أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جودت شاكر محمود - نظرية نموذج عجلة ألوان الحب(الجزء الخامس)















المزيد.....


نظرية نموذج عجلة ألوان الحب(الجزء الخامس)


جودت شاكر محمود
()


الحوار المتمدن-العدد: 3739 - 2012 / 5 / 26 - 17:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لون الحب الثانوي الثاني: (Mania Love).
يشير مصطلح كلمة(mania) إلى معنى الجنون(madness) باللغة اليونانية، وهو مستمد من كلمة(mainmai) وباليونانية (μαίνομαι)، والتي تشير إلى الهذيان أثناء الغضب. وكانت كلمة (Mania) في الأساطير اليونانية تشير إلى غضب الآلهة على أولئك الذين لديهم جرائم من خلال دفعهم إلى الجنون. وهي في نهاية المطاف مشتق من جذر كلمة (mind) في اللغة الهندوأوروبية (Indo-European).
فمن اللافت للنظر، أن جوهر الحب الحقيقي كان دائما مبني على مجموعة من الفضائل والتي من بينها الصبر والرعاية والرحمة، وهذا ما يتميز به أي شكل من أشكال الحب التي يمكننا أن نتصورها أو نعرفها. ولكن الحب(Mania) هو الجنون الذي تسببه الآلهة، ويسمى أيضاً بالعشق الهوسي أو وسواس الحب. فالعشق الهوسي هو انفعال شديد من الحب والشغف الجنسي الذي يخرج عن نطاق سيطرة الفرد.
الحب(Mania Love)هو نتيجة المزج بين لونين من الحب هما (Eros Love) والحب نوع(Love Ludos)، ولذا فأن عشاق الحب الهوسي لديهم الشغف الشديد الذي تم اكتسابه من (Eros)، لكنها تلعب وفق قواعد(Ludic)، وبذلك فان نتائج السلوك يمكن أن تكون مزعجة لهم وللذين يحبونهم. علما بأنه يرمز لهذا الحب بـ(اللون البنفسجي). وهو المعروف أيضا باسم الحب المضطرب. هذا الحب يتميز بالغيرة والتبعية إلى جانب كثافة كبيرة في المشاعر، والبعض من الحميمة، إضافة إلى أعراض نفسية كثيرة تتعلق بتلك العلاقة. انه حب غير عقلاني وغير منطقي.
أن هذا النوع من الحب هو أسوأ أشكال الحب كما يوحي بذلك اسمه، حيث يتصف بالانعدام الكامل للأمن، وشدة الهوس، والغيرة الشديدة والاستحواذ وردود أفعال أخرى مثل الإكراه وفرض المشاعر بالقوة على الآخر، والشره المفرط وهاجس المطالب المفرطة. وهذا الهوس يصبح إدمان أو اعتماد متبادل على الشريك.
العلاقات في هذا النوع من الحب تميل إلى أن تكون دراما عاطفية. فمن الصعب على العاشق أن يشعر بالاستقرار. فعند الوقوع في الحب، يشعر بأنه لا يستطيع العيش من دون الشريك الذي يعشقه. وهذا يجعل الأمور ناريه بين الشريكين. حيث أن جميع تصرفاته ومشاعره غير دقيقة، يسيطر عليه القلق، غير آمن، تسيطر عليه مشاعر الغيرة في هذه العلاقة. يمتلك مشاعر كثيفة من الحب لا يمكنه تفسيرها، أنها غير منطقية تماما. ويتم التعبير عن المشاعر والأفكار التي تسيطر على العشاق بالتعاسة، والجذب الشديد، والضبابية وعدم الوضوح.
وقد قدم العلماء في عام(2007) أدلة على وجود الأساس الجيني للأنماط الفردية المختلفة لألوان الحب وفق نظرية لي(نظرية العجلة)، حيث تم ربط (Eros Love) لنظام الدوبامين أما (Mania Love) فقد تم ربطه إلى نظام السيروتونين.
هذا النمط من تدفقات الحب عادة ما تعاني تدني في مستويات احترام الذات، وكثيرا ما يرتبط تدني احترام الذات في علاقات الحب من النوع الهوسي مع ضعف في مفهوم الذات، وعدم الثقة بالذات. وهؤلاء العشاق يعتقدون أن الحب هو العلاج لكل القضايا التي تؤدي إلى شعورهم بتدني احترام الذات، كما يعتمد هؤلاء على الآخرين لتحقيق السعادة، وتصورهم أن الحب هو السبيل الوحيد لإنقاذهم، ويعتقدون بأنهم بحاجة ماسة لعشاقهم. إلى جانب كثافة بالمشاعر تدفعهم للشعور بالحاجة إلى أن يكونوا محبوبين من قبل شريك واحد، ولكن لديهم مستويات شديدة من انعدام الأمن والغيرة، والقلق. وفي الحالات الشديدة، فأن محبي الهوس قد يقومون بارتكاب جرائم مثل الاغتصاب والقتل والمطاردة، وأكثر من ذلك. كما أنهم قد يلجأون إلى الانتحار. لذا يولون أهمية كبيرة على العلاقة مع شركائهم. ويشعرون أنهم بحاجة لهؤلاء الشركاء، والحب من وجهة نظرهم هو وسيلة الإنقاذ الوحيدة، أو لتعزيز قيمتهم. وإحساسهم بقيمة الذات يأتي من كونهم محبوبين، وليس من الارتياح الداخلي الذي يتواجد في ذواتهم. لأن الحب هو في غاية الأهمية بالنسبة لهم، وغالبا ما يتم تجاهل علامات الخطر التي تظهر في العلاقة، ومحبي الهوس يعتقدون أنه إذا كان هناك حب، فلا شيء آخر بعد ذلك له أهمية في حياتهم. وانخفاض احترام الذات يتجلى في الطريقة التي يتعامل بها هؤلاء مع أزواجهم. فالحب هنا لتعزيز القيمة والتفوق لدى هؤلاء العشاق.
عشاق الهوس تتجنب ارتكاب الخيانة إذا كانوا يخشون اكتشاف أمرهم. إلا أنهم ينظرون إلى الزواج على كونه تملك بدلا من منهج للشراكة بين إنسانيين، والأطفال كونهم إما وسيلة للمنافسة أو بديلا عن الحبيب، كما أن ممارسة الجنس هو بهدف الاطمئنان والتأكيد على وجود الحب. وهؤلاء العشاق يتميزون بأنهم غالبا ما يكونوا حريصون أو غير آمنين. ومن الملاحظ أن عشاق الهوس يستجيبون بشكل جيد للعلاج، وتنمو وتتطور في كثير من الأحيان للخروج من هذا النمط من الحب الذي تقع به.
هناك الكثير من الارتفاعات والانخفاضات في العاطفة، فضلا عن التبعية، والتملك والغيرة، وانعدام الأمن وعادة ما تكون تلك المظاهر موجودة فعلا وواضحة في علاقاتهم. محبي الهوس يتوقون لعلاقة الحب ولكنهم يجدونها بعيد المنال، أو لأنهم قد يبدون مضطريين للاندفاع من اجل الالتزام مع شريك حياتهم، لا يثقون حقا بالالتزام حتى لو كان قريبا منهم، ويخشون دائما من أن يكون ذلك الشريك سوف يتركهم ليبحث عن حبيب آخر، أو انه سوف يجد شخص آخر غيرهم. إلى جانب ذلك الهوس هناك الأعراض الجسدية، مثل صعوبة في تناول الطعام أو النوم. وعموما، فإن محبي الهوس يبدون دائما أنهم يبحثون عن سحابة حول الجانب المضيء من حياتهم.
عاشق الهوس يمتلك حب عاطفي أكثر من (أيروس)، ولكن لديه عواطف مضطربة ومتناقضة أكثر من ذلك بكثير، هذا المحبوب في توق شديد للحب، ولكن الغيرة والشك تسيطر عليه، ومحاولة فرض الالتزام على الشريك، كل ذلك يؤدي إلى تفكك العلاقة ويتسبب بالحزن لعشاق الهوس.
عشاق الهوس يشعرون بأن الحب هو الشيء الوحيد القادرة ذواتهم على الوفاء بالتزاماتها فيه. لكن الوساوس تصبح أحيانا هي المسيطرة على العلاقة مع الشريك. أنهم بحاجة إلى الشعور بالاطمئنان وبشكل مستمر، وذلك لان لديهم الكثير من الاضطراب العاطفي والغموض، والغيرة في علاقاتهم. البحوث التي أجريت مؤخرا وجدت أنه بغض النظر عن نوعية علاقاتهم العاطفية، فان عشاق الهوس هم أكثر عرضة لاستخدام السلوكيات السلبية لصيانة علاقاتهم، والحب الهوسي يتميز بالتحريض على الغيرة، والتجنب والتجسس، والصراع المدمر، والسعي لتملك الآخر، والسلوك التابع والمراقبة. وعشاق الهوس يختلفون كثيرا فيما بينهم في الإفصاح عن الذات. كما تم العثور على علاقة بين مزاج (الخوف والأسى على وجه التحديد) ونمط (Mania Love).
انه حب استحواذي، يتراوح بين مستويات عالية من عاطفة عظيمة ومستويات واطئة منها، أنهم أحباء غيورون جداً وهم غيورون في أغلب الأحيان. إلى جانب اعتماد مكثف. قد يكون هناك فقدان الشهية، والأرق والصداع وحتى الانتحار بسبب رفض الواقع أو نتيجة لأمور متخيلة من قبل الشخص المطلوب.
هذا الحب الجنوني يميل إلى أن يكون من طراز أول حب يعيشه المراهقين. وهو في الواقع شائع جدا وغالبا ما نتعرض له في سن المراهقة، وذلك نتيجة للتغيرات الهرمونية التي يتعرض لها المراهقين. حيث أن سن المراهقة هي أرض جديدة وهي مستودع لعناصر خيالية من الحب مثلما تم تصويرها في مجال الفن والإعلام. حيث أن المراهق يقع في سن المبكر فريسة لتوقعات غير واقعية بشأن علاقاته عاطفية. وهذه مجتمعة مع الهرمونات تتسبب في أن نرى المراهق شخص هائج مسلوب العقل تستحوذ عليه الكثير من الأفكار مثل حب الكمال، وبالتالي يؤدي ذلك إلى خلق أسس لمشاعر وأفكار الهوس لديه.
انه نوع من مشاعر الافتتان والحاجة الشديدة للحب، إلى جانب الافتتان هناك حاجة ماسة إلى أن يكون محبوبا من قبل الشريك، والاطمئنان من أن علاقة الحب هذه تسير بانتظام وفق رغبته.
أنها تجربة من الحب التي يعيشها بعض الناس ويشعرون بأنها خارج نطاق سيطرتهم. فالحب هنا هو تجربة ساحقة، بل تتحول حياة المرء رأسا على عقب وأنه يؤدي إلى فقدان كامل للهوية الواحدة. أنه الحب الذي يقوم على أساس من الهوس والجنون، والتسرع والشعور بالحاجة للآخر والتي لا يمكن إشباعها. الناس الذين يعانون من هوس الحب كثيرا ما يقعون في الحب بسرعة، ولكن حبهم يميل إلى الاستهلاك، ويميل أيضا إلى الإنهاك قبل أن يحصل على فرصة لكي ينضج ويتطور. وغالبا ما يتم بناء الحب على إشارات وعلامات صادرة عن الأوهام التي يعيشها الشخص، والمشاعر كثيرا ما تجري خارج نطاق السيطرة، والقرارات التي تتخذ تكون متهورة، وتتميز بالضعف.
يمكن القول بأنه من الأساليب الأكثر تدميرا من أنواع عجلة الحب. عشاق الهوس غالبا ما يمتلكون عدم الثقة بالنفس والخوف من الهجر. والهوس هنا ليس سمة إيجابية للعلاقة أبداً انه يحمل الكثير من الدلالات السلبية، أنه يعجل بإظهار غيرة عنيفة نحو الشريك، ويعيق تطوير العلاقة، ويثير القلق والاكتئاب والغضب، إلى جانب مشاعر عدم اليقين الذاتي في العلاقة. ولكن الحب الهوسي هو حب شديدة الرومانسية، أنه ينطوي على الليالي الطوال والأيام مليئة بالقلق، والشغف الشديد والحاجة القصوى للمودة، يتميز بالانشغال على الحبيب والحاجة إلى الطمأنة المتكررة من كونه عاشقا. إنه لا يستطيع الوقوف لوحده.
لديهم حاجة ليكونوا في علاقة دائما. وإذا كان الشريك الحالي لا يحقق لهم ما يرغبون به فأنهم لا يترددون من الذهاب إلى شريك آخر. الناس مع نمط الحب الهوسي لا يشعرون بالحاجة إلى إجراء أية قوائم من الصفات التي تريدها أو ترغب بها في المحبوب. في واقع الأمر، يمكن لهم من أن يقعوا مع أي شخص لأنهم يشعرون فجأة بمشاعر من الحب والعاطفة نحوه. هؤلاء هم الناس الذين يمكن لهم أن يندرجوا تحت فئة البارانويا، كما أن علماء النفس يميلون لرؤية أعراض المرض العقلي لدى هؤلاء من ذوي نمط المحبة الهوسي، المرض الذي يمكن علاج.
أحباء (Mania) و(Ludus) عشاق يميلون إلى البقاء بعيدا عن بعضهم البعض لأن العلاقات لدى هؤلاء غالبا ما تكون ضارة، ومحكوم عليها بالفشل نظرا لحقيقة أنها تقوم على الغيرة والافتتان، والهيمنة، والتهديد، والعنف. عشاق الهوس يتوقون إلى الحب ولكن سوف تواجههم دائما خيبة الأمل.
يفتقد أحباء الحب الهوسي إلى الثقة بالنفس، ويطغى عليهم الشعور بالحزين في أغلب الأحيان، ويتميزون بان لديهم رصيد كبير من العواطف الفاشلة، أنهم مستميتون في محاولاتهم لإجبار المحبوب على إظهار المودة لهم.
كما أنهم مستميتون للوقوع في الحب وأَن يُحبوا من قبل الآخر. هذا العاشق يبدأ فوراً في تخيل مستقبله مع الشريك، كما أن لديه شغف بان يريد رؤية الشريك يوميا، يتميز بمحاولاته لإجبار الشريك لإبداء الحب والالتزام به، يشك في إخلاص الشريك، يشعر بالإنتشاء والاكتئاب Elation and Depressionفي ذات الوقت، يعيش نوع من الخوف والقلق على فقدانه المتوقع للحب والحبيب. لهذا، فان محبي الهوس قد تكون تجربة الخوف التي لديهم، هي التي تمنعهم من التمتع بتلك العلاقات وبالمشاعر العاطفية التي تكتنفها. فالمحب هنا يسعى لامتلاك المحبوب تماما. وفي المقابل، فأنه يرغب في أن يُمتلك من قبل المحبوب وبشكل مكثف ليكون محبوبا وأن يشعر بذلك.
الهوس بما انه ليس سمة إيجابية للعلاقة أبداً، أنه يعجل ويمكن من إظهار عنف الشريك، ويعيق تطوير العلاقة، ويثير القلق والاكتئاب والغضب، فأن هؤلاء الأشخاص بحاجة إلى قدرا كبيرا من الحنان، والرغبة الحميمة والسريعة، وهم كثيرو الانشغال بفعل خوفهم، وبالأفكار التي تتمحور حول الرفض أو الهجر من قبل الآخر.
الهوس، بكل بساطة، يعني الجنون. من حيث الحب، انه يتميز بالهوس والافتتان الشديد، والإحساس المخدوع بنوع من الكمال فيما يتعلق بالكائن الذي يشعر نحوه بالمودة. وتتميز ليالي هذا العاشق بالأرق وأيامه بالألم والقلق. إن أدنى علامة على المودة تجلب النشوة لفترة قصيرة، إلا أنها سرعان ما تختفي. انه مشاعر من الحب متقلبة.
على الرغم من الهوس هو أكثر شيوعا في المراهقين ولكن البالغين ليسوا في مأمن منه. أن أولئك الذين لم يختبروا علاقات صحية في الماضي عرضة بشكل خاص لمشاعر الهوس هذه. هؤلاء الأفراد غالبا ما يكونون غير آمنيين، وواحدة من أكثر الجوانب السلبية للحب الهوسي هي الغيرة التي تنشأ من هذا الانعدام للأمن.
الحبيب الهوسي هو دائما يعيش حالة من عدم الشعور بالأمان ويشعر في كثير من الأحيان بمشاعر غير كافية من الأمن عندما لا يكون في شراكة رومانسية. حيث يصبح تركيز اهتمامه على فكرة الحب نفسه، وليس لوزن إيجابيات وسلبيات العلاقة والعمل على تطويرها مع وجود المودة. الهوس هو الحب القوي لدرجة أنه عندما يكون بلا مقابل، يؤدي إلى درجة كبيرة من الألم. وأفضل علاج لمحبي الهوس المكسورة قلوبهم هو العثور على وجوه جديدة من المودة. ومن المثير للدهشة أن شخصا ما يعيش مشاعر قوية مع فرد معين إلا انه يمكن وبسرعة تحويل تلك المشاعر إلى شخصا آخر.
كما يمكن تشبيه هذا الهوس بالإدمان. فالعلاقات المبنية حول هذا النوع تنطوي على حب الناس الذين يشعرون بالحاجة إلى بعضهم البعض وفي جميع الأوقات. أنها تحتاج إلى الشعور بالطمأنينة المستمرة ويرون الجنس وسيلة للتحقق من صحة هذه العلاقة.
ليست العلاقات حينما تبدأ محكومة بالضرورة بمشاعر الهوس، فمن الممكن الفرد الذين يعاني من الهوس، من أن يتصالح مع واقع الحب. فعلى الرغم من أنه قد يكون متحمسا ومتقلبا في بداية العلاقة، ولكن إذا واجهته مشاكل واعترف بالعيوب، وجها لوجه، فان تلك العلاقة تنمو وتزدهر. ومع ذلك، دون هذا النمو، وبمجرد أن ينهار الخيال، سوف نرى أن تلك العلاقة مصيرها الزوال السريع. هذا الهوس يتغذى على شدة العاطفة. وبدون تلك العناصر فأن هذه العلاقة لا يمكن لها من أن تتطور إلى نوع آخر من الحب، وبذلك فان هذا الحب سوف يزول من الوجود تماما.
يمكن القول أن الهوس ليس حبا على الإطلاق، بل مجرد افتتان، تحاول أن تعبر عنه لشخص ما تشعر به نحوه، ومع ذلك وهذه الحجة هي موضع نقاش. ليس هذا النوع من الحب هو الأكثر راحة من أنواع الحب الأخرى.
العاشق هنا يعتقد أنه حينما يكون محبا فان ذلك ينقذه من حالة سيئة، أو حتى يعزز من قيمته كإنسان(إذا أنا أحب، فأنا جدير بالاهتمام) غالبا ما يكون هذا شعارهم. هذا النوع من الحب أكثر غيرة من تلك الأنماط الأخرى من الحب. كما أن هؤلاء يشعرون عموما بان لديهم ما يخسرونه حينما تتفكك العلاقة، لاسيما إذا كان شريكهم هو أكثر المقربين منهم، العاشق الهوسي قد لا يكون شخصا ملتزما.
كل شريك يحتاج إلى عناية مستمرة من شريكه، إلى جانب الشعور بالفراغ أو عدم وجود شيء داخل أنفسهم، ويكونوا على الأرجح في ضياع مع سطحية إلى جانب كونهم غير صادقين. أنهم يائسون في كثير من الأحيان ويعيشون في الجانب المظلم من علاقة الحب. هناك حاجة قوية ليكون محبوبا. وحاجة لضمان بان الحب سوف يستمر دائما وفي أي وقت. هذه الطاقة العالية من المحبة تضيف الإثارة إلى علاقة، ولكن الكثير من جنون التملك والغيرة يؤدي إلى إثارة الزوابع في تلك العلاقة ويؤدي إلى موتها مبكرا. هوس الحب لا يسمح للشريك في النمو، كما يشعر الحبيب الهوس في خطر عندما يكون عاجزا عن السيطرة على شريكه.
