
وهذا ما لا تستطيع الشيوعية بفلسفتها الديالكتيكية أن تعطيني إياه
فهي لم تشفي فضولي
وهو أمر شخصي خاص بي
وبطموحي وتطلعاتي
فانا باحث عن الحقيقة
ولا أعتقد انها تقف عند حدود المادة
ولا أخفي أن دخولي في دراسة الشيوعية
فتح امامي آفاق أوسع للبحث في الفلسفة الغربية
فالشيوعية حلقه في سلسلة طويلة من الفكر الانساني
فكان على ان أسأل فلاسفة
مثل ديكارت، نيكولاس، جورج بيركلي، جون لوك، ديفيد هيوم، توماس ريد، روسو، كانت، رسل وهانز وغيرهم
لعلي اجد الجواب
كان علي ان أسافر سفراً عقلياً الى فلاسفة اليونان القديم
أن أبدأ من البداية
من الفلاسفة قبل طاليس
ومن بعده
أسأل وأتفحص وأجمع الأفكار
لعلي أكتشف سر الوجود
وأعرف الحقيقة
وهكذا كان السفر شاقاً
وبعيداً
فحزمت أمتعتي
وبدأت مرحلة جديدة

نقلها لكم
محمد الحداد
28. 05. 2012



#محمد_الحداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج3
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج2
- عندما كنت ملحداَ قصة هدايتي ج1
- معنى السياسة
- الفرق بين العرب والغرب نقطة
- نكاح الوداع الحلال المنبوذ ج3
- نكاح الوداع الحلال المنبوذ ج2
- نكاح الوداع الحلال المنبوذ ج 1
- الشرف ليس بالجسد فقط
- أنت وذاتك الملكية الى الجحيم
- قراءة في طبائع الاستبداد ج 16
- قراءة في طبائع الاستبداد ج 15
- قراءة في طبائع الاستبداد ج 14
- مقالات علمية بسيطة ج 5
- مقالات علمية بسيطة ج 4
- مقالات علمية بسيطة ج 3
- دمقرطة وعصرنة الاسلام ج 2
- النساء ليس جمع امرأة
- قتل القذافي وابنه المعتصم جريمة حرب
- دمقرطة و عصرنة الإسلام


المزيد.....




- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...
- تنبأ فلكيوهم بوقت وقوعها وأحصوا ضحاياها بالملايين ولم تُحدث ...
- منظمة يهودية تطالب بإقالة قائد شرطة لندن بعد منع رئيسها من ا ...
- تحذيرات من -قرابين الفصح- العبري ودعوات لحماية المسجد الأقصى ...
- شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحداد - عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج4