أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - مرحلة لا بد من قطعها كي يعاد العقل إلى عقاله














المزيد.....

مرحلة لا بد من قطعها كي يعاد العقل إلى عقاله


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3740 - 2012 / 5 / 27 - 18:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرحلة لا بد من قطعها كي يعاد العقل إلى عقاله
كتب مروان صباح / ليست المسألة متعلقة فقط بكيفية قراءة البعض للتاريخ رغم أنها في أغلب الأحيان تتضح بأنها أفقية أو في أحسن الأحوال روائية لكن هؤلاء يدَّعوّن في جميع المناسبات أنهم متغلغلون في أعماقها بل أصبحوا يكتبون تاريخاً جديداً بالإضافة إلى التاريخ المقروء ، بيد أن هناك كابح يرغمك التوقف عند ما يقولون وما يفعلون للتباين بين الأقوال والأفعال الذي يدفع في النهاية إلى إستخلاص بأن القراءات كانت بالأصل سياحية ولم ترتقي من إعادة إنتاج أنماط تحّل بهدوء مكان تلك السائدة التى أُختزل جميعها بين المنابر والصالونات السياسية للتباهي بالكلمات المنمقة هي أشبه بالأثواب المطرزة التى لم تتخطى عتبات القاعات بل عند أول اختبار ميداني حقيقي افتضح شأنها كي تدلل عن عدم إنعكاسها بشكل يؤثر على السلوك لمن يستخدمها لمصطلحات تصور أنها من الممكن تمييزه عن الآخرين .
للقضية أبعادها المحذوفة وهي أقرب إلى الحذف العشوائي الذي يُسهل على الدوام الإنتقال من الأخطاء إلى الخطايا وبشكل إختياري لا قسري لأن الهويات التى يحملها الإنسان أحياناً تتفوق على المعرفة وهنا أقول المعرفة ولا المعلومة حيث قراءة سطوح البحار ليس كما من يغوص داخل أعماقها وأن تصديق هدوء البحر وصمته الخارجي لا يعني أن هناك بوليصة تأمين من عدم هيجانه ، فيبدو هناك من لا يتعلم من الدروس السابقة التى أصبحت مع مرور الزمن من التاريخ رغم أننا عشناها واقعاً بتفاصيلها المرّة ويصر البعض أن يتعامل معها تعامل مجزوء فتجده براغماتياً دون أن يتنازل عن المبدئية ومبدئياً متجمداً غافلاً عن استيعاب المتغير لأن في مكان ما حافظ على التحجر لروايات قد تعتقت لدرجة التعفن ليصبح النبش فيها مصدر روائح كريهة ، لقد تعثرت جميع المحاولات التى قدمتها الولايات المتحدة في تحجيم الجمهورية الإيرانية عبر السنوات الماضية إلا أنها جاءت دائما بالعكسية والإيجابية لصالحها في وقت تزاحمت عناصر الضغط في الفترة الأخيرة خصوصاً بعد خروج الجيش الأمريكي من العراق نحو محاصرة إيران دولياً وعزلها عن العالم ومحيطها تدريجياً الذي جعلها أن تتكئ بشكل أوسع إلى مربعها القائم في المنطقة دون أن تتوقع بأن يكون بداية إضعافها ، فقد شهدت المنطقة العربية بعد سقوط النظام العراقي وبعد ذبح الضحية في يوم العيد تصاعد تجييش النعرات لتتطور من إختلاف إلى نزاع ثم صراع التى بتنا نسمعه من خلال التصريحات المتبادلة حول البحرين لكنها تُعتبر إختراق للحلقة الإيرانية في محاكاة الحاضر لكن بشروط الماضي ليعاد مسح الغبار عن ملف قد استخدم من قبل في توريط العراق عندما جعلوا من قشرة الموز طريقاً هادئاً من النيل لهذا السد المنيع الذي كان يحقق التوازن الإستراتيجي مع إيران وحال دون تمدد افكارها في المنطقة وعدم السماح بالتفرد في القضية الفلسطينية ، فكان دخول الكويت وتسميتها بالمحافظة التاسعة عشر سهلاً وقد اُسّر المسمى البعض لفترة وجيزة ولأسباب تتعلق بالشعور بالتفوق مقابل شقاء وبؤس استمر ومستمر لسنوات اتضح بأنها مغامرة وتحليق نحو سفوح الجبال باهظ التكاليف وقاضية دون أن تمهل مقترفها مهلة التفكير والتأنى قبل الإندفاع ليأتي إعادة السيناريو من جديد كي يتسلل ومن ذات القناة التى تتفوق فيها دائما الهويات القاتلة الجامحة إذا تركت دون الإلتفات لخطورة الإنزلاق في متاهاتها .
حالة الإنفكاك الدبلوماسي التى استدعيت على عجل بدعوات إيرانية بضم البحرين كمحافظة تابعة للجمهورية رداً على اتحاد قادم مع السعودية تمهيداً لإتحاد أوسع يشمل الدول الخليجية يظهر مدى العمق وحجم التواري للفكر الإيراني خلف الجمهورية الحديثة لأطماع جغرافية تعتقد أنها بوابتها للدخول إلى الخليج العربي الشاطئ المقابل في المستقبل ، في وقت يتنامى الشعور لدى المؤسسة الإستراتيجية الإيرانية بأن هناك تراجع وشيخوخة مبكرة لدى المؤسسة الخليجية حيث اعراضها باتت ظاهرة بعد فقدان العراق كغطاء قوي وإنشغال مصر بإعادة ترميم ما نكل خلال العقود الثلاثين التى يفرض على المملكة السعودية واقع للإعتماد على الذات دون الأخر ، لكن الإنجرار خلف إنتصارات يعتقد صاحبها أنه محققها ستقوده بلا شك إلى الهزيمة الكبرى لأن العراق قد أسقط من خلال الامريكي لا سواه ، تتغير المعالم لتصبح أوضح فسوريا ولبنان اليوم فقدتا الوسطية التى تلتصق بهما واتجهاتا إلى الإنحياز الكامل للمشروع الإيراني مما يدعو التساؤل لماذا تدفع الولايات المتحدة كل هذه التضحيات في حين تعرف مسبقاً بأن اللعاب الإيراني سيسيل أمام واقع بات فارغاً ويحتاج إلى ملء الفراغ خصوصاً أن الوقائع جاءت مخالفةً لما كان يطرح من نظريات لا تتخطى الحدود الإيرانية لثورة تريد إنتشال المواطن العربي من الديكتاتوريات وإنتصار للمستضعفين في الأرض فيما كان النموذج العراقي كافي ليقدم صورة غنية لحقد تاريخي أعمى لم يعد بالإستطاعة إخفاءه حيث تتلاشى المزاعم الكبرى في تحرير فلسطين وتتعاظم القضايا الثانوية مثل الجزر الإماراتية والبحرين والعراق التى تعرت البوصلة النظرية أمام الواقعية فمن يملك القرار في لبنان وسوريا ومستحوذ على بترول العراق بات لا يعرف إلا الهرولة أمام حدود فلسطين .
واقع غريب ثمة تناقض واضح بين النظري والميداني مع فائض البلاغة والأناقة النظرية المرصعة بالمصطلحات كما لو كانت حجارة كريمة لدى القائل لأن الخلل بنيوي وثقافي ومعنى ذلك أن مزاعم التغيير الذي أطاحت بالشاه وجاءت بالثوار المستضعفين لم تصل إلى الجذور بعد وأن هناك مراحل لا بد من قطعها كي يعاد العقل إلى العقال وتستقيم الأمور .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطأ يتحول إلى خطايا
- الخطوة تبحث عن مغامراً
- فلسطين الديمقراطية فيكِ عرجاء
- احتشادا وتأهب
- لعبة التكامل والابتزاز المتبادل
- وزيراً في الصباح وغفيراً في المساء
- المزهرية الفارغة يثرثر فيها غياب الورد
- جنرالات استبدلوا الشدة بالفتحة
- عادات كرسها متنكرون
- التنكر في زمن الانتخابات
- المقابر فاضت وابتلعت المدن
- القيامة بصياغة بشرية
- توهموا الصغار بأنهم أنداد للكبار
- قبيحة وتزداد قبحاً
- عواصف تخلع النوافذ بعد الأبواب
- انتحر الحب
- الجميع متهمين على أن تثبت براءتهم
- بافلوفية
- أحياء لكنهم شهداء
- بين الأشباه والسعاديين


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - مرحلة لا بد من قطعها كي يعاد العقل إلى عقاله