هؤلاء يتصورون بان العالم كله يدور حول علاقتهم أو حبهم. انه نوع من الحب المدمر، والذي يمكن أن يكون خطر على تلك العلاقة، أنه نوع من الانجذاب القاتل. فيه الكثير القمعية والسيطرة والتي تصبح مدمرة في نهاية المطاف. حيث يمكن لهذا الشخص الانتقال من جاذبية شديدة وعلاقة قوية إلى عوز وغيرة وجنون. المحب المهووس لديه خوف عنيف غير معقول من فقدان الشريك والحاجة شديدة إلى الاطمئنان في كل وقت على العلاقة والشريك. حتى الاطمئنان غالبا ما يكون غير كافي للتخفيف من الطابع المكثف لهذا الهوس.
عشاق الهوسي يكون عرض الزواج أو العلاقة الطويلة الأمد وسيلة للملكية. ويمكن اعتبار الأطفال في مسابقة جلب الاهتمام من الآخر، أو يمكن أن يستخدم الأطفال كبديل عن الحبيب. ويمكن استخدام الجنس كوسيلة للحصول على تطمينات على حب الشريك له.

فقد نسمع البعض يصف علاقته مع الشريك: انه/أنها في بعض الأحيان كان / كانت لطيفة جدا بالنسبة لي، وأحيانا هو/ هي يعاملني مثل التراب، وكأنني لا شيء. هذه كلها علامات على وجود علاقة الإدمان وليس حب رومانسي صحي. حب الهوس غالبا ما يبدو مغطى بأكثر من اضطراب، مع ردود أفعال متطرفة، ولدى كل منها هاجس يمكن أن يؤدي إلى التهديد والمطاردة أو ما هو أسوأ من ذلك. هذا النوع من الحب يقلع مثل زوبعة، ويتحرك بسرعة بحيث تجد نفسك في حالة ذهول وارتباك في بعض الأحيان، في حين أن الشخص الآخر ينطلق بسرعة 100 ميلا في الساعة. لذا توخي الحذر من هذه الأنواع وان تضع حد لها بسرعة قبل أن يحملك الوقت مسرعا بعيدا في متاهات لا تعرف ما هي. الشريك هنا في توق لبناء علاقة الحب تلك ولكن يجدها بعيد المنال، كما انه يعتمد على الآخرين لتحقيق السعادة.
الحب بالنسبة لهم هو عدم التوازن الهرموني المستمر. أنهم يميلون إلى الغيرة الشديدة والخوف من فقدان عشقاهم إلى حد الهوس. أنهم يريدون أن تكون المشاعر في هذا الحب حماسية ومكثفة، وبالتالي تذهب بسهولة إلى التطرف. الحب الهوسي هو شائع في هذه الأوقات، لاسيما مع الشباب العشاق على صفات الفيسبوك، ومواقع الانترنيت. إذا كانت المشاعر والعواطف ذات طابع هوسي شديد والعلاقات ذات طابع قسري فإنها تميل إلى أن تكون صعبة وعنيفة. حب الهوس هذا عادة لا يميز بين الثقافة أو الجنس. والكثير من المراهقين يقعون في هذا الحب ويسيرون في هذا الطريق ويرغبون بالعودة إلى حكايات روميو وجولييت، حينها يقعون في هذا الفخ، الفخ الذي غذى خيال الكتاب والعشاق وبلا مقابل لعدة قرون. لحظتها نقول هناك حقا شيئا من ذهانية تدور حول الموت من أجل الحب.
المهووس بهذا النوع من الحب يمكن أن يؤدي به هذا إلى ممارسة العنف المنزلي. أن تجربة بعض هؤلاء الناس الذين يحبون يشعرون بأن مشاعرهم خارج نطاق السيطرة، فالحب هنا هو تجربة ساحقة ومدمرة، بل تتحول حياة المرء فيه رأسا على عقب وتؤدي به إلى فقدان كامل للهوية. مع صعوبة في التواصل مع العالم الخارجي الذي يعيش به. ولا يمكن للشخص التركيز على العمل أو الدراسة، وربما يميلون إلى أن يصبحوا خطرا على الحبيب أو حتى على أنفسهم. فإنهم غالبا ما يكونون عنيفين أو عدوانيين على مختلف المستويات. انه حب شديدة التقلب، يغذيه هاجس عدم الثقة بالنفس.
هذا النوع من الحب غير الصحي فيه صراع درامي مع وجود تطرف في العلاقة في الهدف والموضوع على حد سواء.



