أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كامي بزيع - هربا الى الموت














المزيد.....

هربا الى الموت


كامي بزيع

الحوار المتمدن-العدد: 3739 - 2012 / 5 / 26 - 16:18
المحور: حقوق الانسان
    


لا اعرف تفاصيل القرار الذي اتخذه الموسيقي اليوناني انطونيس ووالدته التي تبلغ من العمر 90 للقفز من على سطح المبنى يوم الاربعاء الماضي، لملاقاة الموت، لكنني اعرف جيدا ان الخبر يزلزل النفس، ويعيدنا الى نقطة البداية، في تلك الاسئلة المصيرية التي تدفعنا للصراخ لماذا؟.
تقول الاخبار ان الحدث قد وقع حوالي الساعة الثامنة صباحا، هل قضيا الليل يتشاوران في الامر؟ وهل كانت ضائقتهما وصلت الى درجة لم يعد ينفع معها الايمان ان الله يقسم الارزاق لمخلوقاته؟.
امسكا بايدي بعضهما وطارا يعانقان الفراغ، الم تستطع الحياة ان تقنعهما بالبقاء في احضانها ؟ اسئلة غريبة هذه التي اطرحها وهما قد وصلا الى نقطة اللاعودة، اذا كانت الكلاب تشبع بدون ان تعمل، لماذا على الانسان ان يموت لانه لا يجد ما يأكله؟ (شعور بالغضب يلفني).
هي الطبيعة وهبتنا كل مالديها لنحيا، كل مافي هذه الطبيعة يمكن ان يجعلنا سعداء، هذه الشمس تمدنا بالحنان، هذه الارض تغذينا بكل ماتنتجه لنا، وهذه السماء تعطينا ماء الحياة الذي لا ينضب. لماذا اذن نبخل على اجسادنا بنعمة الوجود؟.
نعم اي امل يبقى لدينا عندما نسمع مثل هذا الخبر، بل على العكس، ربما يجعلنا ندير تفكيرنا في اتجاه اخر... نحن من يصنع حياتنا، ليس الضمان الاجتماعي الذي يشترط متطلبات لتقديماته، ولا الجمعيات الانسانية التي بينما تدرس الحالة يكون المرء قد ودع. مثلنا مثل بقية الحيوانات، علينا ان نكافح لاجل البقاء، لقد اجبرونا على شراء الخبر في الاكياس، والاكل جاهز في العلب، والماء في القناني، لماذا لانخصص وقتنا لكي نزرع وناكل، في الاحواض اذا لم نمتلك اراضي، لماذا لا نعجن ونخبز؟ لماذا لا نقطف من الطبيعة ماتمنحه ايانا؟ ان القليل يكفينا لنستمر، بدون هذا البريق الخادع الذي يخبرونا عنه دائما وبانه مايعطي طعما للعيش... ليس الموت هو القرار الاصعب، بل هي الحياة.
يبدو ان الواقع المفبرك يدفعنا الى الياس، بضعة مئات من الناس تنعم بالثروة، والملايين تموت من الجوع، ولكن جميعنا نمرض نتالم ونموت، لماذا علينا ان نكون اثرياء؟ لكي نستهلك اكثر! لكي ندعس رؤوس اكثر! لكي تقسو قلوبنا! لكي نتخلى عن انسانيتنا اكثر واكثر.
بالعكس ان كل انسان يمتلك الكثير الكثير من الثروة، فقط عليه ان يراها، وان يلمسها بداخله، حيث يمكن ان يقدم للاخرين الكثير منها، وهكذا يمكننا جميعا ان نتعاون لنحيا... بفرح.
غريب هذا الخبر القادم من اليونان، وهي الامبراطورية التي حاكت اساطير الخلود والبقاء، كيف يمكن لهذا الشعب الجبار ان ينحدر الى هاوية اليأس، وكيف يمكن للسلطة السياسية والاقتصادية ان تدفع ابناءها الى الانتحار بهذه الطريقة. لا شك ان وسائل الاعلام بسمومها تزيد الامر سوء وهي تعرض وتعيد النكبات، هناك دائما قبس نور، هناك دائما "مطرح" للخلاص، دون ان يكون تحديدا الابدية، لا شك ان اعادة التفكير في وجودنا يطرح نفسه بقوة، فنحن لم نولد لكي نستهلك ماتنتجه المصانع، وماتسوقه الشركات، ولا ان نخضع لشروط وقيود البنوك، ولا ان تسيرنا وسائل الاعلام بايديولوجياتها المنظمة، نحن ولدنا كجزء من الطبيعة ومع الطبيعة وفي الطبيعة، يمكننا ان نطلب المساعدة من ابناء جلدنا، وبكل الاحوال يمكننا ان نتحلى بالتفاؤل وقد صدق المثل العربي الذي يقول "تفاءلوا بالخير تجدوه".



#كامي_بزيع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلة مصرية تراقص الزمن في اسبانيا
- عزيزة براهيم: صوت صارخ للوطن
- رشيد الخديري في الخطايا والمرآة
- في حضرة الامير
- الخصم
- عيدك ياحبيبي
- المظلة ظل الالهة
- زيارة متأخرة
- مباركة انت
- الفقر المؤنث
- رسائل الصمت
- جنون العاصفة
- الجريمة
- شهيدة العلم
- الموت الجميل
- من اين يأتي الاطفال في اسكندنافيا؟
- العرب والطيب المذكر
- المرأة والغناء
- طزاجة الكلمة
- الطعم المالح


المزيد.....




- المبادرة المصرية تدين اعتقال لبنى درويش وأخريات في استمرار ل ...
- مفوض أوروبي يطالب باستئناف دعم الأونروا وواشنطن تجدد شروطها ...
- أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول الأونروا
- الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين لاستئناف تمويل الأونروا بعد إ ...
- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...
- مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي ...
- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كامي بزيع - هربا الى الموت