أنهم يواجهون الخوف الذي يمنعهم من التمتع بايجابيات تلك العلاقات. أنه أسلوب من الحب يتميز بأنه يجمع بين الانجذاب الجنسي القوي وكثافة عاطفية مع الغيرة الشديدة ومشاعر النكد،
لياليهم يدفئها الأرق وأيامهم مليئة بالقلق. هو مثل السفينة الدوارة مبحرة في عالم مجهول وبحار لم يطرقها احد ولا احد يعرف ما هي. عندما تكون الأمور إيجابية، عشاق هوسي هي في قمة العالم، ولكن مع أدنى علامة على الرفض، فأن عشاق الهوسي يسقطون في متاهات من عوالم كارثية.
وكما أن أي عمل أو مبادرة من الاهتمام تؤدي إلى النشوة، ويمكن أن تفسر على أنها نوع من بوادر الرفض، وذلك نتيجة للسلوك الرقابي الذي يمارسه نحو الشريك، فهؤلاء غالبا ما يشعرون بحاجة قوية ليكونوا في مواقع للمراقبة من اجل معرفة كل ما يقوم به شريك. أنهم أشخاص يريدون الحصول على الاهتمام التام والتفاني من قبل الشريك. إنهم لا يستطيعوا الوقوف والتمتع باستراحة المحارب، وبالتالي، هناك حاجة إلى أن يكونوا في علاقة دائما.
التقلب الشديد الذي يغذيه قلة الثقة بالنفس يترافق مع الكثير من التغيرات الكيميائية في الجسم والتي يمكن لها أن تجعل الشخص غير قادر على العمل أو الدراسة بشكل صحيح. وبذلك تجعل من المراهق العادي غير قادر على التركيز أو التفكير في أي شيء آخر. مثل هذا الحب غالبا ما يكون متميزاً بالأوهام المتطرفة، كما أنها تأخذ وبسهولة قرارات متهورة.
الهوس هو الصورة النمطية من الحب الرومانسي والذي تعرف بأنه يتضمن المشاعر المكثفة والحميمة. حيث يصبح تمركز اهتمامها على فكرة الحب نفسها وفشلها في وزن إيجابيات وسلبيات من تطوير علاقة عاطفة مع كائن آخر. أنه الحب القوي لدرجة عندما يكون بلا مقابل، فأنه يؤدي إلى درجة كبيرة من الألم.
الإفراط في الإثارة أو الحماس، لحد الجنون والفوضى، والى جانب الحميمة المكثفة لكن هؤلاء يفتقرون إلى التواصل ويمكن لهم من أن يتصرفون بطريقة غير منطقية. ردود أفعالهم لانتقادات من جانب الشريك، دفاعية ومفرطة في الحساسية، وأحيانا عنيفة. ورد فعلهم على الانفصال، لحظات من الذعر.
ويمكن للحبيب الهوسي أن يكون غير قادر على النوم، أو تناول الطعام، أو حتى التفكير المنطقي حول أحد أفراد أسرته. الحبيب هوسي لديه قمم من الإثارة، ولكن أيضا هناك في أعماقه الكثير من الاكتئاب، مع فترات قليلة جدا من دون ارتفاع أو انخفاض. هذا نوع من العاشق غيور إلى الحد الذي يمكن وصفه بأنه غير منطقي. ولا يمكن للمحب المهووس أن يتسامح مع فقدان التواص مع الحبيب، وحتى لفترات قصيرة من الوقت، ويشعر بالألم بسبب الافتقار إلى وجود حبيب أو التفاعل المتوقع معه. وعادة ما يتم سحق الحبيب الهوسي بواسطة رفض حقيقي أو خيالي، وربما إلى درجة التفكير في الانتحار. وقد يكون الحبيب الهوسي يخبر أحد أحبائهم بأنه ينبغي له من قضاء بضعة أيام بعيدا، للتفكير بموضوعية بشأن العلاقة بينهما، لكنه ينتقل إلى حالة من الذعر لأن الشريك غير موجودا خلال تلك الفترة. عشاق هوسي لا يقبلون الفصل في كل شيء بشكل جيد. والمُحب الهوسي لديه ميل لمراجعة العلاقات الحب الفاشلة والتكهن حول ما إذا كانت قراراتهم التي انتهوا إليها خاطئة أم لا. عشاق الهوس يكون لديهم في كثير من الأحيان مشاكل جنسية، فضلا عن مشاكل في التعامل مع أشكال أخرى من التفاعل الحميم، بسبب ارتفاع مستويات القلق، كما يتوقع عشاق الهوس بان لديهم مشاكل تتعلق بالقلق الذي يشعرون به، مثل تشنج المهبل أو سرعة القذف. ويرتبط على الأرجح الهوس مع تدني احترام الذات ومفهوم الذات الواطئ، لهذا السبب، فإن عاشق الهوس عادة ما يكون غير جذاب للأشخاص الذين لديهم مفاهيم ذات جيدة وثقة بالنفس عالية واكتفاء ذاتي، حيث إنها تصبح عبئا على الآخرين أكثر. وإذا ما رفض من قبل الآخرين، فأنهم تجتاحهم مخاوفهم كثيفة، مما يجعلهم حتى أقل جاذبية. وبالإضافة إلى ذلك، عشاق الهوس غالبا ما تواجه التطرف العاطفي، والتي تتراوح بين نشوة البهيجة إلى قعر اليأس. الحب هوسي يشبه كثير الاضطراب الثنائي القطب. والإناث أكثر عرضة لتتلاءم مع هذا النوع من الذكور.
حينما يشعر بقلق شديد حول وجود العلاقة فانه يكون غير قادر على التفكير في أي شخص أو أي شيء آخر. وبما أن حبيب هوسي يحب بشكل مكثف، وفي الوقت نفسه يخشى بشكل مكثف من فقدان الحب، ربما هذا القلق والخوف من الأمور التي تدفع به بشكل خاطئ وبما يتسبب بخلق مشكلات أو تجاهل مشكلات خطيرة تحتاج إلى إصلاح.
الجميع في بعض فترات حياتها تعيش هذا النوع من الحب، بعض الناس لديها تجربة حب هوسي إلى درجة معينة في سنوات المراهقة، وغيرها في وقت لاحق. لذا يجب على الناس الذين هم في وجود علاقة قوية هوسي يكونون حذرين يحترسون من علامات التحذير، لأنها يمكن أن تتحول إلى شيء قاتل ومدمر وفي طرفة عين.
غالبا ما يتحول هذا الحب إلى كراهية. وهو أكثر شيوعا في سنوات العمر المبكرة، أنه الحب الأول، لذا ينبغي عدم احتقار ذلك، لأنه دليل على قدرتنا الهائلة على الحب. كما انه قد يحدث في منتصف العمر، أو على عتبات الشيخوخة. وبالرغم من سلبياته ولكن حينما يمر العمر ولا نشعر به ونعيشه فإننا نموت ونحن لا نعرف ما هو الحب.
وأخيرا قد يكون الحب الهوسي هو ما يطلق عليه أحيانا (جرو الحب). ولكن هو حب غير مستقر مع الكثير من التعلق والانجذاب العاطفي، والسلوك المهيمن، والصراع العقلي.



#جودت_شاكر_محمود (هاشتاغ)       #          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كثيرات
- نظرية نموذج عجلة ألوان الحب(الجزء الرابع)
- ذكريات ضائعة
- خاطرةٌ
- منطقة خالية من الدهون
- دعوة لتنظيم أفكار مبعثره
- ضعف
- اللؤلؤ المنسكب
- دردشات: هل حقا نسعى إلى الديمقراطية بعد -الربيع- العربي ؟
- العدوان ونظرية المواقف السيكولوجية
- رغبات آدم
- دردشات: هل تعرف ما هو Captology ؟
- وقالت: شكراً ولكن كان متأخراً جداً
- الشيطانُ يتحدث
- دردشات: إن ينصرُكم -الناتو- فلا غالب لكم
- دردشات: العرب وصندوق باندورا
- مشاعر تستيقظ مجدداً
- نظرية نموذج عجلة ألوان الحب(الجزء الثالث)
- نظرية نموذج عجلة ألوان الحب(الجزء الثاني)
- نظرية نموذج عجلة ألوان الحب


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جودت شاكر محمود - نظرية نموذج عجلة ألوان الحب(الجزء الخامس)